المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28
Stratification
2024-11-28
استخدامات الطاقة الشمسية Uses of Solar Radiation
2024-11-28
Integration of phonology and morphology
2024-11-28

البولاروغرافي
2024-02-11
لا النافية للجنس
17-10-2014
الأمير نجيب الدين احمد المهابادي
18-9-2020
الصحاري
2024-09-26
الإرادة (الصفات الثبوتية الذاتية)
25-10-2014
التحدي الذي يواجهه الأهل
10-1-2021


مبدأ الردع  
  
2892   02:56 مساءً   التاريخ: 23-2-2019
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : السيرة الاجتماعية للامام علي بن أبي طالب (عليه السلام)
الجزء والصفحة : 396-400.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-5-2016 8678
التاريخ: 2-5-2016 3340
التاريخ: 2023-12-12 1121
التاريخ: 1-5-2016 3257

يعني الردع محاولة خلق تصور لدى العدو بأنه لا يستطيع الانتصار على المسلمين بأي طريقة من الطرق. فيقوم عندها بمصالحة المسلمين على الجزية او اعلان معاهدة سلام بين الطرفين، او الاستسلام دون قتال، او الدخول في الاسلام. وهدف الردع في النهاية هو تقليل كمية الدماء التي قد تسفك في حروب يغيب فيها الرادع الحقيقي وبكلمة، فان الردع يجنب وقوع الحرب لان الطرف الآخر يتصوّر انه لا يستطيع ان يحقق الانتصار فيها. وطالما كان الضعيف يخاف القوي، فان الردع لا يؤدي الى تجنّب الحروب فحسب، بل يؤدي الى دخول المستسلمين في الدين حتماً. وهذا هو عين ما يريده الاسلام. فالاسلام دين سلم وسلام وامان، لا دين حرب وقتل ودماء. ولذلك قيل ان الاسلام يريد من الاعداء المحاربين ان يكونوا اما مسلمين أومسالمين.

ذلك ان الرسالة الدينية تدخل قلب الانسان اذا توفّرت الاجواء المناسبة لها. وقد أشار تعالى على المسلمين بالاعداد العسكري من اجل ارهاب اعداء الله وارجاعهم الى طريق الهداية: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [الأنفال: 60]، وعندها اذا انفتح عقله وقلبه للدين فـ: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة: 256]. لان الاعتقادات من الامور القلبية التي لا يحكم فيها الاكراه والاجبار. فان الاكراه انما يؤثّر في الاعمال الظاهرية، بينما للاعتقاد القلبي علل وأسباب اخرى من قبيل الايمان والادراك.

وفي ضوء الايمان بمبدأ الردع كمبدأ أساسي في الحروب، فاننا نستطيع القول بأن الردع الذي استخدمه الامام (عليه السلام) ضد المشركين ادى ثماره التأريخية. ولكن لم تكن تلك الثمار خالية من ثمن باهض دفعه علي (عليه السلام) لاحقاً. وبصورة تقريبية، يمكننا ان نشير الى ان آثار الردع كانت عظيمة، عبر ترتيب النقاط التالية:

1- كانت اجلى نتائج الردع الاسلامي هو فتح مكة. فبسبب تعاظم قوة المسلمين اذعن المشركون لتلك القوة، وأيقنوا ان لا سبيل لهم الا الاستسلام والدخول في باحة الدين الجديد. فكان الردع أداة فعالة لتجنّب سفك الدماء، وكان وسيلة لدخول الناس في دين الله أفواجاً. كما اشار تعالى الى ذلك بالقول: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [النصر: 1، 2].

2- ان نظرية الردع كانت تعطي مفهوماً متناسقاً ومتماسكاً عن الحرب في الاسلام. فالحرب ليست غاية بذاها وانما وسيلة من وسائل تحقيق حكم الله على الارض. فان تحقق ذلك دون حرب، هو الغاية المرجوة. لان هدف الاسلام هو تحقيق العدالة الحقوقية بين الناس وتعبيد المجتمع الانساني لخالقه عزّ وجلّ.

3- كان تواجد علي (عليه السلام) الفعال في ساحات المعارك يصول ويجول في سبيل الله تعالى، عاملاً من عوامل الردع العملي ضد المشركين. فقلع الباب العظيمة ومبارزة ابطال المشركين كمرحب وغيره وصرعهم، وقتل النصف ممن قُتل في بدر، وقتل المشركين في اُحد ، ومبارزة عمرو بن عبد ود يجعل نظرية الردع صالحة. ويجعل التوازن الاستراتيجي البعيد المدى يميل رويداً رويداً لصالح الاسلام.

4- مع ان نظرية الردع كان لها تأثيرٌ آنيٌ على المعارك التي خاضها رسول الله (صلى الله عليه واله) وكان عليٌ (عليه السلام) جنديّاً من جنودها، الا ان التهديد بالانتقام من الامام (عليه السلام) بقي قائماً على المدى البعيد. وقد تحمّل الامام (عليه السلام) ذلك وهو يعلم ان المشركين الذين اظهروا اسلامهم، سوف يدبرون له ولذريته الخطط للانتقام. وقد بدا ذلك واضحاً في القرون الثلاثة التي تلت وفاة رسول الله (صلى الله عليه واله).

- تحقيق اهداف الردع:

ان الطاقة التدميرية الهائلة ضد الشرك التي ابرزتها شجاعة داحي الباب (عليه السلام) في خيبر، أفرزت تساؤلاً واسعاً بين المشركين حول مدى تأثير تلك الطاقة على ميزان المعارك القادمة مع الشرك في كل مكان. وذلك التساؤل والقلق كانا يؤديان في وقت ما الى ردع نفسي وعقلي للمشركين عندما يحمي وطيس الحرب مع المسلمين، ولنطلق على ذلك الردع بـ «الردع العلوي».

ونقصد بالردع العلوي هنا: التأثير الحاسم المفترض من قبل بطولة علي (عليه السلام) على طبيعة البدائل عند المشركين، ومنها الحرب او السلم او الاستسلام دون قيد وشرط او الدخول في الاسلام. وهذا الردع يؤدي في النتيجة الى تعديل سلوك الطرف المعادي والابتعاد عن طريق الشرّ او تغييره نحو طريق الخير.

لقد كان المشركون يعتبرون الحرب افضل الوسائل لردع المسلمين وحسر رسالتهم من الانتشار بين امم الارض. واذا بهم الآن، وبفضل البطولة الفائقة لداحي الباب (عليه السلام)، يواجهون ردعاً من قبل المسلمين انفسهم. وعندما نتحدث عن الردع الذي انزله علي (عليه السلام) بالمشركين، فاننا لا نقصد به ردع جنود المشركين فقط، بل نقصد به ردع القادة عن اتخاذ قرار الحرب.

وقد ظهر واضحاً بعد خيبر ان قادة المشركين في مكة كانوا قد قرروا اعادة تنظيم بدائلهم، فاختاروا عدم محاربة المسلمين في قضية فتح مكة، وهم على ما عليه من قوة وعُدّة وعدد. لان الحرب كانت تعني تحطيم مفاتيح قيادتهم وشركهم، بل ازهاق نفوسهم الشريرة. فاختاروا البديل الاضعف وهو طلب الامان من رسول الله (صلى الله عليه واله). ولو كانوا يعلمون ان في المسلمين ضعفاً وجبناً لاختاروا بديل الحرب والاستهتار بقيم الدين دون أدنى شك. وبذلك نفهم ان بطولة علي (عليه السلام) كانت رادعاً عظيماً للمشركين بعدم اختيار الحرب كبديل ضد المسلمين.

واذا آمنا بان البطولة الخارقة تعدّ أهم وسائل ردع المشركين عن غيّهم ومحاربتهم الاسلام، فلابد لنا من الايمان بان الفرار من المعركة من قبل بعض المسلمين كان من اهم وسائل تقوية الشرك ضد الاسلام. لان الفرار يعني الهزيمة في الفكرة والمعتقد والمبدأ. فلا عجب ان نلمس اجماع المفكرين المسلمين على ادانة الذين فروا من القتال في معارك اُحد وحُنين وذات السلاسل ورجعوا خائبين لا يلوون على شيء في خيبر وغيرها.

فالبطولة الفائقة ضد المشركين تعني تطهير الارض منهم ومن شركهم وفسقهم، بينما يعني الفرار من قبل بعض المسلمين تنجيس المسلمين بشرك المشركين وفسوقهم ووثنيتهم. وهنا يكمن الفرق بين الكر والفر، وبين البطولة والجبن، والاقدام والتخاذل. وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ} [الأنفال: 15]، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا} [الأنفال: 45]. وكان الذين اخذوا اللواء قبل علي (عليه السلام) انصرفوا ولم يُفتح لهم، وعندها اصاب الناس يومئذٍ شدة وجهد، كما ذكرنا ذلك سابقاً.

ولكن، ومع تلك العوارض، كانت بطولة علي (عليه السلام) سبباً من اسباب ردع المشركين عن اختيار بديل الحرب ضد الاسلام. ذلك لان بطولة علي (عليه السلام) كانت تهديداً كافياً لانزال مستوى انتصار المشركين ضد الدين الجديد من مرحلة القطع والحسم الى مرحلة ادنى وهي مرحلة الاحتمال في المعارك الاولى، ومن مرحلة الاحتمال الى مرحلة اليأس في المعارك اللاحقة.

وبذلك تمكن الامام (عليه السلام) من خلال بطولته الرادعة جنباً الى جنب مع رسول الله (صلى الله عليه واله) الى تحقيق ثلاثة امور عجز عن تحقيقها بقية المقاتلين من المسلمين، وهي:

1- وضع الحرب على خشبة المسرح العقلائي. بمعنى ان العدو اذا كان يفكر سابقاً بنـزوات انتصاره واوهام الاستيلاء على غنائم المسلمين، فانه اليوم _ وبفضل تحقق الردع _ اصبح يفكر باجتناب الهزيمة التي سيُمنى بها دون شك. والقاعدة ان الردع اذا كان قوياً فان العدو سوف يفكر بالاستسلام دون اراقة مزيد من الدماء.

2- جعل التهديد الرئيسي ينبعث من وسط معسكر المسلمين ضد معسكر المشركين. أي انه جعل المسلمين اصحاب المبادرة في التهديد وشن الحرب، وجعل المشركين ادوات للاستجابة لتلك المبادرة، كما حصل في استدراج«مرحب» الى القتال والمبارزة. وبمعنى ثالث انه جعل المسلمين في موضع الهجوم وجعل المشركين في موضع الدفاع. وهذا تبديل استراتيجي بعيد المدى لصالح الاسلام.

3- ساهمت بطولة علي (عليه السلام) في تحديد عدد البدائل التي كانت متاحة للعدو، وجعل الدخول الى الاسلام او الاستسلام دون قتال اهم البدائل، وجعلت بديل الحرب ادنى البدائل حظاً في الاختيار من قبل العدو. 

- عقلائية الردع:

والاصل في الردع انه يؤدي الى احتمالية قوية لقرار اقرب الى العقلائية من قبل العدو، يكشف بان اجتناب الحرب في ذلك الموقف افضل من تكبد الخسائر الفادحة التي يسببها الوقوف بوجه تلك البطولة الخارقة للعادة. فالبطولة العلوية لم يكن هدفها اراقة الدماء، بل كان هدفها ردع العدو عن الاستمرار بالحرب، واحياء الضمائر الميتة وحثها على الايمان بالله سبحانه وبرسالة محمد المصطفى (صلى الله عليه واله). وبذلك فقد حقنت تلك البطولة دماء الناس على صعيد المقاتلين في جيش المسلمين وعلى صعيد المغرَر بهم في معسكر المشركين من اجل ان يدخلوا الاسلام

فمبدأ الردع يركّز على اجتناب الحرب لمبررات عقلائية، وهي اجتناب الهزيمة في حالة الدخول في حرب مع الاسلام. وهذا سلوك لو تحقق، مع قوة المسلمين، لأدخل الكثير من الناس في الاسلام. لان الاسلام دين سلم وسلام ومحبة وليس دين حرب وقتال واكراه كما مر سابقاً. فدور الردع هنا هو ان يعلم العدو انه لا يستطيع اختيار البديل المُكلِف وهو الحرب والقتال والموت المحقق. فعليه ان يقبل بما هو اقل من الحرب والقتال والموت، وهو الاستسلام او الدخول في الاسلام. وهذا هو مبدأ العقلاء.

ولا شك ان حجم الردع والتهديد كان متناسباً تناسباً طردياً مع القدرة على انزال الدمار بالعدو، التي هي اثر من آثار القدرة البطولية الخارقة. فكلما كانت البطولة خارقة، كان الردع اعظم واخطر. ومن الطبيعي فان هذا الامر لا يتعلق بكمية الاسلحة التي كان يملكها البطل الخارق للعادة في ذاك الوقت، بل يتعلق حتماً بمقدار التضحية والشجاعة التي هو مستعدٌ لتقديمها في ساحة المعركة.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.