أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-11-2016
1030
التاريخ: 22-11-2016
633
التاريخ: 22-11-2016
1024
التاريخ: 22-11-2016
743
|
أحوال الأندلس قبل الفتح:
1. الحالة السياسية:
كان فتح إسبانيا متصلا في كثير من جوانبه بسياسة الفتوحات في المغرب، وإن الأسباب التي دفعت المسلمين إلى عبور المضيق تتصل مباشرة بالظروف السياسية والاجتماعية والدينية التي عاشتها إسبانيا قبل الفتح.
ظلت إسبانيا تحت حكم الرومان مدة سبعة قرون، وهي تؤلف جزءاً من الممتلكات الرومانية، إلى أن أغارت عليها قبائل الوندال الجرمانية في القرن الخامس الميلادي، واستقرت في السهل الجنوبي، وأعطت المنطقة أسمها فاندلوسيا.
ثم حدث أن أغارت قبائل القوط الغربيين على إسبانيا، في القرن السادس الميلادي، وطردوا الوندال إلى إفريقيا، وأنشأوا لهم دولة عاصمتها طليطلة. ووضعوا لدولتهم الجديدة هذه نظما وقوانين خاصة بهم كانت متأثرة بروح النظم والضارة الرومانية، كما اعتنقوا المسيحية، واستمر حكمهم للأندلس حتى الفتح الإسلامي.
كانت الأوضاع السياسية الداخلية، قبيل دخول المسلمين، متدهورة، سادها الاضطراب بفعل الصراع على العرش، بعد وفاة الملك غيطشة في عام (89 هـ/ 708م) بين ابنه أخيلا وبين لذريق، أحد قادة الجيش، الذي تمكن من اعتلاء العرش بمساعدة النبلاء ورجال الدين، الأمر الذي أدى إلى انقسام حاد في البلاد بين مؤيد للملك الجديد ومعارض له، وبالتالي فقدان الوحدة السياسية والنظام، مما جعل البلاد أرضاً سهلة الفتح أمام المسلمين وحملتهم على التفكير بالعبور إلى إسبانيا.
يضاف إلى هذا العامل السياسي عامل جغرافي الذي جمع بين شاطئ المضيق من حيث البيئة، بفعل أن إسبانيا أكثر انفتاحاً على المغرب مع وجود حاجز جبال البيرينييه، فضلاً عن العامل التاريخي، الذي وحد هذين الإقليمين لعدة قرون خلت.
2. الحالة الاجتماعية:
كانت الحالة الاجتماعية في إسبانيا، عندما فتحها القوط، في غاية السوء. فقد وجدت في المجتمع الإسباني، آنذاك، مجموعة صغيرة من الأسر النبيلة تملك الإقطاعيات الكبيرة التي يعمل في فلاحتها آلاف المزارعين من الأرقاء والعبيد الذين ألفوا الطبقة الدنيا، ذات الجذور اللاتينية. كما انتشرت في البلاد أعمال السلب والنهب من قبل جماعات خارجة على القانون تجوب أـنحاء القرى.
وازداد الوضع الاجتماعي سوءاً تحت حكم القوط بفعل استمرار حالة الانقسام في المجتمع الإسباني، وسيطرة طبقات المجتمع بعضها على بعض سيطرة تامة. ووجدت في المجتمع الإسباني آنذاك عدة طبقات اجتماعية كان أهمها:
- طبقة النبلاء: إنهم الأمراء القوط وعلى رأسهم الملك الذي مثل رأس النظام القوطي. كان أفراد هذه الطبقة قليلي العدد وشكلوا طبقة أرستقراطية حاكمة، فنعموا بامتلاك الإقطاعات والضياع الواسعة وفقدان الانسجام الحضاري بينهم وبين السكان الأصليين. ومن الواضح أن هذا الاختلال قد أوجد نوعاً من التنافر بين الطرفين. وفشلت هذه الطبقة الحاكمة في خلق مجتمع متجانس وطني الانتماء.
- طبقة رجال الدين: استغل رجال الدين مركزهم الديني المتميز فاستمتعوا بأكبر قسط من النفوذ والسلطان، فامتلكوا الأراضي الواسعة والقصور الرائعة الحافلة بالعبيد، وأضحوا على درجة عالية من الثراء وتناسوا المثل العليا التي نادوا بها حين كانوا فقراء، وقد ساعدهم على بلوغها تدين القوط وسيطرة الدين في العصور الوسطى، على كل شيء.
وتمتع الرهبان بمركز مرموق لدى الحكام، مما جعل لهم تأثيراً مكنهم من توجيه القوانين والنظم، وصياغة الحياة العقلية والاجتماعية وفقاً لاتجاه الكنيسة وغاياتها.
- الطبقة الوسطى: وتتألف من صغار الملاك، كانت قليلة العدد، مثله بالضرائب، يقع عليها عبء الإنفاق على الدولة، مما أدى إلى ضعفها وإفلاسها، وأصيبت بالبؤس والشقاء.
- طبقة الشعب الدنيا: تكونت هذه الطبقة من المزارعين والعبيد الذين كانوا شبه أرقاء، مرتبطون بالأرض وألحقوا بالضياع، وللسيد عليهم حق الحياة أو الموت. وقد رزحت هذه الطبقة تحت شقاء الحياة وبؤسها وسلبت كل الحقوق المدنية. وتعتبر هذه أكثر عدداً من الطبقات الأخرى وأقل حقوقاً.
- اليهود: ووجدت في المجتمع الإسباني طائفة كثيرة العدد من اليهود عمل أفرادها في الصيرفة والأمور المالية، والجباية في دوائر الحكومة، إلا أنهم كانوا مكروهين بسبب اختلاف عقيدتهم وتعاطيهم الربا، وأرهقوا بالضرائب، فلم ينعموا بالحياة الهادئة، وعانوا أبشع ألوان الجور والاضطهاد من الدولة والكنيسة معاً.
نتيجة لهذا الضغط قام اليهود بعدة محاولات فاشلة لقلب نظام الحكم عن طريق الثورة حيناً، وعن طريق المؤامرات أحياناً إلى أن قرروا أخيراً الاستعانة بالمسلمين.
3. الحالة الدينية:
كان الشعب الإسباني، باستثناء اليهود يدين بالمسيحية على المذهب الكاثوليكي، الذي فرضه رجال الدين، وحرموا انتشار أي مذهب آخر. فسيطروا بنفوذهم الروحي على الشعب، الذي حُرم عليه أن يتطرق إلى ذهنه أي شك في الكنيسة الكاثوليكية، والنظم الإنجيلية، والتفاسير والآباء الروحيين والمراسم الكنسية والقرابين وغيرها من الطقوس المسيحية ذات المذهب الكاثوليكي.
وقد كسب رجال الدين عطفاً متزايداً سمح لهم بالتدخل في شئون الدولة. فكان الأساقفة وكبار رجال الدين يحضرون المجالس الوطنية التي كانت تنظر في الشئون العامة للدولة، ويصادقون على انتخاب الملك. وادعت هذه الفئة لنفسها الحق في عزله إذا أبى الإذعان لقراراتها.
وهكذا نرى ما تقدم أن إسبانيا فقدت وحدتها السياسية وفسدت حياتها الاجتماعية وانطوت في عزلة دينية متزمتة في الوقت الذي ظهرت فيه على الجانب الآخر من المضيق قوة إسلامية متماسكة ومندفعة تترقب سنوح الفرص للتدخل.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|