أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-04-2015
7557
التاريخ: 2023-05-29
1982
التاريخ: 23-04-2015
4860
التاريخ: 23-04-2015
3912
|
ذكر علماء التجويد أربع حالات لصوت النون (1) عند ما توجد في سياق معين من الصوائت العربية الأخرى. وهذا السياق المعين هو : أن يسبق النون مباشرة- دون أي صائت يتلوها- صامت من صوامت العربية بما فيها صامت النون نفسه. وقد أطلقوا على هذا النوع من الدرس «أحكام النون الساكنة».
الحالة الأولى :
ويطلقون عليها حالة «الإظهار»، وهي الحالة التي لا تتأثر فيها النون بما يتلوها مباشرة من صوامت ولا تؤثر فيها أيضا.
وذلك عند ما يتلوها أحد الصوامت الستة الآتية :
/ ء/،/ ه/، ح/،/ ع/، خ، غ وذلك لبعد مخرجها عن مخرج النون.
الحالة الثانية :
و يطلقون عليها حالة «الإقلاب» وهو أن تتماثل النون مع الباء التي تليها مباشرة في المخرج الشفتاني (نسبة إلى الشفتين معا) وتصير أو تقلب ميما وهي ظاهرة موجودة ولغات البشر وتعرف بظاهرة المماثلة .Assimilation
الحالة الثالثة :
ويطلقون عليها «الإخفاء» وهي أن يتداخل نطق النون مع نطق الصامت الذى يليها فتتأثر، وتؤثر فيه أيضا. وهذا النوع من التداخل أو تبادل التأثر والتأثير يعرف عند علماء الأصوات بالمشاركة النطقية Co -articulation ، وفي هذا النوع من المشاركة النطقية تستعد أعضاء النطق لنطق الصوت التالى وهي تصدر الصوت الأول فيتخذ الصوت الأول تشكيلا يتكيف مع هذا النوع من المشاركة التي تتكيف بدورها مع انتظام الصوت في سلسلة الأصوات التي تتكون منها الكلمة، وبالتالي يتأثر الصوت الثاني بهذه العملية حيث تعمل أعضاء النطق بدورها على دمجه في الصوت الأول وهكذا حتى تشترك أصوات الوحدة المنطوقة في دمج وصياغة وتشكيل مترابط متألف منسجم وميسر نطقيا.
فبالنظر الدقيق والتمحيص المفصل نجد أن هناك احتمالات عديدة لكل فونيم من فونيمات اللغة من شأنها أن تغير من طبيعته الصوتية حسب موقعه وسياقه الصوتي (2).
وتختلف درجة الاشتراك النطقي من صوت إلى صوت بالنسبة لصوت النون.
فمن الأصوات ما لا يشارك إلا في أضيق الحدود. قد تصل درجته إلى الصفر كما هو الحال مع المجموعة التي ذكرت في الأولى (ء، ه، ح، ع، خ، غ). ومن الأصوات ما يشارك مشاركة كبيرة تصل إلى حد المماثلة بدرجاتها الداخلية المختلفة كما سنذكر في الحالة الرابعة (ر، ل، م، ن، و، ى). ومن الأصوات ما يشارك مشاركة محدودة- بدرجات داخلية مختلفة أيضا- بحيث يختفي آخر أطواره النطقية (3) أو يختلس ولذا عبر القدماء عن هذه الحالة «بالإخفاء».
وذكر علماء التجويد خمسة عشر صوتا تخفي في النون وهي : ف، ت، د، ث ذ س ز ج ك، ق ط ض ظ ص ش (1) (2) (3) وقد وضع القدماء هذه الأصوات أو حروف الإخفاء في عبارات أو أبيات شعرية ليسهل حفظها وتذكرها كما وضعوها في أوائل كلمات البيت التالى :
صف ذا ثنا كم جاد شخص قد سما ص ذ ث ك ج ش ق س دم طيبا زد في تقى ضع ظالما د ط ز ف ث ض ظ وقد عرضنا أصوات الإخفاء في ثلاث مجموعات ليسهل شرحها وتفسيرها.
تحتوى المجموعة الأولى على صوت واحد وهو صوت الفاء لتفرده بمخرج الشفة.
وعند ما يتلو النون في تتابع صوتي ينقل إلى ميم من نوع خاص يرمز إليه في الأبجدية الصوتية الدولية بالرمز .m وهو بذلك يندرج مع صوت الباء في الحالة الثانية وهى «الإقلاب» حيث إنهما يشتركان في المخرج العام ألا وهو المخرج الشفوي. وتختص الباء والميم بالمخرج الشفتاني، وتختص الفاء بالمخرج الشفوي الأسناني (نسبة إلى شفة واحدة أي الشفة السفلى مع الأسنان العليا) ولكن يمكننا أن نقول أن الإقلاب في حالة الباء أكثر منه في حالة الفاء.
ويقابل الفاء في الطرف القصي أي المجموعة الثالثة صوتا الكاف والقاف.
