أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
3071
التاريخ: 8-10-2014
1466
التاريخ: 28-09-2015
1875
التاريخ: 8-10-2014
1551
|
بالرغم من أنّ مسألة «استرقاق أسرى الحرب» لم ترد في القرآن المجيد كحكم حتمي، لكن لا يمكن إنكار ورود أحكام في القرآن فيما يتعلق بالعبيد، وهي تثبت وجود أصل الرقية حتى في زمان النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) وصدر الإسلام، كالأحكام المتعلقة بالزواج من العبيد ، أو كونهم محرماً، أو مسألة المكاتبة (وهي اتفاق يتحرر بموجبه العبد بعد أدائه مبلغاً من المال يتفق عليه) وقد وردت هذه الأحكام في آيات عديدة من القرآن في سورة النساء، النحل، المؤمنون، النور، الروم ، والأحزاب.
وهنا يعترض البعض على الإسلام بأنّه: لماذا لم يلغ هذا الدين الإلهي مسألة الرق تماماً مع ما يحتويه من القيم الإنسانية السامية، ولم يعلن تحرير كلّ العبيد من خلال إصدار حكم قطعي ؟!
صحيح أنّ الإسلام أوصى كثيراً بالرقيق، إلاّ أنّ المهم هو تحريرهم بدون قيد شرط ، فلماذا يكون الإنسان مملوكاً لإنسان آخر مثله، ويفقد الحرية التي هي أعظم عطايا الله سبحانه ؟!
الجواب :
إنّ إلغاء العبودية بدأ من أوربا، ثمّ اتسع في سائر الدول ومن جملتها أمريكا وآسيا.
لقد استمر الرق في إنجلترا حتى سنة 1840، وفي فرنسا حتى سنة 1848، وفي هولندا إلى سنة 1863، وفي أمريكا إلى سنة 1865، ثمّ عقد مؤتمر بروكسل فأصدر قراراً بإلغاء الرق في أنحاء العالم، وكان ذلك سنة 1890، أي قبل أقل من مائة عام.
2 ـ تغيير شكل الرق في دنيا اليوم: صحيح أنّ الغربيين كانوا قد سبقوا إلى إلغاء الرق، إلاّ أنّنا عندما نحقق في المسألة بدقة، نرى أنّ الرق لم تقتلع جذوره، بل إنّه تحور من حالة إلى أُخرى أخطر وأكثر رعباً، أي إنّه اتخذ شكل استعمار الشعوب، واسترقاق المستعمرات، بحيث كلما ضعف الرق الفردي قوي الإسترقاق الجماعي والإستعمار، فإنّ الإمبراطورية البريطانية التي كانت سبّاقة إلى إلغاء الرق، تعتبر السبّاقة أيضاً في استعمار الشعوب.
إنّ الجرائم التي ارتكبها المستعمرون الغربيون طوال مدة استعمارهم لم تكن أقل من جرائم مرحلة العبودية، بل كانت أوسع وأشدّ إجراماً.
وحتى بعد تحرر المستعمرات، فإنّ استعباد الأُمم قد استمر، لأنّ هذه الحرية كانت حرية سياسية، أمّا الإستعمار الإقتصادي والثقافي فلا يزال حاكماً في كثير من المستعمرات التي نالت حريتها، وغيرها.
وأمّا الدول الشيوعية التي نادت قبل الجميع بإلغاء العبودية، واتخذتها ذريعة في ثورتها، فإنّها بالذات مبتلاة بنوع من الإسترقاق العام الذي يندى له الجبين، فإنّ الشعوب التي تعيش في ظل هذه الدول تكون كالعبيد تماماً لا يملكون من أمرهم شيئاً، ويعيّن أعضاء الحزب الشيوعي كلّ مقدراتهم وما يتعلق بشؤون حياتهم، وإذا ما أبدى أحد وجهة نظر مخالفة فإمّا أن يرسل إلى المخيّمات الإجبارية، أو يلقى في دهاليز السجون، وإذا كان من العلماء فإنّه يبعث إلى دار المجانين باعتباره مختل العقل ومصاباً بمرض نفسي وعصبي.
والخلاصة : إنّ الرق لا يتبع الاسم، فإنّ القبيح والمرفوض هو محتوى الرق، ونحن نعلم أنّ مفهوم الرق قائم في الدول الإستعمارية والدول الشيوعية بأسوأ أشكاله.
والنتيجة : إنّ إلغاء الرق في العالم كان صورياً، ولم يكن في الحقيقة إلاّ تبديل للصورة والشكل الظاهري.
3 ـ مصير الرقيق المؤلم في الماضي
لقد كان للرقيق على مرّ التاريخ مصير مؤلم جدّاً، ولنأخذ على سبيل المثال عبيد الرومان ـ باعتبارهم قوماً متمدنين ـ كنموذج، فإنّهم ـ على حدِّ قول كاتب «روح القوانين» ـ كانوا تعساء بحيث لم يكونوا عبيداً لفرد، وإنّما كانوا يعتبرون عبيداً لكل المجتمع، وكان باستطاعة كلّ شخص أن يعذّب عبده ويؤذيه كما يحلو له دون خوف من القانون. لقد كانت حياة أولئك أسوأ من حياة الحيوانات في الواقع.
لقد كان الكثير من الرقيق يموتون في الفترة بين اصطيادهم من المستعمرات الأفريقية وحتى عرضهم في الأسواق للبيع، وما تبقى منهم كان يُتخذ وسيلة للإستغلال في العمل . وكان تجار العبيد الطامعون لا يعطونهم من الغذاء إلاّ ما يبقيهم أحياء وقادرين على العمل، أمّا عند كبرهم وعجزهم وابتلائهم بأمراض يصعب علاجها ، فإنّهم كانوا يتركونهم وشأنهم ليسلموا الروح بشكل أليم. ولذلك كان اسم الرق يقترن بسيل من الجرائم المرعبة على مرّ التاريخ.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|