x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

الجوازم

المؤلف:  عبد السلام محمد هارون

المصدر:  الأساليب الإنشائية في النحو العربي

الجزء والصفحة:  ص180- 192

22-10-2014

2798

والكلام في هذا الباب ينحصر في اربع مسائل :

1- الجزم في جواب الطلب.

2- الجزم بلام الامر، ولا الناهية.

3- اقتران جملة جواب الشرط الانشائية بالفاء.

4- جواب القسم الاستعطافي المجتمع مع الشرط.

 وهذا بيان القول في كل منها :

الجزم في جواب الطلب

 اما الجزم في جواب الطالب فالأصل فيه ان كل ما دل على الطالب بنوعيه، أي طلب الفعل وطلب الترك، سواء اكان بلفظ انشائي ام بلفظ خبري، فان العفل الواقع بعده ان قصد به الجواب جزم، كقولك : جاهد تفز بالشهادة، لا تعص الله تنل رضاه، هل تزورني ازرك. وكذا سائر ضروب الطلب بنوعيه التي وردت بلفظ انشائي.

 ومثال الجزم بعد الامر الذي بلفظ الخبر : (تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ(.) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ)(1).

ص180

وقولهم(2) : (اتقي الله امرؤ فعل خيرا يثب عليه)، فمعناهما : امنوا، وليتق. ولفظهما الخبر.

وقد اختلف النحاة اختلافا في عامل جزم هذا الجواب، ولكن الذي نقصده انما هو الاسلوب نفسه الذي يرد فيه المضارع مجزوما في جواب الطلب.

 ولم يشترط النحويون شرطا معينا لجزم الفعل ولاقع في جواب الطلب الا في ضربين من ضروب الطلب، وهما الامر والنهي :

أ- اما شرط الجزم بعد النهي فهو صحة المعنى بإدخال ان قبل لا، ومن ثم جاز : لا تدن من الاسد تسلم، وامتنع. لا تدن من الاسد يأكلك، خلافا للكوفيين. واما قول الصحابي(3) : (يا رسول الله لا تشرف يصبك سهم)(4)، وقوله صلى الله عليه وسلم : (من اكل من هذه الشجرة فلا يقربن مسجدنا هذا يؤذنا بريح الثوم)، فجزمه على الابدال من فعل النهي لا على الجواب. على ان الرواية المشهورة في الثاني (يؤذينا) بالرفع.

ب- واما شرط الجزم بعد الامر فهو صحة المعنى بتقدير ان تفعل خلافا للكساني. ومن هنا صح ان تقول : احسن الى ربك اليك، بالجزم، وامتنع : ابتعد عن النار تحترق.

الجزم بلا الامر ولا الناهية

 وكلاهما خاص بالدخول على المضارع وجزمه :

ص181

1- اما اللام فالكلام عليها من حيث المعنى والضبط، ومن حيث مدخولها وعملها وهي محذوفة.

اما معناها فهو الامر وما اشبهه، ومن الالماس والدعاء والتهديد، وجميع ما يخرج اليه الامر من معان مجازية، وان كان معظم النحويين لا يذكر الا الامر، والالماس، والدعاء.

وحركة اللام هي الكسرة، وفتحها لغة لسليم كما في المغنى. وقيل انما تفتح في لغة سليم ان فتح تاليها، بخلاف ما اذا كسر نحو : لتيذن، او ضم نحو: لتكرم. ويجوز تسكينها بعد الواو والفاء وثم. وتسكينها بعد الواو والفاء اكثر من تحريكها.

 وقد تحذف لام الامر ويبقى عملها، وذلك على ثلاثة اضرب :

1-كثير مطرد، وهو حذفها بعد قول بصيغة الامر نحو : (قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ) (5).

2- قليل جائز في الاخبار، وهو حذفها بعد قول غير امر، كقول منظور بن مرئد الاسدي :

قلت لبواب لديه دارها         تيذن فاني حمؤها وجارها

 وليس الراجز مضطرا، لتمكنه من ان يقول : (ايذن). وليس لقائل ان يقول : ان هذا من تسكين المتحرك، على ان يكون الفعل مستحقا للرفع فسكنه اضطرارا، لأنه لو كان قصد الرفع لامكنه ان يقول : (تيذن إني).

3- قليل خاص بالضرورة، وهو الحذف دون قول بصيغة الامر او بغير صيغته، كقوله:

ص182

محمد تفد نفسك كل نفس       اذا ما خفت من امر تبادلا (6)

وقوله :

فلا تستطل منى بقائي ومدتي        ولكن يكن للخير منك نصيب (7)

اما (مدخولها) من الافعال المضارعة فهو على الترتيب التالي من حيث الكثرة والقلة :

1- فاكثر دخولها على فعل الغائب، نحو : ليقم، وليقوما، وليقوموا.

