المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24
أثر التبدل المناخي على الزراعة Climatic Effects on Agriculture
2024-11-24

تفسير {الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون}
2024-09-12
Numerical Integration
7-12-2021
مفهوم التخصــص
4-9-2016
أنماط الزراعة في العالم- الزراعة الواسعة Extensive Agriculture
2023-02-18
The k-Space Diagrams of Si and GaAs
17-5-2017
مجالات الكرم
2-5-2022


الدلالات العلمية للنصوص لغزوة تبوك  
  
2681   09:44 صباحاً   التاريخ: 24-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 460-462.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

كانت تبوك آخر غزوة غزاها رسول الله (صلى الله عليه واله) قبل وفاته (صلى الله عليه واله)، وكانت من أشق الغزوات وابعدها عن المدينة. والمتأمل في ظروف تلك الغزوة يستنتج بأنها كانت امتحانا للمسلمين بحسن اسلامهم، وتمييزاً بين المؤمنين والمنافقين، وتدريباً للامام (عليه السلام) على استخلاف رسول الله (صلى الله عليه واله). وعلى أي تقدير، فان في تلك الغزوة ثلاث خصائص متميزة نذكرها فيما يلي:

1 - قول رسول الله (صلى الله عليه واله) لعلي (عليه السلام) وهو على مشارف المدينة: «اخلفني في اهلي واهلك». فلابد ان نبحث في معنى الاهل في اللغة. قال الجوهري: «الأهلُ: أهل الرجل، وأهلُ الدار»، وقال الراغب الاصفهاني: «أهل الرجل: من يجمعه واياهم نسب أو دين، او ما يجري مجراهما من صناعة وبيت وبلد»، وحسب تلك التعاريف، نستنتج ان المراد من جملة «اخلفني في أهلي» احد أربعة معانٍ، هي:

أ - اخلفني في أسرتي: وهذا ما لا وجه له، لان الخلافة في الاسرة تقتضي الابوة والبنوة أو نحوها. وهذا ما ليس بين علي (عليه السلام) ومحمد (صلى الله عليه واله).

ب - اخلفني في نسبي: قال الراغب الاصفهاني: «واهل الرجل في الاصل: مَن يجمعه واياهم مسكن واحد، ثم تجوّز به فقيل: اهل الرجل لَمن يجمعه واياهم نسبٌ» والمعنى هنا لا يساعد. فلا معنى ان يخلفه في عشيرته دون سائر الناس.

ج - اخلفني في أهل داري: ولا يستقيم المعنى هنا ايضا، لان الخلافة هنا ولاية شرعية غير منحصرة، الا اللهم يُراد منها دار الاسلام. وهنا يستقيم المعنى تماما. أي يا علي اخلفني في اهل دار الاسلام، وهم اهلي واهلك. وهو معنى يشمل اهل بيت النبي (صلى الله عليه واله) وذريته وزوجاته وكل من سكن دار الاسلام.

د - اخلفني في أهل ديني: وهو معنى مقارب لمعنى «أهل الاسلام» لان الاسلام يجمعهم. وهو معنى قوي، الا ان التفسير الثالث وهو: «اخلفني في اهل داري» اقوى. لانه يشمل دار الاسلام بما فيهم المتظاهرون بالاسلام وقلوبهم غير مؤمنة به، ويشمل العاجزين والقاعدين لاسباب شرعية وغير شرعية.

اذن، نستنتج بان النبي (صلى الله عليه واله) اراد من الامام (عليه السلام) ان يخلفه في دار الاسلام _ وهي المدينة وما جاورها _ خلافة شرعية مع صلاحيات الخلافة من توزيع الثروة الاجتماعية، واقامة الحدود، والدفاع عن المدينة من الاعداء.

2 - كانت غزوة تبوك اول غزوة كبيرة يُصالحَ فيها العدو على الجزية. وهذا يؤيد ما ذكرناه في موضع آخر من هذا الكتاب، بأن من آثار شجاعة امير المؤمنين (عليه السلام) وتطاير أنبائها في الآفاق ان قضية الردع بدأت تُؤتي ثمارها. فبعد كل تلك الجهود البطولية الحثيثة من قبل علي (عليه السلام) والثبات في المعركة وقتل النخبة من المشركين، اصبح العدو يخشى الجيش الاسلامي بقيادة رسول الله (صلى الله عليه واله)، ويفضّل اعطاء الجزية على الدخول في حربٍ مع المسلمين.

3 - كان لإستخلاف الامام (عليه السلام) على المدينة دلالات كبيرة. فقد كانت تلك الغزوة إخر غزوات النبي (صلى الله عليه واله) وابعدها عن المدينة. فكان لابد من اجراء احترازي لمستقبل الاحداث في الاسلام، وكان لابد من اظهار مقدرة علي (عليه السلام) في الادارة الاجتماعية لمجتمع المسلمين، وكان لابد من ارسال رسالة واضحة المعالم للطامحين بخلافة رسول الله (صلى الله عليه واله) بالتنحي عن مطامحهم، لان علياً (عليه السلام) هو المؤهل الوحيد لتلك المهمة الاستثنائية.

ولاشك ان كلمات الاستخلاف كانت واضحة وقوية للغاية، فقد جعله (صلى الله عليه واله) بمنـزلة هارون من موسى، لكنه نفى النبوة بعده (صلى الله عليه واله). والقوة في التعبير لا تُبقي مجالاً للشك في منـزلة علي (عليه السلام) في الاسلام ودرجة قرابته الدينية والعلمية من رسول الله (صلى الله عليه واله).

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.