x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

تاريخ الامريكتين

التاريخ : التاريخ الاسلامي : الدولة الاموية : الدولة الاموية في الشام : يزيد بن الوليد بن عبد الملك :

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

المؤلف:  عـــلاء حسين ترف

المصدر:  الاغتيال السياسي في العراق والشام والجزيرة العربية حتى نهاية الدولة الاموية

الجزء والصفحة:  ص167-176

9-1-2017

734

نهاية يزيد بن الوليد (1) نحو 126هـ:

نشأته :

ولد يزيد بن الوليد نحو 90هـ وقيل نحو 96هـ (2) وكان يزيد يظهر التنسك (3) وهو من القدرية ويعده القدريون أفضل من عمر بن عبد العزيز في المذهب (4) وسبب ميوله إلى القدرية أن يزيد ابن أمة فارسية ، ولم يكن له منزلة في الأسرة المروانية ما كان لغيره من أبناء الخلفاء من الحرائر العربيات ، فحرم هو وأخوته وسواهم من الأمراء الأمويين من أبناء الأعجميات من الخلافة فمال بعد ذلك إلى القول بالقدر (5) .

وصوله للسلطة :

قام بثورة كبيرة نحو 126هـ ضد ابن عمه الوليد بن يزيد وقتله وتملك من بعده (6). وقام القدريون بمساعدة يزيد بن الوليد في الوصول إلى السلطة وذلك عن طريق حث الناس لمبايعته وحثهم على خلع الوليد وسفك دمه (7) .

أ- أسباب نشوب الثورة ضد الوليد بن يزيد:

1) عقد البيعة لولديه الحكم وعثمان من بعده فضلاً عن فتكه بآل هاشم (8) ولاسيما نحو 125هـ حيث قام بقتل يحيى بن زيد بن علي بن الحسين (9) في جرجان (10) .

2) كان منهمكاً في اللهو والشعر والغزل ووصف الخمر في شعره وانتهاك حرمات الله عز وجل واستهتاره بالمعاصي مما أدى إلى إغضاب رعيته (11) ، وكان يحب الغناء واشتهر عن استهتار الوليد أنه فتح المصحف فخرجت آية [[ واستفتحوا وخاب كل جبار عنيد ]] فألقى القرآن ورماه بالسهام وقال :

تهددنــي بجبار عنيد

     إذ ما جئت ربك يوم حشر

                   فها أنا ذاك جبار عنيد

      فقل يا رب مزقني الوليد (12)

3) عمل على الانتقام من آل بيته وكان من أشدها وطأة عليهم ما فعله ببني عمومته وبالأخص ابن عمه سليمان بن هشام ونفيه إلى عمان لأمور كان ينقمها من أبيه وهو ولي عهده وكان سليمان ناشطاً يعد من أكابر الرجال علماً وسياسة وله دراية كبيرة في الحروب (13) .

4) كان الوليد مهتما بالتعاطي مع زوجات آبائه وأخذ جارية كانت لعمه الوليد بن عبد الملك فكلمه عمر بن الوليد فقال له لا أردها (14) وقد اشتهر بالشذوذ والكفر (15) والزندقة (16).

5) استخف الوليد بن يزيد بأهالي اليمن وأهان شرفائها وقتل خالد بن عبد الله القسري وكان والياً على العراق في عهد هشام بعد ان ابعده عن تلك الولاية ، وفي عهد الوليد أمر عامله وهو يوسف بن عمر بحبس خالد بن عبد الله القسري وقتله وهو مما أثار القبائل اليمانية فغضبوا غضباً شديداً وتجمعوا في مدن الشام وساروا نحو الوليد فجهز لهم جيشاً من المضرية فأنهزموا . ما يدل على أن الوليد أثار العصبية القبلية بين المضرية واليمانية وبالتالي قام اليمانيون بحث الناس على بيعة يزيد بن الوليد(17) .

وكان من أشد معارضيه يزيد بن الوليد . الذي كسب ود الناس وتأييدهم كونه رجلاً ناسكاً ومتواضعاً ودعا يزيد بن الوليد للثورة ضده وسانده بذلك جماعة من الأعيان والأمراء وآل الوليد بن عبد الملك وجماعة من اليمانية فبايعه الناس على ذلك (18). إلا أن أخاه العباس بن الوليد لم يقبل على الثورة وذلك خوفاً من الفتن وفشل الثورة مما يؤدي إلى مقتله وأخذ يناشده :

إني أعيذكم بالله من فتن

          إن البرية قد ملت سياستكم

                   مثل الجبال يتسامى ثم تندفع

       فاستمسكوا بعود الدين وارتدعوا (19)

ب- خطة إعلان الثورة:

تمكن يزيد بن الوليد من استقطاب مجموعة أموية ويمنية وقدرية (20) للوقوف بوجه الوليد بعد أن وعدهم بحل مشاكلهم وتحقيق مطالبهم مما هيأ له الأجواء للتمرد والقضاء على الوليد (21) فأعلن الثورة على ابن عمه مستغلاً حالة الفوضى واليأس بعد تفشي مرض الطاعون في العاصمة (دمشق) (22) وابتعاد الخليفة وكبار معاونيه عنها ، فدخل إلى دمشق متسللاً مع أنصاره ليلاً فبايع يزيد أهل دمشق (23) وأهل المزة (24) .

أما يزيد فقد حجب نفسه عن الناس لغرض التخفي لحين صلاة العشاء وذلك ليبادر ومن معه في الاستيلاء على المسجد والقصر والخزائن وإلقاء القبض على أنصار الوليد بدمشق (25).

فعند إكمال الصلاة أخذ الحرس يصيحون الناس للخروج من المسجد إلا أن أصحاب يزيد تباطؤا في الخروج فأخذوا يخرجون من باب المقصورة ويدخلون من باب أخرى ولم يبقى في المسجد غير الحرس وأصحاب يزيد وبعد ذلك سيطر اصحاب يزيد على المسجد .

وبدأ يزيد بتجهيز جيش لقتال الوليد بن يزيد وقام بتنفيذ الخطة بنجاح بعدما ألقى القبض على رجال الوليد وأعوانه وأنصاره ومؤيديه وشرع يزيد في أحكام السيطرة على مداخل دمشق وأبوابها ولا تفتح إلا بأوامر سرية (26). وقدم بعد ذلك سليمان بن هشام بن عبد الملك ومعه أسلحة كثيرة من الجزيرة فحصلوا الثوار على أسلحة كثيرة (27) وقام يزيد بإحكام الخطة بوضع عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بالمرابطة بالجابية ووضع الوليد بن روح بن الوليد والمرابطة بالراهب (28) وهي خارج باب الجابية (29) .

وبعدها أمر يزيد أهل دمشق بالطاعة والنظام ودعم الحركة وأمر المنادي ينادي الناس بأن من له عطاء فليأت إلى عطائه ومن لم يكن له عطاء فله ألف درهم معونة ومساعدة لهم (30) وبعدها نادى مناديه ومن ينتدب للفاسق فله ألف درهم فانتدب إليه ألف ثم نادى قال من ينتدب الفاسق فله ألف وخمسمائة وجاءه ألفين وقد عسكر بهم عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك (31) . وقد حصل على هذه الأموال وذلك عن طريق سيطرته على خزائن الدولة (32) .

وتسلل رجل من الموالين للوليد بن يزيد فأخبره الخبر (33) بأن جيشاً تابعاً ليزيد يزحف نحوه وبعدها قام بتجنيد الأهالي في جيشه (34) وكان في النجراء (35) والتقى الجيشان في تلك المنطقة وحاول الوليد إغراء واستمالة عبد العزيز بن الحجاج قائد جيش الحركة بأن يعطيه خمسين ألف دينار ويجعل له ولاية حمص ويؤمنه على كل ما حدث إلا أن عبد العزيز رفض ذلك (36) . وبعدها حسمت المعركة المصيرية لصالح الثوار فأنهزم مع ما بقي من جيش الوليد بن يزيد إلى حصن النجراء فأطبق الجيش الحصار عليه (37) .

