المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

تعارض الاستصحاب مع قاعدة اليد
10-9-2016
شريح بن مالك الخثعمي الكوفي.
23-11-2017
التلوث بالكبريت pollution Sulfur
10-10-2016
الشكوى من الشيب
22-03-2015
من أدعية الإمام الصادق (عليه السلام) في الحج / دعاؤه في عشيّة عرفة.
2023-05-27
شروط عقد الذمة
2024-11-19


تفسير الآية (36-38) من سورة فاطر  
  
3170   01:15 صباحاً   التاريخ: 30-9-2020
المؤلف : إعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : .....
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الفاء / سورة فاطر /

قال تعالى : {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [فاطر : 36 - 38] .

 

 

تفسير مجمع البيان

- ذكر الطبرسي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

لما قدم سبحانه ذكر ما أعده لأهل الجنة من أنواع الثواب عقبه بذكر ما أعده للكفار من أليم العقاب فقال {والذين كفروا} بوحدانية الله وجحدوا نبوة نبيه {لهم نار جهنم} جزاء على كفرهم {لا يقضى عليهم} بالموت {فيموتوا} فيستريحوا {ولا يخفف عنهم من عذابها} أي ولا يسهل عليهم عذاب النار {كذلك} أي ومثل هذا العذاب ونظيره {نجزي كل كفور} جاحد كثير الكفران مكذب لأنبياء الله {وهم يصطرخون فيها} أي يتصايحون بالاستغاثة يقولون {ربنا أخرجنا} من عذاب النار {نعمل صالحا} أي نؤمن بدل الكفر ونطع بدل المعصية والمعنى ردنا إلى الدنيا لنعمل بالطاعات التي تأمرنا بها {غير الذي كنا نعمل} من المعاصي .

فوبخهم الله تعالى فقال {أ ولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر} أي أ لم نعطكم من العمر مقدار ما يمكن أن يتفكر ويعتبر وينظر في أمور دينه وعواقب حاله من يريد أن يتفكر ويتذكر واختلف في هذا المقدار فقيل هو ستون سنة وهو المروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة وهو إحدى الروايتين عن ابن عباس وروي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) أيضا مرفوعا أنه قال ((من عمره الله ستين سنة فقد أعذر إليه)) . وقيل هو أربعون سنة عن ابن عباس ومسروق وقيل هو توبيخ لابن ثماني عشرة سنة عن وهب وقتادة وروي ذلك عن الصادق (عليه السلام) .

{وجاءكم النذير} أي المخوف من عذاب الله وهو محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن ابن زيد والجبائي وجماعة وقيل النذير القرآن عن زيد بن علي وقيل النذير الشيب عن عكرمة وسفيان بن عيينة ومنه قيل :

 

رأيت الشيب من نذر المنايا *** لصاحبه وحسبك من نذير

وقائلة تبيض والغواني *** نوافر عن معاينة القتير

فقلت لها المشيب نذير عمري *** ولست مسودا وجه النذير

وقال عدي بن زيد :

 

وابيضاض السواد من نذر الموت *** وهل بعده يجيء نذير وقيل النذير

 

 موت الأهل والأقارب وقيل كمال العقل {فذوقوا} أي فذوقوا العذاب وحسرة الندم {فما للظالمين من نصير} يدفع عنهم العذاب {إن الله عالم غيب السماوات والأرض} فلا يخفى عليه شيء مما يغيب عن الخلائق علمه {إنه عليم بذات الصدور} أي فلا تضمروا في أنفسكم ما يكرهه سبحانه فإنه عالم به .

________________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج8 ، ص248-239 .

 

تفسير الكاشف

- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه الآيات (1) :

 

{والَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا ولا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها} . ذكر سبحانه صورا لعذاب العصاة الطغاة ، منها هذه الصورة ، وهي أليم العذاب وشدته ، ودوامه واستمراره ، فلا موت ينتهي به العذاب ، ولا سبب يوجب التخفيف {كَذلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ} جزاء وفاقا لجرمه وجريرته وتقدم مثله في الآية 56 ج 2 ص 353 {وهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيها رَبَّنا أَخْرِجْنا نَعْمَلْ صالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} . صاحوا واستغاثوا ولا مغيث ، وتضرعوا وتابوا ولكن بعد فوات الأوان . وتقدم مثله في الآية 100 من سورة المؤمنون ج 5 ص 388 والآية 107 ص 390 من نفس السورة والمجلد . وقال سبحانه في الآية 28 من سورة الأنعام : {ولَو رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ} ج 3 ص 179 .

