الأدب
الشعر
العصر الجاهلي
العصر الاسلامي
العصر العباسي
العصر الاندلسي
العصور المتأخرة
العصر الحديث
النثر
النقد
النقد الحديث
النقد القديم
البلاغة
المعاني
البيان
البديع
العروض
تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب
قبح التشبيه وعيوبه
المؤلف:
أبو هلال العسكري
المصدر:
كتاب الصناعتين الكتابة والشعر
الجزء والصفحة:
ص257-259
25-03-2015
5312
التشبيه يقبح إذا كان على خلاف ما وصفناه في أول الباب من إخراج الظاهر فيه إلى الخافي والمكشوف إلى المستور والكبير إلى الصغير كما قال النابغة ( تَخْدِي بهم أُدْم كأنَّ رِحَالها ** عَلَق أريق على متونِ صِوارِ ) وقال لبيد ( فخمةً ذَفْرَاءَ تَرْتَى بالعُرى ** قُرْدُمانيًّا وتَرْكَا كالبَصلْ ) وقال خفاف بن ندبة ( أبقى لها التعداء من عَتَداتها ** ومتونِها كخيوطة الكتانِ ) العتات القوائم والمتون الظهور يقول دقت حتى صارت متونها وقوائمها كالخيوط وهذا بعيد جدا ومثل هذا محمود غير معيب عند أصحاب الغلو ومن يقول بفضله وإذا شبه أيضا صغيرا بكبير وليس بينهما مقاربة فهو معيب أيضا كقول ساعدة ابن جؤية ( كَسَاها رطيبَ الريش فاعتدلتْ لها ** قِداحٌ كأعناق الظباء الفوارِقِ ) شبه السهام بأعناق الظباء وليس بينهما شبه ولو وصفها بالدقة لكان أولى .
ومن معيب التشبيه قول بشر ( وجرّ الرامِساتُ بها ذيولا ** كأن شَمالها بعد الدّبور ) ( رماد بين أظآر ثلاثٍ ** كما وُشِم النواشرُ بالنؤور ) فشبه الشمال والدبور بالرماد ومن خطأ التشبيه قول الجعدي ( كأن حِجَاجَ مقلتها قَلِيبٌ ** ) والحجاج العظم الذي ينبت عليه شعر الحاجب وليس هذا مما يغور وإنما تغور العين ومن التشبيه الكريه المتكلف قول زهير ( فزَلَّ عنها وَوَافَى رأس مَرْقَبةٍ ** كمَنْصِبِ العِتْرِ دِمَّى رأسَه النُّسُك ) ومن التشبيه الرديء اللفظ قول أوس بن حجر ( كأن هِرًّا جنيباً تحت غُرْضَتِها ** والتف ديكٌ برجليها وخنزيرُ ) وأعجب من هذا قول بشار ( وبعض الجود خنزير ** ) ومن بعيد التشبيه قول أعرابي ( وما زلتَ ترجو نيلَ سلْمى وودها ** وتبعد حتى ابيض منك المسايح ) ( ملاَ حاجِبيك الشيبُ حتى كأنه ** ظباء جرتْ منها سنيحٌ وبارحُ ) فشبه شعرات بيضا في حاجبيه بظباء سوانح وبوارح وقال أبو تمام ( كأنني حين جرّدت الرجاءَ له ** عَضْبٌ صببت به ماءً على الزمن )
ولا يكاد يرى تشبيه أبرد من هذا وكتب آخر إلى أخ له يعتذر من ترك زيارته قد طلعت في إحدى أثيي بثرة فعظمت حتى كأنها الرمانة الصغيرة وقال علي الأسواري فلما رأيته اصفر وجهي حتى صار كأنه لون الكشوث وقال له محمد بن الجهم كم آخذ من الدواء الذي جئت به قال مقدار بعرة فجاء بلفظ قذر ولم يبن عن المراد لأن البعر يختلف في الكبر والصغر ولا يعرف أبعرة ظبي أراد أم بعرة شاة أم بعرة جمل ومن التشبيه المتنافر قول الجماني يصف ليلا ( كأنما الطرف يَرمي في جوانِبه ** عن العمى وكأن النجم قنديل ) اجتماع العمى والقنديل في غاية التنافر ومن رديء التشبيه قول ابن المعتز ( أرى ليلا من الشعر ** على شمس من الناسِ ) الجمع بين الليل والناس رديء وقد وقع هاهنا باردا
الاكثر قراءة في البيان
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
