1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية النفسية والعاطفية :

الشعور بالنقص

المؤلف:  محمد تقي فلسفي

المصدر:  الطفل بين الوراثة والتربية

الجزء والصفحة:  ج2. ص346 ـ 347

26-7-2016

2331

من العوامل المهمة لإيجاد عقدة الحقارة في ضمير الإنسان، مظاهر التزمت والشدة التي يستعملها بعض الآباء والأمهات تجاه أطفالهم. إن الطفل الذي ينمو في جو مشحون بالخوف والاضطراب، والتوّتر والقلق ولا يحسب له الأبوان حساب الآدميين، والذي لم يذق طعم الرأفة والحنان أبداً... لا بد وأن ينشأ ضعيفاً، حقيراً، يشعر بالحرمان دائماً. إنه لا يجد نفسه كفؤاً لتحمل أعباء الحياة، لأن التجارب أثبتت له ذلك.

هذا الطفل عندما يشب ويترعرع ويصبح عضواً بارزاً في المجتمع، يظل يشعر بالنقص في قبال الآخرين، لأنه مصاب بالقلق والاضطراب، فاقد للاستقلال وقوة الشخصية.

(إن النشاطات الدالة على القلق والاضطراب تشير إلى أن الشخص يشكو من نقص عظيم، ويتصور أنه لكي يتدارك ذلك النقص عليه أن يقوم بجهد أكبر مما يقوم به الآخرون. إن جميع النشاطات اللا غرضية تشير الى هذه الحقارة).

(هذا القلق ينشأ من خوف كامن. والسبب هو أن الشخص يتصور أنه سيندحر في عمله أو منزلته أو أموره المعاشية. ومهما كان السبب فإن ذلك يجعل صاحبه كالفأرة الواقعة في الفخ، حيث تحاول الفرار فقط).

(وليس من الضروري أن يكون هذا الخوف من حادث قريب، بل يكون في الغالب وليد خاطرة سابقة نسيت من صفحة شعور الإنسان. لقد كان الخوف مصاحباً لهذه الخاطرة ولم يطرد من خزانة الفكر تماماً، وفي النتيجة يظهر بصورة الخوف، العصاب، القلق، والاضطراب) (1).

(بصورة عامة فإن كل حادثة مؤلمة تقع للطفل سواء في البيت، أو المدرسة، أو المجتمع، تسبب تحطيم شخصيته لأن عواطفه ومشاعره قد قمعت، ولا تستطيع الظهور من دون جهد) (2).

إن هؤلاء الأفراد إذا استطاعوا أن يتناسوا خواطرهم المرة التي مرت عليهم في أيام الطفولة، وتغافلوا عما لاقوه من التزمت والشدة من أبويهم استطاعوا العيش بعزة وكرامة. أما إذا ظلت تلك الخواطر المؤلمة عالقة بأذهانهم فإنهم لا يستطيعون الخلاص من ضغط الحقارة والذلة ولذلك نجدهم يقدمون على أعمال مختلفة، منها الرضوخ للذل والاستسلام للهوان.

إن التواضع في هذه الصورة يفسّر بالخوف من معاملة الناس للفرد نفس المعاملة التي كان يعامله بها أبواه من التحقير والشدة والخشونة. ولكي يتدارك ذلك يتواضع لكل أحد ويتزلّف إلى كلّ من يتصور أنه قادر على الأخذ بيده في متاهات الحياة، ومساعدته في حل مشاكله.

إذن ليس هذا النوع من التواضع فضيلة خلقية، بل يستند إلى الخوف من التحقير. وهو مذموم بلا ريب.

________________

1ـ عقدت حقارات ص20.

2ـ عقدت حقارات ص17.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي