x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

تاريخ الامريكتين

التاريخ : الامبراطوريات والدول القديمة في العراق : الاكديون :

ملوك وحكام اكـد

المؤلف:  حسين محمد محيي الدين السعدي

المصدر:  تاريخ الشرق الادنى القديم العراق – إيران – آسيا الصغرى

الجزء والصفحة:  ج2, ص72-85

27-10-2016

1738

ترتيب ملوك الأسرة:

(1) سرجون (شاروكين) (60 سنة حكم)

(2) ريموش (8 سنوات)  

(3) مانيشتوشو (14 سنة) انحدوانا (الابنة كبيرة الكاهنات في أور)

(4) ناران سين (36 سنة)

(5) شاركالى شرى (24 سنة)

(6) انيمينانا (الأبنة، كبيرة الكاهنات في أور)

عصر سرجون:

يمثل عصره من وجهة نظر السومريين اول مواجهة بينهم وبين العناصر السامية، استوجبت معها القتال والرغبة في الاستقلال ذلك ان احتياجه لبلاد سومر ترك اثر بالغ الوضوح في نفوس السومريين الذين أحاطوا نشأته وخليفته السياسية بهالة من الاساطير التي تربط بالآلهة.

وفي هذا الصدد يمكن ان نميز بين روايتين، الأولى تشير إلى ان امه – كبيرة الكاهنات – وقد وضعته سراً (ربما سفاحاً لعدم الاشارة إلى ابيه) ثم القت به في النهر بعدما وضعته في سلة وختمت غطاءها. الا ان التيار قد جرفه حتى جذبه امر المزارعين اثناء رفعه للماء من النهر، ويدعي اكي حيث تربى في كنفه متخذا اياه ابنا له وعلمه حرفة البستاني ... أما كيف أرتقى سدة الحكم فكل ما ذكره في هذا الصدد ان الاله عشتار قد اسبغت عليه رضاها ورفعته ملكا.

اما الرواية الثانية فقد جمعت بين الحقيقة التاريخية والبعد الاسطوري وان انفقت مع سابقتها في الاصل المتواضع لسرجون. فهي تذكر انه كان يعمل حامل الكأس لملك كيش المدعو اور زابابا فضلا عن الخدمة في معبد الاله مردوك. وتذكر الرواية كيف انه اخلص في خدمة طقوس الاله في ذات الوقت الذي قصر فيه ملك كيش في هذه الطقوس. الأمر الذي دفع مردوك يرفع سرجون على عرش البلاد بدلا من سيده. لينتقل بعاصمته من كيش إلى اكد.

وعلى الرغم، ومن قبول الرواية الثانية على عاهتها يدخل الباحث في متاهات، تاريخية لا تتفق والأدلة النصية المتعلقة بقوائم السلالات وانتقال الحكم بين الاسرات. الا انها كانت المخرج الوحيد الذي تذرع به سرجون لتبرير اغتصابه العرش من سيده. ولا يخفى على القارئ بالطبع قيمة توظيف الارادة الإلهية سواء لعشتار او مردوك. وكلاهما من كبار آلهة الرافدين – من أجل دعم السطوة السياسية لسرجون وتثبيت ملكه الجديد، بعد نجاحه في القضاء على حاكم الوركاء لوجال زاجيزي.

وتشغل حروب سرجون الحيز الاكبر من سني حكمه الممتدة لحوالي ستين عاما. فقد بدأ حملاته بتحطيم الوركاء واسر حاكمها وتقديمه مطوقا ذليلا (في طوق كلب) على بوابة الآلهة أنليل. ثم اتجه بعد ذلك إلى اخضاع سلسلة المدن السومرية الكبرى الواحدة تلو الاخرى، اور ثم لجش ثم اوما حيث انتصر في كل مكان وحزب اسوار كل مدينة اعترضته. وبذا اصبح سرجون سيدا على بلاد سومر من شمالها لجنوبها، حيث (غسل سلاحه في البحر السفلي) (الخليج العربي). وهو بتعبير سيصبح تقليديا في نصوص العديد ممن خلفوه في حكم بلاد الرافدين.

