x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

تاريخ الامريكتين

التاريخ : احوال العرب قبل الاسلام : مدن عربية قديمة : مكة :

الوظائف الدينية في مكة قبل الاسلام

المؤلف:  صالح احمد العلي

المصدر:  تاريخ العرب القديم والبعثة النبوية

الجزء والصفحة:  ص147-153

14-11-2016

5665

 نظراً لان مكة مركز ديني مهم يحج إليه سنويا عدد كبير من الناس، فان هذا دعا الى ظهور عدة وظائف للقيام بما يتطلبه الحج. ومع ان هذه الوظائف متصلة بالدين واموره، الا انها ليست وظائف دينية بالمعنى الدقيق، بل تتطلب مهارة واسلوبا خاصا وقابلية منظمة ومالا، للقيام بخدمات العدد الكبير من الحجاج.

كانت اغلب هذه الوظائف قديمة جداً. ولما ظفر قصي بسيادة مكة، ابقى بعضها بيد اصحابها القدماء. ويقول الطبري انه بعد جرهم (وليت خزاعة البيت، غير انه كان في قبائل مضر ثلاث خلال : الاجازة بالحج للناس من عرفة، وكان ذلك الغوث بن مر وهو صوفة، فكانت اذا كانت الاجازة قالت العرب اجيزي صوفة؛ والثانية الافاضة من جمع غداة النحر الى منى، فكان ذلك الى بني زيد بن عدوان، فكان آخر من ولي ذلك منهم أبو سيارة عميلة بن الاعزل بن خالد بن سعد بن الحارث بن وابش بن زيد؛ والثالثة النسيء للشهور الحرم، فكان ذلك الى القلمس وهو حذيفة بن فقيم بن عدي من بني مالك بن كنانة، ثم بنيه حتى صار ذلك الى آخرهم أبي ثمامة، وهو جنادة بن عوف بن أمية بن قلع بن حذيفة، وقام عليه السلام وقد عادت الحرم الى اصلها، فأحكمها الله وأبطل النسيء)(1). ويروي الطبري أيضاً عن ابن اسحاق ان قصي قد اقر للعرب في شان حجهم ما كانوا عليه، لانه كان يراه دينا في نفسه لا ينبغي له تغييره. وكانت صوفة على ما كانت عليه حتى انقرضت صوفة، فصار ذلك من أمرهم الى آل صفوان بن الحارث بن شجنة وراثة. وكانت عدوان على ما كانت عليه، وكانت النسأة من بني مالك بن كنانة على ما كانوا عليه، ومرة بن عوف على ما كانوا عليه؛ فلم يزالوا على ذلك حتى قام الإسلام فهدم الله به ذلك كله (2). ويقول محمد بن حبيب السكري ان (أئمة العرب بعد عامر بن الضرب (العدواني) في مواسمهم وقضاتهم بعكاظ (بنو تميم). وكان ذلك يكون في افخاذهم كلها، ويكون الرجلان يليان من الامرين جميعا، عكاظ على حدة، والموسم على حدة. فكان من اجتمع له الموسم والقضاء سعد بن زيد مناة بن تميم، ثم تولى ذلك حنظلة بن زيد مناة بن تميم، ثم تولاه ذؤيب بن كعب بن عمرو بن تميم، ثم مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، ثم ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة، ثم معاوية بن شريف بن جروة بن اسيد بن عمرو بن تميم، ثم الاضبط بن قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة، ثم صلصل بن اوس بن مخاشن بن معاوية بن شريف بن جروة بن اسد، ثم سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك بن حنظلة؛ فكان سفيان آخر تميمي اجتمع له الموسم والقضاء بعكاظ؛ فمات سفيان؛ فافترق الأمر، فلم يجتمع الموسم والقضاء لاحد منهم حتى جاء الإسلام، فكان محمد بن سفيان بن مجاشع يقضي بعكاظ، فصار ميراثا لهم؛ فكان آخر من قضى بينهم الذي وصل الى الإسلام الاقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان. واجاز بالموسم، بعد صلصل بن أوس، العلاق بن شهاب بن لأي، من بني عوافة بن سعد بن زيد مناة، فكان اخر من افاض بهم كرب بن صفوان بن جناب بن شجنة بن عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة)(3).

النسي:

النسيء، وظيفة يعلن فيها القائم عليها الاشهر الحرم. ومن المعلوم انه كان هناك أربعة اشهر حرم لا يجوز فيها الحرب والقتال، بل يسود السلم والامن، وهي أحوال ضرورية للتنقل وممارسة التجارات وغيرها. وكانت اشهر الحرم في قريش هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم (للحج الأكبر) وصفر (للحج الأصغر والعمرة). وقد أشار القرآن الكريم الى الاشهر الحرم بقوله تعالى {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة: 36]. ويظهر انه كان لقريش دور كبير في جعل العرب تحترم هذه الأشهر الحرم؛ ولكنها لم تنجح نجاحا تاما في ذلك، فلم تكن خثعم وطيء لترعاها(4)؛ كما كانت لبعض القبائل الأخرى اشهر (5) حرم غير هذه؛ فكان لغطفان السبل وهي ثمانية اشهر حرم لهم من كل سنة من بين العرب.

ولما كانت العرب تستخدم الأشهر القمرية، وهي تختلف عن الأشهر الشمسية، فربما كان الاعتماد عليها يخل بأمور التجارية التي تجري حسب فصول السنة؛ لذلك (كانت العرب في الجاهلية تكبس في كل ثلاث سنين شهرا وتسميه النسيء)(6)، أي انه كان يضاف شهر في كل ثلاث سنوات لكي تتطابق السنة الشمسية مع القمرية، وهذا يؤدي الى تغيير في الأشهر الحرم ؛ وكان المختص بالنسيء هو الذي يعين الشهر المضاف.

يروي الازرقي ان النسيء كان في كندة ثم صار في بني مالك بين كنانة، ولبني القلمس منهم خاصة. وقد ظلوا يقومون فيه حتى جاء الإسلام فحرمه، (7) بعد فتح مكة، على ما يظهر، حيث نزلت الآية {إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } [التوبة: 37]. ولا نعلم بالضبط الأمور الأخرى الناجمة عن النسيء والتي أوجبت اعتباره زيادة في الكفر.

يروي ابن اسحاق ان قصي كانت إليه الحجابة والرفادة والسقاية والندوة واللواء (8)، أي انه اخذ لنفسه الأمور المالية والإدارية والعسكرية؛ وهناك إشارات في الكتب الى وظائف أخرى لا نعلم ما موقف قصي منها؟ وهل هو الذي أوجدها ام هل اقرها ام هل هرت بعده؟ ولما كبرت سنة جعل هذه الوظائف لعبد الدار، وهو اكبر أولاده، ثم منافسة عبد مناف، وحدث انقسام في ظله، فتكتلت مع عبد مناف عشائر المطيبين، ووقع عبد الدار على الاحلاف؛ ثم اتفقوا على ان تكون السقاية لعبد مناف، والرفادة الى اسد، والحجابة والندوة لبني عبد الدار (9).

حجابة الكعبة:

كان القائم بالحجابة يمتلك مفاتيح الكعبة، أي انه كان يأذن للناس بالدخول في الكعبة. والراجح انها لا تتطلب ان يكون صاحبها عالما في الدين؛ كما لا ريب في انها كانت مورد رزق للقائمين بها. وقد اخذها قصي من خزاعة، ثم صارت من بعده لابنه عبد الدار، ثم لأولاده عبد الدار من بعده. وقد ارجعها الرسول (ص) الى بني عبد الدار بعد فتح مكة تطبيقا لحكم الآية التي نزلت في ذلك { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا } [النساء: 58].

عمارة البيت:

أشار القرآن الى وظيفة أخرى هي عمارة البيت، فقال تعالى : {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [التوبة: 19]. ويروي ابن حجر ان السقاية والعمارة كانت قبل للعباس (10).

الرفادة:

الرفادة، كانت (خرجا تخرجه قريش في كل موسم من أموالها الى قصي بن كلاب فيصنع منه طعاما يأكله من لم يكن له سعة، ولا زاد ممن يحضر الموسم، وذلك ان قصيا فرضه على قريش، فقال لهم حين امرهم به : يا معشر قريش انكم جيران الله واهل بيته واهل الحرم وان الحاج ضيف الله وزوار بيته وهم أحق الضيف بالكرامة، فاجعلوا لهم شرابا وطعاماً أيام هذا الحج حتى يصدروا عنكم، ففعلوا، فكانوا يخرجون لذلك كل عام من أموالهم فيدفعونه إليه فيضعه للناس أيام منى، فجرى ذلك من أمره على قومه في الجاهلية حتى قام الإسلام، ثم جرى في الإسلام الى يومنا هذا، فهو الطعام الذي يصنعه السلطان كل عام بمنى للناس حتى ينفض الحجيج)(11)؛ ويبدو ان مقدار هذه الضريبة يختلف تبعا لثروة الدافعين وهي قد تبلغ مائة دينار (12). وكانت هذه الوظيفة لبني عبد الدار، ثم اخذها منهم هاشم فكان (يطعم الناس في كل موسم بما يجتمع عنده من ترافد قريش، كان يشتري بما يجتمع عنده دقيقا ويأخذ من كل ذبيحة من بدنة او بقرة او شاة فخذها فيجمع ذلك كله ثم يحرز به الدقيق ويطعمه للحجاج، فلم يزل على ذلك من أمره حتى اصاب الناس في سنة جدب شديد، فخرج هاشم بن عبد مناف الى الشام فاشترى بما اجتمع عنده من ماله دقيقا وكعكا فقدم به مكة في الموسم)(13).

ونظرا لقلة الأخبار، لا نستطيع ان نعين مقدار ما كان يجبى منها، او من كانت تسند إليه. فيروي ابن سعد ان وهب بن عبد بن قصي كان صاحب الرفادة (14). كما يروي مصعب الزبيري ان الفرادة كانت في يد حميد بن زهير من بني اسد بن عبد العزى (15). ويروي البلاذري انها صارت من بعد هاشم للمطلب ثم لعبد المطلب، ثم للزبير، ثم لأبي طالب، ثم اخذها العباس وظلت في أولاده (16). وكانت لحكيم بن حزام عند ظهور الإسلام الرفادة (17) ودار الندوة (18).

وما دام بحث الرفادة يتصل بالمالية، فجدير ان نشير الى مصادر أخرى من الواردات، منها ما كان يؤخذ من الحجاج، ممن يمكن استدلاله مما رواه ابن دريد عن ان بني لؤي بن شمخ (من ذيبان)، ومن رجالهم ظويلم ويلقب مانع الحريم، وانما سمي بذلك لانه خرج من الجاهلية يريد الحج فنزل على المغيرة بن عبد الله المخزومي، فاراد المغيرة ان يأخذ منه ما كانت قريش تأخذ ممن نزل عليه في الجاهلية؛ ولذلك سمي الحريم؛ وكانوا يأخذون بعض ثيابه او بعض بدنته التي ينحر فامتنع عليهم ظويلم(19). ولعل هذه هي من الضرائب التي كانت تؤخذ من تأجير ثياب الحاج من الحلة، اذ كان على الحجاج من غير قبائل الحمس (وهم قريش وحلفاؤها) ان يؤجروا ثياباً خاصة، او يحجوا عراة. ومن مصادر ماليتها كذلك ضريبة العشور على التجارات (20)، وقد يعفى منها البعض لظروف خاصة، مثل ما اعفي منها بحارة السفينة التي بنيت الكعبة من حطامها. ومن مصادر ماليتها كذلك، العطايا التي كانت تقدم للكعبة، وكانت تودع بني سهم(21).

السقاية في مكة:

السقاية، هي حياض من ادم كانت في عهد قصي توضع بفناء الكعبة ومنى وعرفة، وتملأ بالماء العذب من الابار على الابل ويسقى الحاج (22). وهي لا ريب مهمة في بلد كمكة يقل فيها الماء العذب الصالح للشرب. وكانت مثل هذه الوظيفة تدر في تدمر ثمانمائة دينار سنويا، ولعله كانت تدر في مكة أيضاً ارباحا طيبة؛ ومن المحتمل ان السقاية كانت تقتصر على الحجيج. اما أهل مكة، فلم يكونوا يدفعون شيئا عن الماء. وكانت السقاية عند ظهور الإسلام، مودعة للعباس الذي كثيرا ما كان يمزج الماء بالزبيب(23).

الامن في مكة

الأمن:

كانت مشكلة الأمن من الأمور التي توجب الاهتمام في مكة، نظرا لكثرة الخلعاء والصعاليك وسراق الحجيج الذين تدفعهم نزعاتهم الخاصة وسوء الاحوال الى ارتكاب الجرائم، كالسرقة او عدم مراعاة قدسية الحرم. يضاف الى ذلك الاخطار الخارجية التي قد تهدد مكة من الغزوات، او قد تقوم مكة نفسها بحرب ضد اعدائها. لذلك كانت مضطرة الى اعداد جيش لمواجهة الاخطار، ومع ان أهل مكة كان اغلبهم تجارا، الا انهم لم يغفلوا عن الاستعداد العسكري، فكانوا يسهمون في الحروب التي تقوم بها مكة، فضلا عن انهم عقدوا محالفات عسكرية مع القبائل كالقارة ولحيان والمصطلق وبني الحارث بن كنانة، لكي تعاونهم في الحروب التي ينشبونها؛ ويسمى هؤلاء الحلفاء الاحابيش(24).

وبجانب هذا، كان المكيون يستخدمون المرتزقة، وخاصة من السودان والاحباش الذين اشتهروا بحسن استعمالهم للحراب والسكاكين التي ترمى من مسافة. ويدعى لامنس ان هؤلاء هم القسم الاعظم من الجيش المكي، وانهم هم الاحابيش(25). ويستنتج من هذا ضعف شجاعة قريش، وانعدام الروح العسكرية؛ وهو رأي بعيد عن الصواب، لان اخبار الحروب بين أهل مكة تظهر بوضوح ان قريشا كانت تكون القسم الأكبر من الجيش، وتقوم بالقسط الاعظم من الحرب. وكان منها المهاجرون الذين حاربوا مع الرسول في وقائع عديدة، كما ظهر منها عدد كبير من الرجال الذين قادوا الجيوش الإسلامية في معارك ناجحة ضد الروم والساسانيين في بلاد نائية.

ومما يتعلق بتنظيم الحروب، وجود وظائف عديدة، منها اللواء والقيادة والاعنة والحكومة.

فأما اللواء، فكان العلم الذي يحمل في المعارك، وتدور حول المعركة، وكان يسند الى بني عبد الدار؛ وقد قتل منهم في غزوة احد سبعة وهم يدافعون عنه (26).

أما القيادة، فهي غير اللون، وكانت القيادة بيد بني امية (27). فقد قاد حرب بن امية الناس في الفجار وفي ذات نكيف. كما قاد الناس في بدر عتبة بن ربيعة، لان ابا سفيان كان في القافلة التي سببت المعركة. وقاد أبو سفيان قريش في احد والخندق.

وهناك الاعنة، ويكون صاحبها المقدم على خيول قريش في الحرب (28).

 والحكومة، وهي الأموال التي يسمونها لآلهتهم، وكانت عند ظهور الإسلام للحارث بن قيس السهمي (29).

لم تكن في مكة وظيفة لقاض او حاكم يفصل في القضايا والخلافات التي تنشب بين الناس. فاذا حدث خلاف بين أفراد عشيرة واحدة، فان رئيس العشيرة هو الذي يحكم فيه. اما اذا حدث خلاف بين أفراد قبائل متعددة، فانهم كانوا يلجأون الى الكاهن او الهاتف او العارف او الاستقسام بالأنصاب والايسار. وكان تقدير قيمة الخسائر يدعى الاشناق، وهي وظيفة كانت تقوم بها اسرة أبي بكر(30). وقد اورد محمد بن حبيب السكري أسماء عدد من الحكام في قريش (31).

غير انه حتى في حالة حكم الحاكم بقضية ما، فانه كان يترك ذلك لتراضي الناس وموافقتهم، اذ لم تكن هناك سلطة تنفذ قرارات الحكام. وقد أدى هذا الى غبن الضعفاء وكثرة المظلومين. وقد استفزت هذه الحالة الخطرة بعض الناس، فكونوا حلف الفضول لمساعدة المظلومين وحمايتهم من الظالمين. وكاد هذا يتطور الى تكوين سلطة تنفيذية. ولكن مجيء الإسلام عوض عنه، وحل محله في العمل.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1)    الطبري : ج2 ص99. التفسير : ج2 ص16؛ المسعودي : ج2 ص57. ابن هشام : ج1 ص45. ويروي ياقوت (ج1 ص917) ان الاجازة كانت في خزاعة ثم الى عدوان ثم الى صوفة. ويروي ابن قتيبة انها (من عدوان أبو اسامة الذي كان يفيض بالناس) (المعارف لابن قتيبة ص36).

(2)     الطبري : ج2 ص184؛ انظر أيضاً نسب قريش : ص33؛ المعارف لابن قتيبة : ص31

(3)     المحبر : ص156 – 158.

(4)     المحبر : ص319؛ تاريخ اليعقوبي : ج1 ص227؛ الطبري ج3 ص603.

 (5)    ابن هشام: ج1 ص43.

(6)     المسعودي : ج2 ص214؛ وانظر على النسيء ما كتب عنه في دائرة المعارف الإسلامية؛ وانظر : تاريخ علم الفلك عند العرب لنالينو.

(7)     الأزرقي : ج1 ص118؛ ابن حزم : الانساب 189؛ وانظر نشوة الطرب : 174.

(8)     الطبري: ج1 ص184؛ ابن هشام: ج1 ص137.

 (9)    المنمق 42 -44، 222، 237؛ وانظر: نشوة الطرب 323.

(10) الإصابة لابن حجر: ج2 ص363 (4507).

(11)   الطبري : ج2 ص185؛ ابن هشام : ج1 ص144، 146؛ الازرقي : ج1 ص62، 127؛ ويروي المسعودي ان عبد المطلب أول من أقام الرفادة والسقاية للحاج (ج2 ص127).

(12)   ابن سعد: ج1 ص45.

(13)   الازرقي : ج1 ص63.

(14)   ابن سعد: ج3 قسم1 ص152.

(15)   نسب قريش : ص212.

(16)   انساب الاشراف : ج3 ص533 (مخطوطة القاهرة).

(17)   نسب قريش للزبير بكار : 354، 356.

(18)   كذلك : 363.

 (19)  الاشتقاق : ص282.

(20)   الازرقي : ج1 ص101؛ المسعودي : ج2 ص58.

(21)   ابن عبد ربه: العقد الفريد ج2 ص3.

(22)   ابن سعد: ج1 قسم ص41، 45.

(23)   ابن سعد : ج4 قسم1 ص16؛ الازرقي : ج1 ص65 -66، ج2 ص47.

(24)   نسب قريش: ص9؛ الاشتقاق: ص119؛ ابن سعد: ج2 ص47 وص70. وفي انساب ابن حزم، نشر عبد السلام محمد هارون، ص263.

(25)   انظر، في ذلك، مقال اللامنس، عن الجيش والتنظيمات العسكرية في مكة، نشره في مجلة المشرق.

 (26)  نسب قريش : ص251 – 2؛ الازرقي : ج1 ص63.

(27)   الازرقي : ج1 ص63-66.

(28)   ابن الاثير : اسد الغابة ج2 ص101.

(29)   ابن الاثير : اسد الغابة ج3 ص206؛ الإصابة : ج1 ص287.

(30)   ابن عبد ربه: العقد الفريد ج2 ص303؛ انظر سيرة ابن هشام: ج1 ص125.

(31)   المحبر : ص 132 – 133؛ انظر أيضاً نسب قريش : ص291؛ شفاء الغرام للفاسي : ص141 – 142.