يوم عين اباغ
المؤلف:
ابن الاثير
المصدر:
الكامل في التاريخ
الجزء والصفحة:
المجلد الاول،ج1، ص 450-451
9-11-2016
4699
وهو بين المنذر بن ماء السماء وبين الحارث بن الأعرج أبي شمر جبلة وقيل أبو شمر عمرو بن جبلة بن الحرث بن حجر بن النعمان بن الحرث الايهم بن الحرث بن مارية الغساني وقيل في نسبه غير هذا وقيل هو أزدي تغلب على غسان والأول أكثر وأصح وهو الذي طلب أدراع امرئ القيس من السمو أل بن عادياء وقتل ابنه وقيل غيره والله أعلم .
وسبب ذلك أن المنذر بن ماء السماء ملك العرب سار من الحيرة في معد كلها حتى نزل بعين أباغ بذات الخيار وأرسل إلى الحارث الأعرج بن جبلة بن الحارث بن ثعلبة بن جفنة بن عمرو مزيقياء بن عامر الغساني ملك العرب بالشام إما أن تعطيني الفدية فأنصرف عنك بجنودي وإما أن تأذن بحرب, فأرسل إليه الحارث انظرنا ننظر في أمرنا فجمع عساكره وسار نحو المنذر وأرسل إليه يقول له إنا شيخان فلا تهلك جنودي وجنودك ولكن يخرج رجل من ولدي ويخرج رجل من ولدك فمن قتل خرج عوضه آخر وإذا فني أولادنا خرجت أنا إليك فمن قتل صاحبه ذهب بالملك فتعاهدا على ذلك فعمد المنذر إلى رجل من شجعان أصحابه فأمره أن يخرج فيقف بين الصفين ويظهر أنه ابن المنذر فلما خرج أخرج إليه الحارث ابنه أبا كرب فلما رآه رجع إلى أبيه وقال إن هذا ليس بابن المنذر إنما هو عبده أو بعض شجعان أصحابه, فقال: يا بني أجزعت من الموت ما كان الشيخ ليغدر, فعاد إليه وقاتله فقتله الفارس وألقى رأسه بين يدي المنذر وعاد فأمر الحارث ابنا له آخر بقتاله والطلب بثأر أخيه فخرج إليه فلما واقفه رجع إلى أبيه وقال يا أبت هذا والله عبد المنذر, فقال يا بني ما كان الشيخ ليغدر, فعاد إليه فشد عليه فقتله فلما رأى ذلك شمر بن عمرو الحنفي وكانت أمه غسانية وهو مع المنذر فقال أيها الملك إن الغدر ليس من شيم الملوك ولا الكرام وقد غدرت بابن عمك دفعتين فغضب المنذر وأمر بإخراجه فلحق بعسكر الحارث فاخبره فقال له سل حاجتك , فقال له حلتك وخلتك فلما كان الغد عبى الحارث أصحابه وحرضهم وكان في أربعين ألفا واصطفوا للقتال فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل المنذر وهزمت جيوشه فأمر الحارث بابنيه القتيلين فحملا على بعير بمنزلة العدلين وجعل المنذر فوقهما فردا وقال يا لعلاوة دون العدلين فذهبت مثلا. وسار إلى الحيرة فانهبها وأحرقها ودفن ابنيه بها وبنى الغربين عليهما في قول بعضهم وفي ذلك اليوم يقول ابن الرعلاء الضبابي:
كـم تركنا بالعيــن عين أبــــاغ مــن ملوك وسوقة أكفـــــــاء
أمطرتهم سحائب الموت تترى إن في الموت راحة الأشقياء
لـــيس من مات فاستراح بميت إنما المـــــيت ميت الأحيــاء
الاكثر قراءة في ايام العرب قبل الاسلام
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة