أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-05
888
التاريخ: 2024-01-27
1486
التاريخ: 2024-04-03
800
التاريخ: 4-05-2015
2292
|
أشار الدارسون إلى أهميّة معرفة إعراب القرآن الكريم في تبيّن خفايا النص وفهم معانيه ومراميه؛ ولذلك فقد أفرده بالتصنيف خلائق منهم مكّي والحوفي، وأبو البقاء العكبري، والسفاقسي، والنحّاس والزجّاج وغيرهم. وحول أهميّة إعراب القرآن وعلوم اللّغة في ضبط المعنى، يروي يحيى بن عتيق سؤاله للحسن، قلت : يا أبا سعيد الرجل يتعلّم العربيّة يلتمس بها حسن المنطق، ويقيم بها قراءته قال : حسن يا ابن أخي فتعلّمها، فإنّ الرجل يقرأ الآية فيعي بوجهها فيهلك فيها «1»." وهذا يوضح الأثر العظيم للإعراب على معنى الآية؛ ولذا فقد أوجبوا على معرب كتاب اللّه أن يفهم معنى ما يريد أن يعربه مفردا أو مركّبا قبل الإعراب" فإنّه فرع المعنى" «2».
و قال ابن هشام : " وقد زلّت أقدام كثير من المعربين راعوا في الإعراب ظاهر اللفظ ولم ينظروا في موجب المعنى، ومن ذلك قوله تعالى : {أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ} [هود : 87]. فإنّه يتبادر إلى الذهن عطف" أن نفعل" على" أن تترك" وذلك باطل؛ لأنّه لم يأمرهم أن يفعلوا في أموالهم ما يشاءون، وإنّما هو عطف على (ما) فهو معمول للترك، والمعنى : أن تترك أن نفعل، وموجب الوهم المذكور أنّ المعرب يرى (أن) والفعل مرّتين وبينهما حرف العطف «3».
وذكروا كذلك أنّ على معرب كتاب اللّه أن يراعي ما تقتضيه الصناعة، فربّما راعى المعرب وجها صحيحا، ولم ينظر في صحّته في الصناعة فيخطئ. ومن ذلك قول بعضهم حول الآية { وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى} [النجم : 51] أنّ (ثمودا) مفعول مقدّم، وهذا ممتنع لأنّ لما النافية الصدر فلا يعمل ما بعدها فيما قبلها، بل هو معطوف على (عادا) أو على تقدير (و أهلك ثمودا) «4». وقد استعان معربو القرآن بالسياق في إعرابهم، ولاحظوا أثر السياقات المختلفة في توجيه الآيات، وأبرزوا هذا الأثر من خلال محاور عديدة هذه أبرزها :
1- الحذف والسياق :
اهتمّ أصحاب كتب إعراب القرآن بضبط مواضع الحذف، ومحلّ المحذوف من الإعراب في الجمل المختلفة، وحاولوا تقدير المحذوف بالاستعانة بالسياق الذي ورد فيه، بل أفرد بعضهم أبوابا كاملة وكبيرة لهذا الحذف، ومن أولئك الزجّاج في كتابه (إعراب القرآن) حيث كان هذا الباب هو الباب الأوّل والأكبر في كتابه، وجعله تحت عنوان" باب ما ورد في التنزيل من الإضمار"، وابتدأ بإضمار الجمل، ثمّ إضمار المفردات وغيرها. وأمّا الحذف في سورة البقرة فكثير، ويربطه بالسياق علاقات عديدة منها :
(1- 1) تقدير المحذوف والسياق اللغوي
يعدّ السياق العامل الأوّل والأهمّ في تقدير المحذوف، والسياق هنا يتألّف من المقام الخارجي، واكتمال النص تركيبا ومعنى مع استصحاب واقع المخاطبين، ومقام المخاطب والمخاطب، واستصحاب أحوال الرسالة اللّغوية جميعا. وقد اجتهد النحاة في تقدير المحذوف في سورة البقرة مستأنسين بالعوامل السياقيّة المختلفة، ومن أمثلته قوله تعالى : {وَإِذْ قَالَ } [البقرة : 30]. وتقديره : " أي واذكر إذ قال ربّك، وإن شئت قدّرت :
وابتداء خلقكم إذ قال ربّك" «5». ويلاحظ هنا أن المعرب يذكر جميع وجوه التقدير التي يحتملها السياق. ومن أمثلته أيضا قوله تعالى { بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا} [البقرة : 135]. وتقديره : " أي نتّبع ملّة إبراهيم حنيفا" والكسائي يقول : " نكون أهل ملّة إبراهيم حنيفا" «6». وإضافة إلى الملاحظة السابقة، فإنّنا نشير هنا إلى أنّ السياق اللّغوي الخالص هنا هو الذي أمدّ المعرب بالوجوه التي يحتملها هذا النصّ.
ومثله في قوله تعالى {وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا } [البقرة : 63]. وتقديره" إضمار القول أي فقلنا خذوا" «7». والآية {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا} [البقرة : 127] التقدير (أي يقولان ربنا) «8». إنّ المعرب لا يذكر" الحذف" باعتباره علامة اتّساق في النصّ أو أحد الروابط العاملة في ربط الآيات، ولكنّه يستعين بهذا الاتّساق الحاصل في النصّ ليقدّر المحذوف. في المستوى اللغوي الخالص في هذه الأمثلة معتمدا على اكتمال المعنى في كلّ منها.
(1- 2) الحذف واستصحاب سياق الحال
في الأمثلة السابقة رأينا المعرب يعتمد على السياق اللّغوي في تقدير المحذوف، وحين يسكت النصّ عن ذكر بعض التفاصيل في أجزاء النصّ لدلالة السياق عليها، نجد النحاة يعتمدون على هذه المسألة في تقدير المحذوف فيكملون ما قاله النصّ ضمنا، مستأنسين بما ذكر من أجزاء النصّ من جهة، وبما يسعف به استصحاب واقع الحال (المقام) من جهة أخرى، ومن أمثلته : {فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ } [البقرة : 60]." وتقديره : أي فضرب فانفجرت" «9». فما كان للحجر أن ينفجر لو لا أنّه ضرب، فهذا من حذف الجمل، وفي حذف الجمل- في الغالب- يستعان بسياق الحال في وضع تتمّة المادّة المحذوفة. ومن أمثلته أيضا"{فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ} [البقرة : 184] وتقديره : " أي فأفطر فعدّة من أيام أخر" «10». وفي الآية أيضا {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ } [البقرة : 184]. وتقديره" أي فيفطرون ففدية" «11». فما كانوا ليفتدوا لو لا أنّهم أفطروا، ومثله كذلك قوله تعالى : {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ} [البقرة : 196]. وتقديره : " أي حلق ففدية" «12».
وكذلك قوله {فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ. .فتاب عليكم} [البقرة : 54]. والتقدير هو : (أي فتبتم فتاب اللّه عليكم) «13» إنّ التقدير في هذه الأمثلة كلّها يعتمد على البعد المنطقي في السّياق اللّغوي، أو ما يجب أن يتوافر في الواقع من عناصر حتّى تحدث هذه الوقائع كلّها.
إنّ الحقيقة المنطقيّة أو الإدراكية مبنيّة في الغالب على العالم الواقعي، ولذلك فإنّ الزّجاج في تقديره الحذف للآية (51) من سورة البقرة{ ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ} يقدّره بقوله" أو صورته." ويعلّل ذلك" بأنهم لم يعبدوا العجل حقيقة من بعده؛ أي من بعد خروجه، ومن جهة أخرى فإنه لم يكن فيه حياة كما يكون في العجل حقيقة، بل كان صورة مموّهة وضعوها في صورة العجل" «14». إنّ علاقة رمزيّة أو مجازيّة يمكن أن تؤوّل هذه الآية، ولكنّ المعرب يعود إلى الواقع دائما فإذا اتّسق الطرفان (الواقع والنصّ) عن طريق تقدير المحذوف، لم يلجأ بعد إلى المجاز أو الرمز. ومن الأمثلة الأخرى قوله تعالى :
{ وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ} في الآية (93) قال الزّجاج : " أي حبّ عبادة العجل ثمّ حذف العبادة" «15».
وقد يكون المحذوف كبيرا (عدّة جمل مثلا) وخاصّة في سياق القصّ، فتذكر المحاور المؤثّرة في الحكاية أو الموضوع، بالاعتماد على قدرة القارئ على ملء الفراغات في السياق بما يحفظ الاتّساق في ذلك النصّ. إنّ حذف هذه الجمل لغايات فنيّة مثلا (بنية السرد تقتضي ذلك)، أو لغايات تربويّة، أو لضرورات تتعلّق بطبيعة الواقعة أو الموضوع كما في سورة يوسف، لا يخلّ أبدا بالاتّساق الداخلي في النصّ، ولكنّه يترك فراغات في تسلسل الحوادث في العالم الخارجي أو الواقعي، فيسارع المعرب إلى تقدير هذه المتسلسلات بما يضمن تماسكها ووصولها إلى البناء المكتمل الخالي من الثغرات. وانظر مثال ذلك في قوله تعالى : { فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى} في الآية (73)، قالوا في تقديرها" أي فضربوه ببعضها فحيي، وأخبر بقاتليه ثم خرّ ميتا، ويدلّ على صحّة الإضمار قوله : { ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} في الآية (74) (فقست) معطوف على (خرّ)" «16». إنّ هاهنا ملاحظتين :
الأولى تتعلّق بما قلناه من سياق السرد وتواؤم البناء السردي، والثانية استشهاده بوقائع الآية التالية وهو لون من التماس الاتّساق عبر السياق اللّغوي. ومثل هذا الاستئناس في تقدير المحذوف بما يلي من الجمل الواردة بعد موضع الحذف كثير.
و انظر إلى هذا التقدير الذي لا يمكن أن يكون مأخوذا إلّا من خارج النصّ (أي من المقام) وذلك في قوله تعالى في الآية (97) { قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ} وتقديره" فليمت غيظا" «17». إنّ هذا من باب تقدير الجملة، ولكنّه مستلّ من العالم الخارجي الذي يحدّد علاقة المخاطب بالمخاطبين، وهم أعداء للرسالة ويضمرون لها الشرّ، فاستوحى المعرب هذا المعنى وقدّر المحذوف بحسبه. وتقدير المعنى الذي يحتمله النصّ، آلية أخرى من آليّات تقدير المحذوف، بل هي آليّة يستخدمها المعربون في توجيه النصّ ففي الآية الكريمة رقم (178) { فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ} قيل : " يجوز أن يرتفع (شيء) ب (عفي) أو بفعل محذوف يدلّ عليه قوله (عفي) لأنّ معناه ترك له شيء من أخيه، أي من حقّ أخيه ثم حذف المضاف، وقدّم الظرف الذي هو صفة للنكرة عليها فانتصب على الحال في الموضعين منها، وهذه الآية تجاذبها باب الجملة، وباب الإضافة وباب حذف حرف (الجر) وباب الحال". «18» ومن تقدير المعنى المتّصل بالحذف والسياق تقدير المعربين لجواب (لو) في التنزيل ومنه في سورة البقرة الآية (160) { وَ لَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} تقديره " أي لعلموا أنّ القوّة للّه" «19». فهي عمليّة منعكسة إذن، فتقدير المعنى عنصر يسهم في تقدير المحذوف، وتقدير المحذوف عمليّة مهمّة في فهم تفاصيل المعنى، والأمران مرتبطان بالسياق بشقيه : سياق الحال والسياق اللّغوي الداخلي.
وقد تكون الحقيقة الخارجيّة مدخلا آخر من مداخل التعامل مع المحذوف، وتقديره أو استبعاده، ففي الآية الكريمة (26) { إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها ....} قيل في تقديرها" أن يضرب مثلا ما بين بعوضة فما فوقها" عن الفرّاء فحذف (بين) وقيل (ما) نكرة في تقدير شيء، وبعوضة بدل منه وقال ابو علي في معنى الآية : " لا يجوز في القياس أن يريد أصغر منها، وقد حكي عن الكلبي أنّه يريد دونها وقال أبو عبّاس : (فما فوقها) الذباب فوق البعوضة، وقال الفرّاء : " فما فوقها" يريد أكبر منها، وهو العنكبوت والذباب، ولو جعلت في مثله من الكلام" فما فوقها" تريد أصغر منها، لجاز. ولست أستحسنه، لأنّ البعوضة غاية في الصغر فأحبّ إليّ أن أجعل (فما فوقها) أكبر منها" «20». إنّ حجم البعوضة حقيقة خارجيّة اتّكأ عليها الفرّاء في الاستحسان أو الاستبعاد.
و يتبدّى في الحذف مقايسة الحقيقة اللسانيّة بالحقيقة الخارجيّة، ومن ذلك افتراض وجود كلمة (مواضع) قبل كلمة (سمعهم) في الآية {ختم اللّه على سمعهم وعَلى قُلُوبِهِمْ ...} قال العكبري" وفي الكلام حذف تقديره : على مواضع سمعهم لأنّ نفس السمع لا يختم عليه" «21».
(1- 3) الحذف وترابط النصّ
يستعين النحاة بعوامل سياقية عديدة في تقدير المحذوف كما رأينا، ومن ذلك الاستعانة بترابط النصّ وتعالقه، وتعالق العناصر المشكّلة له، ومن أمثلته قوله تعالى في الآية (89) من سورة البقرة : { وَ لَمَّا جاءَهُمْ كِتابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ... يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا}." فحذف جواب (لمّا) أي كفروا، ودلّ عليه قوله تعالى : " فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ"، ولا يكون (لمّا) الثانية بجوابها جواب (لمّا) الأولى لأنّا لا نعلم ...." «22». إنّ المعرب هنا اتكأ على التآلف النحوي في جملة الشرط. ومن باب الاستعانة بالاتّساق الدلالي والصرفي ما جاء في تقدير المضمر في قوله تعالى { خَتَمَ اللَّهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَ عَلى سَمْعِهِمْ} أي على مواضع سمعهم فحذف لأنّه استغنى عن جمعه " «23». وقد مرّ بنا في مكان سابق من هذا الكتاب «24» ما قاله المفسّرون عن اتّساق مفردات النصّ، من حيث أبنيتها، ومن حيث المفرد والجمع. ونوع الجمع، إنّ المعرب يعتمد على حقيقة أنّ الاتّساق يقتضي أن تدلّ (سمعهم) على الجمع لأنّها قد سبقت بجمع وهو (قلوبهم)، ولذلك جاء تقدير المحذوف من خلال هذه الحقيقة. ومثله تقديرهم" صوموا أياما معدودات " فحذف " صوموا " في قوله { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ ... أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ}. لأنّ قوله {كُتِبَ عَلَيْكُمُ} يدلّ عليه" «25». وقال" لأنّه لا ينتصب ب (الصيام) لأن الصيام مصدر فلا يفصل بينه وبين أيام بالكاف المنصوبة ب (كتب) لأنّ التقدير : سنكتب عليكم الصيام كتابة مثل كتابته على الذين من قبلكم " «26».
إنّ القاعدة النحويّة والصرفيّة والدلاليّة تبقى حاضرة في ذهن المعرب وهو يقدّر المحذوف، ولكنّ الذي يبقى حاضرا أكثر هو ترابط النصّ واتّساقه الداخلي والخارجي.
(1- 4) الحذف والسياق القرآني العام.
كثيرا ما يلجأ المعربون في تقدير المحذوف إلى السياق القرآني العامّ (القرآن كلّه) وذلك لمعرفتهم بأنّ القرآن كلّه كالكلمة الواحدة تتكامل أجزاؤها وتتآلف، ومن ذلك في سورة البقرة قوله تعالى في الآية (83) : { لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَ بِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً} قال الزجّاج :
" والتقدير" فأحسنوا بالوالدين إحسانا" وأضمر" وأحسنوا" لأنّ المصدر يدلّ عليه، والدليل عليه قوله تعالى : " وقولوا للناس حسنا" «27». وهنا لجأ المعرب إلى الاستدلال بآية من خارج سورة البقرة.
وقد يلجأ إلى موضع آخر من السورة نفسها، آية تسبق موضع الحذف أو تليه، ونظيره قوله تعالى : { وَانْظُرْ إِلى حِمارِكَ وَ لِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ} في الآية (259) من السورة، وتقديره" لتستيقن ولنجعلك آية للناس" نظيره قبله" ولأتمّ نعمتي عليكم" تقديره" واشكروا ولأتمّ" «28»، وقيل : هو معطوف على قوله : " لئلّا يكون للناس عليكم حجّة ولأتمّ نعمتي عليكم" «29». إن اعتماد المفسّر على آية سابقة بكثير لموضع الحذف يدل على تمثّل الوحدة في هذا النصّ من جهة، والاتّساق من جهة أخرى.
ومن أمثلته كذلك قوله تعالى : { أو كصيّب من السماء} «30». قال الزجّاج : " أي كأصحاب صيّب من السماء دليله قوله { يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ} «31». ويجعلون في موضع الجرّ وصف للأصحاب من الصواعق أي من شدّتها. وقوله تعالى : " فِيهِ ظُلُماتٌ" لأنّه لا يخلو من أن يعود إلى الصيّب أو إلى السماء، فلا يعود إلى الصيّب لأنّ الصيّب لا ظلمات فيه".
وقال:" ويدل على هذا الحذف قوله تعالى : { وَرَعْدٌ وَ بَرْقٌ} في الآية (19) فهما معطوفان على (الظلمات). ولا يجوز أن يكون الرعد والبرق ممّا ينزل وإنّهما في السماء لاصطكاك بعض أجرامها ببعضها، بالإضافة لاستقلال السحاب وارتفاعه في كون هذه الظلمات.
