1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : المجتمع و قضاياه : آداب عامة :

حق الطفل في الحياة

المؤلف:  مركز الرسالة

المصدر:  الحقوق الاجتماعية في الاسلام

الجزء والصفحة:  .....

22-11-2016

2798

إنَّ للطفل ـ ذكراً كان أو أُثنى ـ حقّ الحياة ، فلا يبيح الشرع لوالديه أن يطفئا شمعة حياته بالوأد أو القتل أو الاجهاض. ولقد شنَّ الإسلام حملة قوية على عادة ( الوأد ) التي كانت متفشية في الجاهلية، وتساءَل القرآن مستنكراً ومتوعداً :{وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ}[التكوير: 8، 9] واعتبر ذلك جريمة كبرى لا يمكن تبريرها ـ بحال ـ حتى في الحالات الاضطرارية كحصول المجاعة. وكانوا يقتلون أولادهم خوفاً من الفقر، كما في قوله تعالى :{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} [الأنعام: 151].

وفي آية أُخرى :{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ}[الإسراء: 31].

والملاحظ في الآية الأولى، إنّه تعالى قدّم رزق الآباء على رزق الأبناء، وفي الآية الاخرى، نجد العكس، إذْ قدّم رزق الأبناء على الآباء، فما السرّ في ذلك ؟ وهل كان التعبير عفوياً ؟ بالطبع لا ؛ لأن التعبير القرآني قاصد ودقيق، لا يقدّم كلمة أو يُؤخر أُخرى إلاّ لغاية وحكمة.

وعند التأمل العميق نجد ان قوله تعالى :{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ}[الأنعام: 151]. توحي بأن الفقر موجود بالفعل، والمجاعة قائمة، ولمّا كان اهتمام الإنسان في تلك الازمان يتمحور حول نفسه، يخشى من هلاكها، لذا يُطمئنه الخالق الحكيم في هذه الآية بانّه سوف يضمن رزقه أولاً، ومن ثم رزق أولاده في المرتبة الثانية، يقول له : (نحن نرزقكم وإياهم) أي يا أصحاب الاِملاق نحن نأتي برزقهم أيضاً.

بينما في الآية التالية ، يقول تعالى :{وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ}[الإسراء:31] ، أي: خوفاً من فقر سوف يقع في المستقبل، وبتعبير آخر : من فقر محتمل الوقوع، وهنا يُطمئنه الرَّبّ تعالى بضمان رزق أبنائه أولاً ؛ لأنه يخاف إن جاءه أولاد أن يأتي الفقر معهم فيقول له مُطمئناً: (نحن نرزقهم وإياكم). فالمعنى ـ في الآيتين ـ ليس واحداً ، وكلّ آية تخاطب الوالدين في ظرف معين ، ولكن تتحد الآيتان في الغاية وهي الحيلولة دون الاعتداء على حياة الأبناء. ثم إنّ الجاهلية كانت تمارس سياسة التمييز بين الجنسين بين الذكر والأنثى فتعتدي على حياة الإناث بالوأد الذي كان يتمّ في صورة بشعة وقاسية، ويفتقد إلى أدنى العواطف الإنسانية، حيثُ كانت البنت تُدفن وهي حية !..

ينقل مؤلف المختار من طرائف الأمثال والأخبار :

سُئل عمر بن الخطاب عن أعجب ما مرَّ به في حياته.

فقال : هما حادثتان : كلمّا تذكرت الأولى ضحكت ، وكلمّا تذكرت الاَخرى بكيت ..

قيل له : فما الأولى التي تُضحكك ؟

قال : كنت في الجاهلية أعبد صنماً من العجوة ، فإذا دار العام أكلت هذا الصنم ، وصنعت من البلح الجديد صنماً غيره !

قيل له : وما الاَخرى التي تبكيك ؟

قال : بينما كنت أحفر حفرة لوأد ابنتي ، كان الغبار يتناثر على لحيتي ، فكانت ابنتي هذه تنفض عن لحيتي هذا الغبار ، ومع ذلك فقد وأدتها )(1) !!

إزاء هذه الممارسات الهمجية ، الوحشية ، الخالية من الإنسانية، والتي كانت تُرتكب في عصر الجاهلية، عمل الإسلام على تشكيل رؤية جديدة لحياة الإنسان، رؤية تعتبر الحياة ليست حقا فحسب، بل هي أمانة إلهية أودعها الله سبحانه وتعالى لدى البشر، وكل اعتداء عليها بدون مبرِّر شرعي يُعد عدواناً وتجاوزاً يستحق الإدانة والعقاب الأخروي ، فليس من حق أية قوة غير إلهية سلب هذه الوديعة المقدسة ، والله تعالى هو واهب الحياة ، وله وحده الحق في سلبها.

وأيضاً عمل الإسلام على تشكيل وعي اجتماعي جديد بخصوص الأنثى، وقد كان الجاهليون لا تطيب نفوسهم بولادتها كما يقول القرآن الكريم : {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} [النحل: 58، 59]. ولقد اختار النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) أفضل السُّبل لإزالة هذا الشعور الجاهلي تجاه الأنثى ، والذي كان يتسبب في زهق أرواح مئات الفتيات كل عام ، ففضلاً عن تحذيره من العواقب الأخروية الجسيمة المترتبة على ذلك، اعتبر من قتل نفساً بغير حق جريمة كبرى ينتظر صاحبها القصاص العادل.

ومن جانب آخر زرع النبي (صلى الله عليه واله) في وعيهم أن الرّزق بيد الله تعالى، وهو يرزق الإناث كما يرزق الذكور، فأشاع بذلك أجواء الطمأنينة على العيش، وكان الجاهليون يقتلون الإناث خوف الفقر. أضف إلى ذلك استعمل النبي (صلى الله عليه واله) لغةً وجدانيةً شفافة، فتجد في السُنّة القولية عبارات تعتبر البنت ريحانة، والبنات هن المباركات، المؤنسات، الغاليات، المشفقات.. وما شابه ذلك، وكشاهد من السُنّة القولية وردّ ( عن حمزة بن حمران يرفعه قال : أتى رجل وهو عند النبي (صلى الله عليه واله) ، فأُخبر بمولود أصابه، فتغيّر وجه الرّجل !! فقال له النبيّ : (ما لكَ) ؟ فقال : خير ، فقال : (قُل). قال : خرجت والمرأة تمخض ، فأُخبرت أنّها ولدت جارية !! فقال له النبيّ (صلى الله عليه واله) : (الأرض تقلّها، والسَّماء تظلّها، والله يرزقها وهي ريحانة تشمّها..)(2) ؟. وقد أكد الإمام علي (عليه السلام) ، ذلك التوجه النبوي بقوله : (كان رسول الله إذا بُشّر بجارية، قال: ريحانة، ورزقها على الله عزّ وجلّ) (3).

ولقد أعطى النبي (صلى الله عليه واله) أُنموذجاً حياً يعدُّ قدوةً في السلوك مع ابنته فاطمة (عليها السلام)، ينقل الحسني في سيرة الأئمة عن بنت الشاطئ في حديثها عن بنت النبي (صلى الله عليه واله): لما ولدت فاطمة ( استبشر أبواها بمولدها، واحتفلا به احتفالاً لم تألفه مكة في مولد أنثى)(4)، ويظهر ذلك أيضاً من الأسماء والالقاب العديدة التي منحها إياها صلى الله عليهما ، فقد نقل الحسني عن الأستاذ توفيق أبي علم ، في كتابه أهل البيت : ( إنّ للسيدة فاطمة الزهراء تسعة أسماء فاطمة، والصدّيقة، والمباركة، والطاهرة، والزكية، والمحدثة، والزهراء، والبتول، وسيدة نساء أهل الجنة ، واضاف إلى ذلك (أبو علم) أنه كان يُطلق عليها: أم النبي؛ لأنّها كانت وحدها في بيته بعد موت أمّها، تتولى رعايته والسهر عليه)(5)، وتنقل كتب السيرة أيضاً عن النبي (صلى الله عليه واله) أنه كان يمنحها حبّه، ويسبغ عليها عطفه بحيث أنه كان اذا سافر كانت آخر الناس عهداً به، وإذا رجع من سفره كانت أولَ الناس عهداً به، وكان إذا رجع من سفر أو غزاة، أتى المسجد فصلى ركعتين ، ثم ثنّى بفاطمة (6).

 _________________

 1ـ المختار من طرائف الأمثال والأخبار ، نبيه الداموري: 29، الشركة العالمية للكتاب ط 198(ع) م.

2ـ فروع الكافي 6 : 5 / 6 باب فضل البنات من كتاب العقيقة.

3ـ البحار 104 : 98.

4ـ سيرة الأئمة الاثني عشر ، هاشم معروف الحسني ـ القسم الأول : 65 ـ 6(ع) ، دار التعارف للمطبوعات ط 1406 ه‍.

5ـ سيرة الأئمة الاثني عشر ، هاشم معروف الحسني ـ القسم الاول : 65 ـ 6(ع) ، دار التعارف للمطبوعات ط 1406 ه‍.

6ـ أُنظر سيرة الاَئمة الاثني عشر ، هاشم معروف الحسني ـ القسم الاول : 68 .

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي