x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التوحيد

اثبات الصانع

النظر و المعرفة

اثبات وجود الله تعالى و وحدانيته

صفات الله تعالى

الصفات الثبوتية

القدرة و الاختيار

العلم و الحكمة

الحياة و الادراك

الارادة

السمع و البصر

التكلم و الصدق

الأزلية و الأبدية

الصفات الجلالية ( السلبية )

الصفات - مواضيع عامة

معنى التوحيد و مراتبه

العدل

البداء

التكليف

الجبر و التفويض

الحسن و القبح

القضاء و القدر

اللطف الالهي

مواضيع عامة

النبوة

اثبات النبوة

الانبياء

العصمة

الغرض من بعثة الانبياء

المعجزة

صفات النبي

النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

الامامة

الامامة تعريفها ووجوبها وشرائطها

صفات الأئمة وفضائلهم

العصمة

امامة الامام علي عليه السلام

إمامة الأئمة الأثني عشر

الأمام المهدي عجل الله فرجه الشريف

الرجعة

المعاد

تعريف المعاد و الدليل عليه

المعاد الجسماني

الموت و القبر و البرزخ

القيامة

الثواب و العقاب

الجنة و النار

الشفاعة

التوبة

فرق و أديان

علم الملل و النحل ومصنفاته

علل تكون الفرق و المذاهب

الفرق بين الفرق

الشيعة الاثنا عشرية

أهل السنة و الجماعة

أهل الحديث و الحشوية

الخوارج

المعتزلة

الزيدية

الاشاعرة

الاسماعيلية

الاباضية

القدرية

المرجئة

الماتريدية

الظاهرية

الجبرية

المفوضة

المجسمة

الجهمية

الصوفية

الكرامية

الغلو

الدروز

القاديانيّة

الشيخية

النصيرية

الحنابلة

السلفية

الوهابية

شبهات و ردود

التوحيـــــــد

العـــــــدل

النبـــــــوة

الامامـــــــة

المعـــاد

القرآن الكريم

الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام)

الزهراء (عليها السلام)

الامام الحسين (عليه السلام) و كربلاء

الامام المهدي (عليه السلام)

إمامة الائمـــــــة الاثني عشر

العصمـــــــة

الغلـــــــو

التقية

الشفاعة والدعاء والتوسل والاستغاثة

الاسلام والمسلمين

الشيعة والتشيع

اديان و مذاهب و فرق

الصحابة

ابو بكر و عمر و عثمان و مشروعية خلافتهم

نساء النبي (صلى الله عليه واله و سلم)

البكاء على الميت و احياء ذكرى الصاحين

التبرك و الزيارة و البناء على القبور

الفقه

سيرة و تاريخ

مواضيع عامة

مقالات عقائدية

مصطلحات عقائدية

أسئلة وأجوبة عقائدية

التوحيد

اثبات الصانع ونفي الشريك عنه

اسماء وصفات الباري تعالى

التجسيم والتشبيه

النظر والمعرفة

رؤية الله تعالى

مواضيع عامة

النبوة والأنبياء

الإمامة

العدل الإلهي

المعاد

القرآن الكريم

القرآن

آيات القرآن العقائدية

تحريف القرآن

النبي محمد صلى الله عليه وآله

فاطمة الزهراء عليها السلام

الاسلام والمسلمين

الصحابة

الأئمة الإثنا عشر

الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

أدلة إمامة إمير المؤمنين

الإمام الحسن عليه السلام

الإمام الحسين عليه السلام

الإمام السجاد عليه السلام

الإمام الباقر عليه السلام

الإمام الصادق عليه السلام

الإمام الكاظم عليه السلام

الإمام الرضا عليه السلام

الإمام الجواد عليه السلام

الإمام الهادي عليه السلام

الإمام العسكري عليه السلام

الإمام المهدي عليه السلام

إمامة الأئمة الإثنا عشر

الشيعة والتشيع

العصمة

الموالات والتبري واللعن

أهل البيت عليهم السلام

علم المعصوم

أديان وفرق ومذاهب

الإسماعيلية

الأصولية والاخبارية والشيخية

الخوارج والأباضية

السبئية وعبد الله بن سبأ

الصوفية والتصوف

العلويين

الغلاة

النواصب

الفرقة الناجية

المعتزلة والاشاعرة

الوهابية ومحمد بن عبد الوهاب

أهل السنة

أهل الكتاب

زيد بن علي والزيدية

مواضيع عامة

البكاء والعزاء وإحياء المناسبات

احاديث وروايات

حديث اثنا عشر خليفة

حديث الغدير

حديث الثقلين

حديث الدار

حديث السفينة

حديث المنزلة

حديث المؤاخاة

حديث رد الشمس

حديث مدينة العلم

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

احاديث متنوعة

التوسل والاستغاثة بالاولياء

الجبر والاختيار والقضاء والقدر

الجنة والنار

الخلق والخليقة

الدعاء والذكر والاستخارة

الذنب والابتلاء والتوبة

الشفاعة

الفقه

القبور

المرأة

الملائكة

أولياء وخلفاء وشخصيات

أبو الفضل العباس عليه السلام

زينب الكبرى عليها السلام

مريم عليها السلام

ابو طالب

ابن عباس

المختار الثقفي

ابن تيمية

أبو هريرة

أبو بكر

عثمان بن عفان

عمر بن الخطاب

محمد بن الحنفية

خالد بن الوليد

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

عمر بن عبد العزيز

شخصيات متفرقة

زوجات النبي صلى الله عليه وآله

زيارة المعصوم

سيرة وتاريخ

علم الحديث والرجال

كتب ومؤلفات

مفاهيم ومصطلحات

اسئلة عامة

أصول الدين وفروعه

الاسراء والمعراج

الرجعة

الحوزة العلمية

الولاية التكوينية والتشريعية

تزويج عمر من ام كلثوم

الشيطان

فتوحات وثورات وغزوات

عالم الذر

البدعة

التقية

البيعة

رزية يوم الخميس

نهج البلاغة

مواضيع مختلفة

الحوار العقائدي

* التوحيد

* العدل

* النبوة

* الإمامة

* المعاد

* الرجعة

* القرآن الكريم

* النبي محمد (صلى الله عليه وآله)

* أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

* فضائل النبي وآله

* الإمام علي (عليه السلام)

* فاطمة الزهراء (عليها السلام)

* الإمام الحسين (عليه السلام) وكربلاء

* الإمام المهدي (عجل الله فرجه)

* زوجات النبي (صلى الله عليه وآله)

* الخلفاء والملوك بعد الرسول ومشروعية سلطتهم

* العـصمة

* التقيــة

* الملائكة

* الأولياء والصالحين

* فرق وأديان

* الشيعة والتشيع

* التوسل وبناء القبور وزيارتها

* العلم والعلماء

* سيرة وتاريخ

* أحاديث وروايات

* طُرف الحوارات

* آداب وأخلاق

* الفقه والأصول والشرائع

* مواضيع عامة

العقائد الاسلامية : التوحيد : النظر و المعرفة :

النظر و احكامه

المؤلف:  ابن ميثم البحراني

المصدر:  قواعد المرام في علم الكلام

الجزء والصفحة:  ص 24

22-10-2014

922

ﻭﻓﻴﻪ ﺃﺑﺤﺎﺙ :

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻷﻭﻝ: ﻗﺎﻝ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ: ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻇﻨﻴﺔ ﻟﻴﺘﻮﺻﻞ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﻋﻠﻢ ﺃﻭ ﻇﻦ ﺁﺧﺮ. ﻣﺜﺎﻟﻪ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﻪ ﻣﺆﺛﺮ ﻗﺎﻝ:

" ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻤﻜﻦ ﻭﻛﻞ ﻣﻤﻜﻦ ﻟﻪ ﻣﺆﺛﺮ " ﻓﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺹ ﻳﺴﻤﻰ ﻧﻈﺮﺍ ﻭﻓﻜﺮﺍ.

 ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺎﺩﺋﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻟﻬﺎ ﺛﻢ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ. ﻭﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ: ﺇﻥ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﻄﻠﻮﺑﻪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻤﻜﻦ ﻓﻨﻈﺮﻩ ﻟﺘﺤﺼﻴﻠﻪ ﻫﻮ ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺫﻫﻨﻪ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﺩﻟﻴﻠﻪ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺑﺄﺟﺰﺍﺋﻬﺎ ﻭﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺰﻡ ﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺫﻫﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﻤﻴﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻣﻄﻠﻮﺑﺎ، ﻓﻤﺠﻤﻮﻉ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻻﺕ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻓﻜﺮﺍ ﻭﻧﻈﺮﺍ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﺘﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻣﻦ ﻟﻮﺍﺯﻡ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻻ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻣﻮﺟﻮﺩ. ﻭﺃﻧﻜﺮﻩ ﺍﻟﺴﻤﻨﻴﺔ (1) ﻣﻄﻠﻘﺎ ﻭﺍﻋﺘﺮﻑ ﺑﻪ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺳﻴﻦ ﻓﻲ ﻋﻠﻤﻲ ﺍﻟﺤﺴﺎﺏ ﻭﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﻭﺃﻧﻜﺮﻭﻩ ﻓﻲ ﺍﻹﻟﻬﻴﺎﺕ. ﻭﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﺍﻟﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﺍﻷﺧﺬ ﺑﺎﻷﻭﻟﻰ ﻭﺍﻷﺧﻠﻖ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺠﺰﻡ، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺳﺒﻴﻞ ﺇﻟﻴﻪ.

ﻟﻨﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺍﺳﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻓﺎﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﻣﻮﺟﻮﺩ. ﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻭﻥ ﻣﻄﻠﻘﺎ ﺑﻮﺟﻮﻩ:

(ﺍﻷﻭﻝ) ﺇﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻠﻤﺎ ﻏﻴﺮ ﺿﺮﻭﺭﻱ، ﻷﻥ ﻛﺜﻴﺮﺍ ﻣﺎ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺨﻼﻓﻪ، ﻭﻻ ﻧﻈﺮﻱ ﻭﺇﻻ ﻟﺪﺍﺭ ﺃﻭ ﺗﺴﻠﺴﻞ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎ ﺍﺳﺘﺤﺎﻝ ﻃﻠﺒﻪ، ﻷﻥ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻣﺤﺎﻝ. ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﺠﻬﻮﻻ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﻌﻠﻢ ﺇﺫﺍ ﻭﺟﺪﻩ ﺃﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻣﻄﻠﻮﺑﻪ.

(ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﺇﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﺠﺰﻡ ﺑﺼﺤﺔ ﺩﻟﻴﻞ ﺯﻣﺎﻧﺎ ﻣﺪﻳﺪﺍ ﺛﻢ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﻦ ﻓﺴﺎﺩﻩ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺁﺧﺮ، ﻭﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﺎﺋﻢ ﻭﻛﺬﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﺮﺍﺑﻊ، ﻭﻣﻊ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ. ﻭﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮﻭﻥ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﺍﻹﻟﻬﻴﺎﺕ ﺑﻮﺟﻬﻴﻦ:

(ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ) ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺼﻮﺭﺓ، ﻓﺎﺳﺘﺤﺎﻝ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ ﻃﻠﺒﻬﺎ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﺇﻥ ﺃﻇﻬﺮ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﺃﻗﺮﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻫﻮﻳﺘﻪ، ﻭﻟﻠﻨﺎﺱ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺠﺰﻡ ﺑﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺃﻗﺮﺏ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻤﺎ ﻇﻨﻚ ﺑﺄﺑﻌﺪﻫﺎ ﻋﻨﻪ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ.

(ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﻝ) ﺃﻧﻪ ﺿﺮﻭﺭﻱ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺭﺗﺐ ﻣﻘﺪﻣﺎﺕ ﺗﻌﻴﻨﻴﺔ ﺗﺮﺗﻴﺒﺎ ﻣﻨﺘﺠﺎ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎ ﻭﻟﻢ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺨﻼﻓﻪ ﺍﻟﺒﺘﺔ.

(ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﺃﻧﻪ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ، ﻓﺈﺫﺍ ﻭﺟﺪﻩ ﻣﻴﺰﻩ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﺎﻟﺘﺼﻮﺭ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻡ.

(ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﺃﻥ ﻏﻠﻂ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻻ ﻳﻮﺟﺐ ﺭﺩ ﺃﺣﻜﺎﻣﻪ ﻣﻄﻠﻘﺎ، ﻭﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻏﻠﻄﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺠﺰﻡ ﺑﻪ ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻊ ﺟﺰﻣﻪ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﻬﻮ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﺑﻐﻠﻂ ﺍﻟﺤﺲ ﻣﻊ ﺍﻋﺘﺮﺍﻓﻜﻢ ﺑﺼﺤﺔ ﺣﻜﻤﻪ.

(ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ) ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺼﺪﻳﻖ ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﺼﻮﺭ ﺑﺤﺴﺐ ﺍﻟﻌﻮﺍﺭﺽ، ﻭﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﻣﺘﺼﻮﺭﺓ ﺑﺤﺴﺐ ﻋﻮﺍﺭﺿﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺪﺛﺎﺕ، ﻓﺄﻣﻜﻦ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻋﻠﻴﻬﺎ.

(ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ) ﺃﻧﻪ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻋﻠﻰ ﺍﻣﺘﻨﺎﻋﻪ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺇﻥ ﻃﺎﺑﻖ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺻﺪﻕ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻈﻨﻴﺔ ﻭﺻﺤﺔ ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻠﺰﻡ ﻟﻠﻤﻄﻠﻮﺏ، ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻧﻈﺮﺍ ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻭﺇﻻ ﻛﺎﻥ ﻓﺎﺳﺪﺍ. ﺛﻢ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺎﺕ ﻣﻊ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﻤﻨﺘﺞ ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺬﻛﺮﻩ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎ ﻟﻠﺠﻬﻞ ﺍﻟﻤﺮﻛﺐ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻴﻬﻤﺎ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﻓﻘﻂ ﻟﻢ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﺠﻬﻞ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﻌﺮﺽ ﺑﺴﺒﺒﻪ ﺟﻬﻞ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻠﺰﻭﻡ ﻟﺠﻮﺍﺯ ﺍﻧﻔﻜﺎﻛﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻗﺘﺎ ﺁﺧﺮ ﻭﻓﻲ ﺫﻫﻦ ﺁﺧﺮ. ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﻼﻑ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﻜﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻔﺎﺳﺪ ﻫﻞ ﻳﻮﻟﺪ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺃﻡ ﻻ، ﺧﻼﻑ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺮﺍﺑﻊ: ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻘﻴﺐ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﺍﻟﻤﺠﺮﻯ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓ ﻋﻨﺪ ﺍﻷﺷﻌﺮﻳﺔ.

ﻭﻳﺠﻮﺯ ﺧﺮﻗﻬﺎ ﻓﻼ ﺑﻮﺟﺪ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻨﻪ، ﻭﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﺘﻮﻟﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻛﺘﻮﻟﺪ ﺍﻷﻟﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻀﺮﺏ. ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺃﻧﻪ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﻟﻠﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺣﺎﺩﺙ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺩﺙ ﻣﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮ ﻟﺰﻡ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻋﻦ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺗﻴﺐ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻔﺘﻘﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺆﺛﺮ.

 ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ: ﻗﺎﻝ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ: ﺷﺮﻁ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺎﻟﺪﻟﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ، ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻣﻊ ﺍﻟﺸﻚ ﺃﻭ ﺍﻟﻈﻦ ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺟﻪ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻔﻄﻦ، ﻻﻧﺪﺭﺍﺝ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻭﺍﻷﻭﺳﻂ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﻛﺒﺮ، ﻛﻤﺎ ﺳﻨﺒﻴﻦ ﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻣﺎﺕ. ﻓﺈﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻗﺪ ﻳﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ ﺑﻐﻠﺔ ﻭﺃﻥ ﻛﻞ ﺑﻐﻠﺔ ﻋﺎﻗﺮ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺑﻐﻠﺔ ﻣﻨﺘﻔﺨﺔ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﻓﻈﻨﻬﺎ ﺣﺒﻠﻰ، ﻓﻼ ﻳﻜﻔﻲ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﻔﻄﻦ ﺍﻟﻤﺬﻛﻮﺭ ﻓﻲ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺴﺎﺩﺱ: ﺷﺮﻁ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﻇﺮ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﻄﻠﻮﺏ، ﻷﻥ ﻟﻚ ﻳﻜﻮﻥ ﺗﺤﺼﻴﻼ ﻟﻠﺤﺎﺻﻞ. ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻪ ﺟﻬﻼ ﺑﺴﻴﻄﺎ ﻣﻄﻠﻘﺎ. ﻷﻥ ﻧﻔﺴﻪ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﺫﻥ ﻏﺎﻓﻠﺔ ﻋﻨﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺟﻪ ﻓﻴﻤﺘﻨﻊ ﻃﻠﺒﻪ. ﻭﺃﻥ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻪ ﺟﻬﻼ ﻣﺮﻛﺒﺎ، ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻤﻨﻌﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻠﺐ. ﺑﻞ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺑﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﻣﺎ، ﻓﻴﺘﻨﺒﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﻟﻄﻠﺐ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ ﻣﻨﻪ.

ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ: ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻘﻼ، ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻸﺷﻌﺮﻳﺔ.

ﻟﻨﺎ: ﺇﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺷﺮﻁ ﻟﺤﺼﻮﻝ ﺃﻣﺮ ﻭﺍﺟﺐ، ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻃﺎ ﻟﻠﻮﺍﺟﺐ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺟﺒﺎ: ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﻓﻸﻧﻪ ﺷﺮﻁ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﻫﻲ ﻭﺍﺟﺒﺔ: ﺃﻣﺎ ﺇﻧﻪ ﺷﺮﻁ ﻟﻠﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻸﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻜﺴﺒﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻗﺎﺿﻴﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻭﺳﻂ ﺟﺎﻣﻊ ﺑﻴﻦ ﺣﺪﻱ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ. ﻭﻗﺪ ﻋﺮﻓﺖ ﺃﻥ ﺗﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ، ﻓﺈﺫﻥ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻻ ﺗﺤﺼﻞ ﺇﻻ ﺑﻪ ﻓﻜﺎﻥ ﺷﺮﻃﺎ ﻟﻬﺎ. ﻭﺃﻣﺎ ﺃﻧﻬﺎ ﻭﺍﺟﺒﺔ ﻓﻤﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ:

(ﺍﻷﻭﻝ) ﺇﻥ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﻈﻨﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﺤﻖ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺠﻬﻞ ﺑﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻘﻼ، ﻭﻭﺟﻮﺏ ﺩﻓﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﻟﻮﺟﻮﺏ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ.

ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺍﻟﺠﺎﻫﻞ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺻﺎﻧﻊ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻨﻪ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﻛﻠﻔﻪ ﺑﻬﺎ، ﻭﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﻋﺎﻗﺒﻪ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﺠﻮﻳﺰ ﺑﺨﺎﻃﺮ ﺧﻄﺮ ﻟﻪ ﺃﻭ ﺑﺤﺴﺐ ﺳﻤﺎﻋﻪ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﻭﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺼﺎﻧﻊ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺪ ﻣﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﺧﻮﻑ ﻋﻘﺎﺏ ﻣﻈﻨﻮﻥ ﻟﻌﻠﻪ ﻳﻠﺤﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺿﺮﺭ ﻭﺍﺟﺐ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﻔﺲ.

ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺇﻥ ﺩﻓﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﻻ ﻳﺤﺼﻞ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻓﻜﺎﻥ ﻭﺟﻮﺑﻪ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎ ﻟﻮﺟﻮﺑﻬﺎ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻘﻼ ﻟﻤﺎ ﻭﺟﺐ ﺷﻜﺮ ﻧﻌﻤﻪ ﻋﻘﻼ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ.     

ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﺇﻥ ﺑﺘﻘﺪﻳﺮ ﻋﺪﻡ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺷﻜﺮﻩ، ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺄﻥ ﻻ ﻳﺠﺐ.

 ﺑﻴﺎﻥ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ: ﺇﻥ ﺍﻟﻌﺎﻗﻞ ﺇﺫﺍ ﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﻭﺟﺪ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﻇﺎﻫﺮﺓ، ﻭﻗﺪ ﺗﻘﺮﺭ ﻓﻲ ﻋﻘﻠﻪ ﻭﺟﻮﺏ ﺷﻜﺮ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﻓﻴﺠﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻜﺮﻩ ﻓﻴﺠﺐ ﺇﺫﻥ ﻣﻌﺮﻓﺘﻪ.

 ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺇﻧﻪ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﺍﻟﺸﺮﻁ ﻟﻮﺟﻮﺏ ﻣﺸﺮﻭﻃﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ ﺑﻪ ﺗﻜﻠﻴﻔﺎ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ ﻭﺃﻧﻪ ﻗﺒﻴﺢ ﻋﻘﻼ، ... ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻭﻟﻢ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻈﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻟﻤﻨﻌﻢ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻌﻠﻤﻪ ﺻﺢ ﻣﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺸﻜﺮﻩ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺧﺎﻑ ﻳﻨﺪﻓﻊ ﺧﻮﻓﻪ ﺑﺎﻟﻔﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺠﺎﺯﻡ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻘﻴﻨﺎ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻗﻠﺘﻢ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻨﻈﺮ. ﺛﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺘﺒﺮﻉ ﺑﺬﻛﺮ ﻃﺮﻕ ﺃﺧﺮ: ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ. ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ. ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﻃﺮ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺘﺼﻮﻓﺔ. ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺠﺐ ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻃﺮﻳﻘﺎ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻗﻠﺘﻢ ﺇﻥ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺷﺮﻃﺎ ﻟﻠﻮﺍﺟﺐ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﺟﺐ. ﻗﻮﻟﻪ: ﻳﻠﺰﻡ ﺗﻜﻠﻴﻒ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﺎﻕ. ﻗﻠﻨﺎ: ﻭﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﻜﺎﻟﻴﻒ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﻛﺬﻟﻚ.

ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﻝ: ﻗﻮﻟﻪ " ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﻭﺟﻮﺏ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ " ﻗﻠﻨﺎ: ﺑﻴﻨﺎ ﺫﻟﻚ. ﻗﻮﻟﻪ " ﻭﻟﻢ ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﺃﻭ ﺍﻟﻈﻦ ﺍﻟﻐﺎﻟﺐ " ﻗﻠﻨﺎ: ﻷﻥ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﺑﺎﻟﺘﻘﻠﻴﺪ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻑ ﻓﻲ ﺩﻓﻊ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﻈﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻻ ﺍﻟﻤﻘﻠﺪ ﻻ ﻳﺄﻣﻦ ﺧﻄﺄ ﻣﻦ ﻗﻠﺪﻩ ﻭﻳﺴﺘﻮﻱ ﻋﻨﺪﻩ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ ﻭﺍﻟﻜﺎﺫﺏ، ﻭﻣﺘﻰ ﻣﻴﺰ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻘﻠﺪﺍ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻈﻦ ﻓﻤﻤﻜﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﻝ، ﻭﻓﻲ ﺯﻭﺍﻟﻪ ﺧﻄﺮ ﻋﻈﻴﻢ، ﻓﻼ ﻳﻨﺪﻓﻊ ﺑﻪ ﺧﻮﻑ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺍﻟﻤﻈﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺗﺮﻙ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ. ﻭﻻ ﻳﻜﻔﻴﺎﻥ ﺃﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﺷﻜﺮﻩ، ﻟﺠﻮﺍﺯ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻼﺋﻖ ﻓﻴﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﺮﺭ، ﻛﺸﻜﺮ ﺍﻟﻤﺠﺴﻤﺔ ﻭﻧﺤﻮﻫﻢ.

ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻗﻮﻟﻪ " ﻟﻢ ﻗﻠﺘﻢ ﺇﻧﻪ ﻻ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻨﻈﺮ " ﻗﻠﻨﺎ: ﺑﻴﻨﺎ ﺫﻟﻚ ﻓﺄﻣﺎ ﻗﻮﻝ ﺍﻟﻤﻌﺼﻮﻡ ﻓﻼ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻔﺎﺩ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻨﻪ، ﻟﺘﻮﻗﻒ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻜﻮﻧﻪ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ، ﻓﻠﻮ ﺍﺳﺘﻔﻴﺪﺕ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻟﺰﻡ ﺍﻟﺪﻭﺭ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ﻓﻠﻮ ﺛﺒﺖ ﻭﻗﻮﻋﻪ ﻟﻢ ﻳﺄﻣﻦ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺒﺎﺭﺓ ﻋﻨﻪ. ﻭﺃﻣﺎ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻓﻬﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺣﺬﻑ ﺍﻟﻤﻮﺍﻧﻊ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﻠﺐ ، ﻭﻏﺎﻳﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻘﺒﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻣﻌﺎ ﺍﻟﺴﻮﺍﻧﺢ ﺍﻹﻟﻬﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻹﻓﺎﺿﺔ ﻭﺍﻹﻟﻬﺎﻡ ﻭﻟﻦ ﻳﻌﻠﻢ ﺇﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﻓﺎﺿﺔ ﻭﺍﻟﺨﻮﺍﻃﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ.

___________

(1) ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻨﺪ.