الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
الهدف من وراء التربية الاسلامية للأولاد
المؤلف:
الشيخ حسان محمود عبد الله
المصدر:
مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة:
ص102-105
25-7-2016
2812
من المشاكل الكبيرة التي تحصل في عملية التربية , مشكلة عدم تمييز الهدف الصحيح من وراء التربية الإسلامية , فإن غالبية الأهل تراهم يسعون من خلال عملية التربية الى أن يكون ولدهم من البارزين في المجمع في كثير من المستويات لا يدخل في ضمنها أن يكون ابنهم متدينا مؤمنا , أو عبدا صالحا , فإذا سألتهم ماذا تريدون لابنكم مستقبلا ؟ تراهم يجيبونك أنهم يرغبون في أن يكون ابنهم طبيبا , أو مهندسا , أو دكتورا في الجامعة , ولا يلتفتون أو يهتمون الى أنهم يرغبون أن يكون ابنهم متدينا , وإذا عرض البعض لذلك تراه يعرض له على أساس أنه هدف ثانوي لا هدفا أساسيا , فالسعي لأن يكون ابنهم طبيبا مثلا هو الأساس وهو الذي يدفعهم الى إرسال ابنهم الى مدارس قد لا تكون من المدراس التي تربي تربية دينية سليمة , بل قد تكون من المدارس التي تربي على غير ديننا , أو على أساس لا ديني كما في المدارس العلمانية , فإذا قلت لهم : إن ذلك يشكل خطرا على دين الولد أجابوك إن المدرسة الإسلامية لا تعطي الدراسة كما تعطيها هذه المدراس , ومسألة الدين يمكن تعويضها من خلال البيت وأيام العطل , ولكن الذي بطباع رفاقه , أو مدرسته ويشكل ذلك خطرا على عقيدته , فصحيح أن ربح مستوى علميا كبيرا ولكنه خسر دينه واتجه إما الى دين آخر , أو الى العلمانية واللادين وسبب ذلك يعود أساسا الى أن هدف الأهل كان الحصول على العلم من دون التفات الى الدين أو أن يكون الدين أمرا ثانويا بالنسبة لأهلهم .
نحن لا ندعو هنا لأن نترك العلم , أو أن لا يكون من ضمن أهدافنا أن يكون أولادنا من أفضل النوعيات في المجتمع , وأن يصبحوا من العناصر المفيدة لمجتمعهم من خلال علمهم , بل إننا ندعوا الى التعلم والتفوق في ذلك غير أن ما ندعوا إليه هنا هو أن لا يكون التفوق العلمي هو الهدف الأول والأخير , بحيث إنه في حال التعارض بينه وبين الدين أن تكون الأولوية للعلم حتى لو أدى الى خسارة الدين , بل إننا نقول إن مستوى مقبول من العلم مع المحافظة على الدين أفضل بكثير من مستوى عال من العلم من دون دين .
لذلك فإننا نقول إننا نرغب في أن يكون هدف أسرنا أن يسعوا الى أن يكون أولادهم عبادا صالحين , ثم بعد ذلك أن وفقوا لأن يكونوا علماء متفوقين فهذا أمر ممتاز .
هذا من جهة ومن جهة أخرى ليست مدارسنا الإسلامية بهذا المستوى الضعيف ولكن انبهارنا بالمدارس الإرسالية , أو التي لا تراعي الدين يجعلنا نزحف نحوها تاركين التجربة الإسلامية المتألقة الساعية لبناء مدارس مهمة تصل الى مصاف المدارس الأخرى إن لم يكن أفضل منها . المهم إن الإسلام دعانا أولا وفي الأساس للسعي الى أن نقدم للمجتمع أبناء صالحين مؤمنين متدينين , وقد ورد في ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه و آله) قوله:(الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة)(1) .
فالسعي الى ولد صالح كي يكون ريحانة من رياحين الجنة يعتبر هدفا مهما لا يجوز تجاوزه أو التغاضي عنه .
ولكي يصبح الولد عبدا صالحا لا بد من اعتماد أسلوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معه , وتكليفه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي يعتبر تكليفا شرعيا لكل مسلم ومسلمة لا يجوز لهم أن يتركوه .
وإذا تركوه فإن الله سبحانه وتعالى حذرنا من ان ذلك سيؤثر على مجتمعنا ويوجهه نحو الانحراف والضياع .
وأولى الناس بأن نأمرهم بالمعروف وننهاهم عن المنكر هم أولادنا وأهلنا لأنهم إضافة الى كونهم مشمولين لعموم وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , فهم أيضا مسؤولين منا وإذا ما انحرفوا وكان ذلك بسبب عدم اكتراثنا , أو عدم أدائنا لدورنا , أو فشلنا فيه , فإن الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا على تقصيرنا في أداء دورنا وقيامنا بواجبنا حسابا عسيرا .
فكثيرا ما يقع أولادنا بأخطاء , وبدلا من قيامنا بتنبيههم وتعليمهم ما هو الصواب نقوم بتبرير هذا الفعل منهم , أو عدم إظهار الامتعاض مما يرتكبون, وهذا لوحده كاف في تشجيعهم على الاستمرار في غيهم وضلالهم .
كما يجب علينا أن نتعالم مع الآخرين في موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إن لجهة التدرج في ذلك أو اختيار الأسلوب الأفضل , فكذلك يجب أن يكون الأمر مع أولادنا وأهلنا بل هو هنا مطلوب بشكل أكبر .
____________
1ـ بحار ا لأنوار الجزء 101 ص90 .
الاكثر قراءة في التربية الروحية والدينية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
