أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-1-2016
7528
التاريخ: 24-8-2022
2047
التاريخ: 2023-02-22
1486
التاريخ: 2024-09-14
371
|
لا يمكن أن نتعَّرف على طبيعة الفكر الجغرافي وتطوره، إلا عن طريق استعراض التاريخ الجغرافي، كقصة من قصص التطور العلمي. وخير المناهج التي اتبعت الطريقة التاريخية في فهم الجغرافيا هو منهج الجغرافي الألماني الفرد هتنز Alfred Hettner ، الذي يعد بحق أمام الفلسفة الجغرافية والمنهج الجغرافي.
يرجع الاهتمام بالمعلومات الجغرافية إلى عصور قديمة جداً، ويمكن أن نعثر على شذرات منها في "الإلياذة والأوديسة" التي كتبها الشاعر اليوناني الشهير هومروس، في القرن التاسع قبل الميلاد، يصف فيها طبيعة البلاد التي مرّ بها اليونان، وأحوال سكانها ونظم الحياة فيها. وكذلك قصة " الفرسان العرب " التي ورد فيها وصف شيقّ لسبع رحلات قام بها التجار العرب إلى موانئ المحيط الهندي، وكان السندباد البحري هو أحد هؤلاء الفرسان.
هذه القصص وأمثالها كانت الطابع المميز للكتابات الأولى، التي ظهرت عن المناطق التي شاهدها الرحّالة الأوائل، وكان من الصعب الفصل فيها بين الحقيقة والخيال، إذ كان الخلط فيهما أمراً واضحاً. ولكن مع مرور الزمن وكثرة الرحلات وزيادة المعرفة، بدأت كثير من الخرافات والمعتقدات الخاطئة يندثر ويحل محلها الحقائق العلمية المبنية على الملاحظة الدقيقة.
فالتفكير الجغرافي إذن قديم قدم الإنسانية ذاتها، والمجهودات التي قام بها المفكرون من أجل تفهم الظاهرات الكونية المحيطة بهم، وتفهم مركز الإنسان بين هذه الظاهرات، تعتبر المنشأ الأول للجغرافيا. ويبدو أن سكان الحوض الشرقي للبحر المتوسط، كانوا من أوائل الذين أسهموا في نمو المعرفة الجغرافية؛ إذ نشأت في هذه المنطقة أقدم الحضارات التي عرفتها الإنسانية.
حقيقة أنه نشأ في الصين والهند بعض الحضارات القديمة التي عاصرت الحضارات الموجودة في المنطقة العربية، غير أن طبيعة الموقع الجغرافي لهذه الحضارات لم يسمح لها بالنمو والتطور، بالدرجة التي تطورت بها حضارات الحوض الشرقي للبحر المتوسط؛ فالعزلة والتطرف كانا السببين الرئيسين في تخلف تلك الحضارات عن مثيلاتها التي قامت في وادي النيل وما بين النهرين، تلك الحضارات التي استغلت توسط موقعها الجغرافي في العالم، فازدهرت عن طريق الاتصال التجاري والاحتكاك الثقافي.
لقد كانت الجغرافيا في بداياتها الأولى، تتخذ من الكون ميداناً لها، وكانت ظواهر هذا الكون، تشكل آنذاك المحتوى الموضوعي والإطار العام للفكر الجغرافي. ولما استقل علم الفلك بميدانه، الذي يشمل ظواهر الفضاء الخارجي للأرض، أصبح لزاماً على الجغرافيا أن تقصر دراساتها على الأرض ميداناً لها، وتتخذ من ظاهرات الأرض المختلفة موضوعاً لدراستها، أي أن الجغرافيا كانت علم الأرض كل الأرض .
وهناك فرق بين المعلومات الجغرافية وعلم الجغرافيا؛ فالمعلومات الجغرافية معروفة منذ بداية الحياة الإنسانية، إذ أن الإنسان كان لابد أن يتعرف على بيئته وعن مواطن الرزق فيها.
أما علم الجغرافيا فهو يعنى بجمع هذه المعلومات الجغرافية وعرضها وتحليلها وتفسيرها وفق منهجية علمية محددة. وقد انتظر العالم قروناً عديدة قبل الوصول إلى هذا المستوى من المعرفة العلمية، وكان من الطبيعي أن يبدأ ذلك في بلاد الإغريق فإليهم يرجع الفضل في تسمية هذا العلم، وفي إرساء قواعده وأسسه، وهم الذين صاغوا كثيراً من الفرضيات والنظريات عن الكون ونشأته، والأرض وسطحها وأبعادها وحركاتها، وما تحويه من مظاهر طبيعية وبشرية .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|