الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
تهذيب الروح
المؤلف: د. علي القائمي
المصدر: تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة: ص154ـ155
15-4-2016
4529
إن تهذيب الروح يعد قسماً من الأهداف الواسعة النطاق والملحوظة في تأهيل الأشخاص وإعادة بناء شخصياتهم وهذا الأمر لا يتم بمعزل عن عملية نمو الجسم حيث يرى علماء النفس كلهم ان الروح مؤثرة في الجسم والعكس صحيح أيضاً.
فمثلما يؤدي الاذى الجسدي الى أذية الروح أو اللذة إلى إدخال السرور عليها فإن الإغتمام يجعل الجسد يستشعر المرض والابتهاج يجعله حيوياً نشطاً، ولقد برهن العلم اليوم على ان الغموم والهموم تؤثر في إصابة الأمعاء والاحشاء بمختلف انواع الاختلالات.
يعتبر تهذيب الروح من القضايا الضرورية في حياة الإنسان وأن التباين بين الإنسان الطبيعي وغير الطبيعي والكامل والناقص يرتبط الى حد كبير بهذا الأمر، فمن يطغى التعب والكسل على روحه ولا يتمتع بالسلامة يكون غير عادي ولا منتظم وعلينا ان نعمل على تأهيله وبناء شخصيته مجدداً.
ـ محاور الموضوع :
من الضرورة بمكان الإلتفات في إطار تهذيب الروح الى ان الأبعاد الوجودية للإنسان متعلقة ببعضها الآخر وبالتالي لا بد من تنمية القوى والملكات الآدمية وليكون الإنسان أنموذجاً حياً لكل ما هو حسن وجذاب تنعم فيه نفسه وذاته.
وفي إطار تهذيب الروح أيضاً يجب الإهتمام بالأبعاد المختلفة للإنسان مثل طبيعته وفطرته والجوانب الوراثية فيه والقضايا المتعلقة بوعيه مثل (الاحاسيس والإدراك والعواطف والميول والآمال) وحالات مثل العجب بالنفس والجموح بالخيال والحرص واللهو وإطاعة الشهوات، والميل نحو الحريات المشروطة والاصلية، والرغبة في الوصول الى الأهداف السامية وآثار البيئة عليه والتي تمثل بمجموعها كياناً مركباً من ميزات جسمية وروحية.
ـ عقبات النمو :
كما هو معروف ان كثيراً من الأطفال يمنعون على انفسهم ان يكبروا وينموا، وبعبارة أخرى يلتصق مثل هذا النوع بأحضان امه ويسعى دوماً لأن يكون طفلاً صغيراً ويتمادى أحياناً في طفولته حتى كأنه لا يجرؤ على الكبر ويصعب عليه تحمل المسؤولية مما يجعله يفكر بأن الكبر في السن خطر يهدد حياته.
إن تحفيز مثل هؤلاء الأطفال على مصاحبة الاكبر وتشجيعهم ونصحهم وإقحامهم في ميادين المنافسة وتقوية جرأتهم ورفع معنوياتهم هو السبيل الى انتشالهم مما هم فيه علماً انه لا وجود لأسلوب محدد في إعادة بناء الشخصية وتأهيلها حيث ينبغي التعاطي مع الظرف القائم والإمكانات المتوفرة للمربي في تربية الطفل.