وهكذا اصبح سرجون سيدا لبلاد سومر واكد ومحققا لوحدة اراضيها. ويبدو ان هذه المرحلة قد سبقت اختياره لأكد عاصمة لملكه الجديد. وهي تقع في مكان ما على نهر الفرات لم يحدد موقعه الاثري حتى الآن. ومنها بدأت انطلاقاته العسكرية التي جردها في اتجاهين رئيسيين الأول جبهة الشمال الغربي عند دجلة نحو ايران، والثاني شرقا على طول الفرات باتجاه سوريا.

ويذكر نص حملات كيف انه وصل إلى مدينة توتول (هيت) وقدم الصلاة للآلهة داجان (اله الحبوب المعبود في منطقة الفرات الوسطى)، فقدم له الآلهة جزاء وفاقا منطقة مارى، وإبارموتي وإبلا (شمال سوريا) حتى غاية اخشاب الأرز وجبال الفضة).

وتفسير هذا النص اي يشير إلى نجاح سرجون في دحر مدن جنوب غرب ايران وعيلام واخضعها بملوكها لسيطرته المطلقة. بل وحاول ان يرتقي بمدن عيلام على حساب مركز الثقل في أوان بغرب ايران، وكان نتاج هذه السياسة تحول سوسه من مجرد سوق متواضع إلى مدينة – عاصمته، تعاظم دورها حتى غدت في مرحلة تاريخية تالية عنوانا لهزيمة بلاد الرافدين والإطاحة بسلالة سرجون ذاته. اما تعبير جبل الأرز (فتعنى اما جبال لبنان او جبال الامانوس، وان كان التحديد الاخير أكثر دقة استنادا على كلمة (جبل) وليس (غابة). اما تعبير جبل الفضة او الجبل الفضي فيشير إلى جبال طوروس إلى الشمال من الأمانوس.

ومما لاشك ان التوسع في هذين الاتجاهين انما كان يضمن دون شك سيطرة سرجون على مصادر المواد الخام الأولية من اخشاب ومعادن وضمان نقلها بسهولة ويسر في نهر الفرات إلى بلاد سومر وأكد. ولعل هذا ما يفسر لنا مذكرته احدى نصوصه من ايضاح الهدف من حروبه وهو احضار جزية هذه البلاد.

ولعل ذات الهدف الاقتصادي هو الذي دفع سرجون للاستجابة لتجار احد اقاليم منطقة كباد وكيا بالأناضول. اذ تذكر ملحمته الشهيرة والمعروفة باسم (ملحمة ملك المعركة) انه هؤلاء التجار قد استجاروا به لإنقاذهم من سطوة حاكم مدينتهم مقابل ثروة كبيرة تدفع له. وقد اجابهم سرجون لمطلبهم رغم وعورة الطريق وتردد اتباعه ونجح في مسماه وأخضع حاكم تلك المدينة الذي استجاب لمطالب التجار الذي أوفوا بوعودهم لسرجون بدورهم أيضاً.

ولقد تطرفت نصوص النصر الخاصة بسرجون اذ يبدو ان نجاحاته العسكرية الهبت حماس كتابة حتى رأينا ما اشارت إليه الملحمة السابقة من توغله في اسيا الصغرى وهو امر محتمل إلى بعيد في حين ذهبت غيرها من النصوص إلى الاشارة لإخضاعه لبلاد كردستان بل واجتيازه البحر العربي (المتوسط) وسيطرته على جزيرتي قبرص وكريت. وان كان احد الباحثين يذهب في تقيمه لمثل هذه المبالغات في الحملات بالقول (... ان التطرف في التشكيك بهذه القصص، مثل تصديقها حرفيا، امر غير مرغوب فيه أبداً، فلابد لمعظم هذه القصص ان تحتوي على شيء من الحقيقة على الأقل ..).

أما ما يمكن قبوله أيضاً ما ذكرته نصوصه من بسط نفوذه لأقصى جنوب البلاد والمتاخمة لرأس الخليج العربي فضلا عن جزيرة دلمون (البحرين). اما اخر معاركه فقد خاضها ضد كل البلدان التي تمردت عليه عندما طعن في السن وأنهم حاصروه في أكده، الا انه حمل عليهم حملة دمرتهم جميعا. كما عاودت القبائل القاطنة أعلى الجزيرة (والمعروفة باسم السوبارتو) هجومها على أرجاء امبراطوريته الا انه نجح أيضاً في الخلاص منهم.

