x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
انتقاء الزوجة
المؤلف: السيد شهاب الدين الحسيني
المصدر: تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة: ص٢٨ـ٢٩
24-7-2016
2113
راعى الإسلام في تعليماته لاختيار الزوجة الجانبين، الوراثي الذي انحدرت منه المرأة، والجانب الاجتماعي الذي عاشته وانعكاسه على سلوكها وسيرتها، قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (اختاروا لنطفكم فان الخال أحد الضجيعين) (1).
وقال (صلى الله عليه و آله وسلم) : (تخيّروا لنطفكم فان العِرقَ دسّاس) (2).
فالرسول (صلى الله عليه و آله وسلم) يؤكد على اختيار الزوجة من الأُسر التي تحمل الصفات النبيلة، لتأثير الوراثة على تكوين المرأة وعلى تكوين الطفل الذي تلده، وكانت سيرته قائمة على هذا الاساس، فاختار خديجة (عليها السلام) فأنجبت له أفضل النساء فاطمة (عليها السلام)، وتبعه في السيرة هذه أهل البيت (عليهم السلام) فاختاروا زوجاتهم من الأُسر الكريمة وإلى جانب الانتقاء على أُسس الوراثة، أكّد الاسلام على انتقاء الزوجة من المحيط الاجتماعي الصالح الذي أكسبها الصلاح وحسن السلوك، فحذّر من المحيط غير الصالح الذي تعيشه، فحذّر من الزواج من الحسناء المترعرعة في منبت السوء فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم): ( إياكم وخضراء الدمن.. المرأة الحسناء في منبت السوء) (3).
وحذّر الإمام الصادق (عليه السلام) من المرأة الزانية قال: (لا تتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا)(4). والسبب في ذلك أنّها تخلق في ابنائها الاستعداد لهذا العمل الطالح.
وحذّر الإمام الباقر (عليه السلام) من الزواج من المرأة المجنونة خوفاً من انتقال الصفات منها إلى الطفل، فسئل عن ذلك فقال: (لا، ولكن ان كانت عنده أمة مجنونة فلا بأس بأن يطأها ولا يطلب ولدها) (5).
وحذّر الإمام علي (عليه السلام) من تزوّج الحمقاء لانتقال هذهِ الصفة إلى الطفل، ولعدم قدرتها على تربية الطفل تربية سويّة فقال:(إياكم وتزويج الحمقاء فانّ صحبتها بلاء وولدها ضياع)(6).
وأكدّت الروايات على ان يكون التديّن مقياساً لاختيار الزوجة، وكان رسول الله (صلى الله عليه و آله وسلم) يشجع على ذلك، فقد أتاه رجل يستأمره في الزواج فقال (صلى الله عليه و آله وسلم): (عليك بذات الدين تربت يداك) (7).
وقدّم الإمام الصادق (عليه السلام) اختيار التديّن على المال والجمال فقال: ( اذا تزوّج الرجل المرأة لجمالها أو مالها وكّل إلى ذلك واذا تزوجها لدينها رزقه الله الجمال والمال) (8).
فالمرأة المنحدرة من سلالة صالحة ومن أسرة صالحة، وكان التديّن صفة ملازمة لها، فانّ سير الحركة التربوية يتقدّم أشواطاً إلى الأمام، وتكون تربيتها للأطفال منسجمة مع القواعد التي وضعها الاسلام في شؤون التربية، فيكون المنهج التربوي المتبع متفقاً عليه من قبل الزوجين، لا تناقض فيه ولا تضاد، وتكون الزوجة حريصة على إنجاح العملية التربوية وتعتبرها تكليفاً شرعياً قبل كل شيء، هذا التكليف يجنبها عن أي ممارسة سلبية مؤثرة على النمو العاطفي والنفسي للأطفال.
_________________
١ـ علم النفس العام، للدكتور انطون حمصي ١ : ٩٤ ـ مطبعة ابن حبّان دمشق ١٤٠٧ ه.
٢ـ الكافي ، للكليني ٥ : ٣٣٢ / ٢ باب اختيار الزوجة ـ دار التعارف ١٤٠١ ه ط ٣.
٣ـ المحجة البيضاء ، للفيض الكاشاني ٣ : ٩٣ ، جامعة المدرسين قم ط ٢.
4ـ مكارم الاخلاق ، للطبرسي : ٣٠٤ ـ منشورات الشريف الرضي١٤١٠ ه ط ٢.
5ـ مكارم الاخلاق ، للطبرسي : ٣٠٥ ـ منشورات الشريف الرضي ١٤١٠ ه ط ٢.
6ـ وسائل الشيعة ، للحر العاملي ٢٠ : ٨٥ / ١ باب ٣٤ ـ مؤسسة آل البيت قم ١٤١٢ ه ط ١.
7ـ الكافي ٥ : ٣٥٤ / ١ باب كراهية تزويج الحمقاء.
8ـ الكافي ٥ : ٣٣٢ / باب فضل من تزوج ذات دين.