ويلحق به فعل المخاطب المبني للمفعول نحو : لتكرم يا زيد ؛ فهذا كثير ايضا~، لان الامر فيه للغائب. وكذا فعل المتكلم مبنيا للمفعول نحو : لتكرم ولاكرم.

2- واقل منه دخولها على فعل المتكلم – اعنى المضارع المبدوء بالالف والمبدوء بالنون – مبنيين للفاعل، ومنه حديث : (قوموا فلاصل لكم)، (ولنحمل خطاياكم) (8).

3- واقل منه دخولها على فعل الفاعل المخاطب كقراءة عمان، وزيد، وابي، وانسِ، : (فبذلك فلتفرحوا) (9)، وقوله عليه الصلاة والسلام :

ص183

 (لتاخذوا مصافكم). والاكثر في هذا الاخير الاستغناء عنه بفعل الامر.

ب – واما (لا الناهية) فالكلام عليها من حيث معناها، وتأصيلها ومدخولها، واتصالها بمجزومها :

اما (معناها) فهو النهي اصالة. وتحمل عليه مجازات النهي، من الالتماس والدعاء والتهديد والارشاد والتمني ونحو ذلك وان كان معظم النحويين لا يذكر في ذلك الا النهي والدعاء والالتماس.

 واما (تأصيلها) فالحق انها حرف قائم بنفسه ذو اصالة في لفظه وعمله. وزعم بعضهم ان اصلها لام الامر زيدت عليها الف فانفتحت، وبذلك انتقل معناها من الامر الى النهي. وزعم الكسائي انها لا النافية والجزم بعدها بلام الامر مضمرة قبلها، أي قبل لا النافية، كان اصل الكلام في لا تقم : للا قتم، فحذفت لام الامر كراهية اجتماع لأمين في اللفظ.

ولا يخفى ما في القولين الاخيرين من التكلف، وما في القول الثاني خاصة من ان المقصود من النهي طلب الكف لا طلب النفي بمعنى الانتفاء.

 واما (مدخولها) من الافعال المضارعة فهو على الترتيب التالي من حيث الكثرة والقلة:

 1- فاكثر دخولها على فعل المخاطب، كقولك : لا تفعل ، ولا تفعلا.

2- ثم دخولها على فعل الغائب، نحو : لا يقم، ولا يقوما، ولا يقوموا.

ويلحق به فعلا المتكلم المبنيان للمجهول، نحو : لا اخرج ولا نخرج، لان حقيقة الامر فيه للغائب.

ص184

3- وندر دخولها على فعلي المتكلم المبنيين للفاعل، كقول النابغة :

لا اعرفن ربربا حورا مدامعها       كانهن نعاج حول دوار

 وقول الوليد بن عقبة :

اذا ما خرجنا من دمشق فلا نعد         لها ابدا ما دام فيها الجراضم (10)

 واما (اتصالها بمجزومها) فهو لام، الا ما جاء في ضرورة الشعر، كقوله :

 وقالوا : اخانا لا تخشع لظالم          عزيز ولا ذا حق قومك تظلم (11)

واجاز بعضهم في قليل من الكلام الفصل بينهما وبين مجزومها بالظرف او الجار والمجرور، نحو : لا اليوم مضرب.

 المسالة الثالثة

اقتران جملة جواب الشرط فيها بالفاء.

وهذه المسالة النحوية مثال للتطور النحوي الناجح.

واليك سيرة هذه المسالة حسب تعقبي لها :

1- فقد بداها سيبويه بصورة واحدة من صور الجواب ، وهي صورة الجملة الاسمية، ولم يذكر غيرها. ونص كتابه (12) : (واعلم انه لا يكون جواب الجزاء – ويعني بالجزاء الشرط- الا بفعل او بالفاء. فاما الجواب بالفعل فنحو قولك : ان تأتني اتك، وان تضرب اضرب ونحو ذلك. واما الجواب بالفاء فقولك : ان تاتني فانا صاحبك،

ص185

ولا يكون الجواب في هذا الموضع بالواو ولا بثم. الا ترى ان الرجل يقول : افعل كذا وكذا، فتقول : فاذن يكون كذا وكذا. ويقول : لم اغث امس ، فتقول : اتاك الغوث اليوم. ولو ادخلت الواو وثم في هذا الموضع تريد الجواب لم يجز ).

