المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية زحزحة القارات وحركة الصفائح Plate Tectonic and Drifting Continents
2024-11-24
نظرية ثاني اوكسيد الكاربون Carbon dioxide Theory
2024-11-24
نظرية الغبار البركاني والغبار الذي يسببه الإنسان Volcanic and Human Dust
2024-11-24
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24

ملاحظة العالم القلقشندي لظاهرة المد والجزر
2023-07-08
Cosine
27-8-2019
علاج الوسواس
7-10-2016
تحدى الإغراق والطريق للاحتكار وتحديات معايير الجودة العالمية (ISO)
2024-01-11
المادة
26-3-2018
أحكام الرجعة
9-1-2018


نظرة الإسلام للأمن النفسي  
  
2681   02:08 صباحاً   التاريخ: 8-10-2019
المؤلف : أريج الحسني
الكتاب أو المصدر : إستمتع بحياتك وعش سعيداً
الجزء والصفحة : ص305ـ309
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2018 2011
التاريخ: 4-1-2017 3650
التاريخ: 25-5-2022 1577
التاريخ: 2023-06-11 864

الأمن النفسي في الإسلام يستمد معناه ومضمونه من أساسيات الدين فالإيمان بالله واليوم الآخر والحساب والقضاء والقدر والنظر إلى الدنيا على أنها زائلة كل هذه الثوابت التي يؤمن بها الإنسان المسلم تؤدي إلى أمنه النفسي وصقله بالاتزان والطمأنينة وتحرره من الاضطراب والقلق وتقود إلى راحة البال فلا يرتاب ولا يشك فيه مصداقاً لقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ} [آل عمران: 126].

إن الإيمان له دور في شعور الفرد الأمن، فالإيمان حين يبلغ مداه ويشرق على القلب سناه، ويسري في أعماق النفس مجراه تبدو آثاره المباركة على الفرد والجماعة، فالإيمان بالله يعدّ أعظم أسباب الأمن النفسي.

عكس ذلك الذين جحدوا الله فتراهم في خوف واضطراب، وقلق وكآبة وفزع، كما أن الإيمان ينمي الشعور بالانتماء للجماعة إذ حث القرآن الكريم على مد يد العون والمساعدة وبالتالي العيش في أمان لقوله تعالى {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الحجرات: 10].

ويصف الرسول (صلى الله عليه وآله) الإيمان وصفاً جميلاً فيه من المعاني السامية، والمنطلقات التربوية العظيمة، التي لو تأسى بها كل فرد في حياته لشعر بنعمة من نعم الله التي لا تحصى، التي تجعل الفرد يشعر بالقوة والسعادة، والأمان، والأخوّة، وهذا الوصف تضمنه الحديث الشريف "مثل المؤمنين في توادّهم، وتراحمهم، وتعاطفهم كمثل الجسد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

يرتبط الأمن النفسي بمجموعة سمات تكون أساساً لمقوماته، وبدونها يبقى الفرد يشعر بحالة قلقة، من هذه السمات: التوكل على الله والصبر عند الملمات إذ يقول علي بن أبي طالب عليه السلام (إن تجزع تؤزر وإن تصبر تؤجر)، فضلاً عن ذلك فالصبر يعد رافداً من روافد الأمن النفسي لدى المؤمن فهو حبس النفس عن الجزع، والسخط، والشكوى وتحمل الانتظار ومواجهة مصاعب الحياة دون ملل، وتذكير الفرد بأن كل ما يناله في حياته من شقاء ونعم هو من الله عز وجل، فيشعر بالأمن ويشكر الله على نعمة ويصبر على البلاء، والمصيبة، فالصبر إذا ما اقترن بالصلاة يجعل الفرد مطمئناً إذ يقول الله سبحانه وتعالى {اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153].

وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إذا حزنه أمر فزع إلى الصلاة. كيف لا وللصلاة تأثير عجيب في دفع شرور الدنيا والآخرة؟ وسر ذلك أن الصلاة صلة بين العبد وربه، ومعراج إلى المولى عز وجل، وعلى قدر هذه الصلة يفتح عليه من الخيرات أبوابها، ويقطع عنه من الشرور أسبابها ويفيض عليه فيرى التوفيق، والعافية وينشرح القلب ويندفع الكرب بحول الله وقوته وتأييده ورحمته...

فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، والمؤمن المصلي صادق في قوله وأفعاله، فالصدق من القيم التي تساعد في تعزيز الأمن النفسي، ويقول الله تعالى {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ}.

