x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

عبدالله بن الزبعرى

المؤلف:  ابتسام مرهون الصفار

المصدر:  الأمالي في الأدب الإسلامي

الجزء والصفحة:  ص33-37

17-6-2017

9383

هو عبدالله بن الزبعرى بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم. وصف أنّه أشعر شعراء قريش، ويبدو انّه كان شاعراً مجيداً قبل الإسلام، وانّ أهل مكّة أصبحوا يوماً وقد كتب على دار الندوة بيتان من الشعر في هجاء بني قصي، فأنكر الناس ذلك، وقالوا: ما قالها إلّا ابن الزبعرى، فمشوا إلى بني سهم، وكان ممّا تنكر قريش وتعاقب عليه أن يهجو بعضهم بعضاً، وطلبوا عقابه، إلّا أنّهم بعد ذلك تراضوا وخلّوا عنه فقال بيتين تدلّان على شاعرية وهما:

لعمرك ما جاءت بنكر عشيرتي

 

وإن صالحت إخوانها لا ألومها

يودّ جناة الغي أنّ سيوفنا

 

بأيماننا مسلولة لا نشيمها

 

وقد وصف البيتان بأنّهما من أحسن الإنصاف والعقل وله شعر في يوم الفجّار. [51]

أمّا بعد الإسلام فقد ذكر بأنّه كان شديداً على المسلمين وقد ذكرت له أبيات نصّ على انّها من قصيدة ــ قالها في يوم أُحد معلناً شماتته من هزيمة المسلمين، وعدّ ذلك اليوم انتقاماً وشفاءً لغليل المشركين ممّا نالوه على أيدي المسلمين يوم بدر:

ياغراب البين أسمعت فقل

 

إنّما تنطق شيئاً قد فُعل

إنّ للخير وللشرّ مدى

 

وكلا ذلك وجه وقبل

أبلغن حسّان عنّي آيةً

 

فقريض الشعر يشفي ذا الغلل

كم ترى بالحرف من جمجمة

 

وأكفّ قد اترت ورجل

وسرابيل حسان سرّبت

 

من كماة أُهتكوا في المنتزل

كم قتلنا من كريم سيّد

 

ماجد الجدين مقدام بطل

صادق النجدة قرم بارع

 

غير ملتاث لدى وقع الأسل

 

وهذه الأبيات أوردها ابن إسحاق في السيرة. أمّا ابن سلّام فقد أورد تتمّتها:

كلّ بؤس ونعيم زائل

 

وبنات الدهر يلعبن بكل

والعطيات خساس بيننا

 

وسواء رمس مثر ومقل

ليت أشياخي ببدر شهدوا

 

ضجر الخزرج من وقع الأسل

حين القت بقناة بركها

 

واستحر القتل في عبد الأشل

فقبلنا النصف من ساداتهم

 

وعدلنا ميل بدر فاعتدل

 

وواضح انّ هذه الأبيات ليست كلّ القصيدة. اكتفى ابن سلّام بخمسة أبيات منها. والذي يجب أن نلفت إليه الانتباه أنّ هذه ليست أوّل قصيدة قالها في هجاء المسلمين، لأنّ قوله في البيت الثالث (أبلغن حسّان ..) يدلّ على كثرة مهاجاة بينهما.

وقد ردّ حسّان بن ثابت على هذه القصيدة تقع في سبع عشر بيتاً مطلعها:

ذهبت بابن الزبعرى وقعة

 

كان منها الفصل فيها لو عدل

 

وقال ابن الزبعرى قصيدة يوم الخندق مطلعها:

حي الديار محا معارف رسمها

 

طول البلا وتراوح الأحقاب

 

وردّ عليه حسّان بقصيدة تقع في أربعة عشر بيتاً مطلعها: [52]

هل رسم دارسة المقام يباب

 

متكلّم لمحاور بجواب

 

وظلّ عبدالله بن الزبعرى يحرّض الكفّار على المسلمين، فكان من الطبيعي أن يهدر الرسولo دمه.

