الفضائل
الاخلاص والتوكل
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر
الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة
الايمان واليقين والحب الالهي
التفكر والعلم والعمل
التوبة والمحاسبة ومجاهدة النفس
الحب والالفة والتاخي والمداراة
الحلم والرفق والعفو
الخوف والرجاء والحياء وحسن الظن
الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
الشجاعة و الغيرة
الشكر والصبر والفقر
الصدق
العفة والورع و التقوى
الكتمان وكظم الغيظ وحفظ اللسان
بر الوالدين وصلة الرحم
حسن الخلق و الكمال
السلام
العدل و المساواة
اداء الامانة
قضاء الحاجة
فضائل عامة
آداب
اداب النية وآثارها
آداب الصلاة
آداب الصوم و الزكاة و الصدقة
آداب الحج و العمرة و الزيارة
آداب العلم والعبادة
آداب الطعام والشراب
آداب الدعاء
اداب عامة
حقوق
الرذائل وعلاجاتها
الجهل و الذنوب والغفلة
الحسد والطمع والشره
البخل والحرص والخوف وطول الامل
الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
الغضب و الحقد والعصبية والقسوة
العجب والتكبر والغرور
الكذب و الرياء واللسان
حب الدنيا والرئاسة والمال
العقوق وقطيعة الرحم ومعاداة المؤمنين
سوء الخلق والظن
الظلم والبغي و الغدر
السخرية والمزاح والشماتة
رذائل عامة
علاج الرذائل
علاج البخل والحرص والغيبة والكذب
علاج التكبر والرياء وسوء الخلق
علاج العجب
علاج الغضب والحسد والشره
علاجات رذائل عامة
أخلاقيات عامة
أدعية وأذكار
صلوات و زيارات
قصص أخلاقية
قصص من حياة النبي (صلى الله عليه واله)
قصص من حياة الائمة المعصومين(عليهم السلام) واصحابهم
قصص من حياة امير المؤمنين(عليه السلام)
قصص من حياة الصحابة والتابعين
قصص من حياة العلماء
قصص اخلاقية عامة
إضاءات أخلاقية
الخاطر المحمود و التفكر
المؤلف: محمد مهدي النراقي
المصدر: جامع السعادات
الجزء والصفحة: ج1. ص : 199-202
21-7-2016
1406
أن ضد الوسوسة الخاطر المحمود المستحسن شرعا و عقلا ، لأن القلب إذا كان مشغولا بشيء لا يمكن أن يشغله شيء آخر ، فإذا كان مشغولا بشيء من الخواطر المحمودة لا سبيل للخواطر المذمومة إليه ، و ربما كان للغفلة التي هي ضد النية تقابل لكل من الوسوسة و الخاطر المحمود إذ عند الغفلة لا يتحقق شيء منهما ، إلا أن خلو القلب عن كل نية و خاطر بحيث يكون ساذجا في غاية الندرة ، على أن الظاهر أن مرادهم من الغفلة خلو الذهن من القصد الباعث و إن كان مشغولا بالوساوس الباطلة ، كما يأتي تحقيقه.
ثم الخاطر المحمود إن كان قصدا و نية لفعل جميل معين كان متعلقا بالقوة التي يتعلق هذا الفعل بها ، و إلا كان راجعا إما إلى الذكر القلبي أو إلى التدبر في العلوم و المعارف و التفكر في عجائب صنع اللّه و غرائب عظمته ، أو إلى التدبر الإجمالي الكلي فيما يقرب العبد إلى اللّه سبحانه أو ما يبعده عنه تعالى ، و ليس وراء ذلك خاطر محمود متعلق بالدين أو غير ذلك من الخواطر المذمومة المتعلقة بالدنيا.
وإذا عرفت ذلك فاعلم : أنه من معالجات مرض الوسواس معرفة شرافة ضده الذي هو الخاطر المحمود ، ليبعثه على المواظبة عليه الموجبة لدفع الوساوس.
وفضيلة الخواطر المحمودة الباعثة على الأفعال الجميلة يأتي ذكرها في باب النية و ربما يعلم من بيان فضيلة نفس هذه الأفعال أيضا كما يأتي ذكرها في باب النية ، و فضيلة الذكر القلبي يعلم في باب مطلق الذكر.
أما بيان شرافة التفكر و بعض مجاريه من أفعال اللّه تعالى و الإشارة إلى كيفية التفكر فيها و فيما يقرب العبد إلى اللّه تعالى و فيما يبعده عنه ، فلنشر إلى مجمل منه هنا لتعلقه بالقوة النظرية فنقول : التفكر : هو سير الباطن من المبادئ إلى المقاصد ، و المبادئ : هي آيات الآفاق و الأنفس ، و المقصد : هو الوصول إلى معرفة موجودها و مبدعها و العلم بقدرته القاهرة و عظمته الباهرة ، و لا يمكن لأحد أن يترقى من حضيض النقصان إلى أوج الكمال إلا بهذا السير.
وهو مفتاح الأسرار و مشكاة الأنوار ، و منشأ الاعتبار و مبدأ الاستبصار، و شبكة المعارف الحقيقة و مصيدة الحقائق اليقينية ، و هو أجنحة النفس للطيران إلى وكرها القدسي ، و مطية الروح للمسافرة إلى وطنها الأصلي و به تنكشف ظلمة الجهل و أستاره و تنجلى أنوار العلم و أسراره ، و لذا ورد عليه الحث و المدح في الآيات و الأخبار كقوله سبحانه : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ } [الروم : 8] , وقوله تعالى : {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ } [الأعراف: 185] , و قوله تعالى : {فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر : 2] , وقوله تعالى : { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} [العنكبوت : 20] , و قوله تعالى : {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } [آل عمران : 190] , و قوله تعالى : { وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ * وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ } [الذاريات : 20، 21] , و قوله تعالى : {الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } [آل عمران : 191].
وقول رسول اللّه ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) : «التفكر حياة قلب البصير» , و قوله ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) : «فكرة ساعة خير من عبادة سنة» ، و لا ينال منزلة التفكر إلا من خصه اللّه عز و جل بنور التوحيد و المعرفة ، و قوله ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) : «أفضل العبادة إدمان التفكر في اللّه و في قدرته» ، و مراده من التفكر في اللّه التفكر في قدرته و صنعه و في عجائب أفعاله و مخلوقاته و غرائب آثاره و مبدعاته ، لا التفكر في ذاته ، لكونه ممنوعا عنه في الأخبار، و معللا بأنه يورث الحيرة و الدهشة و اضطراب العقل ، وقد ورد : «إياكم و التفكر في اللّه ، و لكن إذا أردتم أن تنظروا إلى عظمته فانظروا إلى عظيم خلقه».
و اشتهر عن النبي ( صلى اللّه عليه و آله و سلم ) أنه قال : «تفكروا في آلاء اللّه و لا تفكروا في اللّه ، فإنكم لن تقدروا قدره» ، و قول أمير المؤمنين (عليه السلام ) : «التفكر يدعو إلى البر والعمل به» ، و قوله (عليه السلام ) : «نبه بالتفكر قلبك ، و جاف عن الليل جنبك ، و اتق اللّه ربك» ، وقول الباقر (عليه السلام) : «بإجالة الفكر يستدر الرأي المعشب» , وقول الصادق (عليه السلام) : «الفكر مرآة الحسنات و كفارة السيئات ، و ضياء للقلوب و فسحة للخلق ، و إصابة في صلاح المعاد ، و اطلاع على العواقب ، و استزادة في العلم و هي خصلة لا يعبد اللّه بمثلها» ، وقول الرضا (عليه السلام) : «ليس العبادة كثرة في الصلاة و الصوم ، إنما العبادة التفكر في أمر الله عز و جل».