المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الكبد
28-6-2016
استيلاء المعتمد على قرطبة
7/11/2022
علاج يأس الانسان عند المشكلات
18-8-2020
تشوه اﻟﻤﺠال field distorion
16-4-2019
اسباب انتشار الأمراض في الأسماك المستزرعة
5-12-2016
إدارة المخاطـر الماليـة (خطوات ادارة المخاطـر)
10-12-2021


منقبة جليلة لا يشاركه بها احد  
  
3365   10:28 صباحاً   التاريخ: 12-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص42-44.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / الولادة والنشأة /

ان النبى (صلى الله عليه واله) جمع خاصة أهله وعشيرته في ابتداء الدعوة إلى الاسلام فعرض عليهم الايمان واستنصرهم على أهل الكفر والعدوان، وضمن لهم على ذلك الحظوة في الدنيا والشرف وثواب الجنان فلم يجبه أحد منهم إلا أميرالمؤمنين علي بن أبى طالب، فنحله بذلك تحقيق الاخوة والوزارة والوصية والوراثة والخلافة، وأوجب له به الجنة.

وذلك في حديث الدار الذي أجمع إلى صحته نقلة الآثار حين جمع رسول الله (صلى الله عليه واله) بنى عبد المطلب في دار أبى طالب وهم أربعون رجلا يومئذ يزيدون رجلا أو ينقصون رجلا فيما ذكره الرواة، وأمر أن يصنع لهم طعاما فخذ شاة مع مد من بر ويعد لهم صاع من اللبن وقد كان الرجل منهم معروفا يأكل الجدعة في مقام واحد، ويشرب الفرق من الشراب في ذلك المقعد، فأراد (صلى الله عليه واله) بإعداد قليل الطعام والشراب لجماعتهم إظهار الآية لهم في شعبهم وريهم مما كان لا يشبع واحدا. منهم ولايرويه، ثم أمر بتقديمه لهم فأكلت الجماعة كلها من ذلك اليسير حتى تملوا منه ولم يبن ما أكلوه منه وشربوه فيه فبهرهم بذلك وبين لهم آية نبوته وعلامة صدقه ببرهان الله تعالى فيه.

ثم قال لهم بعد أن شبعوا من الطعام ورووا من الشراب: يا بني عبد المطلب ان الله بعثنى إلى الخلق كافة وبعثني اليكم خاصة، فقال { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء: 214] وانا أدعوكم إلى كلمتين، خفيفتين على اللسان، ثقيلتين في الميزان، تملكون بهما العرب والعجم وتنقاد لكم بهما الامم، وتدخلون الجنة وتنجون بهما من النار: شهادة أن لاإله إلا الله وأنى رسول الله فمن يجبني إلى هذا الامر ويؤازرني عليه وعلى القيام به، يكن أخى، ووصيى ووزيرى، ووارثى وخليفتى من بعدي، فلم يجبه أحد منهم.

فقال أميرالمؤمنين: فقمت بين يديه من بينهم وأنا اذ ذاك أصغرهم سنا وأحمشهم ساقا وأرمصهم عينا فقلت: أنا يا رسول الله أؤازرك على هذا الامر فقال: أجلس ثم أعاد القول على القوم ثانية فأصمتوا فقمت أنا وقلت مثل مقالتي الاولى فقال: اجلس ثم أعاد القول على القوم ثالثة فلم ينطق أحد منهم بحرف، فقمت وقلت: أنا أؤازرك يا رسول الله على هذا الامر فقال: اجلس فأنت أخى ووصيى ووزيرى ووارثى وخليفتى من بعدى، فنهض القوم وهم يقولون لابي طالب: يا أبا طالب ليهنئك اليوم ان دخلت في دين ابن اخيك فقد جعل ابنك اميرا عليك.

وهذه منقبة جليلة اختص بها أمير المؤمنين (عليه السلام) ولم يشركه فيها أحد من المهاجرين الاولين ولا الانصار ولا أحد من أهل الاسلام، وليس لغيره عدل لها من الفضل، ولا مقارب على حال، وفي الخبر بها ما يفيد أن به (عليه السلام) تمكن النبى (صلى الله عليه واله) من تبليغ الرسالة وإظهار الدعوة والصدع بالإسلام ولولاه لم تثبت الملة ولا استقرت الشريعة ولا ظهرت الدعوة فهو (عليه السلام) ناصر الاسلام ووزير الداعي اليه من قبل الله عزوجل، وبضمانه لنبي الهدى (صلى الله عليه واله) النصرة تم له في النبوة ما أراد في ذلك من الفضل ما لا يوازنه الجبال فضلا، ولاتعادله الفضائل كلها محلا وقدرا.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.