خذ العلم من عليّ (عليه السلام)
المؤلف:
ناصر مكارم الشيرازي
المصدر:
تفسير الامثل
الجزء والصفحة:
ج15 ، ص200-201.
13-12-2014
2512
قال تعالى : {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (1) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (2) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (3) وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (4) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (5) يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ..} [الانشقاق : 1 - 6].
في تفسير الآية المباركة : {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ }, روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال : «إنّها تنشق من المجرّة» . (1).
والحديث يعتبر من الإعجاز العلمي لأمير المؤمنين (عليه السلام)، حيث أنّه قد كشف الستار عن حقيقة علمية قائمة لم يكن قد سبقها من علماء تلك الأزمان أحد قبله (عليه السلام)، وبقيت هذه الحقيقة خافية عن أنظار النّاس (سوى الراسخين في العلم)، إلى أن تمّ صنع التلسكوبات الكبيرة، فتوصل علماء الفلك المعاصرين إليها.
فعالم الوجود، يتكون من مجموعة مجرات، والمجرة عبارة عن مجموعة عظيمة من النجوم والمنظومات الشمسية، ولذا فقد اُطلق على المجرات اسم (مدن النجوم).
ومن هذه المجرات، مجرة (درب التبانة) المعروفة والتي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة، والمتكونة من مجموعة من النجوم والشموس على شكل دائرة، ويبدو لنا طرفها البعيد عنّا بصورة سحاب أبيض، وما هو في حقيقته إلاّ مجموعة من النجوم، تبدو لنا بهذه الصورة نتيجة لبعدها وعجز عيوننا عن تشخيصها.
وما نراه ليلاً على سطح السماء هو طرفها القريب.
ومنظومتنا الشمسية جزء من هذه المجرة العظيمة.
وكما يقول حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) ، فإنّ النجوم التي نراها في السماء اليوم ، ستنفصل عن المجرة ، وبها تنشق السماء.
فمن كان يعلم في زمانه (عليه السلام) إنّ النجوم المتناثرة على القبة السماوية هي جزء من مجرّة عظيمة؟!
نعم، لا يعلم بذلك ، إلاّ مَن كان قلبه متصلاً بعالم الغيب، ومَن يستقي من علم اللّه تعالى استقاءً.
_______________________
1 ـ روح المعاني ، ج30 ، ص87 ; وفي الدر المنثور، ج6 ، ص329.
الاكثر قراءة في سيرة الامام علي ـ عليه السلام
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة