المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

دعوى القضاء الكامل (دعوى التعويض)
2024-11-15
تأين الاحماض الكاربوكسلية
2023-08-24
Fresnel Integrals
22-11-2018
آثار القروض الدولية في لبنان
14-4-2022
الحالات المرضية البكتيرية : الحالة الثالثة
29-8-2016
Hermann Amandus Schwarz
26-1-2017


بطولته في أحداث ما بعد غزوة تبوك  
  
4825   11:04 صباحاً   التاريخ: 10-02-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص120-123.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

لما عاد رسول الله (صلى الله عليه واله) من تبوك إلى المدينة قدم اليه عمو بن معد بن يكرب فقال النبى(صلى الله عليه واله): أسلم يا عمرو يؤمنك الله من الفزع الاكبر، قال: يا محمد (صلى الله عليه واله) وما الفزع الاكبر فأني لا أفزع؟ فقال: يا عمرو انه ليس كما تظن وتحسب، ان الناس يصاح بهم صيحة واحدة فلا يبقى ميت إلا نشر، ولاحي إلا مات إلا ما شاء الله، ثم يصاح بهم صيحة اخرى فينشر من مات، ويصفون جميعا، وتنشق السماء، وتهد الارض وتخر الجبال هدا، وترمى النار بمثل الجبال شررا، فلا يبقى ذو روح إلا انخلع قلبه، وذكر ذنبه وشغل بنفسه إلا ما شاء الله، فأين أنت ياعمرو من هذا؟ قال: ألا انى أسمع أمرا عظيما فآمن بالله ورسوله وآمن معه من قومه ناس ورجعوا الى قومهم، ثم ان عمرو بن معد بن يكرب نظر الى أبى بن عثمث الخثعمي فأخذ برقبته ثم جاء به إلى النبى (صلى الله عليه واله) فقال: أعدني على هذا الفاجر الذى قتل والدى؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه واله): أهدر الاسلام ماكان في الجاهلية، فانصرف عمرو مرتدا فأغار على قوم من بنى الحارث بن كعب ومضى إلى قومه فاستدعى رسول الله (صلى الله عليه واله) على بن أبى طالب (عليه السلام) وأمره على المهاجرين وأنفذه إلى بنى بيد وأرسل خالد بن الوليد في طائفة من الاعراب وأمره أن يعمد لجعفى، واذا التقيا فأمير الناس علي بن ابى طالب (عليه السلام) فسار أميرالمؤمنين (عليه السلام) واستعمل على مقدمته خالد بن سعيد بن العاص واستعمل خالد على مقدمته أبا موسى الأشعري، فأما جعفي فأنها لما سمعت بالجيش افترقت فرقتين، فذهبت فرقة إلى اليمن وانضمت الفرقة الاخرى إلى بنى زبيد، فبلغ ذلك أميرالمؤمنين (عليه السلام) فكتب إلى خالد بن الوليد: أن قف حيث أدركك رسولى، فلم يقف فكتب إلى خالد بن سعيد بن العاص تعرض له حتى تحبسه، فاعترض له خالد حتى حبسه وأدركه أميرالمؤمنين (عليه السلام) فعنفه على خلافه، ثم سار حتى لقى بنى زبيد بواد يقال له كسر، فلما رآه بنو زبيد قالوا لعمرو: كيف أنت يا أبا ثور اذا لقيك هذا الغلام القرشي، فأخذ منك الاتاوة قال: سيعلم إن لقيني ! قال: خرج عمرو فقال: من يبارز؟ فنهض اليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وقام اليه خالد بن سعيد وقال له: دعني يا ابا الحسن بأبي أنت وأمي أبارزه، فقال له أميرالمؤمنين (عليه السلام): ان كنت ترى ان لى عليك طاعة فقف في مكانك، فوقف ثم برز اليه أميرالمؤمنين (عليه السلام) فصاح به صيحة فانهزم عمرو وقتل اخوه وابن اخيه، وأخذت امرأته ركانة بنت سلامة وسبى منهم نسوان، وانصرف أميرالمؤمنين (عليه السلام) وخلف على بنى زبيد خالد بن سعيد ليقبض صدقاتهم ويؤمن من عاد اليه من هرابهم مسلما فرجع عمرو بن معد بن يكرب واستأذن على خالد بن سعيد فأذن له فعاد إلى الاسلام فكلمه في امرأته وولده، فوهبهم له وقد كان عمرو لما وقف بباب خالد بن سعيد وجد جزورا قد نحرت، فجمع قوائمها ثم ضربها بسيفه فقطعها جميعا وكان يسمى سيفه الصمصامة، فلما وهب خالد بن سعيد لعمرو امرأته وولده، وهب له عمرو الصمصامة.

وكان أميرالمؤمنين (عليه السلام) قد اصطفى من السبي جارية فبعث خالد بن الوليد بريدة الأسلمي إلى النبى (صلى الله عليه واله) وقال له: تقدم الجيش اليه فأعلمه بما فعل على (عليه السلام) من اصطفائه الجارية من الخمس لنفسه، وقع فيه، فسار بريدة حتى انتهى إلى باب رسول الله (صلى الله عليه واله)، فلقيه عمر بن الخطاب فسئله عن حال غزوتهم وعن الذى أقدمه؟ فأخبره انما جاء ليقع في علي(عليه السلام) وذكر له اصطفائه الجارية من الخمس لنفسه، فقال له عمر: امض لما جئت له، فانه سيغضب لا بنته مما صنع علي (عليه السلام).

فدخل بريدة على النبى (صلى الله عليه واله) ومعه كتاب من خالد بما أرسل به بريدة، فجعل يقرأه ووجه رسول الله (صلى الله عليه واله) يتغير، فقال بريدة: يارسول الله انك ان رخصت للناس في مثل هذا ذهبت فيئهم، فقال له النبى (صلى الله عليه واله): ويحك يا بريدة أحدثت نفاقا !؟ ان علي بن أبى طالب (عليه السلام) حل له من الفيء ما يحل لى، ان علي بن أبى طالب (عليه السلام) خير الناس لك ولقومك وخير من اخلف بعدى لكافة امتى، يا بريدة ! احذر أن تبغض عليا (عليه السلام) فيبغضك الله ! قال بريد: فتمنيت ان الارض انشقت لى فسخت فيها، وقلت: أعوذ بالله من سخط الله وسخط رسول الله، يا رسول الله استغفر لي فلن أبغضن عليا (عليه السلام) أبدا ولا أقول فيه الا خيرا فاستغفر له النبى (صلى الله عليه واله).

وفي هذه الغزاة من المنقبة لاميرالمؤمنين (عليه السلام) مالا تماثلها منقبة لاحد سواه والفتح فيها كان على يديه (عليه السلام) خاصة، وظهر من فضله ومشاركته للنبي (صلى الله عليه واله) فيما أحل الله له من الفيء واختصاصه من ذلك بما لم يكن لغيره من الناس وبان من مودة رسول الله (صلى الله عليه واله) وتفضيله اياه ما كان خفيا على من لا علم له بذلك، وكان من تحذيره بريدة وغيره من بغضه وعداوته وحثه له على مودته وولايته ورد كيد أعدائه في نحورهم ما دل على انه أفضل البرية عند الله تعالى وعنده (صلى الله عليه واله) وأحقهم بمقامه من بعده وأخصهم به في نفسه وآثرهم عنده.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.