أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-7-2022
1729
التاريخ: 26-6-2016
2466
التاريخ: 22-12-2016
5892
التاريخ: 17-4-2021
2724
|
ـ لماذا يستخف الفرد بابن بيئته؟
الجواب :
لا بدّ من الآخر، وللحياة بين الناس لغة خاصة وفريدة، ويمكن ان تقوي العشرة إلى درجة التدخل بكل التفاصيل، كما يمكن العكس بان تكون العلاقة فاترة ورسمية إلى ابعد الحدود، وقد تختلف العلاقات شدة وضعفا بمزاج الاشخاص وطبائعهم ورغباتهم وقد تصل إلى درجة المنافرة والعداوة كما قد تتحول إلى حب وغرام وشغف.
وأفضل العلاقات في العلاقة المتوازنة التي تأخذ نصيبا من العقلانية ومن توجيهات الشرع المقدّس.
ونعم الإنسان الذي ينصف الآخرين من نفسه، ولو وجد من هو أفضل منه يقرّ له بالفضيلة والاحترام، ويتمنى ان يكون مثله او افضل منه ضمن التنافس المشروع.
وبئس الإنسان الذي ينطلق في علاقاته الاجتماعية من الأنانية والشخصانية والغرور والتكبّر وسوء الظن، ولعل هذا هو ديدن الجهلاء البعيدين عن القيم والإنسانية، ولو قلت انه الغالب بين الناس لا أظن من يناقشني في ذلك.
ان العقلاء واصحاب القيم الإنسانية تراهم إلى حد ما يعيشون الغربة في قضاياهم ويتعاملون بحذر شديد، فمن جهة شرهم مأمون لأنه لا يوجد لديهم الا العشرة الحسنة والمخالطة المريحة وان اخطأوا اعتذروا وطلبوا الصفح.
ومن جهة أخرى يذوقون المرارة من أصحاب المصالح الضيقة ويواجهون التشكيك في مشروعهم الاصلاحي هذا اذا لم يكن الاستخفاف والاستهزاء، حالهم كجاني الورود والزهور والرياحين من الحقول ودونها أشواك وأشواك ومتاعب وآهات.
وقد جاء في وصف المتقين في كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) ما هو قريب من الواقع الذي ذكرناه فيقول: (فالمتقون فيها هم أهل الفضائل منطقهم الصواب وملبسهم الاقتصاد ومشيهم التواضع... قلوبهم محزونة وشرورهم مأمونة وأجسامهم نحيفة وحاجاتهم خفيفة وأنفسهم عفيفة... واما النهار فحلماء علماء ابرار اتقياء قد براهم الخوف بري القداح، ينظر اليهم الناظر فيحسبهم مرضى وما بالقوم من مرض ويقول لقد خولطوا...)(1).
إن الحياة مع عامة الناس تنتظر متاعب لابد ان تبقى في الحسبان حتى لا نتفاجأ، نتيجة شيوع المحاكمات السريعة المبتنية على الظنون وغلبة الاوهام والتحاليل الخاطئة والأفكار الضيّقة.
ومما يعترضنا وفي نفس الوقت ننتظره ما يلي :
1ـ مغنية الحي لا تطرب.
2- لا نبي في قومه.
3- ابن الحي يزهد بالزواج من بنت حيّه وكذا العكس.
4- تحميل الأولاد جريرة الآباء.
5- نقد القريب مرٌّ غير مستساغ.
6- من يخطئ لا يغفر ذنبه.
7- لا مبدع في قريتي.
8- موعظة عالم البلدة مملة وثقيلة ومزهود بها.
9- وردة الدار منسيّة.
10- الجديد يُنسي القديم.
الى غير ذلك...
ان لهذه المفاهيم المتكرّسة في الأذهان والأعراف اثرها السلبي في العلاقات الاجتماعية العامة مما لا يُنكر، وخطرها يحدّق بالجميع، ومردودها يضر بمشروع الإصلاح الاجتماعي.
أما الخروج من هذه الاشكالية فيحتاج إلى التوعية المستمرة، والى إفساح المجال لصوت العقل والشرع ولو في دردشة هادئة بين أفراد هنا وعوائل هناك، ويلعب في المورد الدور الكبير العلماء وأصحاب الشأن العام والإعلام الموجه والمؤسسات التربوية... كما تحتاج المواقف إلى التحدي الشجاع في مخالفتها والى تجاهل اللغو فيها مع الصبر على المتاعب.
_____________________
1ـ نهج البلاغة خطبة 193 ص444.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|