وهما من الأصوات ذات الحساسية المفرطة للأصوات الأنفية، وربما يكون السبب في ذلك هو شدتهما وخروجهما من اللهاة أو قربها. فاللهاة- كما نعرف- هي الباب الذى يغلق أو يفتح ممر الهواء إلى التجويف الأنفي. فالنون قبل الكاف تتميز بلون طبقي يرمز له في الأبجدية الصوتية بالرمز [] فمثلا تكتب كلمة منك هكذا Mink وتتخذ النون قبل القاف لونا لهويا ورمزها [N].
أما المجموعة الوسطى فهي المجموعة الثانية التي تحتوى على معظم أصوات الإخفاء أو الأصوات التي تختفي فيها النون نطقيا كما أوضحنا من قبل. وتشمل هذه المجموعة أصواتا مختلفة من بين أسنانية وأسنانية لثوية ولثوية. وحتى صوت/ ج/ يمكن أن يدرج في زمرة اللثوية حيث يبدأ بجزء من صوت الدال فهو ذلك النوع من الجيم التي يرمز لها [؟].
إذن يمكن أن ندرج هذه المجموعة في مجموعة الأصوات الأسنانية- اللثوية.
وبذلك تقترب أو تماثل مخرج النون. وهذا الاقتراب أو التماثل يسهل عملية المماثلة أو المشاركة الصوتية حتى يقوم اللسان بجهد موحد مما يسهل النطق وييسره.
وعلى ضوء ذلك يتضح لنا وجود كلمة «مذ» التي تطورت عن «منذ» حيث اختفت النون كلها تماما.
وفي الشكل (1) رسوم توضيحية تبين الاختلافات الفسيولوجية، ومن ثم النطقية بين مجموعات الإخفاء الثلاث.
وعلى هذا الأساس المخرجي يمكن أن نفسر أيضا الاختلاف الفيزيائي.
فالاختلافات الهامة بين أنواع الأنفيات العديدة ترجع إلى التنوع في شكل الرنين الفمي وحجمه. فأخفض الترددات يتردد في رنين الميم، وأعلاها يتردد في رنين النون التي تلاصق الكاف [؟]، أما ترددات النون فهي بين ترددات أختيها /m /،/n / (4) .
الحالة الرابعة :
ويطلقون عليها «الإدغام». والإدغام في مفهوم القدماء، نحاة ولغويين وعلماء قراءات وتجويد، هو المطابقة التامة بين صامتين ملتصقين فيصيران صامتا طويلا (مشددا في الخط المكتوب). ويتم ذلك بأن يتمثل أحد الصامتين كل ملمح الصامت الآخر فيصير مثله تماما. وهذا ما يعبر عنه حديثا بالمماثلة التامة .Total Assimilation وعند ما لا تكون المماثلة تامة أو كلية وذلك بأن يبقى ولو ملمحا واحدا من أحد الصامتين فإنها تكون مماثلة ناقصة أو جزئية ويطلق عليها في الإنجليزية . Partial Assimilation
ويجمع أصوات هذه الحالة ملمح الطنينSonority ‑ (5) وهي :
ر ل م ن وى تتكون المجموعة الأولى من صوتي/ ر/،/ ل/ وهما مجموعة صوتية طبيعية Natural Class ، يطلق عليها مجموعة الأصوات المائعة.Liquids وتدغم النون عند تلاصق أحدهما إدغاما كاملا بلا غنة.
وتتكون المجموعة الثانية من مجموعة طبيعية يطلق عليها الأنفيات. وإدغام النون في أحدهما أمر طبيعي مع الغنة الموجودة بطبيعة الحال.
أما بالنسبة لإدغام المجموعة الثالثة (مجموعة أشباه الصوائت) فإن النون تدغم فيها إدغاما ناقصا ؛ وذلك لبقاء غنتها في الصوتين المدغمين. وهذا هو موضع البحث وهو الإدغام بغنة.
وقد عرض القدماء للحالة الرابعة هذه بتفصيل دقيق كما سيرد فيما بعد.
(2) لمزيد من التفصيل عن المشاركة النطقية : انظر : أيوب 1984 : الكلام، إنتاجه وتحليله ص 195- 211.
(3) لكل صوت عند نطقه أطوار ثلاثة : الشروع onset والحبس hold والانطلاق release
(4) انظر (191 :Heffner ).
(5) لم تصلح صفات القدماء مثل الجهر والاستفال في وصف هذه المجموعة. ووجدنا المصطلح الحديث : Sonority Feature هو الملمح الجوهري الوحيد الذى يميز أفراد هذه المجموعة وتشترك فيه جميعا.
انظر «العوامل الأكوستيكية» في هذا البحث.
|
|
"علاج بالدماغ" قد يخلص مرضى الشلل من الكرسي المتحرك
|
|
|
|
|
تقنية يابانية مبتكرة لإنتاج الهيدروجين
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يطلق مشروع (حفظة الذكر) في قضاء الهندية
|
|
|