المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



ضرورة تدريس الروابط في المرحلة الثانوية (التوجيهي)  
  
2818   01:38 صباحاً   التاريخ: 7-6-2020
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج1 ص25ـ26
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

أولاً لماذا اخترت أن يكون التدريس في المرحلة الثانوية ولم أختاره أن يكون في المراحل التي قبله؟ لأن مرحلة التوجيهي هي مرحلة الإعداد للدخول للجامعة أو الكلية. وفي كثير من الأحيان يحدد الشاب فتاته في هذه المرحلة لذلك يجب أن يعرف بإمعان كيف يختار؟ وكيف يعامل فتاته بعد الزواج؟ وما هي الشروط الواجب اتباعها لكي يكون زوجا ناجحا ؟ ويجب أن تكون قد درست نفس هذه الروابط لتكون مهيأة كما يهيأ الشاب. لأنه من يضمن أن يكون والد الشاب أو والدته (الذين هم في مرحلة الثانوية) مثقفين بثقافة اجتماعية عالية لكي ينجبوا لنا شاباً مهيأً ليكون رب أسرة ناجح أو شابة مهيأة لتكون ربة أسرة ناجحة؟

ومن يضمن لنا أن هؤلاء سوف يتوجهون إلى قراءة الكتب والمجلات التي تبحث في هذه المواضيع؟ وربما كانت ظروفهم الاقتصادية لا تسمح لهم بذلك وكذلك حتى وقتهم. وما المرحلة الدراسية التي تسبق الجامعة إلا مرحلة إعداد ولا يشترط أن يدخل الشاب إلى الجامعة ولكنه بالضرورة سيدخل معترك الحياة سواء في السوق التجاري أو في العمل المهني أو في الجامعة ولذلك فعلينا أن نلتفت التفاتاً مهما لهذه المرحلة من مرحلة الشباب وهي مرحلة الدراسة الثانوية وضرورة تدريس الروابط الأسرية بشكلها المفصل وابتداء من الخطوبة وحتى إنجاب الأطفال وطرق تربيتهم واعتبارهم كائن حي يحمل لوحاً حساساً يطبع فيه ما يشاهده من مظاهر المحبة والوئام أو مظاهر العنف والانتقام فهو كالعجينة بأيدينا يمكن أن نزرع فيه ما نراه صحيحاً وليس من الأصح تركه وبعد ما يظهر لنا انه اصبح غير نافع أو ليس على ما يرام نريد أن نصب جام غضبنا عليه ناسين أو متناسين انه المرآة التي تعكس تربيتنا وتعكس أخلاقنا وما تعبنا عليه. ولو قارنا تربية الطفل بإنتاج الفلاح من الزرع فأي نبات يعتني به الفلاح ويرعاه من برد وحر وسقي منتظم وحماية من الأمراض وسماد بشكل صحيح فإنه بالتأكيد ينتج ثمراً نافعاً ذات قيمة معينة ولكنه إذا ترك ينمو تبعاً للظروف تميل به يميناً وشمالاً وبعد ظهور النضج والثمر الرديء نبدأ نندب حظنا العاثر.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.