الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الاساليب التربوية غير الصحيحة
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة: .....
11-9-2016
2270
قال (فيكتور هيغو) من قبل: إن افتتاح مدرسة يؤدي الى إقفال سجن.
لكن بعد مرور قرن على كلامه ذاك نجد أن كلمة (لكن) أخذت لها مكاناً بعد كلامه، ذلك لأن المدارس تزداد يوماً بعد يوم، لكن السجون تزداد معها وبموازاتها. من هنا يبدو ان كلام ذلك العالم والاديب كان يقصد به أمراً آخرا، وهو المدارس ذات المزايا، ولم يقصد أي مدرسة تفتح لتعليم القراءة والكتابة والحساب.
نعم إن المدارس يمكنها ان تكون وسائل لإغلاق السجون إذا كانت قد افتتحت على أُسس محددة، وبرنامج مدروس، مدارس تسير في طريق خدمة البشر، وتسعى الى القضاء على الموانع وحل المشاكل التي تعترض طريق التكامل الإنساني، المدارس التي تسعى نحو هدف إنساني وإلهي، والتي تطبق فيها اساليب بنّاءة..
ـ نظرة الى يومنا هذا :
إذا نظرنا الى وضع أطفالنا ويافعينا وشباننا، بل وحتى كبار السن – ليس في مجتمعنا فحسب – بل في كثير من نقاط العالم، ولو نظرة سطحية؛ لشهدنا مسائل ومصاعب عظيمة في مجال العلاقات والأخلاق الإنسانية، كلها ناشئة عن الاساليب التربوية غير الصحيحة. فوضع العلاقات في العالم يواجه ازمة، بحيث لو ادعينا اننا نواجه في هذا المجال آفة كبرى فإننا لا نبالغ في ذلك.
فالانحرافات والاختلالات والانحطاط الأخلاقي أمور موجودة قطعاً وبشكل واسع، وهي تهدد حاضر هذا الجيل ومستقبل الاجيال القادمة، وإذا كنا لا نسمع نداءات الاستغاثة تتصاعد من المجتمعات الحالية، فإن ذلك يعود الى ان الناس قد اعتادوا على هذا الوضع بشكل تدريجي، ويظنون انه لا بد ان يكون على ما هو عليه!.
فأي جماعة أو مجتمع يعيش أفراده لمدة تحت ظل وضع غير سليم، دون ان ينهض بينهم مصلح يسعى الى اصلاح الوضع، ودون ان يرتفع بينهم صوت معترض، فإن أفراد ذلك المجتمع سيعتادون على ذلك الوضع تدريجياً، بل سيبلغ بهم الأمر الى حد لا يفرقون فيه بين الوضع السليم والوضع السقيم، وقد يظنون أحياناً ان سلامة المجتمع تكمن في العيش في ذلك الوضع وتلك الحالة.