اما سياسته الداخلية، فقد اعتمد فيها في المقام الأول على بني جلدته من السامين الذين رفع منزلتهم على حساب السومريين. فتقلدوا حكم دويلات المدن الرئيسية، واصبحت اللغة الأكدية اللغة الرسمية لمدونات الدولة. كذلك فقد حرص على تأمين كل المدن بحاميات كبيرة العدد، في حين احاط نفسه بقوة كبيرة لحراسته قوامها 5400 جندي. كما شهدت البلاد على عهده نهضة اقتصادية انعكست على البلاد ثراءا ورخاء اذ نشطت المتاجر والسفن من كل حدب صوب حاملة المنتجات من وادي السند (ملوخا) ودلمون (البحرين) ومجان (عمان) وغيرها.

اما احترامه للمؤسسات الدينية السومرية فيتضح ليس فقط في تشييده للمعابد والتي كانت بمثابة سياسة تقليدية تعارف عليها معظم الحكام، بل تعداه إلى حمل لقب (كاهن الآلة) بكل من آنو وأنليل، كما نصب أبنته (كبيرة لكاهنات آله/ القمر) في أور.

وعلى الرغم من كل هذا الاهتمام بالالهة ومقدساتها، الا ان الدائرة قد دارت عليه من ذات الكاس التي أشربها لمليكه في كيش مقتبل حياته. اذ تعزى النصوص تلك الصعوبات وحركات التمرد التي جابهها إلى غضبه الآلة مردوك عليه الذي اعتبر حفره لهياكل معبده في بابل اهانة تستوجب اللعنات بهلاك شعبه وهجوم شعوب الشرق والغرب عليه والا يستريح في قبره.

وأيا كان من امر نهاية سرجون فما لا شك فيه انه كان من اعظم ملوك العراق القديم قاطبة واستحق بالفعل تقدير من خلفه من الملوك، حتى ان اثنين من ملوك آشور قد حملا اسمه. كما دبجت حوله بطولاته وفتوحاته الاساطير التي تناقلتها الاجيال كابر عن كابر. فحق له بالفعل ان يردد تلك بمقولته تضمنتها نصوصه بعدما دانت له اطراف الأرض المترامية.

(والان ايا كان الملك الذي يدعي انه نظير لي فليصل الي حيث وصلت انا).

عصر خلفاء سرجون

1- ريموش :

أخذ على عاتقه دحر التمرد الذي حاق بالحكم في اخريات عهد والده والذي ظلت نذره قائمة بعد وفاته. اذ تزعم حاكم اور المدعو كاكد هذا التمرد الذي ضم حكام مدن لجش وأوما وغيرهما. ويبدو وأن ريموش قد بدأ بأور ذاته فدك أسوارها وجعلها خرابا يبابا، حتى ان اخته كبيرة كهنة اور منذ عهد والدها قد ذكرت ان المدينة لم تعد المقام لها الطيب بلا مكان يظلها من لفح الشمس او ريح جنوب.

اما اهم انجازاته العسكرية الخارجية فقد كانت ضد عيلام وحلفاءها، حيث التقى الجمعان عند احدى المجاري النهرية. ودان فيها النصر لريموش عسكريا بذلك الكم من القتلى والاسرى الذي جاوز العشرين ألفا، فضلا عن الغنائم والأسلاب، وسياسيا بإخضاع عيلام ومجاوراتها بل ان اصداء هذا النصر قد اخضعت له القسم الشمالي من بلاد الرافدين الذي اثر السلامة وهادن الملك المنتصر.

وحق ان تشير اثار عهده لحمل لقب (ملك العالم) و(ملك الجميع). اذ كفلت له انتصاراته ان (يسيطر من أجل أنليل على البحر العلوي والبحر السفلي والجبال كلهم جميعا).

ولقد حاول ريموش ان يحظى برعاية انليل الذي وهبه النصر تلو الاخر، فشاد له التماثيل بمعبده في مدينة نيبور والتي كان أفضلها ذلك التمثال من معدن الرصاص الذي باهى به على اقرانه بأنه لم يصنع احد مثله من قبل.

بيد ان نهاية هذا الحاكم كانت سيئة، اذ يبدو انه تعرض لمؤامرة ما بين داخل القصر حيث قتله خدمه (بالرقم) اي بالكتابة حسب تعبير النص البابلي عن هذه الواقعة. بما يعني انهم استخدموا الكلمات او بالاحرى اللعنة للخلاص من مليكهم. وان رأى بعض الباحثين ان خلفه وأخيه مانشتوسو) كان ضالعا في تلك المؤامرة.

2- مانيشتوشو :

بالرغم من انه قد نعم في بداية حياته بثمار كفاح اخيه الا ان الهدوء كان سابقا لعاصفة من التمرد جعلته ينفذ حملة بحرية هائلة وصفها النص من عهده انها تمت بعدما نجح اولا في اخضاع تمرد عيلام وبعض المدن المتحالفة ناقصة جنوب غرب ايران.

يقول النص (... فتجمعت لحربه جيوش ملوك اثنين وثلاثين مدينة تقع في الجانب الاخر من البحر فهزمهم وأخضع مدنهم ثم أطاح بسادتهم وأصبح البلد كله في قبضته حتى مناجم الفضة. وأخذ حجارة الجبال الواقعة وراء البحر الاسفل وصنع تمثال وقدمه لأنليل).

والواقع ان حملته البحرية التي اشار إليها النص لا يمكن فهم هدفها الا في ضوء فهم الظروف الدولية بالمنطقة المحيطة بالأكديين. ذلك أن شمال سوريا كان ينعم أقوامه بحرية الحركة في استقلال نسبي عن الأكديين منذ عهد سرجون، في حين سيطر الخوريون على شمال سوريا من فرقمس وحتى نمار او ربما جنوبا حتى الزاب الاعلى. اما اللولوبيون فمدوا نفوذهم في سهل شهر زور قرب السليمانية، في حين يسطر الجوتيون على منطقة همدان ومجاوراتها وسط جبال زاجروس. وفي أقصى الجنوب الشرقي كان العيلاميون بعداوتهم التاريخية للأكديين. وقد مثلت كل الأقوام حجر عثرة امام إحكام أكد للسيطرة على مصادر النحاس والتصدير والفضة وذلك بسيطرتهم على الممرات المؤدية لوادي الرافدين من الأناضول وأرمينيا وأذربيجان.

وقد انتهج حكام أكد جبال ذلك سياستين، الأولى تأمين مصادر اخرى مثل عمان أو جنوب شرق ايران، وهو ما قام به مانشتوسو بحملته هذه، أوشن الحرب ضد هؤلاء الاقوام وهي المرحلة الثانية التي خاض غمارها حفيد سرجون، نارام – سين.

وعلى اية حال، فقد حظيت الآلهة التقليدية مثل انليل وعشتار برعاية مانيشتوسو، حيث اقام للأول تمثالا في نيبور ومعبدا في سبار، وكذا معبدا للثانية بمدينة نينوى.

ويبدو ان المؤامرة التي حبكت ضد ريموش قد ألقت بظلالها على نهاية عهد مانيشتوسو أيضاً الذي ربما لقى مصرعه هو الآخر من داخل القصر، ليخلفه إبنه نارام – سين، احد أعظم ملوك هذه الاسرة.

3- نارام – سين :

فرضت الظروف السياسية في منطقة الرافدين وخارجها القتال على نارام سين، حتى ان فترة حكمه الممتدة لستة وثلاثين عاما قد قضاها في حروب متصلة. وقد بدأت معاركه كالعادة بقمع تمرد الحكام العصاة بزعامة حاكم كيش في المدن المجاورة، ويبدو ان التحالف هذه المرة قد تعدى حدود دويلات مدن الرافدين اذ اتسع مداه ليشمل من الأناضول في الشال الغربي إلى ماحان (ساحل عمان) في الخليج العربي.

وقد أفادتنا نصوص عهده بخطوات تركه نارام سين العسكري والذي يبدو انه بدأ بإتجاه الغرب في الأرض السورية حيث اطاح بكل حلب (أرمان) وإبلا ثم اتجه إلى منطقة جبال الأمانوس وجبل أشجار الأرز. اما في اتجاه الشمال فقد حارب منطقة نمار الحورية وبنى لنفسه قصرا او حصنا في تل البرك، وهي ذات موقع استراتيجي يؤدي إلى قلب حوض نهر الخابور ومهيمنا على كل طرق الجزيرة. وهو ذات الأمر الذي تكرر ببناء مستقر له في آشور مشابه إلى حد كبير في تصميمه لقصر تل البراك. كذلك فقد انفذ حملة جنوبية الى ماجان (عمان) قبض فيها على ملكها بعدما دان له النصر، وهو ما تثبته جزية مجان والتي كانت عبارة عن أواني من المرمر منقوش عليها اسم نارام – سين.

