المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

التربة المناسبة لزراعة النخيل
2023-05-02
Henry’s Law Constant
2-3-2018
نواسخ المبتدأ والخبر
16-8-2020
السلطة المختصة بالانهاء الانضباطي للعلاقة الوظيفية في مصر
15-4-2017
تـقـييم الاداء في ادارة الافراد Performance Appraisal
2023-04-19
معنى كلمة (المحراب)
20-10-2014


مسؤولية رعاية الأيتام  
  
3728   03:23 مساءً   التاريخ: 19-11-2019
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص358-360
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /

اليتيم هو الشخص الذي يفقد أباه أو أمه أو كليهما، وذلك على أثر حادثة ما، ولما كان الطفل أمانة الله بين الناس، فيقع عليهم واجب إدارة شؤونه وتربيته وتهيئة أسباب نموه ورشده من جميع الجهات.

وهذا الواجب يزداد أهمية وثقلاً عندما يكون متعلقاً بيتيم لشخص قدم نفسه في سبيل المصالح الدينية وحفظ كرامة وشرف المجتمع، فيجب على الناس أن يبذلوا الحب لذرية الشهيد، وأن يتولوا إدارة شؤونه ورعايته من جميع الجهات، وأن يعقدوا العزم على القيام بواجب تربيته، وتقديم المساعدة المادية والمعنوية لتفتح الاستعدادات الكامنة في أعماقه وتربيته شخصيته؛ وهذه الادارة والحماية يجب أن تحصل له في البيت، وإذا لم يكن ذلك ممكناً ففي مكان آخر؛ ولا يجوز أن يعتبر الناس أنهم قد أدوا ما عليهم بمجرد تأسيس حضانة أأو روضة أطفال، وفي عصر حكومة النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام (عليه السلام) وحتى الخلفاء الأوائل، من الناحية المالية لم يكن هناك مشكلة عند الدولة، وكان بإمكانها تأسيس حضانة، ولكن لأجل حفظ السنن الاسلامية واجتناب العواقب والآثار السيئة والمرة لهذه المراكز كانت المحافظة على أبناء الشهداء والأيتام تتم في البيوت.

ـ حدود المسؤولية :

إذا نظرنا إلى الأطفال والناس كافة على أنهم أمانة إلهية، وإذا اعتقدنا واقعاً أنهم أمانة وذكرى غالية من الشهيد، وإذا اعتقدنا أن استشهاد رجال من أمثال الآباء الشهداء لهؤلاء الأيتام هو تمهيد لنمو وازدهار ديننا، وحفظ الكرامة والعزة لأفراد مجتمعنا، فأن الواجبات والمسؤوليات الملقاة على عاتقنا سوف تصبح أكثر عبئاً وثقلاً، وسيعتبر الناس أن من واجبهم أن يعدو أطفال الشهداء بمثابة أبنائهم، فيأخذونهم إلى بيوتهم، ويقومون بتربيتهم على الوجه الأحسن، ويحافظون عليهم كأبنائهم، بل أعز وأغلى، فلا يبخلون عليهم بالمحبة والاهتمام والرعاية.

وسيجد الناس أنفسهم مسؤولين عن واجب تهيئة أسباب نموهم ورشدهم من جميع الجهات، فيضعونهم في أفضل المدارس، ويهيئون لهم أفضل الظروف والامكانيات لتربيتهم وتنشئتهم، ويتصرفون معهم بطريقة بحيث لو كان آباؤهم أحياء لفرحوا لهذا التطور والرشد والنضج والكمال.

يجب على الناس الاهتمام بذوي الشهداء وتكفل أمورهم والعطف عليهم، وأن يكونوا لنساء الشهداء حماة، ولأبنائهم آباء، وهذا أقل الوفاء للشهداء، وفيه حفظ حرمة دمائهم.

محل الطفل هو في الأسرة، وأفضل الأسر هي الأسرة التي ولد فيها الطفل وترعرع. وإذا كان الهدف هو الحماية فلا بد من حفظ حرارة تلك الخلية والمركز، والحفاظ على كونها جذابة وتوفير إمكانيات رشد ونمو وفرح الطفل فيها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.