المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24
نظرية ثاني اوكسيد الكاربون Carbon dioxide Theory
2024-11-24
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24



أهمية المدرسة في حياة الفرد والمجتمع وعلاقتها في الأسرة والمجتمع  
  
5887   04:21 مساءً   التاريخ: 12-2-2020
المؤلف : عبد العظيم عبد الغني المظفر
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب من الطفولة إلى المراهقة
الجزء والصفحة : ج1 ص57ـ60
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /

تطورت الحياة في مختلف جوانبها ، بحيث لم تعد الأسرة قادرة على القيام بواجباتها في إعداد الفرد للحياة العامة إعدادا صحيحاً. من أجل ذلك وبسببه تم تشكيل إحدى الحلقات الثلاث التي يمر بها الفرد وهي البيت والمدرسة والمجتمع. تلك الحلقات التي يجب أن يكون بينها اتصال وثيق ومنظم ، ويحقق للفرد نموا متدرجاً يستمر عند انتقاله خلال تلك الحلقات ، فعلى البيت مثلاً أن يشبع حاجات الطفل في المرحلة التي هو يحقق للطفل الشعور بالأمن والاطمئنان. ولكن عليه أن لا يسرف في حمايته وتدليله ، لدرجة تجعله يلاقي صعوبات في تقبل حياة المدرسة وما فيها من حاجة الاعتماد على النفس. كما على المدرسة أن تحقق كل مقومات نمو الطالب فيها من جوانبه العقلية والجسمية والانفعالية والخلقية بشكل يكمل عمل البيت ، ويصحح بما فيه من هفوات ، وفي الوقت نفسه على المدرسة أن لا تهمل النظرة إلى حياته المستقبلية في المجتمع من استعدادات متنوعة لتحمل مسؤولياته ، الفنية والاجتماعية معتمدة في تحقيق ذلك على تنوع الأنشطة والممارسات في حدود قدرات الطالب واستعداداته.

لقد مرت ظروف في بلدنا كان فيها الثقل ملقى على عاتق الطالب وأسرته سواء المادي أو مسؤولية فهم المادة وقد أعفي المعلم أو المدرس من المسؤوليات إعفاءً اجتماعياً نظراً لركاكة مرتبه وصعوبة عيشه والآن وبعد الانفراج بقي الكثير من المربين على نفس المنهج السابق وليسوا أمام مسؤولياتهم.

* علاقة المدرسة بالأسرة

لقد مرت المدرسة بمرحلة كانت علاقتها بالبيت ضعيفة جداً بحيث لا تتجاوز الشكليات في القبول والنجاح والرسوب وما يترتب على ذلك من إجراءات. غير أن تصاعد التطور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسيكولوجي رافقته تغيرات كثيرة فبهذا المجال تناولت جوانب مختلفة من حيث الشكل والجوهر. لقد أصبح الآباء والمدرسون شركاء في قضية واحدة وأخذ كل واحد منهم ينظر إلى عيون الآخر باعتباره المسؤول الأساسي وقد يتجلى ذلك في أمور متعددة من أكثرها وضوحاً ظهور وتطبيق فكرة مجالس الآباء والمعلمين ، وان كانت هذه التجربة في أكثر مدارسنا في الوقت الحاضر لا تتجاوز خطواتها الشكلية الروتينية وأنها غير فعالة في تحقيق ما وجدت من أجله. ولأننا بانتظار الانتقال نحو إنسان أفضل. إن مجالس الآباء والمعلمين من حيث المبدأ ضرورية لأنها تخلق مناخا يساعد على تفاعل الآراء ليطّلع كل اب على مشاكل الاباء مع ابنائهم وينتفع من الحلول التي شخصت لها كما انه قد ينتبه الى بعض الملاحظات التي لم تكن على باله كما ان المدرسة عن طريق هذه المجالس تستطيع اختصار الوقت في ايصال ملاحظتها العلمية واراءها التربوية الى جميع العوائل. ان تفاعل الآراء عن طريق مجالس الاباء والمعلمين يؤدي الى تبادل الخبرات وتوحيد الجهود دون ان تحصل الحساسيات الفردية عند بعض الاباء اثناء مراجعاتهم الفردية للمدرسة.

وتكون للمدرسة فكرة واضحة عن حياة طلبته في البيت فيقوم من خلال ذلك طلبته تقييما صحيحا يساعده على النجاح في مهمته التعليمية والتربوية. كما انها فرصة للمدرس في تقييم نفسة ومن ثم الاقلاع عن بعض الاحكام او التصرفات المناسبة والتأكيد على انشطته الصحيحة. ان العلاقات بين البيت والمدرسة يجب ان تتجاوز مرحلة الشكليات والرسميات وان لا تبقى مقتصرة على اجتماعات مجالس الاباء والمعلمين، انما يجب ان تكون علاقته واضحة الخطوات صريحة الاهداف. فالمدرسة لا تستطيع ان تفهم المراهق فهما عميقا يساعده على التكيف المستمر الا بمعاونة الاباء والامهات. فالمراهقة مبنية على الطفولة والظاهر ان سلوك الفرد يتعلق بالمخفي منه، والام والاب اقدر الناس على معرفة هذه العلاقات والربط بين هذه الجوانب. ان طموحات الاباء المتعلقة بمستقبل ابنائهم لا يمكن رسمها من قبلهم على انفراد وبصورة صحيحة دونه معاونة المدرسين وادارة المدرسة، ذلك لان احكامهم قد لا تكون صحيحة لأنها تتأثر بعواطفهم نحو ابنائهم وبتمنياتهم نحو مستقبلهم وقد لا يكون شعوريا مقصودا او لا شعوريا.

اما المدرسون فهم بحاجة شديدة لمعونة الاباء والوقوف على وجهات نظرهم وعلى خبراتهم وبذلك تتم الفائدة، وتتحقق الاهداف التربوية. وهذا يعني ان من الضروري ان تتوحد اتجاهات البيت والمدرسة في توجيه الطالب وبذلك يتخلص من ضغوط الاتجاهات المتعارضة ويتحقق له النمو الصحيح.

ان المدرس او المعلم اذا ارتقى من جانبه من موظف الى مربي استطاع ان ينجح ويربي جيل يعترف له بحسن التربية وتعليمها اما اذا بقي موظفا كلاسيكيا ينتظر اخر الشهر ليحصد راتبه فان لمساته على التعليم عقيمة حيث انه لا يقبل اي نقد من سيرته التعليمية او التدريسية ويريد ان يبقى كما كان في القمة والطالب واسرته يتحملون كافة الأوزار والمسؤوليات. إضافة إلى أن بعض الإدارات كانت تعقد مجالس الآباء والمعلمين وترسل عليهم للتبرع للمدرسة وإصلاحها وما شابه وهذه الطريقة كافية لعدم حضور الآباء إلى المجالس وعدم الاستفادة من ذوي الخبرات في تذليل الصعاب التربوية أمام إدارات المدارس.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.