الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
في مسار تنمية الذهن
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة: ص150ـ153
19-4-2017
1998
ينبغي مراعاة واستثمار النقاط التالية في مسار تنمية الذهن، وهي:
1- أنانية الطفل: إن الطفل أناني بطبعه شأنه في ذلك شأن كل إنسان يحب ذاته ويرغب بأن يكون محبوب الآخرين، وليس يروقه مطلقاً أن يعد احمقاً أو جاهلاً بل يعتبر مخاطبته بأنه لم يفهم النقطة الفلانية أو لا يستطيع تحليل الموضوع الفلاني إساءة له.
إن أنانية الطفل تعد حافزاً جيداً عنده على التفكير وتنشيط ذهنه، فهو يضغط على نفسه ويستجمع قواه ويسعى لإيجاد صلة بينها حتى يبلغ حل المسألة أو يكشف عن مكنونها.
2ـ الرغبة في الانتفاع: إن المشاعر الخاصة بالانتفاع من الأشياء المحيطة تدفع الشخص الى التدخل في بعض الشؤون أو الالتفات لبعض النقاط ، وفي هذا السياق يندفع الطفل متلهفاً لمعرفة كل شيء ويزيد التدقيق ليحقق حاجة في نفسه وهذا الاهتمام..
- قد يكون لاستحصال المنفعة.
- وربما لتلبية حاجة البدن مثل البحث عن الغذاء في ثدي الأم.
- أو لتلبية حاجات نفسية مثل العجب بالنفس والحرص والاذية.
- وربما لتلبية رغبات وآمال قلبية من منافسة وميل نحو الجمال.
- قد يكون جائعاً مثلاً فيعمل على سد حاجته وعندها يكون حساساً اتجاه الروائح ومكان الغذاء أو انه يتجه نحو صدر امه وهو أمر يمهد بحد ذاته لتنمية الذهن.
3ـ التزيينات: تعد الاستفادة من التزيينات أو الوسائل المحببة إحدى السبل الكفيلة في تكريس المفاهيم لدى الذهن، اي ينبغي العمل على خلق رغبة في الطفل اتجاه الموضوع المعني والتزيينات وسيلة لتحقيق هذا الهدف.
إن الأطفال غالباً ما يولون اهتماماً أكبر للأشياء التي تمتاز بظاهر مدهش ومتميز وجميل فيميلون الى معرفة تفاصيلها بل وفهما بسهولة ووضوح.
4ـ التحفيز على الاختيار: إن الإنسان بطبيعته موجود ناخب ويبادر الى الاختيار، ولو تم العمل على ايجاد وتربية هذه الخصلة في الطفل فإن ذلك سيساعد في تنمية الذهن وعلى هذا لا بد من حث الطفل على التدقيق في الشيء والعثور على جوانبه الإيجابية والسلبية وتحبيب هذا الفعل الى نفسه حتى يمكنه اختيار الأحسن، وميزة هذا النوع من الاختيار انه ينمي لديه قدرة الاستدلال واعتماد المنطق.
5ـ التدريب على التركيز: من العوامل المهمة في تنمية الذهن التمرين على التركيز الفكري فهو يساعد على التفكير بالمسائل المختلفة بصورة جيدة، ومن طرق التمرين هذه ان يقال للطفل (سأتلفظ بجملة لمرة واحدة واريد منك ان ترددها).
على ان من الضروري ان تشكل الجملة في محتواها ومفرداتها جزءاً من اهتمامات الطفل حتى يمكن لفت نظره بأكبر قدر ممكن.. ومن الطرق الأخرى دفعه الى القراءة ومن ثم شرح المفهوم الذي قرأه.
جدير بالذكر هنا ان تعويد الطفل على القراءة بسرعة أمر جيد لكن من الخطأ ان تتم القراءة بصورة سريعة تواكبها حالة من الاضطراب لأن ذلك سيشتت فكره ويفقده تركيزه وبالتالي لا
يدرك ما ينبغي أن يفهمه.
6ـ المراقبة الصحية : يرتبط نشاط المخ الى حد كبير بدورة الدم في الجسم وكذا الغذاء المناسب والعامل الصحي والهواء الكافي والطفل الذي يواجه مشكلة في هذا المجال لا يمتلك ذهنية مناسبة ولا يمكن ان يكون فرداً بمواصفات طبيعية ومن اصحاب الفكر والمنطق.
يؤكد الطب على ان الشخص يحتاج الى مراعاة صحية أكثر كلما ازداد ذهنه تعقيداً وتقدماً، ولذا فأولئك الذين يستدعي عملهم جهداً ذهنياً أكبر يحتاجون الى مراعاة صحية أكثر.
7ـ المراقبة الغذائية: ... فإن تنمية الذهن تحتاج الى اغذية قليلة في كميتها غنية في محتوياتها مثل السكريات كالزبيب والتمر والمواد الدهنية والمكسرات كالفستق وغير ذلك مما هو مفيد جداً وضروري لأولئك الذين يبذلون جهداً فكرياً.
الحبوب والبقوليات تحتوي عموماً الى نسبة عالية من الفسفور ولها دور مؤثر في الحل محل المواد المستهلكة وكذلك في الحفاظ على القدرة الذهنية وتزويد المخ بالغذاء الكافي، وعلى هذا فمن يرغب بتحقيق نجاح في هذا المضمار فعلية الالتزام والتمسك بالمراقبات المذكورة.
8ـ الخوف والاضطراب: ينبغي تجنيب الطفل المواضيع التافهة والعارية من الصحة وحالات الخوف المفاجئة والاضطرابات والتشويش والسعي قدر الامكان الى عدم مواجهته لهذه الأمور حيث ما أكثر مشاهد الخوف التي تؤرق وتتعب ذهن الطفل.
إن مرور الطفل بحالات التشويش والاضطراب وتمركز الخوف في ذهنه يترك اثراً سلبياً على نشاطه بل ويمنعه من إنجاز عمله، وحينما يعيش الطفل في اجواء مخيفة أو يفقد اعصابه بسبب الضجيج والاصوات النكرة يتحطم غروره ويشعر بأنه ذليل ويتفاقم هذا الشعور عندما يرى الوالدين والمعلمين وقد اصابهم الهلع والخوف ولذا ليس للمعلم إلا ان يحافظ على هدوئه في مقابل المفاجآت والاخطار، وعموماً لا ينبغي للمرء أن يظهر بمظهر الخائف امام الطفل بل وينبغي له مواساة الطفل الخائف وإزالة هذه الحالة عنه.