أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2015
3013
التاريخ: 12-02-2015
3263
التاريخ: 12-02-2015
3449
التاريخ: 2-2-2015
7282
|
ان النبى (صلى الله عليه واله) جمع خاصة أهله وعشيرته في ابتداء الدعوة إلى الاسلام فعرض عليهم الايمان واستنصرهم على أهل الكفر والعدوان، وضمن لهم على ذلك الحظوة في الدنيا والشرف وثواب الجنان فلم يجبه أحد منهم إلا أميرالمؤمنين علي بن أبى طالب، فنحله بذلك تحقيق الاخوة والوزارة والوصية والوراثة والخلافة، وأوجب له به الجنة.
وذلك في حديث الدار الذي أجمع إلى صحته نقلة الآثار حين جمع رسول الله (صلى الله عليه واله) بنى عبد المطلب في دار أبى طالب وهم أربعون رجلا يومئذ يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فيما ذكره الرواة، وأمر أن يصنع لهم طعاما فخذ شاة مع مد من بر ويعد لهم صاع من اللبن وقد كان الرجل منهم معروفا يأكل الجدعة في مقام واحد، ويشرب الفرق من الشراب في ذلك المقعد، فأراد (صلى الله عليه واله) بإعداد قليل الطعام والشراب لجماعتهم إظهار الآية لهم في شعبهم وريهم مما كان لا يشبع واحدا. منهم ولايرويه، ثم أمر بتقديمه لهم فأكلت الجماعة كلها من ذلك اليسير حتى تملوا منه ولم يبن ما أكلوه منه وشربوه فيه فبهرهم بذلك وبين لهم آية نبوته وعلامة صدقه ببرهان الله تعالى فيه.
ثم قال لهم بعد أن شبعوا من الطعام ورووا من الشراب: يا بني عبد المطلب ان الله بعثنى إلى الخلق كافة وبعثني اليكم خاصة، فقال { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] وانا أدعوكم إلى كلمتين، خفيفتين على اللسان، ثقيلتين في الميزان، تملكون بهما العرب والعجم وتنقاد لكم بهما الامم، وتدخلون الجنة وتنجون بهما من النار: شهادة أن لاإله إلا الله وأنى رسول الله فمن يجبني إلى هذا الامر ويؤازرني عليه وعلى القيام به، يكن أخى، ووصيى ووزيرى، ووارثى وخليفتى من بعدي، فلم يجبه أحد منهم.
فقال أميرالمؤمنين: فقمت بين يديه من بينهم وأنا اذ ذاك أصغرهم سنا وأحمشهم ساقا وأرمصهم عينا فقلت: أنا يا رسول الله أؤازرك على هذا الامر فقال: أجلس ثم أعاد القول على القوم ثانية فأصمتوا فقمت أنا وقلت مثل مقالتي الاولى فقال: اجلس ثم أعاد القول على القوم ثالثة فلم ينطق أحد منهم بحرف، فقمت وقلت: أنا أؤازرك يا رسول الله على هذا الامر فقال: اجلس فأنت أخى ووصيى ووزيرى ووارثى وخليفتى من بعدى، فنهض القوم وهم يقولون لابي طالب: يا أبا طالب ليهنئك اليوم ان دخلت في دين ابن اخيك فقد جعل ابنك اميرا عليك.
وهذه منقبة جليلة اختص بها أمير المؤمنين (عليه السلام) ولم يشركه فيها أحد من المهاجرين الاولين ولا الانصار ولا أحد من أهل الاسلام، وليس لغيره عدل لها من الفضل، ولا مقارب على حال، وفي الخبر بها ما يفيد أن به (عليه السلام) تمكن النبى (صلى الله عليه واله) من تبليغ الرسالة وإظهار الدعوة والصدع بالإسلام ولولاه لم تثبت الملة ولا استقرت الشريعة ولا ظهرت الدعوة فهو (عليه السلام) ناصر الاسلام ووزير الداعي اليه من قبل الله عزوجل، وبضمانه لنبي الهدى (صلى الله عليه واله) النصرة تم له في النبوة ما أراد في ذلك من الفضل ما لا يوازنه الجبال فضلا، ولاتعادله الفضائل كلها محلا وقدرا.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|