وقيل انّ ابن الزبعرى أسلم ثمّ مدح الرسولo، واعتذر إليه بشعر فيه عاطفة قوية، ورجاء ورغبة في العفو، كما انّ فيها نفساً إسلامياً وهي قوله:

منع الرقاد بلابل وهموم

 

والليل معتلج الرواق بهيم

ممّا أتاني أن أحمد لامني

 

فيه، فبتُّ كأنّني محموم

ياخير من حملت على أوصالها

 

عيرانة سرح اليدين رسوم

إنّي لمعتذر إليك من الذي

 

أسديت إذ أنا في الضلال أهيم

أيام تأمرني بأغوى خطّة

 

سهم، وتأمرني بها مخزوم

فاغفر ــ فدى لك والديَّ كلاهما ــ

 

ذنبي فإنّك راحم مرحوم

وعليك من أثر المليك علامة

 

نور أضاء وخاتم مختوم

مضت العداوة فانقضت أسبابها

 

ودعت أواصر بيننا وحلوم

 

وله أبيات أُخرى في الاعتذار من الرسولo يقول فيها:

يارسول المليك إنّ لساني

 

راتق ما فتقت إذ أنا بور

إذ اجاري الشيطان في سنن الغي

 

ومن مال ميله مثبور

آمن اللحم والعظام بما قلت

 

فنفسي الفدا وأنت النذير

 

وقد رويت له أشعار في مدح الرسولo وطلب العفو عن مواقفه السابقة، حتّى ذكر أنّه شارك في غزوات الرسولo بعد فتح مكّة.

والملاحظ أنّ ما قاله عبدالله بن الزبعرى أيّام شركه لم يروه الرواة كاملاً، فهم امّا أن يختاروا أبياتاً لا تمسّ العقيدة الإسلامية، وليس فيها شتم وفحش أو يكتفوا بإيراد مطلع نقيضته، أو يصدروا نقيضة الشاعر المسلم بعبارة: وقال يرد على ابن الزبعرى، او قال يهجو ابن الزبعرى، أو يرد في شعر الشاعر المسلم ما يشير إلى هجاء ابن الزبعرى له وللمسلمين كقول كعب بن مالك في قصيدة: [53]

تبجّست تهجو رسول المليك

 

قاتلك الله جلفا لعينا

تقول الخنا ثمّ ترمي به

 

نقي الثياب تقياً أمينا

 

والذي يدلّ على كثرة ما أهمل من شعر ابن الزبعرى الرواية التي ذكر فيها انّه وضرار بن الخطّاب (وهو من شعراء قريش أيّام شركها) قدما المدينة أيّام عمر بن الخطّاب، فأتيا أبا أحمد بن جحش، وكان شاعراً ومألفاً يجتمع عنده فقال إلا له: أتيناك لترسل إلى حسّان بن ثابت فنناشده ونذاكره، فإنّه كان يقول في الإسلام، ونقول في الكفر، فأرسل إليه فجاء .. وتذكّر الرواية أنّهما أنشدا أشعارهما، حتّى إذا صار كالمرجل يفور قعدا على رواحلهما. يعني أنّهما أسمعاه من أشعارهما ما قالاه في هجائه وهجاء قومه أيّام شركهما، ولم يسمعاه، أو لم يتركا له فرصة لإنشاد ما كان قد قاله فيهما ... ولم تذكر الرواية الشعر الذي أثار حسّان بن ثابت وجعله يغلي كالمرجل. أغلب الظنّ أنّ الرواة تجاهلوه، ولم يوردوه لما فيه من ثلب موجع، وهجاء فاحش. وينتهي الخبر بأن يشكو حسّان الأمر إلى عمر بن الخطّاب فيأمر بإعادة الرجلين حتّى إذا جيء بهما، وقف حسّان، وأنشد أمامهما ما شفى به غليله. عند ذاك سمح الخليفة للرجلين بالرحيل. وهنا أيضاً لم تورد الرواية الشعر الذي قرأه حسّان أمام ابن الزبعرى وضرار بن الخطّاب. كلّ ذلك يدلّ على تقصّد الرواة اهمال شعر المشركين وعدم روايته.