1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : التربية والتعليم : التربية النفسية والعاطفية :

المراحل التي تسبق العقاب

المؤلف:  د. علي القائمي

المصدر:  تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم

الجزء والصفحة:  ص418-420

18-4-2016

2351

لا تعتبر العقوبات البدنية وبعبارة أخرى ضرب الطفل الخطوة الأولى لإصلاح الطفل أو المرحلة الأولى لبناء شخصية الطفل بل ينبغي ان نطوي مراحل معينة قبل ان نصل الى هذه المرحلة ،... ان الأساس في العملية التربوية هو اللجوء الى أسلوب المحبة والحماية والاشادة والتشجيع وإسداء النصيحة والوعظ والتذكير والتنبيه والتهديد والوعيد واللوم والحرمان والقطيعة والمصالحة لإصلاح الطفل وبناء شخصيته وإذا ما فشلت كل هذه الأساليب في اصلاح الطفل عندها نلجأ الى أسلوب الضرب.

فالوالدان ومن أجل صيانة مصالح الطفل يأمرانه بأداء مهمة ما ويطلبان منه ان ينفذ هذا الأمر، ولو رفض الطفل الإنصياع الى هذا الأمر يطلبان منه بلهجة اشد ان يلبي هذا الأمر وإذا ما رفض الانصياع أيضاً عندها ينبغي التفكير بتطويعه بأسلوب آخر ومن خلال الاخذ بنظر الاعتبار الظروف التي يعيشها، فنحن من حقنا معاقبة الطفل بدنياً ولكن ما هو الهدف من وراء ذلك؟ اليس الهدف هو اصلاح الطفل بشكل حقيقي؟ وفي هذه الحالة ينبغي لنا ان نسلك الطريق الذي يترتب عليه الحد الأدنى من الخسائر والحد الأكثر من الفوائد، كما اننا سنلاحظ ان الضرب الى جانب فوائده التربوية يترك آثاراً سلبية كبيرة على الطفل رغم اننا مضطرون لتعاطي هذا الأسلوب.

ـ الآثار التربوية لهذا الأسلوب :

يعد الضرب عاملاً لجذب انتباه الطفل ووسيلة لإصلاحه وبناء شخصيته ونوعاً من التدبير التربوي البنّاء الذي ينبغي استخدامه ضمن حدود معينة، وهو يترك آثاراً سريعة قد تنجلي بسرعة أو تبقى راسخة، فتأثير الضرب ينجلي بسرعة إذا جاء من غير تدبير ومن دون مقدمات وفي المقابل تبقى آثاره راسخة اذا ما جاء عن تمهيد واعداد واجتياز المراحل اللازمة.

فالطفل الذي لم يأخذه هاجس العقوبة ولم يجرب غضب وعقوبة الوالدين أو لا يخشى العقوبة لا يعد فرداً ناضجاً، فأمثال هذا الطفل يكونون أشخاصاً أنانيين ومغرورين متخبطين يفتقرون لمنهج معين أو يختارون المنهج الذي يخدم اهواءهم وتوجهاتهم فضلاً عن انهم أناس توقعاتهم كبيرة.

العقاب البدني ليس عامل نمو يساهم في تسريع التلقي عند الطفل، فالضرب لا يقود الى رفع مستوى فهم الطفل أو دفعه الى فهم الدرس الذي لم يستوعبه، فالضرب لا يرفع مستوى كفاءة واستعداد الطفل بل هو وسيلة يقظة وتحذير للطفل وعامل محفز له للوقوف على الوضع الذي يعيشه وإعادة النظر في مستقبله.

فالعقوبة البدنية اذا كانت قائمة على أساس العدالة وبدافع خير تترك آثاراً بناءة جداً وتحفز الفرد على مراجعة افعاله وممارساته بشكل جدي، وفي غير هذه الصورة لا يترك الضرب سوى مجموعة من العقد لدى الطفل.

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي