المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

Hydration of alkenes
17-9-2020
language (n.)
2023-09-30
أضرار السرقة
25/10/2022
التغلب على تشبع الزيت في المحول
18-11-2021
فضيلة سورة عبس
1-12-2014
دور الأدب الروائي في تنشئة الفتيات في رأي الإسلام
15-8-2017


الاسلام وتوازن الاسرة  
  
3281   01:29 صباحاً   التاريخ: 9-7-2020
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص16–17
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

إن إلقاء نظرة سريعة وإجمالية عن النصوص الاسلامية، والابحاث المتعلقة بالأسرة يبين ويظهر مدى اهتمام الاسلام بأمر توازن وتعادل الأسرة وتنظيمها. وما يدل ويؤكد على هذا الاهتمام هو الشروط التي وضعها لتنشئة الفرد وبناء المجتمع، والمساعي التي بذلها لتنقية المحيط الاسلامي من كل شائبة، والواجبات التي حددها للدولة والمجتمع في هذا المجال.

ومن العوامل الأخرى التي يعتبر الاسلام أن لها دوراً هاماً في توازن الحياة وبقائها، يمكننا أن نشير:

إلى إدراك وفهم الظروف والأهداف والمقاصد المعقولة، واتخاذ القرار والموقف العقلاني في الحياة في الوقت المناسب، والمحافظة على القيم الاصيلة والعريقة، والابتعاد عن الانحراف والخطيئة، كما يهدف الاسلام الى الوصول الى مجتمع سالم، مفعم بالأمن والرفاه، وبعيد عن الاضطراب والفوضى، وكذلك يسعى الى ان تكون ظروف الحياة في المجتمع بشكل يوفر إمكانات الرشد والتقدم للإنسان، ولبلوغ هذا الهدف انطلق من الاسرة ووفّر لها الشروط المناسبة لبلوغ التوازن والتعادل.

في سبيل إيجاد التوازن:

يسعى الاسلام في سبيل إيجاد التوازن في الحياة العائلية الى إعداد الزوجين على حب الخير والصلاح المتبادل بينهما، وبينهما وبين أبنائهما، فضلاً عن احترامهما لهم واهتمامهما بمستقبل أفراد الأسرة والحرص عليه، وتجنب إيجاد المشاكل لأنفسهما ولأولادهما.

وفي الحقيقة ليس من السهولة تكوين وإنشاء مؤسسة سالمة وناجحة والحفاظ عليها، بل يجب توفر الوعي والدقة الكافية، وكذلك التحلي بسعة صدر وحلم كبيرين. ويجب التركيز في سبيل حفظ تعادل الأسرة وتوازنها على الايمان والأخلاق والصفات الأخلاقية كالمحبة.

لقد بنى الاسلام نظام الأسرة على أسس قويمة تتطابق مع ضرورياته الحياتية، وسعى أيضاً إلى توجيه الحاجات وتأمينها بناءً على المعايير والقيم الانسانية، وجعل من أفراد الأسرة أفراداً ملتزمين تجاه بعضهم البعض بعلاقات يحكمها الحب والرأفة والايثار، وجل من الكبار هداةً للصغار، وأوصى الصغار بطاعة الكبار، والنتيجة هي بناء خلية ومؤسسة يحكمها الحب والوئام والمودة، وجيل ملتزم ومؤمن.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.