{أَولَمْ نُعَمِّرْكُمْ ما يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وجاءَكُمُ النَّذِيرُ} . طلبوا من اللَّه ان يعيدهم إلى الدنيا ثانية ليستدركوا ما فات من الايمان وصالح الأعمال ، فأجابهم سبحانه : لقد كنتم في الدنيا من قبل ، ومكثتم فيها أمدا غير قصير ، وجاءكم البشير والنذير ، ودللتم إلى سبيل الرشد والهداية ، فأبيتم إلا البغي والضلال ( فذوقوا ) العذاب الآن بما كنتم تكفرون {فَما لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} لأنهم هم الذين ظلموا أنفسهم بسوء اختيارهم ، لأن اللَّه أعذر إليهم بالحجج والبينات .

{إِنَّ اللَّهً عالِمُ غَيْبِ السَّماواتِ والأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ} . يعلم السرائر والضمائر ، وما يغيب في الأرض والسماء عن الأبصار والبصائر ، ولا يخفى عليه من شيء كان ويكون .

______________

1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج6 ، ص293-294 .

 

تفسير الميزان

- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

قوله تعالى : {والذين كفروا لهم نار جهنم} إلى آخر الآية اللام في {لهم} للاختصاص ويفيد كون النار جزاء لهم لا ينفك عنهم ، وقوله : {لا يقضى عليهم فيموتوا} أي لا يحكم عليهم بالموت حتى يموتوا فهم أحياء على ما هم فيه من شدة العذاب ولا يخفف عنهم من عذاب النار كذلك نجزي كل كفور شديد الكفران أو كثيره .

قوله تعالى : {وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا إلى آخر الآية في المجمع ، : الاصطراخ الصياح والنداء بالاستغاثة افتعال من الصراخ انتهى .

وقوله : {ربنا أخرجنا} إلخ .

بيان لاصطراخهم ، وقوله : {أ ولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر} إلخ .

جواب اصطراخهم وقوله : {فذوقوا} وقوله : {فما للظالمين من نصير} كل منهما متفرع على ما قبله .

والمعنى ، وهؤلاء الذين في النار من الكفار يصطرخون ويصيحون بالاستغاثة فيها قائلين : ربنا أخرجنا من النار نعمل صالحا غير سيئ غير الذي كنا نعمل فيقال لهم ردا عليهم : - كلا - أ ولم نعمركم عمرا يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فأنذركم هذا العذاب فلم تتذكروا ولم تؤمنوا؟ فذوقوا العذاب فما للظالمين من نصير ينصرهم ليتخلصوا من العذاب .

قوله تعالى : {إن الله عالم غيب السماوات والأرض إنه عليم بذات الصدور} فيعاملكم بما في باطنكم من الاعتقاد وآثار الأعمال ويحاسبكم عليه سواء وافق ظاهركم باطنكم أو خالف قال تعالى : { وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة : 284] ، وقال : { يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} [الطارق : 9] .

_______________

1-الميزان ، الطباطبائي ، ج17 ، ص4041 .

 

تفسير الامثل

- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه الآيات (1) :

 

ربّنا أخرجنا نعمل صالحاً !

القرآن الكريم يقرن (الوعيد) (بالوعود) ويذكر «الإنذارات» ، إلى جانب «البشارات» لتقوية عاملي الخوف والرجاء الباعثين للحركة التكاملية في الإنسان ، إذ أنّ الإنسان بمقتضى «حبّ الذات» يقع تحت تأثير غريزتي «جلب المنفعة» و«دفع الضرر» .

وعليه فمتابعة للحديث الذي كان في الآيات السابقة عن المواهب الإلهية العظيمة وصبر «المؤمنين السابقين في الخيرات» ينتقل الحديث هنا إلى العقوبات الأليمة للكفّار ، والحديث هنا أيضاً عن العقوبات المادية والمعنوية .

تبتدىء الآيات بالقول : {والذين كفروا لهم نار جهنّم} ، فكما أنّ الجنّة دار المقامة والخلد للمؤمنين ، فإنّ النار أيضاً مقام أبدي للكافرين .