اما اهم معاركه والتي اثارت جدلا بين الباحثين فتتمثل في قتاله لقبائل اللولوبي والجوتيين. ومصادرنا بالنسبة لمعاركه مع اللولوبي تتمثل أولا في نقش صخري بممر جبلي بين السليمانية وكركوك، والنص رغم تهشمه إلا انه افادنا في الاشارة إلى نصر نارام سين على اللولوبي في مكان النقش الذي يخلد ذكرى ذلك الانتصار.

اما ثاني المصادر ويطلق عليه (لوح النصر) فيتعلق بذات المعركة بيد أنه يشتمل على تفاصيل مصورة، وهو محفوظ بمتحف اللوفر في فرنسا، وقد صور فيه نارام سين مرتديا زي القتال، أي الخوذة المقرنة والقوس والبلطة، وقد أرتقى قمة جبلية تدل على طبيعة المنطقة، في حين اندحر أمامه على مدرجات الجبل الواحدة تلو الاخرى أعداءه بحركات مختلفة تبين مدى ما أعمله فيهم نارام سين من تقتيل. اما الملك ذاته فقد صورته اللوحة أيضاً وهو يتهل حمدا وشكرا للآلهة على النصر المبين، وقد ارتقى جنوده المنحدرات الجبلية في تنظيم عسكري مرتدين الحرب ويتقدمهم حملة الأعلام.

 اما ثالث مصدر فيتعلق بملك اللولوبي نفسه والمدعو أنوبانيني، وهو عبارة عن نقش بمنطقة ذهاب الحالية، بجبال زاجروس شرق نهر ديالى. وهذا المصدر على العكس من سابقيه يشير إلى نصر احرزه ملك اللولوبي على الأكدي الذين اندحروا امامه بفضل الآلهة عشتار التي حرص النقش على تصويرها جنبا مع الملك في كل خطواته.

ويرى بعض الباحثين انه ليس هناك ثمة تعارض بين كلا المصدرين، فذاك الخاص بالأكديين يثبته دون أدنى شك توغل قوات نارام سين في الشمال الشرقي واحرازها نصرا مؤكدا على ملك اللولوبي آنذاك المدعو ساتوني، وهو النصر الذي خلده بنقش داخل أرض اللولوبي ذاتها. اما نقش أنوبانيني فرعا يشير إلى فشل محاولة الأكديين في حملة تالية – ربما في اخريات عهد نارام سين – حملت ملك اللولوبي على تخليدها في ذلك النقش. واضافة لما سبق، فاننا نرى ان هذا الأمر يشبه إلى حد كبير نتيجة موقعه قادش بين رمسيس الثاني والحيثين والتي ادعى كل جانب فيها النصر لنفسه، وهو امر لا غرابه فيه طالما ان الكتبة الملكين هم الذين كانوا يديجون اخبار ملوكهم، ومن ثم كان لابد لهم من المغالاة في أعمالهم الإيجابية والتخفيف من حدة فشلهم.

اما صراعه مع الجوتيين، فقد حمله النص المعروف باسم (لعنة أكد) والذي يشير إلى هؤلاء الأقوام الجبليين قد هاجموا مملكة أكد وأهلكوا الزرع والنسل تحقيقا للعنة الآلهة انليل الذي دمر نارام سين في حروبه مع المدن السومرية مدينته ومعبده فيها. اذ لم يكتف الآله انليل بخراب المدينة وحلول المجاعة بين افرادها بل تعدى بلعنته الأمر إلى تأليب الجوتيين عليهم.

وبالرغم مما يفهم من هذا النص من انتصار الجوتيين، الا ان واقع الأمر يبين استطاعة نارام سين صد غاراتهم وانقاذ دولته. لأنه وان كان من المعروف ان هؤلاء الأقوام قد اسقطوا دولة أكد، الا ان هذا الأمر لم يحدث الا على عهد خلف نارام سين، الملك شاركالي – شرى.

وفيما يتعلق بسياسة نارام سين الخارجية أيضاً، علاقته بعيلام. والواقع فأنها هذه المرة اتسمت بصبغة سلمية غير عدائية بناء على معاهدة بين الطرفين حفظت لعيلام مكانتها وحفظت لاكد سيطرتها دون قتال. حتى ان نصها قد ذكر على لسان حاكم عيلام (ان عدو نارام سين عدوه وصديقه يظل صديقه ايا). وهو الأمر الذي ترجم عمليا بقيام حكم عيلام بإرسال قواته لصد الجوتيين واللولوبين لصالح نارام سين. كما تعدت علاقة هذا الاخير به من مجرد إرسال الهدايا وانشاء الابنية في سوسه عاصمة عيلام، إلى اقامة علاقة زواج سياسي مع عيلام بزواجه من ابنة حاكمها مما دعم أواصر المودة والمصلحة المشتركة بينهما.

وعلى اية حال، فقد تميزت حروب نارام سين بالحفاظ على مساحة الامبراطورية التي أقامها جده سرجون دون زيادة فيها، الا انه مع ذلك قد حظى بألقاب التكريم والتبجيل غير المسبوقة. فإلى جانب لقب (ملك العالم) ولقب (ملك أكد) حمل أيضاً لقب (ملك الجهات الأربع). كما أضاف لاسمه رمزا النجمة دلالة على كونه الها أو بالأحرى شخصية مقدسة تحمل هذا اللقب المقدس ليس لكونها تدخل في زمرة الآلهة وهو امر غير مسبوق في الفكر الديني العراقي. ولكن بحكم احد افتراضين الأول ويربط بين قيام الملك بدور الاله والمعبود في الحفل الدين المعروف بالزواج المقدس والمتزامن مع فترة الحصاد وتجديد الخصوبة على الأرض بعامة كل سنة جديدة. والاخر ان صفة الألوهية والارتباط بها كانت تفرز وضع الحاكم في بناء الامبراطور وضمان خضوع اتباعه لأوامره وهما امران لا يرقيان لمرتبة اليقين على اية حال، لا سيما واننا نعرف ان نارام سين قد حلت به لعنة الآلهة بما يتعارض مع كونه هو ذاته إليها.

4- شاركالي شرى :

خلف والده على العرش، وقد ورث تركة مثقلة بالعداوة مع كل جيرانه التي خلفتها حروب والده، فضلا عن أوضاع داخلية أثرت على وضع الدولة دون شك وزاد عليه العنة الآله انليل على راس الدولة. وقد حاول شاركالي شرى في مدة حكمه التي قاربت ربع القرن ان يسترضي الآلهة وأتباعها من الشعب السومري في مدنه المتعددة لا سيما نيبور.

بيد ان حجم الأخطار الخارجية كان أقوى من احتماله كحاكم ودولة. اذ بدأت المناوشات ضده من كل حدود الدولة. أولهما من عيلام حليفة الامس عدوة اليوم والتي يبدو أن مهادنتها لنرام سين كانت مناورة لإلتقاط الأنفاس حتى اذا ما رحل هذا الحاكم القوي استغلت سوء الاوضاع الداخلية لتشق عصا الطاعة على أكد بل ويحمل ملكها لقب أشبه بلقب حاكم الجهات الاربع في اشارة بالغة الوضوح إلى استقلاله التام عن أكد وقد نجح شاركالي شرى في تحجيم الخطر العيلامي، وكذا خطر القبائل القاطنة في الصحراء السورية والذين كانوا نواة للخطر السامي الاموري الذي بدأ في هذه المرحلة ناشئا لم يشب عن الطوق بعد.

ولقد كانت الصراعات السابقة ارهاصات لصراع سيؤدي في النهاية إلى التعجيل بأسرة اكد، الا وهو الصراع مع الجوتيين. الذين رغم ضعف مصادرنا عنهم، يبدو انهم قد نجحوا في القضاء على شاركالي شرى وتقلد الأمور في المنطقة بدلا من أسرة اكد التي احاطوا بآخر ملوكها بهزيمة أعقبتها عملية إغتياله على يد أتباعه مثلما حدث مع سابقيه ريموش ومانيشتوسو.