أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-03-2015
1182
التاريخ: 3-03-2015
5244
التاريخ: 3-03-2015
18663
التاريخ: 15-07-2015
13384
|
فصل . قال صاحب الكتاب (ويستوي المذكر والمؤنث في فعول ومفعال ومفعيل بمعنى مفعول ما جرى على الاسم ، تقول هذه المرأة قتيل بني فلان ومررت بقتيلتهم ، وقد يشبه به ما هو بمعنى فاعل ، قال الله تعالى " إن رحمة الله قريب من المحسنين " وقالوا ملحفة جديد .)
قال الشارح : اعلم أن هذه الأمثلة من الصفات يستوي في سقوط التاء منها المذكر والمؤنث ، فيقال رجل صبور وشكور ، وامرأة صبور وشكور(1) ، وكذلك قالوا امرأة معطار للتي تُكثير من استعمال الطيب ومذكار للتي عادتها أن تلد الذكور ، ومئناث للتي عادتها أن تلد الإناث ، وقالوا منطيق للبليغ ومعطير بمعنى العطار(2) وقالوا امرأة جريح وقتيل ، فهذه الأسماء إذا جرت على موصوفها لم يأتوا فيها بالهاء، و إذا لم يذكروا الموصوف أثبتوا الهاء خوف اللبس ، نحو رأيت صبورة ومعطارة وقتيلة بني فلان ، فهذا معنى قوله " ما جرى على الاسم " أي ما تقدمها موصوف ؛ فأما " فعول ومفعال ومفعيل " فأمثلة معدول بها عن اسم الفاعل للمبالغة ولم تجر على الفعل فجرت مجرى المنسوب نحو دارع ونابل فلم يدخلوا فيها الهاء لذلك ، وقد شذ نحو معزابة إذا كان يعزب بإبله في المرعى فيبعدها عن الناس لعزته وقدوته ، ومثله مطرابة للكثير الطرب ، ومجذامة للسريع في قطع المودة ، وأما (فعيل بمعنى مفعول) فنحو " كف خضيب ، وعين كحيل " فإنه أيضاً يستوي في حذف التاء منه المذكر والمؤنث ، وذلك لأنه معدول عن جهته إذ المعنى كف مخضوبة بالحناء وعين مكحولة بالكحل ، فلما عدلوا عن مفعول الى فعيل لم يثبتوا التاء ليفرقوا بينه وبين ما لم يكن بمعنى مفعول من نحو (كريمة وجميلة) وقد شبهوا فعيلاً التي بمعنى
ص190
فاعل بالتي بمعنى مفعول فأسقطوا منها التاء ، فمن ذلك قوله تعالى (إن رحمة الله قريب من المحسنين )(3) وهو بمعنى مقترب شبهوه بقتيل ونحوه ، وقيل إنما أسقطت منه التاء لأن الرحمة والرحم واحد ، فحملوا الخبر على المعنى ، ويؤيده قوله تعالى (هذا رحمة من ربي)(4) فأما قولهم " ملحفة جديد " فقال الكوفيون هي فعيل بمعنى مفعول أي مجدودة وهي المقطوعة على المنوال عند الفراغ من نسجها ، وقال البصريون هي بمعنى (فاعلة) أي جدت ، يقال : جد الشيء يجد إذا صار جديداً ، وهو ضد الخلق(5) ، فسقوط الهاء عندهم شاذ شبه بالمفعول ، ومن ذلك (ربحٌ خريق) أي شديدة الهبوب كأنها تخرق الأرض، قال الشاعر:(6)
كأن هبوبها خفقان ريحٍ خريق بين أعلام طوال
ومنه (شاة سديس) أي بلغت السنة السادسة .
_________________
(1) وذلك إذا كان (فعول) بمعنى (فاعل) ، أما إذا كان بمعنى (مفعول) جاز دخول التاء كأن تقول : بقرة حلوب وحلوبة .
(2) وردت (مسكينة) بالتاء شذوذا .
(3) الأعراف 56 والشاهد في الآية الإخبار عن الرحمة بأنها (قريب) فأسقط تاء التأنيث عن الخبر رغم أن (فعيلا) هنا يدل على معنى (فاعل) وليس على معنى (مفعول) ، فالتقدير : إن رحمة الله مقتربة من المحسنين .
(4) الكهف 98 والشاهد في الآية الإشارة الى (رحمة) باسم الإشارة المذكر (هذا) وذلك بتأويلهم على أن الرحمة والرحم واحد .
(5) الشيء الخلق : البالي ، والمذكر والمؤنث سواء .
(6) موضع الشاهد (ريح خريق) حيث وصف الريح ـ وهي مؤنثة ، بقوله (خريق) دون تاء رغم أنها بمعنى (فاعل) وليست بمعنى (مفعول) . والأعلام : الجبال .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|