ج- الحوار الذي دار بين الثوار وبين الوليد ومقتله:

عندما حاصروا الثوار الوليد بن يزيد قال لهم ألم أزد لكم أعطياتكم ؟ ألم أدفع المؤن لكم ؟ ألم أعطي فقراءكم ألم أخدم زمانكم ؟ فقال: "أنا ما ننقم عليك في أنفسنا ولكن ننقم عليك في انتهاك ما حرم الله من شرب الخمر ونكاح أمهات أولاد أبيك واستخفافك بأمر الله وإتيانك الذكور" (38) فرجع الوليد ودخل الحصن ونشر مصحفاً يقرءوه بين يديه وقال: يوم كيوم عثمان (39).

وبعدها دخل الثوار على الوليد وكان الوليد قائماً في قميص قصب وسراويل وشيء معه سيف في غمد والناس يشتمونه ثم كثر الناس عليه وقتلوه بسيوفهم وقد جعل لهم يزيد مائة ألف درهم لمن يأتي برأسه وبعدها نهب معسكر الوليد وخزائنه (40).

احتز رأس الوليد وبعث به إلى يزيد بن الوليد (41) وسجد وشكر الله وطيف بالرأس على رمح في نواحي دمشق (42) .

بيعة يزيد بن الوليد ووصوله للسلطة:

ولي يزيد بن الوليد بدمشق ليلة الجمعة لليلة بقيت من جمادي الآخرة سنة 126هـ فبايعه الناس (43) وبعدها خطب يزيد بالناس فذم في هذه الخطبة الوليد بن يزيد وذكر إلحاده وأنه قتله لفعله الخبيث وقال : " أيها الناس إن لكم على أن لا أضع حجراً على حجر ولا لبنة ولا أكتري نهراً ولا أكثر مالاً ولا أعطية زوجة وولداً وانقل مالاً عن بلد حتى أسد ثغره وخصاصة أهله بما يغنيهم ، فما فضل نقلته إلى البلد الذي يليه ، ولا أجمركم في ثغوركم فأفتتكم ولأجزينكم ، ولا أغلق بابي دونكم ، ولا أحمل على أهل جزيتكم ولكم أعطياتكم كل سنة وأرزاقكم كل شهر حتى يكون أقصاكم كأدناكم ، فإن وفيت لكم بما قلت فعليكم السمع والطاعة وحسن الوزارة . وان لم أوف فلكم أن تخلعوني ألا أن أتوب وإن علمتم أحداً ممن يعرف بالصلاح يعطيكم من نفسه مثل ما أعطيكم وأردتم أن تبايعون فأنا أول من يبايعه (44).

يمكن الإشارة إلى النتائج المترتبة على قتل الوليد بن يزيد لم تمر هذه الحادثة على بني أمية مرور الكرام بل أفرزت نتائج مهمة ومؤثرة في تاريخ الدولة الأموية ومن ثم التاريخ الإسلامي بشكل عام، ولعل أهمها:

1) ضعف الخلافة الأموية ومن ثم انهيارها.

2) تصدع وحدة القبائل الشامية وتباين آرائها مما أدى إلى انقسامها وتفكيك وحدتها فكانت سبباً في انهيار الدولة .

3) بروز انقسامات جادة بين أفراد أسرة بني أمية كانت سبباً لاحقاً في غلبة مروان بن محمد ومن ثم انهيار دولة بني أمية على يد بني العباس عام 132هـ (45) .

أهم الأعمال التي قام بها يزيد بن الوليد:

1) استطاع أن يخمد من الفتن بعد مقتل الوليد حيث ثار أهل حمص وكاتبوا الأجناد ودعوهم إلى الطلب بدم الوليد وبعدها استطاع إخماد هذه الحركة وأخذ البيعة منهم (46) وثار أهل فلسطين لما أتاهم نبأ مقتل الوليد وبعدها عقدوا البيعة إلى يزيد وكذلك أهل الأردن بعدما حدثت ثورة عنيفة استطاع يزيد من صرف جنودهم وأخذ البيعة منهم .

2) قام بإنقاص الزيادة في رواتب الجند والتي كان الوليد زادها في أعطيات الجند ولذلك سمي بالناقص (47) وكان قد أعطى الجنود عشرة عشرة بعد ذلك ردها يزيد إلى ما كانت عليه في عهد هشام (48) وقيل أول من سماه بهذا اللقب هو مروان بن محمد .

3) ومن الأعمال التي قام بها هو أول من خرج بالسلاح في العيد وخرجها يومئذ بين صفين من الخيل عليهم السلاح، من باب الحصن إلى المصلى (49).

4) كان يجنب الناس الغناء ولاسيما بني أمية فيقول لهم " إياكم والغناء فإنه ينقص الحياء ، ويزيد الشهوة ويهدم المروءة ، وأنه لينوب عن الخمر، ويفعل ما يفعل المسكر فإن كنت لابد فاعلين ، فجنبوه النساء ، فإن الغناء داعية الزنا " (50) .

5) كان يزيد يميل إلى القدرية ويحث الناس إلى القدر وحملهم عليه (51) وقرب أصحاب

غيلان (52) .

نهاية يزيد بن الوليد ( الناقص ):

ذكرت المصادر التاريخية بأن عدة روايات في وفاته ولذا عدت وفاته من الوفيات المشبوهة، فالرواية الأولى تشير إلى أنه توفي من دون ذكر أي سبب لوفاته (53).

أما الرواية الثانية فتشير إلى أنه اغتيل بالسم وكان عن طريق أخيه إبراهيم (54) ، والدليل أنه كان لا يرغب في أخيه إبراهيم وذكر أنه في ساعة احتضاره قالوا له نسألك بحق الله لو وليت أمرهم إلى أخيك إبراهيم بن الوليد فغضب وضرب بيده على جبهته وقال أنا أولي إبراهيم ، ثم قال ، لو كان سعيد بن عبد الملك قريباً مني لوليته من بعدي . إلا أن القدرية أجبروه بمبايعة أخيه إبراهيم بن الوليد ولعبد العزيز من بعده (55).

أما الرواية الثالثة فتشير إلى أن وباء الطاعون قد حل في الشام وقد أصيب به يزيد ومات (56).

مدة حكمه ودفنه:

كانت ولايته خمسة أشهر ثم توفي ودفن بدمشق وصلى عليه أخاه إبراهيم بن الوليد (57) وقيل توفي يزيد بدمشق وكانت مدة ولايته من مقتل الوليد إلى وفاته خمسة أشهر وليلتين (58) وقيل إن مدة خلافته ستة أشهر (59) وقيل أنها ستة أشهر ناقصة وكان عمره خمساً وثلاثين عاماً (60) وقيل أنها خمسة أشهر واثنا عشرة يوماً ودفن بدمشق وعمره ست وأربعون سنة وقيل ثلاثون سنة (61) .

دوافع الاغتيال:

تشير بعض الروايات على أن أخيه هو الذي سقاه السم (62) لعدم ارتياحه في إعطائه ولاية العهد (63) وبضغط من القدرية مع ضعفه في إدارة الحكم فبعد شهرين وعشرة ايام من توليه الحكم استطاع مروان بن محمد انتزاع السلطة منه (64) ، ويجد الباحث بأن إبراهيم ليست لديه القدرة في تولي السلطة فكيف له القدرة في دس السم إلى أخيه يزيد الناقص وأن المرجح في وفاته أنه مات مريضاً بالطاعون (65) . وذلك لأن وباء الطاعون تفشى في الشام في بداية الثورة وإن يزيد دخل سراً وكان الوليد بعيداً عن العاصمة لخوفه من المرض مع أغلب رجاله ، ومن المرجح أنه قد أصيب بمرض الطاعون الذي انتشر في الشام في ذلك الوقت وكان سبباً في وفاته (66) وبما أن أغلب المصادر التاريخية تشير إلى أنه مات بهذا المرض إلا مصدر واحد وهو اليعقوبي(67) يذكر أنه مات بالسم  مما يرجح رواية الموت بالطاعون .

__________

(1) نسبه : هو يزيد بن الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي . ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج10 ، ص16 . أما أمه هي شاهفريد بنت فيروز بنت كسرى ، اليعقوبي ، تاريخ اليعقوبي ، ج2 ، ص335 ، وأم فيروز بنت خاقان ملك الترك ، وأم أم فيروز بنت قيصر عظيم الروم ويفتخر يزيد ويقول :

أنا ابن كسرى ، وأبي مروان        وقيصر جدي ، وجدي خاقان          

( السيوطي ، تاريخ الخلفاء ، ص214 ) وتعد أمه بنت كسرى قد سباها  قتيبة بن مسلم الباهلي وهو القائد العربي الذي أرسله الحجاج بن يوسف الثقفي لفتح خراسان نحو 86هـ ، وبعث بها إلى الحجاج وهو بدوره بعثها إلى الوليد بن عبد الملك ، فتزوجها فولدت له يزيد بن الوليد ولم تلد غيره . ابن عبد ربه ، العقد الفريد ، ج4 ، ص223 . ويكنى أبو خالد الأموي . ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج10 ، ص16 .

(2) ابن كثير، البداية والنهاية، ج10، ص16.

(3) ابن طباطبا ، الفخري في الآداب السلطانية ، ص136 .

(4) الذهبي ، سيرة أعلام النبلاء ، ج5 ، ص376 .

(5) لم يعهد بني أمية الخلافة إلى أبنائهم من الإماء أي من الأعجميات والجواري. راجع : البلاذري ، أنساب الأشراف ، ج2 ، ص351 ؛ الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص232 ؛ الصلابي ، الدولة الأموية ، ج2 ، ص510 .

(6)  الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص231 ؛ المسعودي، مروج الذهب ، ج3 ، ص235.

(7)  المسعودي ، مروج الذهب ، ج3 ، ص245 ؛ ابن العماد ، شذرات ، ج1 ، ص167 ، عطوان ، حسين ، سيرة الوليد بن يزيد ، دار المعارف ، القاهرة ، بلا.ت ، ص321 .

(8) ابن العبري ، تاريخ مختصر الدول ، ص118 .

(9) يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) : خرج مع أبيه على بني أمية وبعد مقتل أبيه في الكوفة انصرف متخفياً إلى بلاد فارس ودعا لنفسه ، متنقلاً بين مدنها وأعلن ثورته هناك فقاتله والي نيسابور فانتصر يحيى عليه ثم غادر إلى هراة فبعث نصر بن سيار والي الأمويين على خراسان في طلبه فلحق به في الجوزجان ودارت معركة بين الطرفين انتهت بمقتل يحيى وحمل رأسه إلى الوليد بن يزيد سنة 125هـ . الأصفهاني ، مقاتل الطالبيين ، ص52-58 ؛ الزركلي ، الأعلام ، ج8 ، ص146 .

(10) جرجان: مدينة مشهورة عظيمة تقع بين طبرستان وخراسان ، أول من بناها يزيد بن المهلب بن أبي صفرة ، تشتهر بحسنها وجمالها . ياقوت ، معجم البلدان ، ج2 ، ص119 .

(11) ابن طباطبا، الفخري في الآداب السلطانية،ص134؛ ابن العماد، شذرات،ج1 ،ص168.  

(12) المسعودي، مروج الذهب،ج3،ص237؛ابن الأثير ،الكامل في التاريخ ،ج4 ، ص269.

(13) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص231 ؛ مسكويه ، تجارب الأمم وتعاقب الهمم ، ج2 ، ص473 ؛ ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج4 ، ص264 .

(14) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص231 ؛ ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج4 ، ص264 ؛ ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج10 ، ص8 ؛ ابن العماد ، شذرات ، ج1 ، ص167 .

(15) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص232 ؛ ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج4 ، ص264 ؛ ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج10 ، ص9 .

(16) السيوطي ، تاريخ الخلفاء ، ص212 .

(17)  ابن قتيبة ، الإمامة والسياسة ، ج2 ، ص285 ؛ الدينوري ، الأخبار الطوال ، ص506 ؛ الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص254 ؛ المسعودي ، التنبيه والإشراف ، ص296 .

(18) المسعودي ، التنبيه والإشراف ، ص296 ؛ ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج4 ، ص262-263 ؛ ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج10 ، ص9 .

(19) ابن الأثير، الكامل في التاريخ،ج4، ص267؛ ابن كثير، البداية والنهاية ، ج10 ، ص9.

(20) الدينوري ، الأخبار الطوال ، ص506 ؛ الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص239 ؛ ابن العماد ، شذرات ، ج1 ، ص167 .

(21) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص240 ؛ ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج10 ، ص9 .

(22) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص240 ؛ مسكويه ، تجارب الأمم وتعاقب الهمم ، ج2 ، ص477 ؛  ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج4 ، ص266 ؛ طلفاح ، مضر عدنان ، القدرية جدلية الدين والسياسة في الإسلام ، حركة يزيد بن الوليد ، انموذجاً ، مؤسسة حمادة للنشر ، عمان ، 1425هـ/ 2004م ، ص104 .

(23) ابن قتيبة ، الإمامة والسياسة ، ج2 ، ص286 ؛ الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص240 .

(24) المزة : قرية كبيرة غناء في وسط بساتين دمشق ، بينها وبين دمشق نصف فرسخ وبها قبر الصحابي دحي الكلبي . ياقوت ، معجم البلدان ، ج5 ، ص122 .

(25) الطبري، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص240 ، الصلابي ، الدولة الأموية ، ج2 ، ص512.

(26) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص240 ؛ الصلابي ، الدولة الأموية ، ج2 ، ص512 ؛ طلفاح ، القدرية الجدلية ، ص104 . 

(27) الطبري، تاريخ الطبري، ج7، ص243؛ مسكويه، تجارب الأمم وتعاقب الهمم،ج2، ص477 .

(28) الراهب: وهي محلة خارج باب الجابية قبلي دمشق. المسعودي ، مروج الذهب ، ج3 ، ص85 .

(29) مسكويه ، تجارب الأمم وتعاقب الهمم ، ج2 ، ص477 ؛ ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج4 ، ص266 .

(30) الطبري، تاريخ الطبري،ج7،ص243؛مسكويه،تجارب الأمم وتعاقب الهمم،ج2،ص477

(31) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص243 .

(32)  ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج4 ، ص266 .

(33) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص243 ؛ ابن قتيبة ، الإمامة والسياسة ، ج2 ، ص513 .

(34) ابن قتيبة ، الإمامة والسياسة ، ج2 ، ص513 ؛ الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص243 ؛ الصلابي ، الدولة الأموية ، ج2 ، ص513 .

(35) النجراء : موضع بحوران من نواحي دمشق ، وهو موضع مبارك ينذر له المسلمون والنصارى . ياقوت ، معجم البلدان ، ج5 ، ص270  .

(36) الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص241 .

(37) ابن قتيبة ، الإمامة والسياسة ، ج2 ، ص287 ؛ الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص244 .

