المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16309 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير الأية (15-18) من سورة الحج  
  
3115   05:15 مساءً   التاريخ: 15-9-2020
المؤلف : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الحاء / سورة الحج /

 

قال تعالى: {مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ (15) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ (16) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (17) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ } [الحج:15-18]

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

قال تعالى: { مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ} الهاء في ينصره عائدة إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن ابن عباس وقتادة والمعنى من كان يظن أن الله لن ينصر نبيه محمدا (صلى الله عليه وآله وسلّم) ولا يعينه على عدوه { فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ} أي: فليشدد حبلا في سقفه {ثم ليقطع} أي: ليمدد ذلك الحبل حتى ينقطع فيموت مختنقا والمعنى فليختنق غيظا حتى يموت فإن الله ناصره ولا ينفعه غيظه وهو قوله { فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ} أي: صنعه وحيلته.

{ما يغيظ} ما بمعنى المصدر أي: هل يذهبن كيده غيظه عن قتادة وأكثر المفسرين وقيل فليمدد بسبب إلى السماء معناه: فليطلب شيئا يصل به إلى السماء المعروفة ثم ليقطع نصر الله ووحي الله عن محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) وليزل بكيده ما يغيظه من نصر الله له ونزول الوحي عليه أي لا يتهيأ له ذلك ولا سبيل له إليه فليتجرع ما يغيظه وإنما قال سبحانه ذلك على وجه التبعيد أي كما لا يتهيأ لهم الوصول إلى السماء كذلك لا يتهيأ لهم إزالة ما يغيظهم من أمر رسول الله ونصره على أعدائه دائما وإنما ذكر السماء لأن النصر يأتيه من قبل السماء ومن الملائكة عن أبي علي الجبائي وقيل إن الهاء في {ينصره} عائدة إلى من عن مجاهد والضحاك وأبي مسلم.

 ثم اختلف في معناه فقيل: من كان يظن من الناس أن الله لا ينصره فليجهد جهده وليصعد السماء ثم ليقطع المسافة فلينظر هل ينفعه كيده في إزالة غيظه لما يدعى إليه من دين الله فإن الذي حكم الله به لا يبطل بكيد الكائد عن أبي مسلم وقيل المراد بالنصر الرزق ويقال أرض منصورة أي ممطورة والمعنى من ظن أن الله لا يرزقه في الدنيا والآخرة فليختنق نفسه أي لا يمكنه تكثير رزقه أي كما لا يقدر أن يزيد فيما رزقه الله بهذا النوع من الكيد كذلك لا يقدر عليه بسائر أنواع الكيد وهذا مثل ضربه الله لهذا الجاهل الذي يسخط لما أعطاه الله أي مثله مثل من فعل بنفسه هذا .

ثم بين سبحانه أنه نزل الآيات حجة على الخلق فقال {وكذلك} أي: ومثل ما تقدم من آيات القرآن {أنزلناه} يعني القرآن {آيات بينات} أي: حججا واضحات على التوحيد والعدل والشرائع {وإن الله يهدي من يريد} أي: وأنزلنا إليك أن الله يهدي إلى الدين من يريد وقيل إلى النبوة وقيل إلى الثواب وقيل يهدي من يهتدي بهداه {إن الذين آمنوا} بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلّم) {والذين هادوا} وهم اليهود { وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} ظاهر المعنى { إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} أي: يبين المحق من المبطل بما يضطر إلى العلم بصحة الصحيح فيبيض وجه المحق ويسود وجه المبطل والفصل التمييز بين الحق والباطل.

 { إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} أي: عليم مطلع على ما من شأنه أن يشاهد بعلمه قبل أن يكون لأنه علام الغيوب ثم خاطب النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) والمراد به جميع المكلفين فقال {أ لم تر} أي: أ لم تعلم { أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ} من العقلاء {والشمس} أي: ويسجد الشمس { وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ} وصف سبحانه هذه الأشياء بالسجود وهو الخضوع والذل والانقياد لخالقها فيما يريد منها { وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ} يعني المؤمنين الذين يسجدون لله تعالى وانقطع ذكر الساجدين ثم ابتدأ فقال { وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} أي: ممن أبى السجود لأنه لا يحق عليه العذاب إلا بتركه السجود { وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} معناه: من يهنه الله بأن يشقيه ويدخله جهنم { فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} بالسعادة أي: بإدخاله الجنة لأنه لا يملك العقوبة والمثوبة سواه { إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} من الإنعام والانتقام بالفريقين من المؤمنين والكافرين .

______________

1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي،ج7،ص136-138.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

{ مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ }. قال كثير من المفسرين ان ضمير ينصره يعود إلى محمد ( صلى الله عليه واله وسلم ) وان المعنى من ظن من المشركين ان اللَّه لا ينصر نبيه محمدا فليختنق بحبل لأن اللَّه ناصره لا محالة . ولكن ظاهر السياق يرجح ان الضمير يعود على من كان يظن لأن محمدا ( صلى الله عليه واله وسلم ) لم يرد ذكره في الآية ، وعليه يكون المعنى ان من نزلت به نازلة ، وتسخط من قضاء اللَّه وقدره ، ويئس من روحه وعونه في الدنيا ، ومن ثوابه في الآخرة إذا صبر ، من كان كذلك فلا يملك أية وسيلة إلا أن يشنق نفسه بسقف بيته ، وينتحر خنقا ، ثم لينظر هل يذهب غيظه بذلك ، ويحقق مرامه ؟ .

والعاقل إذا نزلت به نائبة سعى جهده للخلاص منها مستعينا باللَّه عليها وعلى كل ما أهمه ، فان وجد المخرج فذاك ، وإلا فوّض الأمر إلى اللَّه ، وترقب الفرص .

{ وكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ وأَنَّ اللَّهً يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ }. ضمير أنزلناه يعود إلى القرآن ، وبينات واضحات . . واللَّه سبحانه يهدي من طلب الهداية بكتابه ، ويرشد إلى سعادة الدارين من يسترشد به وبنبيه . ومن طلب الفساد والضلال فإنه يجد السبيل إليهما عند المفسدين والمضللين .

{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا والَّذِينَ هادُوا والصَّابِئِينَ والنَّصارى والْمَجُوسَ والَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهً يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّ اللَّهً عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ }. ان اللَّه يعلم عقيدة كل طائفة من هذه الطوائف الست ، وسيفصل بينهم غدا ، ويجازي كل واحدة ما تدين فيدخل الكافرين النار ، والمؤمنين المخلصين الجنة . وتقدم نظير هذه الآية مع التفسير في الآية 62 من سورة البقرة ج 1 ص 117 .

{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهً يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ ومَنْ فِي الأَرْضِ والشَّمْسُ والْقَمَرُ والنُّجُومُ والْجِبالُ والشَّجَرُ والدَّوَابُّ }. قال جماعة من المفسرين : المراد بسجود الدواب والجماد والنبات انها جميعا طوع أمره يتصرف فيها كما يشاء . . وعند تفسير الآية 44 من سورة الإسراء قلنا إن تسبيح كل شيء بحسبه . وكذلك السجود ، وان تسبيح الجمادات والنباتات والحيوانات هو دلالتها على وجود خالقها وعظمته .

وقال الملا صدرا في كتاب الاسفار : « ان الموجودات كلها عاقلة ، تعقل ربها ، وتعرف مبدعها ، وتسمع كلامه ، وتمتثل أمره » . وليس هذا ببعيد لأن العقل لا ينفيه ، وظاهر النقل يثبته ، قال تعالى : « وإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ولكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ » - 44 الاسراء . وقد يكشف العلم هذه الحقيقة في المستقبل القريب أو البعيد .

{ وكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ } يؤمنون باللَّه وله يسجدون { وكَثِيرٌ } منهم { حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذابُ } هم الكافرون باللَّه الساخرون ممن آمن به وتعبد له . وكان على صاحب الأسفار أن يستثني الجاحدين من الموجودات والكائنات { ومَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَما لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ } أبدا . . لا رافع لمن وضع اللَّه وأذل ، ولا واضع لمن أعز وأكرم . .

ولا كرامة عند اللَّه إلا للمتقين { إِنَّ اللَّهً يَفْعَلُ ما يَشاءُ } من إكرام الصالحين المصلحين ، وإهانة الضالين والمفسدين .

وبعد ، فان للَّه سننا في خلقه لا يمكن تجاوزها ، وهي أن من سلك طريق التهلكة هلك ، ومن سلك طريق السلامة سلم ، وطريق السلامة والكرامة عند اللَّه هو الايمان الصادق ، والعمل الصالح ، وطريق الخزي والهوان النفاق والإفساد في الأرض .

______________

1- التفسير الكاشف، ج 5، محمد جواد مغنية، ص 317-318.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

قوله تعالى:{ مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ} قال في المجمع،: السبب كل ما يتوصل به إلى الشيء ومنه قيل للحبل سبب وللطريق سبب وللباب سبب انتهى والمراد بالسبب في الآية الحبل، والقطع معروف ومن معانيه الاختناق يقال: قطع أي اختنق وكأنه مأخوذ من قطع النفس.

قالوا: إن الضمير في{لن ينصره الله} للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك أن مشركي مكة كانوا يظنون أن الذي جاء به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الدين أحدوثة كاذبة لا تبتني على أصل عريق فلا يرتفع ذكره، ولا ينتشر دينه، وليس له عند الله منزلة حتى إذا هاجر (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة فنصره الله سبحانه فبسط دينه ورفع ذكره غاظهم ذلك غيظا شديدا فقرعهم الله سبحانه بهذه الآية وأشار بها إلى أن الله ناصره ولن يذهب غيظهم ولو خنقوا أنفسهم فلن يؤثر كيدهم أثرا.

والمعنى: من كان يظن من المشركين أن لن ينصر الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) في الدنيا برفع الذكر وبسط الدين وفي الآخرة بالمغفرة والرحمة له وللمؤمنين به ثم غاظه ما يشاهده اليوم من نصر الله له فليمدد بحبل إلى السماء - كأن يربط طرف الحبل على جذع عال ونحوه - ثم ليختنق به فلينظر هل يذهبن كيده وحيلته هذا ما يغيظ أي غيظة.

وهذا معنى حسن يؤيده سياق الآيات السابقة وما استفدناه سابقا من نزول السورة بعد الهجرة بقليل ومشركوا مكة بعد على قدرتهم وشوكتهم.

وذكر بعضهم: أن ضمير{لن ينصره} عائد إلى{من} ومعنى القطع قطع المسافة والمراد بمد سبب إلى السماء الصعود عليها لإبطال حكم الله، والمعنى من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليصعد السماء بسبب يمده ثم ليقطع المسافة ولينظر هل يذهب كيده ما يغيظه من حكم.

ولعل هؤلاء يعنون أن المراد بالآية أن من الواجب على الإنسان أن يرجوربه في دنياه وآخرته وإن لم يرجه وظن أن لن ينصره الله فيهما وغاظه ذلك فليكد ما يكيد فإنه لا ينفعه.

وذكر آخرون أن الضمير للموصول كما في القول السابق، والمراد بالنصر الرزق كما يقال: أرض منصورة أي ممطورة والمعنى كما في القول الأول.

وهذا أقرب إلى الاعتبار من سابقه وأحسن لكن يرد على الوجهين جميعا لزوم انقطاع الآية عما قبلها من الآيات.

على أن الأنسب على هذين الوجهين في التعبير أن يقال: من ظن أن لن ينصره الله{إلخ}.

لا أن يقال{من كان يظن} الظاهر في استمرار الظن منه في الماضي فإنه يؤيد القول الأول.

قوله تعالى:{ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ} قد تقدم مرارا أن هذا من تشبيه الكلي بفرده بدعوى البينونة للدلالة على أن ما في الفرد من الحكم جار في باقي أفراده كمن يشير إلى زيد وعمرو وهما يتكلمان ويمشيان على قدميهما ويقول كذلك يكون الإنسان أي حكم التكلم والمشي على القدمين جار في جميع الأفراد فمعنى قوله:{ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } أنزلنا القرآن وهو آيات واضحة الدلالات كما في الآيات السابقة من هذه السورة.

وقوله:{ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ} خبر لمبتدإ محذوف أي والأمر أن الله يهدي من يريد وأما من لم يرد أن يهديه فلا هادي له فمجرد كون الآيات بينات لا يكفي في هداية من سمعها أو تأمل فيها ما لم يرد الله هدايته.

وقيل: الجملة معطوفة على ضمير{أنزلناه} والتقدير وكذلك أنزلنا أن الله يهدي من يريد، والوجه الأول أوضح اتصالا بأول الآية وهو ظاهر.

بعد ما ذكر في الآيات السابقة اختلاف الناس واختصامهم في الله سبحانه بين تابع ضال يجادل في الله بغير علم، ومتبوع مضل يجادل في الله بغير علم ومذبذب يعبد الله على حرف، والذين آمنوا بالله وعملوا الصالحات، ذكر في هذه الآيات أن الله شهيد عليهم وسيفصل بينهم يوم القيامة وهم خاضعون مقهورون له ساجدون قبال عظمته وكبريائه حقيقة وإن كان بعضهم يأبى عن السجود له ظاهرا وهم الذين حق عليهم العذاب.

ثم ذكر أجر المؤمنين وجزاء غيرهم بعد فصل القضاء يوم القيامة.

قوله تعالى:{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} إلخ.

المراد بالذين آمنوا بقرينة المقابلة هم الذين آمنوا بمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وكتابهم القرآن.

والذين هادوا هم المؤمنين بموسى من قبله من الرسل الواقفون فيه وكتابهم التوراة وقد أحرقها بخت نصر ملك بابل حينما استولى عليهم في أواسط القرن السابع قبل المسيح فافتقدوها برهة ثم جدد كتابتها لهم عزراء الكاهن في أوائل القرن السادس قبل المسيح حينما فتح كوروش ملك إيران بابل وتخلص بنوإسرائيل من الإسارة ورجعوا إلى الأرض المقدسة.

والصابئون ليس المراد بهم عبدة الكواكب من الوثنية بدليل ما في الآية من المقابلة بينهم وبين الذين أشركوا بل هم - على ما قيل - قوم متوسطون بين اليهودية والمجوسية ولهم كتاب ينسبونه إلى يحيى بن زكريا النبي ويسمى الواحد منهم اليوم عند العامة{صبي} وقد تقدم لهم ذكر في ذيل قوله:{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ:} البقرة: 62.

والنصارى هم المؤمنون بالمسيح عيسى بن مريم (عليهما السلام) ومن قبله من الأنبياء وكتبهم المقدسة الأناجيل الأربعة للوقا ومرقس ومتى ويوحنا وكتب العهد القديم على ما اعتبرته وقدسته الكنيسة لكن القرآن يذكر أن كتابهم الإنجيل النازل على عيسى (عليه السلام).

والمجوس المعروف أنهم المؤمنون بزرتشت وكتابهم المقدس{أوستا} غير أن تاريخ حياته وزمان ظهوره مبهم جدا كالمنقطع خبره وقد افتقدوا الكتاب باستيلاء إسكندر على إيران ثم جددت كتابته في زمن ملوك ساسان فأشكل بذلك الحصول على حاق مذهبهم والمسلم أنهم يثبتون لتدبير العالم مبدأين مبدأ الخير ومبدأ الشر يزدان وأهريمن أو النور والظلمة - ويقدسون الملائكة ويتقربون إليهم من غير أن يتخذوا لهم أصناما كالوثنية، ويقدسون البسائط العنصرية وخاصة النار وكانت لهم بيوت نيران بإيران والصين والهند وغيرها وينهون الجميع إلى (أهورامزدا) موجد الكل.

والذين أشركوا هم الوثنية عبدة الأصنام وأصول مذاهبهم ثلاثة: الوثنية الصابئة، والبرهمانية، والبوذية، وقد كان هناك أقوام آخرون يعبدون من الأصنام ما شاءوا كما شاءوا من غير أن يبنوه على أصل منظم كعرب الحجاز وطوائف في أطراف المعمورة وقد تقدم تفصيل القول فيهم في الجزء العاشر من الكتاب.

وقوله:{ إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} المراد به فصل القضاء فيما اختلف فيه أصحاب هذه المذاهب واختصموا فينفصل المحق منهم ويتميز من المبطل انفصالا وتميزا لا يستره ساتر ولا يحجبه حاجب.

وتكرار إن في الآية للتأكيد دعى إلى ذلك طول الفصل بين{إن} في صدر الآية وبين خبرها ونظيره ما في قوله:{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ:} النحل: 110، وقوله{ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ عَمِلُوا السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ:} النحل: 119.

وقوله:{ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} تعليل للفصل إنه فصل بالحق.

قوله تعالى:{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ} إلى آخر الآية، الظاهر أن الخطاب لكل من يرى ويصلح لأن يخاطب، والمراد بالرؤية العلم، ويمكن أن يختص بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويكون المراد بالرؤية الرؤية القلبية كما قال فيه:{ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى:} النجم: 12.

وتعميم السجدة لمثل الشمس والقمر والنجوم والجبال من غير أولي العقل دليل على أن المراد بها السجدة التكوينية وهي التذلل والصغار قبال عزته وكبريائه تعالى وتحت قهره وسلطنته، ولازمه أن يكون{من في الأرض} شاملا لنوع الإنسان من مؤمن وكافر إذ لا استثناء في السجدة التكوينية والتذلل الوجودي.

وعدم ذكر نفس السماوات والأرض في جملة الساجدين مع شمول الحكم لهما في الواقع يعطي أن معنى الكلام أن المخلوقات العلوية والسفلية من ذي عقل وغير ذي عقل ساجدة لله متذللة في وجودها تجاه عزته وكبريائه، ولا تزال تسجد له تعالى سجودا تكوينيا اضطراريا.

وقوله:{وكثير من الناس} عطف على{من في السماوات} إلخ.

أي ويسجد له كثير من الناس، وإسناد السجود إلى كثير من الناس بعد شموله في الجملة السابقة لجميعهم دليل على أن المراد بهذا السجود نوع آخر من السجود غير السابق وإن كانا مشتركين في أصل معنى التذلل، وهذا النوع هو السجود التشريعي الاختياري بالخرور على الأرض تمثيلا للسجود والتذلل التكويني الاضطراري وإظهارا لمعنى العبودية.

وقوله:{وكثير حق عليه العذاب} المقابلة بينه وبين سابقه يعطي أن معناه وكثير منهم يأبى عن السجود، وقد وضع موضعه ما هو أثره اللازم المترتب عليه وهو ثبوت العذاب على من استكبر على الله وأبى أن يخضع له تعالى، وإنما وضع ثبوت العذاب موضع الإباء عن السجدة للدلالة على أنه هو عملهم يرد إليهم، وليكون تمهيدا لقوله تلوا:{ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ} الدال على أن ثبوت العذاب لهم إثر إبائهم عن السجود هو ان وخزي يتصل بهم ليس بعده كرامة وخير.

فإباؤهم عن السجود يستتبع بمشية الله تعالى ثبوت العذاب لهم وهو إهانة ليس بعده إكرام أبدا إذ الخير كله بيد الله كما قال،{بيدك الخير:} آل عمران: 26 فإذا منعه أحدا لم يكن هناك من يعطيه غيره.

وقوله:{ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} كناية عن عموم القدرة وتعليل لما تقدمه من حديث إثباته العذاب للمستكبرين عن السجود له وإهانتهم إهانة لا إكرام بعده.

فالمعنى - والله أعلم - أن الله يميز يوم القيامة بين المختلفين فإنك تعلم أن الموجودات العلوية والسفلية يخضعون ويتذللون له تكوينا لكن الناس بين من يظهر في مقام العبودية الخضوع والتذلل له وبين من يستكبر عن ذلك وهؤلاء هم الذين حق عليهم العذاب وأهانهم الله إهانة لا إكرام بعده وهو قادر على ما يشاء فعال لما يريد، ومن هنا يظهر أن للآية اتصالا بما قبلها.

______________

1- تفسير الميزان ،الطباطبائي،ج14،ص287-294.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

البعث نهاية جميع الخلافات:

بما أنّ الآيات السابقة كانت تتحدّث عن ضعفاء الإيمان، فإنّ الآيات مورد البحث ترسم لنا صورة أُخرى عن هؤلاء فتقول: { مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ}. أي من يظنّ أنّ الله لا ينصر نبيّه في الدنيا والآخرة، وهو غارق في غضبه، فليعمل ما يشاء، وليشدّ هذا الشخص حبلا من سقف منزله ويعلّق نفسه حتّى ينقطع نفسه ويبلغ حافّة الموت، فهل ينتهي غضبه؟!

لقد إختار هذا التّفسير عدد كبير من المفسّرين، أو ذكروه كإحتمال يستحقّ الإهتمام به(2).

الضمير في قوله سبحانه: {لن ينصره الله} بحسب هذا التّفسير يعود إلى النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و «السّماء» تعني سقف المنزل (لأنّ كلّ شيء فوقنا يطلق عليه سماء). أمّا عبارة «ليقطع» فتعني قطع النفس والوصول إلى حافّة الموت.

واحتمل البعض إحتمالات أُخرى في تفسير هذه الآية لا حاجة لذكرها، ما عدا تفسيرين منها يستحقّان الإهتمام، وهما:

1 ـ إنّ السّماء يقصد بها السّماء الحقيقيّة، وبناءً على هذا الرأي: فإنّ الأشخاص الذين يظنّون أنّ الله لا ينصر نبيّه، ليذهبوا إلى السّماء وليشدّوا بها حبلا ويعلّقوا أنفسهم بينها وبين الأرض حتّى تنقطع أنفاسهم. (أو يقطعوا الحبل الذي تعلّقوا به كي يسقطوا) ولينظروا إلى أنفسهم هل إنتهى غضبهم؟!

2 ـ إنّ عود الضمير المذكور إلى هؤلاء الأشخاص (ليس إلى النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)) أي أنّ الذين يظنّون عدم نصر الله لهم، وأنّه يقطع رزقهم، عليهم أن يعملوا ما شاءوا، وليذهبوا إلى السّماء ويعلّقوا أنفسهم بحبل، ثمّ ليقطعوا هذا الحبل حتّى يقعوا على الأرض، فهل ينهي غضبهم؟

وجميع هذه التفاسير تركّز على ملاحظة نفسيّة تخصّ الأشخاص الحادّي المزاج. والضعيفي الإيمان الذين يصابون بالهلع ويرتكبون أعمالا جنونية كلّما بلغت اُمورهم طريقاً مسدوداً في الظاهر، فيضربون الأبواب والحيطان تارةً، وأُخرى يودّون أن تبتلعهم الأرض. وقد يصمّمون على الإنتحار لإخماد نيران غضبهم. في وقت لا تحلّ فيه هذه الأعمال الجنونية مشاكلهم، ولو تريّثوا قليلا، والتزموا بالصبر وسعة الصدر، ونهضوا بعد التوكّل على الله والإعتماد على النفس في مواجهة مشاكلهم، لأصبح حلّها مؤكّداً.

وأشارت الآية التالية إلى خلاصة الآيات السابقة، فقالت: { وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ}.

لقد أوضحت الآيات السابقة أدلّة المعاد والبعث، كالمراحل التي يمرّ بها الجنين الإنساني ونموّ النباتات وإحياء الأرض بعد موتها، وأدلّة أُخرى على عدم نفع الأصنام وضرّها، وعرضت أعمال الذين يجعلون الدين وسيلة لبلوغ المنافع التافهة. ولكن هذه الأدلّة الواضحة والبراهين الدامغة لا تكفي لتقبّل الحقّ، بل لابدّ من إستعداد ذاتي لذلك. ولهذا يقول القرآن المجيد في نهاية الآية: { وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ}.

وقد قلنا مراراً: إنّ إرادة الله ليست بلا حساب، فهو المدبّر الحكيم يهدي من يشاء بآياته البيّنات، خاصّةً اُولئك المجاهدين في سبيله، وهم يرجون هدايته بكلّ مشاعرهم(3).

وأشارت آخر الآية هنا إلى ستّ فئات، إحداها مسلمة مؤمنة، وخمس منها غير مسلمة { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}. أليس يوم الفصل من أسماء يوم القيامة! حيث يفصل الله سبحانه وتعالى، فيه بين الحقّ والباطل، يوم تبلى فيه السرائر، وتنتهي فيه الخلافات. { إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.

الوجود كلّه يسجد لله:

بما أنّ الحديث في الآيات السابقة كان عن المبدأ والمعاد، فإنّ الآية ـ موضع البحث ـ بطرحها مسألة التوحيد، قد أكملت دائرة المبدأ والمعاد، وتخاطب النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فتقول { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ} و {كثير من الناس وكثير حقّ عليه العذاب} ثمّ تضيف وهؤلاء ليست لهم قيمة عند الله تعالى، ومن كان كذلك فهو مهان: { وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ}.

أي إنّ من يهينه الله لا يكرمه أحد، وليست له سعادة ولا أجر، حقّاً { إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} فهو يكرم المؤمنين به، ويذلّ المنكرين له.

_______________

1- تفسير الامثل،ناصر مكارم الشيرازي،ج8،ص370-375.

2ـ تراجع تفاسير «مجمع البيان» و «التبيان» و «الميزان» و «الفخر الرازي» و «أبو الفتوح الرازي» و «تفسير الصافي» و «القرطبي» في تفسير الآية التي يدور حولها البحث.

3- المبتدأ محذوف في قوله تعالى: (إنّ الله يهدي من يريد) وتقديره «الأمر أنّ الله يهدي من يريد»، ويحتمل أيضاً أنّ حرف (أن) بالفتح بمعنى (إن) بالكسر فلا محذوف في البين حينئذ.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .



قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات