أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2019
2463
التاريخ: 3-1-2023
1025
التاريخ: 13-7-2021
2943
التاريخ: 10-1-2019
2299
|
المدينة في اللغة العربية تعني "مكان الاقامة الدائمة او الاستقرار، فمدن بالمكان اي اقام به". وقد تشتق من الفعل "دينت اي ملكت"، لذا فالمدينة مكان اقامة الحاكم او المالك. وربما تشتق من الفعل "دان اي حكم، وديان أي القاضي، فهي مكان اقامة الحاكم او القاضي". وتجمع على صيغة مدن أو مدائن
والمدينة باللغة الانكليزية (City)، وتعرف على انها "البلدة (Town) الأكبر أوالاهم". او "هي مجموعة من البلدات التي اتحدت حول مركز واحد". في حين تعرف البلدة على انها مركز الاستيطان الحضري الذي يكون اكبر من القرية واصغر من المدينة، وتقع في العادة على اطراف المدن واكبرها هو الذي يمثل المدينة او مركزها، اذ انها تشبه المدينة من الناحيتين التركيبية والوظيفية وتشبه القرية من ناحية الحجم وارتباطها المباشر او تبعيتها الى المدينة فهي تمثل الحالة الوسط بين القرية والمدينة بكل ما تعنيه الكلمة من معان مختلفة فهي وسط بين نقيضين.
والمدينة من الناحية الوظيفية تقع على النقيض من القرية على الرغم من ان كلاهما يمثلان الاستقرار باللغة العربية. الا ان الفارق الاساس بين الحالتين هو ارتباط الانسان بالأرض في حالة القرية وارتباطه بالمهنة في حالة المدينة.
ان المدينة ظاهرة حضارية حضرية (مدنية) ميزت المجتمعات البشرية الاولى فقد كانت العامل المميز لانتقال الانسان من طور البربرية والوحشية الى التمدن والحضارة. وعلى الرغم من ان علماء الانثروبولوجيا يرون ان المدينة القديمة لا تشبه في تكوينها المدينة المعاصرة، لكونها عبارة عن تجمعات حضرية على حد تعبيرهم، لعدم قدرتها على التعامل مع المشكلات الاجتماعية للمدن الذي يعد من السمات الحضارية للمدينة، واهمها مشكلة العلاقة بين المركز والاطراف، التي تعد المرشحات الاجتماعية للأعداد الاجتماعي للأفراد الوافدين للتعامل مع حياة المدينة، اذ تشكل هذه الاطراف بؤرة المشاكل الاجتماعية في المدينة التي تقل كلما اتجهنا نحو المركز وتزداد الاعمال التجارية والصناعية البعيدة عن الانتاج الزراعي بنفس الاتجاه. الا ان الباحث يختلف مع هذا التوجه في موضوعة بحثه وهي ان المدينة العراقية القديمة تميزت بهذه الصفة الحضارية فكان ان ولدت المدن مدنا جديدة على أطرافها كانت تعمل كمرشحات لساكني المدينة المركز. او بتعبير ادق هي اماكن الاعداد الاجتماعي للوافدين الجدد الى المدينة.
ويصنف الباحثون الجغرافيون عدة مراحل لنشوء المدن تبدا بمرحلة الظهور على شكل مستوطنة ومن ثم تتوسع نتيجة زيادة استعمالات الارض للأغراض غير الزراعية (الدينية او الصناعية او التجارية) فضلا عن اقامة وحدة معمارية تؤدي دور النواة المركزية للمدينة.
ومن هنا يرى الباحث ان المدينة تبدا على شكل بلدة او مستوطنة حضرية ثم تدخل في المرحلة الثانية وهي مرحلة النمو الذي يكون في اغلب الاحيان عن طريق نمو السكان بدافع الهجرة فضلاً عن النمو الطبيعي فيها.
الامر الذي يتطلب التوسع في التقسيم الاجتماعي للعمل من خلال المؤسسات الادارية لتنظيم الحياة الاجتماعية للسكان الذين اصبحوا يفتقدون الى التجانس نتيجة تعدد اصولهم الاثنولوجية الذي تخلقه الهجرة لتصل بذلك الى مرحلة النضج التي تتمثل في الاتساع الافقي (الجغرافي للمدينة ) والاتساع العمودي الذي يمثله التعقد في تقسيم العمل والتنظيم الاجتماعي بسبب تعقد هيكلية بناء المدينة وزيادة الحاجة الى الخدمات وزيادة الكفاءة الوظيفية للعاملين في هذه النشاطات. لتصل بذلك عند اكمال هذه المتطلبات الى مرحلة النضج التي تتمثل في اكتساب المدينة الاهمية المركزية بين البلدات المحيطة بها او على الاقل القريبة منها لتشكل هذه البلدات بالتالي اطرافا لهذه المدينة وعند هذه الحالة لا بد ان يرقى التنظيم الاجتماعي فيها الى كل ما يضمن سلامة الحياة الاجتماعية (الاستقرار والاستمرار) فضلا عن زيادة كفاءة الاستعمالات العامة للارض نتيجة ارتفاع الكثافة السكانية في المدينة.
اما اهم العوامل الرئيسية لنشوء المدن فهي العامل الطبيعي والذي يتمثل في الموقع (الاستراتيجي) من حيث دوره وكفاءته في تحقيق الكفاية او الوفرة الانتاجية للغذاء وتوافر مصادر المياه لذلك نشأت المدن القديمة على ضفاف الانهار او عند مصباتها0 ويلعب العامل الثاني الا وهو العامل الديني دورا مهما في نشوء المدن وتطورها في معظم الاحيان، فقد كان العامل المميز للمدن القديمة اذ يحتل المعبد الرئيسي مركز المدينة في معظم الاحوال الا ان السمة الدينية لا تغلب على معظم هذه المدن نتيجة اضطلاعها بالوظائف المهمة التي قد تتساوى في بعض الاحيان مع الاهمية الدينية.
والعامل الثالث في نشوء المدن هو العامل العسكري من ناحية الدفاع عن المدينة فغالبا ما يتم اختيار مواقع المدن قرب الموانع الطبيعية لتسهيل عملية الدفاع عنها وبالتالي استمراريتها في البقاء. ويلعب العامل الخامس الأدراي والسياسي اهمية بالغة في نشوء المدن الذي يتناسب مع اهميتها وكبر حجمها ومركزيتها بين المدن المحيطة او البلدات فتمثل بذلك عاصمة لدولة المدينة في حالة المدن القديمة موضوع البحث. اما بالنسبة الى العامل الاقتصادي الذي يطغى عليه النشاط التجاري فأنه يمثل العامل السادس في نشوء المدن، فضلاً عن تعدد النشاطات الانتاجية التي تعتمد على التجارة في استمراريتها حتى في حالة الاقتصاد الزراعي للمدينة0 وأخيرا العامل السابع وهو العامل الاجتماعي، اذ تلعب الهجرة الدور الاساس في نشوء المدن وتطورها لأنها تشكل عوامل جذب للسكان نظرا لوجود الخدمات وتعدد فرص العمل فتتركز اهمية هذا العامل على قدرة المدينة على استيعاب الوافدين الجدد وقدرتها على تهيئتهم للحياة الحضرية وبالتالي قدرتها على الحفاظ على الهوية الثقافية للمدينة من خلال تطبيعهم على الحياة الحضرية او المدنية بتزويدهم او تدريبهم بالقدرة على تقبل القيم الحضرية بدلا من القيم الاصلية للمهاجرين الامر الذي يتيح لهم التعايش و التفاعل الاجتماعي الايجابي داخل المدينة.
ومن العرض السابق يجد الباحث ان المدينة العراقية القديمة اقرب ما تكون الى المدينة الحضارية المعاصرة من ناحية البناء والوظيفة وان تميزها يأتي من اشتمالها على جميع او معظم سمات المدينة الحضارية ناهيك عن انها اثبتت وجودها من خلال العبقرية الحضارية التي ميزتها بتفرد عن غيرها من المدن القديمة المعاصرة لها.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|