 وقد علل السيرافي ذلك بقوله : (والذي احوج تلى ادخال الفاء في جواب الجزاء ان اصل الجواب ان يكون فعلا مستقبلا، لأنه شيء مضمون فعله اذا فعل الشرط، او وجد مجزوماً ملتبسا بما قبله من الشرط. وان هي التي تربط احدهما بالآخر، ثم عرض في الكلام ان يجازي بالابتداء والخبر لنيابتهما عن الجواب، وان لا تعمل فيهما، ولا يقعان موقع فعل مجزوم، فاتوا بحرف يقع بعده الابتداء والخبر وجعلوه مع ما بعده في موضع الجواب. واختاروا الفاء دون الواو وثم ،لان حق الجواب ان يكون عقيب الشرط متصلا به، والفاء توجب ذلك).

2- وقد فهم النحويون من صنيع سيبويه وصنيع شراحه ان كل ما لا يصلح للشرطية من الجواب وجب اقترانه بالفاء ؛ فتوسع من جاء بعده من النحاة في القاعدة، وفي الاستقراء، فجلعوا اقتران جواب الشرط بالفاء ساريا في سبعة امور نظمها بعضهم في قوله :

طلبية واسمية وبجامد        وبما وقد وبلن وبالتنفيس

3- ثم جاء الرضى شارح الكافية، وهو من علماء القرن السابع الفقهاء بالنحو، فجعل كل انشاء في الجوب موجبا للاقتران بالفاء،  سواء اكان انشاء طلبيا ام غير طلبي.

4- وفطن ابن هشام – وهو من علماء القرن الثامن – في المغني الى امرين من الانشاء الطلبي والانشاء غير الطلبي، وهما الندبة نحو : ان لم

ص186

يتب زيد فياخسره ! والقسم نحو : ان قام زيد فوالله لاقومن.

وزاد على من قبله ان تقترن الجملة بحرف له الصدر، كقوله :

فان اهلك فذى لهب لظاه       على يكاد يلتهب التهابا (13)

 وبتقدير (رب) قبل (ذي)، ورب لها الصدر. وابن هشام هنا قد نظر الى (رب) من ناحية الصدارة، وفاته انها من اساليب الانشاء غير الطلبي.

 5- وكان ذلك التفصيل لم يكن قد شاع بعد بين النحاة شيوعا مستفيضا، فنجد الكمال بن الهمام – وهو من علماء القرن التاسع – يحصر مسائل الفاء محدودة في قوله :

تعلم جواب الشرط حتما قرانه        بفاء اذا ما فعله طلبا اتى
كذا جامدا او مقسما كان او بقد      ورب وسين او بسوف ادر يا فتى
كذا اسمية او كان منفى ما وان         ولن من يحد عما عددنا فقد عتا

وقد نقد ما في هذا النظم بجعل الفعلية قيدا في الطلب – اعني في قوله : (فعله طلبا) لان الطلب اعم من ان يكون فعليا، فقد يكون بالفعل وقد يكون بغيره.

 6- ثم زاد الدنوشري ابيات ابن الهمام بقوله :

كذا ان يكون مجموع شرط مع الجزا       وفي سورة الانعام قد جاء مثبتا

 يشير الى انه اذا كان جواب الشرط جملة شرطية وجب اقترانها بالفاء، كما ورد في قوله تعالى في سورة الانعام : (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ)(14).

ص187

فالقاعدة العامة التي فصلها فقهاء النحو في جميع عصوره، هي ان كل ما لا يصلح للشرط من جمل الجواب يجب اقترانه بالفاء. وعدم الصلاحية يتحقق في الجملة الاسمية والانشائية، وجامدة الفعل لذاتها، وفي الجمل المسبوقة بما، او لن، او ان النافيات، لما اقترن بها من تلك الحروف، وفي الجمل المسبوقة بقد لفظا او تقديرا، او السين ، او سوف، لما تفيده هذه الحروف من اثبات يتنافى مع الشرط.

 وانما لم تصلح جملة الانشاء للشرط لان وضع اداة الشرط على ان تجعل الخبر الذي يليها مفروض الصدق، اما في الماضي نحو : لو جئتني اكرمتك، او في المستقبل نحو : ان زرتني اكرمتك. واما الجزاء فليس شيئا مفروضا، بل هو مترتب على امر مفروض، فجاز وقوعه جملة طلبية او انشائية، نحو : ان لقيت زيدا فأكرمته، وان دخلت الدار فانت حر. ولبعده عن كلمة الشرط جاز وقوعه اسمية وفعلية مصدرا باي حرف كان.