وقدّره مرة أخرى أي سحاب وفيه الظلمات، فكذلك فيه ظلمات أي في وقت نزوله" «32».
إنّ الشاهد في هذا المثال استدلاله بمواضع أخرى من النصّ (السياق العام للنصّ) ولكنّه من ناحية أخرى يكشف عن تمثّل المعرب للعلاقة بين إعراب النصّ والمقام الخارجي للحدث الكلامي : إنّه يعتمد على حقائق المقام من مثل : (الصيّب لا ظلمات فيه)، و(الرعد والبرق ليس ممّا ينزل)، وعمليّة حدوث البرق والرعد.
ومن أمثلته كذلك : (حذف المضاف) في قوله تعالى {وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً} [البقرة : 51] أي انقضاء أربعين ليلة. وقال أبو عليّ : ليس يخلو تعلّق الأربعين ب (الوعد) من أن يكون على أنّه ظرف أو مفعول ثان، فلا يجوز أنّ يكون ظرفا لأنّ (الوعد) ليس فيها كلّها فيكون جواب (كم) ولا في بعضها، فيكون كما يكون جوابا ل (متى) لأنّ جواب (كم) تكون عن الكلّ لأنّك إذا قلت : كم رجلا لقيت؟ فالجواب عشرين فأجاب عن الكل، وجواب (متى) جواب البعض لأنّك إذا قلت : متى رأيت يقال في جوابه (يوم الجمعة) وهو بعض الأيام التي يدلّ عليها (متى)، فإذا لم يكن ظرفا كان انتصابه بوقوعه موقع المفعول الثاني، والتقدير واعدنا موسى انقضاء أربعين ليلة، أو تتمّة أربعين ليلة فحذف المضاف كما تقول : اليوم خمسة عشر من الشهر، أي تمامه. ونظيره في الأعراف{ وَ واعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً} أي انقضاء ثلاثين وأتممناها بعشر فتمّ ميقات ربّه أربعين ليلة" والميقات هو الأربعون" وإنّما هو ميقات ووعد، لما روي أنّ القديم سبحانه وتعالى وعده إن يكلّمه على الطور" «33». إنّ هذا الشاهد يحيلنا إلى أكثر من موضوع يتّصل بالسياق، فهو من جانب قد قدّر المحذوف بالاتّكاء على الحقائق المنطقيّة وحقائق اللغة، وطبيعة التوافق بين لغة النصّ ومقامه، والاستئناس بنصّ قرآنيّ آخر في سورة الأعراف، واتكاؤه على سياق الواقع وهو حقيقة الوعد بالتكليم على الطور.
(1- 5) الحذف ودور السياق في تحليل النصّ
يؤدّي الحذف دورا رئيسيا في ترابط النصّ واتّساقه، كما إنّ تقدير المحذوف بالاستعانة بالسياق يؤدّي دورا رئيسيّا في فهم النص وتحليله. إنّ الحذف مثل الاتساق المعجمي، مثل الإحالة، مثل الاستبدال، كلّها عناصر وعلاقات داخل النصّ، تربط العناصر السابقة باللاحقة عن طريق إيجاد نوع من الترابط، والترابط علاقة دلاليّة تعتمد على جميع ما ذكرنا إضافة إلى نوع من السياق الضمني والافتراضي، الذي يحيّد الافتراضات غير المقبولة في هذا النصّ وهذا السياق، ويبقي الافتراضات المقبولة وصولا إلى القراءة الأكثر قبولا وقربا من الواقع، أو ممّا أراد المخاطب إفهامه للمخاطب.
و من ذلك ترابط الوقائع وترابط المفردات والدلالات وترابط العنصر الزمني، وكلّ هذا رأيناه من خلال الأمثلة السابقة، ونضيف إليه هنا أنّ المعرب يعتبر النصّ الذي فيه حذف نصّا تاما، إنّه خطاب ناقص انتقائيا بتعبير منظور تحليل الخطاب ولكنّه نصّ منسجم نظرا لأنّ المستمع/ القارئ يملأ الناقص عن طريق الاستدلال، باعتبار القضايا غير المعبّر عنها فيه ضمنيّة، ومن أمثلة كلّ هذا في تحليل النصّ قوله تعالى في الآية (223) :
{ نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ} قال الزجّاج" أي فروج نسائكم" «34». ومثله قوله تعالى : { قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ}." أي ملاقون ثواب اللّه" «35». ومنه كذلك قوله تعالى { فَإِنْ لَمْ يَكُونا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَ امْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ} أي فلتحدث شهادة رجل وامرأتين أن تضلّ إحداهما" «35». وقال أبو علي : " لا يتعلّق (أن) بقوله{وَ اسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ .... أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما} ولكن يتعلّق (أن) بفعل مضمر دلّ عليه هذا الكلام" «36». ومنه كذلك قوله تعالى { إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ} في الآية رقم (271)" أي فنعم شيئا إبداؤها، فحذف المضاف وهو إبداء فاتصل الضمير فصار (ها هي) لأنّ (ها) يتّصل بالاسم فإذا انفصل قيل : هي" «37».
ومنه الحذف في قوله تعالى : { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البقرة : 144]. قال أبو علي : هذا يكون على ضربين؛ أحدهما : تقلّب وجهك نحو السماء، وهذا يفعله المهتمّ المتفكّر فالسماء هذه التي تظلّ الأرض، وكون السماء ما ارتفع وكان خلاف السفل، أي تقلّب وجهك في الهواء، ولا يكون (في السماء) متعلّقا ب (نرى) لأنّه سبحانه وتعالى يرى في السماء وغيرها فلا وجه لتخصيص السماء" «38». إنّ هذا النصّ تحديدا يعتمد على معرفة المحلّل لطبيعة المخاطب سبحانه وتعالى (يرى في السماء وغيرها) والمخاطب وهو هنا رسول اللّه، والحقيقة الواقعيّة (السماء والأرض والرؤية) وهدف النص. وهو يقدّر المحذوف بالاستضاءة بهذا كلّه ومن ثمّ يحلّل النصّ.
وانظر كذلك إلى تحليلهم للنصّ في ضوء تقدير المحذوف في قوله تعالى في الآية (203) من سورة البقرة : { فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ}" وموضع طرح تعجّل الإثم للمتعجّل، فجعل للمتأخّر الذي لم يقصّر مثل ما جعل على المقصر" وقال : " وتحتمل هذه وجها آخر، هو أن يريد لا يقولنّ واحد منهما لصاحبه : أنت مقصّر، فيكون المعنى لا يؤثمنّ أحدهما صاحبه، ومن ذلك قوله تعالى : { فَلا عُدْوانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ} أي فلا جزاء ظلم إلّا على ظالم" «39». وفي شاهد آخر يصرّح الزجّاج بتمثّل سياق الكلام في تقدير المحذوف يقول : " ومن حذف المضاف قوله تعالى{ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ} [الروم : 28]. أي في ملك ما ملّكناكم تخافونهم أي: تخافون تسويتهم في الملك لأنّ سياقه الكلام تدلّ عليه" «40».
فهذه أمثلة عديدة كلّها تدور في نقطة توظيف تقدير المحذوف، وهو خطوة من خطوات الاستدلال عبر السياق في تحليل النص، وهو كما أشرنا جزء من آليات تحليل الخطاب لدى مدرسة تحليل الخطاب المعاصرة التي أشرنا إليها في الفصل الأوّل من هذا الكتاب.
و سنن العرب في التعامل مع التراكيب من حيث الإضمار او الإظهار أو غيرهما ممّا ينتبه له المعرب ففي الآية (64) { فَلَوْ لا فَضْلُ اللَّهِ ......} قال النحّاس : " رفع بالابتداء عند سيبويه، والخبر محذوف لا يجوز عنده إظهاره لأنّ العرب استغنت عن إظهاره بأنّهم إذا أرادوا ذلك جاءوا بأن فإذا جاءوا بها لم يحذفوا الخبر، والتقدير : " فلو لا فضل اللّه تدارككم" ورحمته عطف على فضل (لكنتم) جواب لو لا (من الخاسرين) خبر (كنتم)" «41».
و مثله في إعرابهم للآية (274) { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ}." رفع بالابتداء والخبر {فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ} ودخلت الفاء ولا يجوز (زيد فمنطلق) لأنّ في الكلام معنى الجزاء، أي من أحل نفقتهم فلهم أجرهم. وهذا كلام العرب إذا قلت : (السارق فاقطعه) فمعناه : من أجل سرقته فاقطعه" «42». إنّ دلالة السياق على المحذوف، وسنن العرب في كلامها (العرف اللغوي) هما العنصران اللذان استند إليهما تأويل المعرب لهذا الموضع في هذه الآية، ومنه أيضا في إعرابهم للآية (282) { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا تَدايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ...} قال المعرب : " أثبت اللام في الثاني وحذفها من الأوّل، لأنّ الثاني غائب، والأوّل للمخاطبين فإن شئت حذفت اللام في المخاطب لكثرة استعمالهم ذلك، وهو أجود، وإن شئت أثبتها على الأصل" «43». وفي هذا المثال قضيّتان :
الأولى الاستشهاد بسنن العرب وعرفها في التعامل مع مثل هذه الحالة وهو من السياق الثقافي واللّغوي للجماعة المخاطبة، والثانية : تعامله مع الضمائر والحروف بحسب الحضور أو الغياب، وهو من الحقائق الخارجيّة التي تبدّت أثرا خطّيا في النصّ.
و علم السامع يشبه ان يكون مسوّغا ثابتا للحذف، وهو يجري في إعراب القرآن كالأصل الثابت المتواتر، ويصرّح النحاة به تصريحا غير ملتبس. يقول ابن السراج :
" والمحذوفات في كلامهم (العرب)، كثيرة، والاختصار في كلام الفصحاء كثير موجود، إذا آنسوا بعلم المخاطب ما يعنون" «44». وأعلن المبرّد ذلك بأن وضع عنوانا عريضا فيه (هذا باب ما حذف من المستثنى تخفيفا واجتزئ بعلم المخاطب). وأمثلة ذلك في سورة البقرة عديدة، ونختار منها إعراب النحّاس للآية (179) { وَ لَكُمْ فِي الْقِصاصِ حَياةٌ .} قال النحاس : {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} حذف المفعول لعلم السامع، وروى الليث عن ربيعة في قوله {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} محارمكم وما نهيت بعضكم فيه عن بعض" «45». ومن أمثلته كذلك في إعراب الآية (182) { فَمَنْ خافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفاً ....} قال النحّاس : " فأصلح بينهم عطف على جاف، والكناية عن الورثة، ولم يجر لهم ذكر لأنّه قد عرف المعنى، وجواب الشرط فلا إثم عليه" «46».
و يرتبط الحذف كذلك بغرض النص؛ ففي إعراب الآية (165) { وَ لَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} قال النحاس : " أي لو يعلمون حقيقة قوّة اللّه (فيرى) واقعة على (ان) وجواب (لو) محذوف أي لتبينوا ضرر اتّخاذهم الآلهة". كما قال : { وَ لَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ} و { لَوْ تَرى إِذْ وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ} ولم يأت للو جواب. قال الزهري وقتادة : الإضمار أشدّ للوعيد" «47». وأما العكبري فيوضح هذا أكثر بقوله : " جواب (لو) محذوف، وهو أبلغ في الوعد والوعيد، لأنّ الموعود والمتوعّد إذا عرف قدر النعمة والعقوبة وقف ذهنه، مع ذلك المعيّن، وإذا لم يعرف ذهب وهمه إلى ما هو الأعلى من ذلك، وتقدير الجواب :
لعلموا أنّ القوّة أو لعلموا أنّ الانداد لا تضرّ ولا تنفع" «48». وحذف جواب (لو) من سنن العرب، وهدفه أنّ السامع يبدأ بتخيل هذا الجواب، ويكون خياله مفتوحا لا يحدّه حدّ فتركه على إطلاقه آكد في التأثير على الوعد أو الوعيد، والحذف ارتبط هنا بعنصر الغرض وهو من عناصر السياق.
يتبيّن لنا من كلّ ذلك أنّ المعربين قد اهتمّوا بضبط مواضع الحذف، وتقدير المحذوف في القرآن الكريم، وكان السياق اللّغوي هو الطريق الأوّل الذي التمسوه في تقدير المحذوف من خلال الآيات المحيطة بموضع الحذف، والمعلومات التي يوفّرها السياق الداخلي للنصّ، كما أنّ هذا النصّ كان يمدّ أولئك المعربين بمجموعة الاحتمالات التي يقبل موضع الحذف التأويل بها، كما أنّهم استصحبوا سياق الحال في تأويل المحذوف وتقديره، مستأنسين بما ذكر من أجزاء النصّ وبالوقائع التي توافرت لديهم، وكذلك بتوظيف البعد المنطقي في ترتّب الوقائع داخل النصّ وخارجه، ورأينا أنّ هذا التوظيف لسياق الحال أكثر ما يتجلّى في الحذف الذي ينتظم عددا كبيرا من الحمل المحذوفة، كما في سياق القصّ أو السرد وغيره، كما أنّ تقدير المعنى يعدّ عنصرا آخر من العناصر التي أسعفتهم في تقدير المحذوف، وهو مرتبط بالسياق اللّغوي من جهة وبسياق الحال من جهة أخرى. كما إنّ النحاة استعانوا بترابط النصّ وتعالقه في تقدير المحذوف ولكنّهم لم يصرّحوا بالحذف كعامل مهم من عوامل الاتساق الداخلي، وترابط النصّ يعتمد على الاتساق الدلالي والصرفي والتركيبي والصوتي، ويرتبط هذا جميعا بالاتّساق مع المقام.
