المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24
نماذج التبدل المناخي Climatic Change Models
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24

الثروة السمكية Fisheries
2024-08-20
التنامي العلمي
17-3-2021
الإدارة ومهارات التواصل والاتصال
2024-01-08
املاح الليثيوم Lithium salts
13-10-2016
Twin Prime Cluster
9-9-2020
عمل رجال الشرطة.
2024-05-15


غيبة إمام الزمان وأثره على المجتمع  
  
2101   10:21 صباحاً   التاريخ: 17-9-2020
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص73-74
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

ما هي الحكمة في غيبة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وفي طول عمره وفي امامته وهو صغير؟

الجواب :

الإمامة كالنبوة مقام إلهي يختاره الله سبحانه بحكمته وكلاهما لطف إلهي، ونفس الدليل القائم على وجوب بعثة الأنبياء هو قائم في الإمامة، الا ان الإمامة متممة للنبوة ومكملة لها، لان دورها حفظ وتطبيق ما جاء به النبي، كما ورد في الحديث : (..... هؤلاء يا جابر خلفائي واوصيائي واولاد عترتي من أطاعهم فقد اطاعتي، ومن عصاهم فقد عصاني، ومن انكرهم او انكر واحدا منهم فقد انكرني، بهم يمسك الله عز وجل السماء ان تقع على الأرض الا بإذنه، وبهم يحفظ الله الأرض ان تميد باهلها)(1).

وهذا المقام الإلهي في الموردين ثابت لهما منذ الولادة وحتى الممات والشهادة، سواء كانا حاضرين ام غائبين استلما مقاليد الرئاسة الإلهية ام لم يستلما، والامة مكلفة عقلا وشرعا بوجوب طاعتهما والتعرف عليهما واداء حقهما.

ومن يؤمن بقدرة الله تعالى وحكمته لا  يتعجب من ان يبعث الله نبيا كالنبي يحيى وهو صبي وكالنبي عيسى ينطق بالوحي وهو في المهد صبيا.

ومن يؤمن بلطف الله بعباده لا يتعجب من ان ينصّب اماما لحفظ دينه ولمصلحة عباده ولو كان ابن خمس سنوات كالإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) او ان يغيّبه عن الانظار كما في الغيبة الكبرى له (عجل الله تعالى فرجه الشريف) نتيجة ظلم العباد واستكبارهم، وقد رفع الله سبحانه اليه النبي عيسى (عليه السلام) ولا عجب.

وفي مورد غيبته (عجل الله تعالى فرجه الشريف) قال العلامة اليزدي :

(وأما السر في غيبة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هو الحفاظ عليه من ايدي الجبابرة والجائرين، وقد اشير في بعض الروايات إلى حِكَم اخرى منها امتحان الناس واختبار مدى استقامتهم وثباتهم بعد اتمام الحجة عليهم.

والملاحظ ان الناس لم يحرموا تماما من عطاءات الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) خلال غيبته، وكما ورد في الروايات فانه كالشمس خلف الغيوم حيث يستفاد من نورها وشعاعها.

وقد وفّق الكثير من الافراد للقاء الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف)، وان ظهر بصورة رجل مجهول، واستفادوا منه الكثير في قضاء حوائجهم، ومعالجة مشاكلهم المادية والمعنوية.

ويعتبر بقاؤه حيا عاملا كبيرا ومؤثرا في زرع الطمأنينة، وشيوع الامل بين الناس ليحاولوا اصلاح انفسهم وإعدادها لظهوره) (2). (بتصرف).

نعم لا بد من الاشارة إلى ما يلي :

ان دور المعصوم هو حفظ الرسالة والدفاع عنها والتضحية من أجل الإسلام، ومحال ان تخلو التجربة الاجتماعية من إمامها وقائدها لان ذلك يكون سببا في اختلال نظام الكون المؤدي إلى زوال الوجود بزوال الغاية الحكيمة من الوجود، ودور الإمام يمثل الغاية الحكيمة من أصل الوجود هي الهداية والحفاظ على الإسلام الهادي.

نعم في غيبة الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) التي سبّب لها ظلم الإنسان واستكباره لابد من امرين.

1ـ بقاء شخص المعصوم ولو غائبا عن الانظار.

2- قيام من يمثله ويقوم بدوره من العلماء الاتقياء والمراجع الصالحين والفقهاء العدول كما كان يقوم بدوره ويمثله النواب الاربعة في الغيبة الصغرى (255هـ) وهم :

- عثمان بن سعيد العمري.

- محمد بن عثمان العمري.

- الحسين بن روح النوبختي.

- علي بن محمد السمري (المتوفى 328هـ بداية الغيبة الكبرى)(3).

وفي الغيبة الكبرى يوجد تنصيب عام للفقهاء العدول المجتهدين الجامعين للشرائط وهم نواب الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وممثلوه، والكلام حول ذلك هو في أبحاث ولاية الفقيه في زمن الغيبة.

_______________________

1ـ كمال الدين وتمام التوبة ج1 ص259.

2- دروس في العقيدة الإسلامية، ج2 ص355.

3- راجع التربية الدينية ص113 ودروس في العقيدة الإسلامية ج2 تعليق 217.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.