 هذا ما قرره الرضي في التعليل (15).

 وعلى هذا الضوء التفصيلي نستطيع ان نحصر الاساليب الانشائية التي يجب اقترانها بالفاء حينما تقع جوابا للشرط :

 1- في الانشاء الطلبي من الامر والنهي والدعاء – ولو بصيغة الخبر- والاستفهام، والعرض ، والتحضيض، والتمني، الترجي، والنداء. ويدخل في ذلك جميع مجازات الاستفهام والنداء.

أ- والانشاء غير الطلبي، ومنه افعال المقارنة، وافعال المدح والذم، والتعجب، وصيغ العقود، والقسم، ورب، وكم الخبرية.

ص188

ولست بحاجة الى ذكر المثل لهذه الصور ولتفريعاتها الكثيرة، ولكني اريد ان اقول:

ان بعض اقسام هذين الضربين من الانشاء قد يدخل في الاقسام غيرها. فنجد مثلا ان الجواب في قوله تعالى : (وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ) (16) جملة إنشاء طلبي، وهي كذلك داخلة في (الجملة الاسمية) الواجب اقترانها بالفاء.

ونجد ايضا ان الجواب في قوله تعالى : (فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا) (17) جملة انشاء غير طلبي، وهي كذلك داخلة في (الجملة التي فعلها جامد). وكذلك يقول الرجل لعبده : ان حججت فانت حر، فانت حر جملة انشاء غير طلبي، لأنها من صيغ العقود، وهي مع ذلك داخلة في نطاق (الجملة الاسمية).

واريد ان اقول ايضا : ان في جواب الشرط بالاستفهام تفصيلا خاصا ابدع الرضى في بيانه، فجواب الشرط المصدر بأداة الاستفهام اما ان تكون معه الهمزة، واما ان تكون الاداة معه غيرها من ادوات الاستفهام.

 1- فان كان التصدير بالهمزة سواء اكانت الجملة اسمية ام فعلية لم تدخل الفاء، لان الهمزة يجوز دخولها على اداة الشرط، فيقدر تقديم الهمزة على اداة الشرط نحو : ان اكرمتك اتكرمني؟ كأنك قلت : ائن اكرمتك تكرمني؟

ومنه قول على : (وان فعل ذلك اتؤمنون). وقال تعالى : (أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (.) أَلَمْ يَعْلَمْ) (18).

ص189

2- وان كان التصدير بهل وغيرها من ادوات الاستفهام جاز حذف الفاء حملا على الهمزة، وجاز دخول الفاء ايضا، لعدم عراقة تلك الادوات في الاستفهام ؛ فقد ذكر الرضى (19) ان اصل هل ان تكون بمعنى قد كما في قوله تعالى : (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) (20)، أي قد اتى، ثم دخلت عليها الهمزة كما جاء في قوله :

سائل فوارس يربوع بشدتنا       اهل رأونا بسفح القاع ذى الاكم (21)

 وقول خطام المجاشعي :

اهل عرفت الدار بالغريين          وصاليات ككما يُؤَثْفَيْنْ (22)

ثم حذفت الهمزة واقيمت (هل) مقامها.

واما بيان عدم عراقة بقية الادوات فقد سبق بيانه في باب البدل (23).

 فشاهد حذف الفاء قول الله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ) (24)، وقوله تعالى : (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ) (25).

 وشاهد اثباتها قوله تعالى : (قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَنْ يَنْصُرُنِي) (26).

 حذف فاء الجواب :

ومن تمام القول في هذه المسالة ان نذكر ان فاء الجواب الواجب

ص190

الاقتران بها يجوز حذفها في ضرورة الشعر، ومنه قوله :

من يفعل الحسنات الله يشكرها           والشر بالشر عند الله مثلان (27)

 وعن الاخفش ان ذلك واقع في النثر الفصيح، وان منه : (إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ) (28).

وقال ابن مالك : يجوز في النثر نادرا. ومنه حديث اللقطة : (فان جاء صاحبها والا استمتع بها).

وهذا الحديث نموذج لحذف فاء الجواب مع الجملة الانشائية

جواب القسم الاستعطافي المجتمع مع الشرط

هذه المسالة النادرة ذكرها الصبان عرضا (29) عند كلامه على اجتماع الشرط والقسم، وان القاعدة في هذا ان يكون الجواب للسابق.

 وقد ذكر ما يفهم منه ان القسم قسمان : قسم حقيقي، وقسم مجازي استعطافي. فمثال القسم الاستعطافي قوله :

بربك هل ضممت اليك ليلى             قبيل الصبح او قبلت فاها (30)

وقول الاخر :

** بعيشك يا سلمى ارحمى ذا صبابة (31)**

ص191

فهذا القسم الاستعطافي لا بد ان يكون جوابه جملة انشائية، كما في المغني.

ونستطيع ان نستخلص من هذا الكلام امرا يخص موضوعنا، وهو انه اذا اجتمع شرط وقسم استعطافي وكان الجواب للقسم لسبقه، فلابد ان يكون الجواب له جملة انشائية.

والمثال الذي اراه منطبقا على هذه القاعدة التي استنبطتها، وهو ان تقول لمن تحثه على البر : بربك ان لقيت هذا البائس الفقير احسن اليه، او لا تدخر جهدا في عونه.

المراجع :

سيبويه 1 : 804-409 ، 435-438، 443-445، 449-454 ابن يعيش 7 : 40-9/94 : 2 – 4 الرضى 2 : 233 – 250 المغني 1 : 139 – 144/ 2 : 146-147 الشذور 404-414 ابن عقيل 2 : 289-280، 286- 301 التصريح 2 : 245 – 253 الاشموني والصبان 3: 309 – 313/ 4 : 2-32 الهمع 2 : 55-56، 40-62 الخزانة 4 : 505-511.

ص192

_______________________

(1) الآية 11 ، 12 من سورة الصف.

(2) أي العرب، كما في التصريح 2 : 243.

(3) هو ابو طلحة، كما في التصريح 2 : 243، والاصابة لابن حجر 2899. واسم ابي طلحة : زيد بن سهل.

(4) كان ذلك يوم احد، كما في الاصابة. قال في التصريح : (ويروى : لا تتطاول يصبك).

(5) في الخزانة 4 : 630 : ( نسبه الشارح في الباب الذي بعد هذا لحسان، وليس موجود في ديوانه. وقال ابن هشام في شرح المذهب : قائله ابو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم. وقال بعض فضلاء العجم في شرح ابيات المفصل : هو للأعشى). وانظر العيني 4 : 418، وسيبويه 1 : 409.

(6) السيوطي في شرح شواهد المغني 203 : (لم يسم قائله. قال العيني : يخاطب الشاعر به انبه لما تمنى موته). وانظر العيني 4 : 430

(7) لكم، باللام. الحديث اخرجه البخاري في الاذان، وسلم في المساجد، ومالك في الموطأ في قصر الصلاة، الحديث 31.

(8) الآية 12 من سورة العنكبوت.

(9) الآية 58 من سورة يونس.

(10) يعني معاوية ؛ لأنه كان اكولا. ونسب البيت ايضا الى الفرزدق كما في العيني 4: 420 والمغني وشرح شواهده 216.

(11) من شواهد الاشموني 4 : 4.

(12) كتاب سيبويه 1 : 435.

(13) لربيعة بن مقروم الضبي، كما في شرح , كما في شرح شواهد المغني 109 وحماسة ابي تمام بشرح المرزوقي 544.

(14) الآية 35 من سورة الانعام.

(15) الرضى 2 : 244.

(16) الآية 160 من سورة ال عمران.

(17) الآية 19 من سورة النساء.

(18) الآية 13 ، 14 من سورة العلق.

(19) الرضي 2 : 361.

(20) الآية الاولى من سورة الانسان.

(21) لم اهتد الى قائله. وانشده البغدادي في الخزانة 4 : 506.

(22) من رجز لحطام المجاشعي، في الخزانة 1 : 367/4 : 505.

(23) انظر ما سبق في ص132.

(24) الآية 47 من سورة الانعام.

(25) الآية 46 من سورة الانعام.

(26) الآية 63 من سورة هود.

(27) تسب الى عبدالرحمن بن حسان بن ثابت، وروى ايضا لكعب بن مالك الانصاري. الخزانة 3 : 644 وسيبويه 1 : 235. ويروى : (سيان).

(28) الآية 180 من سورة البقرة.

(29) الصبان 4 : 27 – 28.

(30) البيت للمجنون ، كما في شرح شواهد المغني 308 والخزانة والاغاني 4 : 210.

(31) انشده في المغني 2 : 146. ولم يذكر تتمته. وانشده في الهمع 2 : 41 برواية : (بعينيك). وعجزه كما في الدور اللوامع 2 : 45 :

** ابي غير ما يرضيك في السر والجهر **