ويلجأ المعربون في تقدير المحذوف إلى السياق القرآني كلّه لإدراكهم أنّ القرآن كلّه كالكلمة الواحدة، وقد يكون هذا السياق من السورة نفسها في موضع يسبق أو يلي موضع الحذف، أو في سور أخرى من القرآن الكريم. إنّ العمل التأويلي الذي يقوم به النحوي وهو يقدّر المحذوف، يشبه إلى حدّ بعيد عمليّة الاستدلال والتأويل التي افترضتها جماعة تحليل الخطاب، الذين يربطون موضع التحليل بالخطابات السابقة وبالزمان والعلاقات التي تمسّ الخطاب، والذين يعتمد عملهم في التأويل على ملء الفراغات أو التقطيعات في الخطاب. واعتمد النحاة على هذا كلّه في تحليل الخطاب كما أنّهم جعلوا سنن العرب في الحذف والإضمار أصلا ماثلا في التعامل مع مواضع الحذف في السورة الكريمة. ويوشك (علم السامع) أن يكون مسوّغا ثابتا للحذف عندهم كما أنّهم ربطوا بين الحذف كأثر خطيّ في الخطاب وغرض النصّ باعتباره من عناصر السياق.
________________
(1) الإتقان، 1/ 382.
(2) ابن هشام ، مغني اللبيب ، 1/ 12.
(3) سورة (النجم) ، الآية (51).
(4) الإتقان، 1/ 383.
(5) الزجاج ، إعراب القرآن، ص 12.
(6) الزجاج ، ص 14.
(7) الزجاج ، إعراب القرآن، ص : 14.
(8) الزّجاج ، إعراب القرآن، ص : 14.
(9) الزّجاج ، إعراب القرآن، ص : 13.
(10) الزّجاج ، إعراب القرآن، ص : 13.
(11) الزجاج ، إعراب القرآن، ص : 13.
(12) الزجاج ، إعراب القرآن، ص : 15.
(13) الزجاج ، إعراب القرآن، ص : 22.
(14) نفسه ، ص : 46.
(15) نفسه ، ص : 50.
(16) الزجاج ، إعراب القرآن، ص 20.
(17) نفسه ، ص 21.
(18) نفسه ، ص 23.
(19) الزجّاج ، إعراب القرآن الكريم، ص : 21.
(20) نفسه، ص : 107.
(21) العكبري ، التبيان في إعراب القرآن، 1/ 23.
(22) الزجاج ، ص : 43.
(23) نفسه .
(24) انظر تنوع الصيغ في الخطاب وعلاقته بالسياق ، في المبحث الثاني من هذا الفصل.
(25) نفسه ، ص : 23.
(26) نفسه.
(27) الزجاج، ص : 43.
(28) سورة البقرة، الآية 155.
(29) الزجاج، ص : 24.
(30) سورة البقرة، الآية (16).
(31) الزجاج : ص : 43.
(31) الزجاج، إعراب القرآن، ص 44.
(32) الزجاج، إعراب القرآن، ص : 45.
(33) الزجاج، إعراب القرآن، ص : 49.
(34) الزجاج، إعراب القرآن، ص : 50.
(35) سورة البقرة ، الآية (282).
(36) الزجاج ، إعراب القرآن، ص : 52.
(37) نفسه ، ص : 72.
(38) الزجاج ، إعراب القرآن، ص 73.
(39) الزجاج ، إعراب القرآن، ص : 72.
(40) الزجاج ، إعراب القرآن، ص : 81.
(41) النحاس ، إعراب القرآن، 1/ 233.
(42) نفسه، 1/ 340.
(43) النحاس ، إعراب القرآن، 1/ 282.
(44) ابن السراج ، أصول النحو، 2/ 341.
(45) النحاس ، إعراب القرآن، 1/ 282.
(46) نفسه ، 1/ 283.
(47) النحاس ، إعراب القرآن، 1/ 277.
(48) العكبري ، التبيان في إعراب القرآن، 1/ 35.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|