ويبدو التأثير النفسي للصدق في الحديث النبوي الشريف " الصدق طمأنينة والكذب ريبة" فالكذب يؤدي بالفرد إلى الخوف والتوتر، لأنه لا يكذب إلا إذا كان خائفاً، أما الصادق فلا يوجد ما يحمله على الكذب لتيقنه أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له. ويتضمن الصدق قيماً أخرى، كالشجاعة، والجرأة، والإخلاص والصبر وهي تؤدي بالمؤمن إلى راحة النفس، والتحرر من الخوف، ومجابهة الأمور، وعدم الهرب منها، فالصادق مع نفسه، ومع ربه، ومع الآخرين لا يشعر بالتوتر والقلق بل يحيا حياة آمنة مطمئنة، إذ يقول الرسول (صلى الله عليه وآله): الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة.

ومن السمات الأُخرى المطلوبة لتحقيق الأمن النفسي: الرضا والقناعة، والأمل، فهذه جميعها يمكنها بثّ الأمان لدى من يتحلى بها فكراً وسلوكاً، فالرضا والقناعة تشعر المؤمن بأنه قريب من الله، وفي رعايته، فيطمئن إلى قدرة الله تعالى ويعقل قوله عز وجل: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} [الروم: 4].

فحيثما يعتقد المؤمن بأن الله هو مدبّر الكون، وأمره نافذ في خلقه تهدأ نفسه، ويشعر بالأمن النفسي، والاطمئنان، فالنفس المطمئنة هي النفس المؤمنة، والتي يكون سلوكها ونهجها على ضوء القرآن الكريم فترقى في ظله رقيّاً شاملاً يتمثل في تقوى الله لقوله تعالى {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3].

ومن القيم التي ترفد الأمن النفسي لدى الفرد حسن الظن بالله، والتفاؤل وإذا ما اعتمد القلب على الله وتوكل عليه، ولم يستسلم للأوهام ولم يتملكه الخيال السيئ ووثق بالله وطمع في فضله اندفعت عنه بذلك الهموم والغموم، وزال عنه كثير من الأسقام، وحصل للقلب كثير من القوة، والانشراح والسرور والغبطة.

إن شعور الفرد بالرضا، من أول أسباب السكينة النفسية التي هي سر السعادة، والمؤمن هو الذي يحس تلك الحالة النفسية، فالرضا نعمة روحية مبعثها الإيمان بالله رب العالمين وحسن الظن به.

أما الجانب السلبي الذي يؤدي بالفرد إلى الاضطراب، والشعور بعدم الأمن فهو الصراع بين النفس اللوامة، لها أثر في زج الآخرين عن الشر وإعادتهم إلى الخير، والنفس الأمارة بالسوء التي تحث صاحبها على عمل الشر فيتأثر بذلك اطمئنان النفس، ويحيل النفس المطمئنة إلى نفس مضطربة.

والصراع بين الخير والشر عند الإنسان دائم ومستمر، فالنفس إذا كانت ضعيفة أمام الشهوات، وحظها قليل من التوكل، والصبر، والإيمان انتصر الشر على الخير، مما يقودها إلى الاضطراب والشعور بعدم الأمن.

والجانب السلبي الآخر المتمثل بالشعور بعدم الأمن، هو تكبر الفرد فالذي يتكبر ويتجبر فقد ظلم نفسه حيث اعتقد أنه عالم وغيره جاهل بل هو في الواقع أجهل الجاهلين، لأن التكبر أول صفة ذميمة لإبليس حينما طلب منه سبحانه وتعالى أن يسجد فرفض، والتكبر عن ذكر الله يجعل صاحبه يعيش حياة مليئة بالهموم والأحزان يقول سبحانه وتعالى {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124]

ومما تقدم يمكن تلخيص المفهوم الإسلامي للأمن النفسي بأنه يتضمن الإيمان بالله والرضا والاستقرار والتفاؤل وتقبل الذات والتحرر من المخاوف وحب الآخرين.

أما الجانب السلبي الذي يهدد الأمن النفسي للفرد، فهو الجزع والتكبر وتفضيل الشهوات على الطاعات، والنزوع إلى الشر، والابتعاد عن عمل الخير. لذا يلاحظ أن المؤشر الإيجابي للسلامة النفسية يرتكز على قوة الإيمان للفرد، ويلاحظ أيضاً أن التديّن عامل مهم في الوقاية من الاضطرابات النفسية، وخير تأكيد لما تقدم قوله سبحانه وتعالى {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.