ثمّ تضيف {لا يقضى عليهم فيموتوا} (2) ، فمع أنّ تلك النار الحامية وذلك العذاب المؤلم يستطيع القضاء عليهم في كلّ لحظة ، إلاّ أنّهم ولعدم صدور الأمر الإلهي ـ وهو المالك لكلّ شيء ـ بموتهم لا يموتون ، يجب أن يبقوا على قيد الحياة ليذوقوا عذاب الله . فالموت بالنسبة إلى هؤلاء ليس سوى منفذ للخلاص من العذاب ، لكن الله تعالى أوصد دونهم ذلك المنفذ .

يبقى منفذ آخر هو أن يبقوا على قيد الحياة ويخفّف عنهم العذاب شيئاً فشيئاً ، أو أن يزداد تحمّلهم للعذاب فينتج عن ذلك تخفيف العذاب عنهم ، ولكن تتمّة الآية أغلقت هذا المنفذ أيضاً {ولا يخفّف عنهم من عذابها} .

ثمّ تضيف الآية وللتأكيد على قاطعية هذا الوعد الإلهي {كذلك نجزي كلّ كفور} .

فقد كفر هؤلاء في بادئ الأمر بنعمة وجود الأنبياء والكتب السماوية ، ثمّ أتلفوا رصيدهم الذي سخّره الله لمساعدتهم على نيل السعادة ، نعم ، فجزاء الكفّار ليس سوى الحريق والعذاب الأليم ، الحريق بالنار التي أشعلوها بأيديهم في الحياة الدنيا واحتطبوا لها من أفكارهم وأعمالهم ووجودهم .

وبما أنّ كلمة «كفور» صيغة مبالغة ، فإنّ لها معنى أعمق من «كافر» ، علاوة على أنّ لفظة «كافر» تستخدم في قبال «مؤمن» ولكن «كفور» إشارة إلى اُولئك الذين كفروا بكلّ نعم الله ، وأغلقوا عليهم جميع أبواب الرحمة الإلهيّة في هذه الدنيا ، لذا فإنّ الله يغلق عليهم جميع أبواب النجاة في الآخرة .

وتنتقل الآية التالية إلى وصف نوع آخر من العذاب الأليم ، وتشير إلى بعض النقاط الحسّاسة في هذا الخصوص ، فتقول الآية الكريمة : {وهم يصطرخون فيها ربّنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنّا نعمل} (3) .

نعم ، فهم بمشاهدة نتائج أعمالهم السيّئة ، يغرقون في ندم عميق ، ويصرخون من أعماق قلوبهم ويطلبون المحال ، العودة إلى الدنيا للقيام بالأعمال الصالحة .

التعبير بـ «صالحاً» بصيغة النكرة إشارة إلى أنّهم لم يعملوا أقلّ القليل من العمل الصالح ، ولازم هذا المعنى أنّ كلّ هذا العذاب والألم إنّما هو لمن لم تكن لهم أيّة رابطة مع الله سبحانه في حياتهم ، وكانوا غرقى في المعاصي والذنوب ، وعليه فإنّ القيام بقسم من الأعمال الصالحة أيضاً يمكن أن يكون سبباً في نجاتهم .

التعبير بالفعل المضارع «نعمل» أيضاً له ذلك الإشعاع ، ويؤيّد هذا المعنى ، وهو تأكيد أيضاً على «أنّنا كنّا مستغرقين في الأعمال الطالحة» .

قال بعض المفسّرين : إنّ الربط بين وصف «صالحاً» واللاحق لها «كنّا نعمل» يثير نكتة لطيفة ، وهي أنّ المعنى هو «إنّنا كنّا نعمل الأعمال التي عملنا بناءً على تزيين هوى النفس والشيطان ، وكنّا نتوهّم أنّها أعمال صالحة ، والآن قرّرنا أن نعود ونعمل أعمالا صالحة في حقيقتها غير التي ارتكبناها» .

نعم فالمذنب في بادىء الأمر ـ وطبق قانون الفطرة السليمة ـ يشعر ويشخص قباحة أعماله ، ولكنّه قليلا قليلا يتطبّع على ذلك فتقل في نظره قباحة العمل ، ويتوغّل أبعد من ذلك فيرى القبيح جميلا ، كما يقول القرآن الكريم : { زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ } [التوبة : 37] وفي مكان آخر يقول تعالى : {وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف : 104]

على كلّ حال ، ففي قبال ذلك الطلب الذي يطلبه اُولئك من الله سبحانه وتعالى ، يصدر ردّ قاطع عنه سبحانه وتعالى حيث يقول : {أولم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر وجاءكم النذير} فإذا لم تنتفعوا بكلّ ما توفّر بين أيديكم من وسائل النجاة تلك ومن كلّ الفرص الكافية المتاحة {فذوقوا فما للظالمين من نصير} .

هذه الآية تصرّح : لم يكن ينقصكم شيء ، لأنّ الفرصة اُتيحت لكم بما يكفي ، وقد جاءتكم نُذر الله بالقدر الكافي ، وبتحقّق هذين الركنين يحصل الإنتباه والنجاة ، وعليه فليس لكم أي عذر ، فلولم تكن لكم المهلة كافية لكان لكم العذر ، ولو كانت لكم مهلة كافية ولم يأتكم نذير ومرشد ومعلّم فكذلك لكم العذر ، ولكن بوجود ذينك الركنين فما هو العذر ؟!

«نذير» عادةً ترد في الآيات القرآنية للإشارة إلى وجود الأنبياء ، وبالأخصّ نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن بعض المفسّرين ذكروا لهذه الكلمة هنا معنى أوسع ، بحيث تشمل الأنبياء والكتب السماوية والحوادث الداعية إلى الإنتباه كموت الأصدقاء والأقرباء ، والشيخوخة والعجز ، وكما يقول الشاعر :

رأيت الشيب من نذر المنايا *** لصاحبه وحسبك من نذير (4)

من الجدير بالملاحظة أيضاً أنّه قد ورد في بعض الروايات أنّ هناك حدّاً من العمر يعتبر إنذاراً وتذكيراً للإنسان ، وذلك بتعبيرات مختلفة ، فمثلا في حديث عن ابن عبّاس مرفوعاً عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال : «من عمّره الله ستّين سنة فقد أعذر إليه» (5) .

وعن أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام أنّه قال : «العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستّون سنة» (6) .

وعن الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً أنّه قال : «إذا كان يوم القيامة قيل : أين أبناء الستّين؟ وهو العمر الذي قال الله : {أولم نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر} (7) .

ولكن ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال : إنّ الآية «توبيخ لابن ثماني عشرة سنة» (8) .

طبعاً ، من الممكن أن تكون الرواية الأخيرة إشارة إلى الحدّ الأقل ، والروايات السابقة إشارة إلى الحدّ الأعلى ، وعليه فلا منافاة بينها ، وحتّى أنّه يمكن إنطباقها على سنين اُخرى أيضاً ـ حسب التفاوت لدى الأفراد ـ وعلى كلّ حال فإنّ الآية تبقى محتفظة بسعة مفهومها .

في الآية الأخيرة ـ من هذه الآيات ـ يرد الجواب على طلب الكفّار في العودة إلى الدنيا فتقول الآية : {إنّ الله عالم غيب السموات والأرض وإنّه عليم بذات الصدور} .

الجملة الاُولى في الحقيقة دليل على الجملة الثانية ، أي إنّه كيف يمكن لعالم أسرار السموات والأرض وغيب عالم الوجود أن لا يكون عالماً بأسرار القلوب ؟!

نعم ، فهو سبحانه وتعالى يعلم أنّه لو استجاب لما طلبه منه أهل جهنّم ، وأعادهم إلى الدنيا فسوف يعاودون نفس المسيرة المنحرفة التي كانوا عليها ، كما أشارت إلى ذلك الآية (28) من سورة الأنعام : {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [الأنعام : 28] .

إضافةً إلى ذلك فالآية تنبيه للمؤمنين على أن يسعوا لتحقيق الإخلاص في نيّاتهم ، وأن لا يأخذوا بنظر الإعتبار غير الله سبحانه وتعالى ، لأنّ أقلّ شائبة في نواياهم سيكون معلوماً لديه وباعثاً لمجازاتهم على قدر ذلك .

______________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج11 ، ص78-81 .

2 ـ «لا يقضى عليهم» بمعنى لا يحكم عليهم .

3 ـ «يصطرخون» من مادّة «صرخ» بمعنى الصياح الشديد الذي يطلقه الإنسان من القلب للإستغاثة وطلب النجدة ، للتخلّص من الألم أو العذاب أو أي مشكل آخر .

4 ـ مجمع البيان ، ج 4 ، ص 410 .

5 ـ المصدر السابق .

6 ـ المصدر السابق .

7 ـ الدرّ المنثور ، ج5 ، ص254 .

8 ـ مجمع البيان ، ج4 ، ص410 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .