x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

هبيرة بن أبي وهب المخزومي

المؤلف:  ابتسام مرهون الصفار

المصدر:  الأمالي في الأدب الإسلامي

الجزء والصفحة:  ص40-42

17-6-2017

12776

أحد جبابرة قريش الذي حاربوا الإسلام، وتصدّوا للدعوة الإسلامية بأشعارهم وفروسيتهم ودهائهم، فقد قاتل في معركة بدر قتالاً شديداً حتّى انهارت قواه، فأعانه أصحابه على الهرب. وأخذ بعد هذا يؤلّب قريشاً والقبائل العربية. وقد أورد ابن هشام في السيرة قصيدة له تقع في ثلاث وعشرين بيتاً تحمل صورة لهذا الشاعر الفارس المشرك وقيادته المشركين يوم أُحد. فقد بدأ القصيدة بذكر لوم عاذلته لانشغاله عنها بحرب المسلمين: [58]

ما بال همّ عميد بات يطرقني

 

بالودّ من هند إذ تعدو عواديها

باتت تعاتبني هند وتعذلني

 

والحرب قد شغلت عنّي مواليها

مهلاً، فلا تعذليني إنّ من خلقي

 

ما قد علمت، وما أن سوف أخفيها

مساعف لبني كعب بما كلفوا

 

حمّال عبء، وأثقال أُعانيها

وقد حملت سلاحي فوق مشترف

 

ساط سبوح إذا تجري يباريها

 

إلى أن يقول مصوّراً دوره السياسي في تأليب القبائل وجمعها لحرب المسلمين:

سقنا كنانة من أطراف ذي يمن

 

عرض البلاد على ما كان يزجيها

قالت كنانة أنّى تذهبون بنا

 

قلنا النخيل فأمّوها ومن فيها

نحن الفوارس يوم الجر من أُحد

 

هابت معد فقلنا نحن نأتيها

هابوا ضراباً وطعناً صادقاً خذما

 

ممّا يرون وقد ضمّت قواصيها

ثمت رحنا كأنّا عارض برد

 

وقام هام بني النجّار يبكيها

كأنّ هامهم عند الوغى فلق

 

من فيض ربد نفته عن أداحيها

 

فالأبيات تصوّر ــ كما قلنا ــ دوره السياسي ودهاءه، فقد أفلحت جهوده بأن ضمّ بني كنانة إلى القبائل التي شاركت في غزوة أُحد، وقوله عن لسان كنانة مستفسرة عن الوجهة التي يسيرهم إليها تدلّ على تذبذب الموقف الفكري أو بالأحرى افتقاد المشركين لمسوّغ حرب المسلمين، ومع ذلك لبّوا دعوته، وأطاعوه، دون أن يعرفوا وجهة الحرب.

وبعد أن وصف قتلى المسلمين مشيراً إليهم ببني النجّار، وهو يعلم أنّ فيهم من فرسان قريش ووجوهها، ولكنّه يريد أن يحول الحرب إلى قبلية ضدّ أهل يثرب (كما سمّى المدينة) بعد هذا وقف للفخر بكرمه ونجدته، وأنّ له خصّ إلّا ورثها عن والده، وأجداده والواقع أنّ هذه القصيدة تدلّ على نفس شعري، ولغة متمكّنة استخدم فيها الحوار والأساليب الفنّية الأُخرى من تشبيه وكناية صوّرت الموقف تصويراً دقيقاً ينقلنا إلى أجواء المعارك والاستعداد لها ممّا دعا حسّاناً للردّ عليه بقوله محوّلاً فخر هبيرة إلى هجاء إسلامي، فكنانة قد سبقت إلى النار لأنّها تحارب المسلمين: [59]

سقتم كنانة جهلاً من سفاهتكم

 

إلى الرسول فجند الله مخزيها

أوردتموها حياض الموت ضاحية

 

فالنار موعدها والقتل لاقيها

جمّعتموها أحابيشاً بلا حسب

 

أئمّة الكفر غرّتكم طواعيها

إلّا اعتبرتم بخيل الله إذ قتلت

 

أهل القليب ومن ألقينه فيها

 

وقد قال حسّان قصيدة يجيب فيها هبيرة، وينقض قصيدته، ولم يورد ابن سلام من قصيدة هبيرة إلّا بيتين، واكتفى بالقول بأنّ هبيرة كان من رجال قريش المعدودين، وأنّه كان شديد العداوة لله ورسوله فأخمله الله ودحقه، وذلك لأنّه بقي على كفره وعناده ومعاداته للرسولo حتّى إذا كان يوم فتح مكّة لم يحتمل الهزيمة فهرب إلى نجران ومات هناك.

وهناك أخبار كثيرة لشعراء المشركين ضاعت ولم تصل إليها، نستدلّ إليها بأشعار المسلمين الذين ردّوا عليهم، وذكروا إشارات لهم فحسّان بن ثابت يردّ على ربيعة بن الحارث، ويخاطبه بما يستدلّ به أنّه قال شعراً في هجاء حمزة رضي الله عنه بعد استشهاده، يقول حسّان:

أهجوت حمزة أن توفّي صابراً

 

ونفاك أهلك كالرئال الرزح

 

ولم نجد شعر ربيعة الذي شمت فيه بمقتل الشهيد حمزة رضي الله عنه أو هجاءه له. وهذا أمر طبيعي لشعر يمسّ شخصية عظيمة كان لها مكانها الكبير في نفوس المسلمين، وبلاؤها العظيم في الذود عن الرسولo والرسالة الإسلامية، فهو حري بالطمس والتجاهل.