الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
الوفاء في الحب
المؤلف: محمد مهدي النراقي
المصدر: جامع السعادات
الجزء والصفحة: ج3 . ص188-190
21-7-2016
1164
ان من تمام الحب للاخوان في اللّه (الوفاء)، و هو الثبات على الحب و لوازمه و ادامته إلى الموت و بعده مع أولاده و اصدقائه ، و ضده (الجفاء) ، و هو قطع الحب أو بعض لوازمه في أيام الحياة او بعد الموت بالنسبة إلى أولاده و أحبته ، و لو لا الوفاء في الحب لما كانت فيه فائدة اذ الحب إنما يراد للآخرة ، فان انقطع قبل الموت لضاع السعي و حبط العمل ، و لذلك قال رسول اللّه في السبعة الذين يظلمهم اللّه يوم القيامة : «واخوان تحابا في اللّه اجتمعا على ذلك و تفرقا عليه».
وروي : «أنه (صلى الله عليه واله) كان يكرم بعض العجائز كلما دخلت عليه ، فقيل له في ذلك فقال : إنها كانت تأتينا أيام خديجة ، و ان كرم العهد من الدين».
فمن الوفاء مراعاة جميع الاصدقاء والأقارب والمتعلقين ، و مراعاتهم اوقع في القلب من مراعاة الأخ المحبوب في نفسه ، فان فرحه بتفقد من يتعلق به أكثر من فرحه بتفقد نفسه ، اذ لا تعرف قوة المحبة و الشفقة الا بتعديها من المحبوب إلى كل من يتعلق به ، حتى ان من قوي حبه لأخيه تميز في قلبه كلبه الذي على باب داره من سائر الكلاب.
ولا ريب في ان المحبة التي تنقطع - و لو بعد الممات - لا تكون محبة في اللّه ، اذ المحبة في اللّه دائمة لا انقطاع لها.
فما قيل من ان (قليل الوفاء بعد الوفاة خير من كثيره حال الحياة) انما هو لدلالته على كون الحب في اللّه.
وبالجملة : الوفاء بالمحبة تمامها , و من آثار الوفاء ان يكون شديد الجزع من مفارقته ، و الا يسمع بلاغات الناس عليه ، و ان يحب صديقه و يبغض عدوه ، و ليس من الوفاء موافقة الأخ فيما يخالف الحق في امر يتعلق بالدين ، بل من الوفاء المخالفة له و إرشاده إلى الحق.
هذا واما البعد و الانس ، فقد عرفت ان الانس عبارة عن استبشار القلب بما يلاحظه من المحبوب بعد الوصول ، و البعد خلافه ، و الأنس و الخوف و الشوق كلها من آثار المحبة ، و كل واحد منها يرد على المحب بحسب نظره ، و مما يغلب عليه فى وقته ، فإذا غلب عليه التطلع من وراء حجب الغيب إلى منتهى الجمال ، و استشعر قصوره من الاطلاع على كنه الجلال ، انبعثت النفس و انزعجت له و هاجت إليه ، فسميت هذه الحالة في الانزعاج (شوقا) وهو بالإضافة إلى امر غائب ، و إذا غلب عليه الفرح بالقرب و مشاهدة الحضور بما هو حاصل من الكشف ، و كان نظره مقصورا على مطالعة الجمال الحاضر المكشوف ، غير ملتفت إلى ما لم يدركه بعد ، استبشر القلب بما يلاحظه فيه.
فيسمى استبشاره (انسا) ، و ان كان نظره إلى صفات العز و الجلال و الاستغناء و عدم المبالاة واستشعر إمكان الزوال و البعد ، تألم قلبه بهذا الاستشعار، فيسمى تألمه (خوفا)، و هذه الأحوال تابعة لهذه الملاحظات ، فان غلب الأنس و تجرد عن ملاحظة ما غاب عنه و ما يتطرق إليه من خطر الزوال ، عظم نعيمه و لذته ، و غلب عليه الأنس باللّه ، ولم تكن شهوته الا في الانفراد و الخلوة ، و ذلك لان الانس باللّه يلازمه التوحش من غير اللّه ، بل كلما يعوق من الخلوة يكون اثقل الأشياء على القلب ، كما روي : «ان موسى (عليه السلام) لما كلمه ربه مكث دهرا لا يسمع كلامه أحد من الخلق الا أخذه الغشيان» ، و لان الحب يوجب عذوبة كلام المحبوب و عذوبة ذكره ، فيخرج عن القلب عذوبة ما سواه ، فان خالط الناس كان كمنفرد في جماعة ، و مجتمع في خلوة ، و غريب في حضر، و حاضر في سفر، و شاهد في غيبة ، و غائب فى حضور، و مخالط بالبدن ، متفرد بالقلب المستغرق في عذوبة الذكر، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصفهم : «هم قوم هجم بهم العلم على حقيقة الامر، فباشروا روح اليقين ، و استلانوا ما استوعره المترفون ، و انسوا بما استوحش منه الجاهلون ، صحبوا الدنيا بأبدان ارواحها متعلقة بالمحل الأعلى ، أولئك خلفاء اللّه في ارضه ، و الدعاة إلى دينه».