(38) ابن كثير، البداية والنهاية، ج10، ص11.

(39) ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج4، ص221.

(40) مسكويه ، تجارب الأمم وتعاقب الهمم ، ج2 ، ص480 .

(41) ابن قتيبة ، الإمامة والسياسة ، ج2 ، 287 .

(42) ابن حبيب ، أسماء المغتالين من الأشراف ، ص207 ؛ ابن الوردي ، تاريخ ابن الوردي ، ج1 ، ص177 .

(43) المسعودي ، التنبيه والإشراف ، ص297 ؛ مسكويه ، تجارب الأمم وتعاقب الهمم ، ج2 ، ص472 ؛ ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج4 ، ص368 .

(44) ابن عبد ربه ، العقد الفريد ، ج4 ، ص222 ؛ ابن الأثير ، الكامل ، ج4 ، ص269-270 ؛ ابن طباطبا ، الفخري في الآداب السلطانية ، ص136 .

(45)  مسكويه ، تجارب الأمم وتعاقب الهمم ، ج2 ، ص487 ؛ ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج4 ، ص470 ؛ عطوان ، سيرة الوليد ، ص330 .

(46) اليعقوبي ، تاريخ اليعقوبي ، ج2 ، ص335 ، الطبري ، تاريخ الطبري ، ج7 ، ص266 ؛ ابن الأثير ، الكامل في التاريخ ، ج4 ، ص270 .

(47) المسعودي ، مروج الذهب ، ج3 ، ص245 ؛ ابن العبري ، تاريخ مختصر الدول ، ص118 .

(48) ابن الأثير ، الكامل ، ج4 ، ص269 .

(49) السيوطي ، تاريخ الخلفاء ، ص215 .

(50) ابن الأثير ، الكامل ، ج4 ، ص269 ، السيوطي ، تاريخ الخلفاء ، ص215 . 

(51) السيوطي ، تاريخ الخلفاء ، ص215 .

(52) الأشعري ، مقالات الإسلاميين ، ص136 .

(53) ابن قتيبة ، الإمامة والسياسة ، ج2 ، ص287 ؛ المسعودي ، مروج الذهب ، ج3 ، ص244 ؛ ابن العبري ، تاريخ مختصر الدول ، ص118 ؛ ابن طباطبا ، الفخري في الآداب السلطانية ، ص136 ؛ ابن الوردي ، تاريخ ابن الوردي ، ج1 ، ص177 ؛ السيوطي ، تاريخ الخلفاء ، ص215 .

(54) اليعقوبي ، تاريخ اليعقوبي ، ج2 ، ص336 .

(55) ابن عبد ربه، العقد الفريد، ج4، ص223-224.

(56) مسكويه ، تجارب الأمم وتعاقب الهمم ، ج2 ، ص505 ، ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج10 ، ص17 .

(57) اليعقوبي ، تاريخ اليعقوبي ، ج2 ، ص336 .

(58) المسعودي ، مروج الذهب ، ج3 ، ص244 .

(59) ابن قتيبة ، الإمامة والسياسة ، ج2 ، ص287 .

(60) السيوطي ، تاريخ الخلفاء ، ص215 .

(61) ابن الوردي ، تاريخ ابن الوردي ، ج1 ، ص177 .

(62) اليعقوبي ، تاريخ اليعقوبي ، ج2 ، ص336 .

(63) ابن عبد ربه ، العقد الفريد ، ج2 ، ص223 .

(64) ابن العبري ، تاريخ مختصر  الدول ، ص119 .

(65) العلوي ، فصول من تاريخ الإسلام ، ص234 .

(66) ابن عبد ربه ، العقد الفريد ، ج4 ، ص223-224 ؛ مسكويه ، تجارب الأمم وتعاقب الهمم ، ج1 ، ص17 ؛ ابن كثير ، البداية والنهاية ، ج10 ، ص17 .

(67) تاريخ اليعقوبي ، ج2 ، ص336 .