تأملات قرآنية
مصطلحات قرآنية
هل تعلم
علوم القرآن
أسباب النزول
التفسير والمفسرون
التفسير
مفهوم التفسير
التفسير الموضوعي
التأويل
مناهج التفسير
منهج تفسير القرآن بالقرآن
منهج التفسير الفقهي
منهج التفسير الأثري أو الروائي
منهج التفسير الإجتهادي
منهج التفسير الأدبي
منهج التفسير اللغوي
منهج التفسير العرفاني
منهج التفسير بالرأي
منهج التفسير العلمي
مواضيع عامة في المناهج
التفاسير وتراجم مفسريها
التفاسير
تراجم المفسرين
القراء والقراءات
القرآء
رأي المفسرين في القراءات
تحليل النص القرآني
أحكام التلاوة
تاريخ القرآن
جمع وتدوين القرآن
التحريف ونفيه عن القرآن
نزول القرآن
الناسخ والمنسوخ
المحكم والمتشابه
المكي والمدني
الأمثال في القرآن
فضائل السور
مواضيع عامة في علوم القرآن
فضائل اهل البيت القرآنية
الشفاء في القرآن
رسم وحركات القرآن
القسم في القرآن
اشباه ونظائر
آداب قراءة القرآن
الإعجاز القرآني
الوحي القرآني
الصرفة وموضوعاتها
الإعجاز الغيبي
الإعجاز العلمي والطبيعي
الإعجاز البلاغي والبياني
الإعجاز العددي
مواضيع إعجازية عامة
قصص قرآنية
قصص الأنبياء
قصة النبي ابراهيم وقومه
قصة النبي إدريس وقومه
قصة النبي اسماعيل
قصة النبي ذو الكفل
قصة النبي لوط وقومه
قصة النبي موسى وهارون وقومهم
قصة النبي داوود وقومه
قصة النبي زكريا وابنه يحيى
قصة النبي شعيب وقومه
قصة النبي سليمان وقومه
قصة النبي صالح وقومه
قصة النبي نوح وقومه
قصة النبي هود وقومه
قصة النبي إسحاق ويعقوب ويوسف
قصة النبي يونس وقومه
قصة النبي إلياس واليسع
قصة ذي القرنين وقصص أخرى
قصة نبي الله آدم
قصة نبي الله عيسى وقومه
قصة النبي أيوب وقومه
قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله
سيرة النبي والائمة
سيرة الإمام المهدي ـ عليه السلام
سيرة الامام علي ـ عليه السلام
سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله
مواضيع عامة في سيرة النبي والأئمة
حضارات
مقالات عامة من التاريخ الإسلامي
العصر الجاهلي قبل الإسلام
اليهود
مواضيع عامة في القصص القرآنية
العقائد في القرآن
أصول
التوحيد
النبوة
العدل
الامامة
المعاد
سؤال وجواب
شبهات وردود
فرق واديان ومذاهب
الشفاعة والتوسل
مقالات عقائدية عامة
قضايا أخلاقية في القرآن الكريم
قضايا إجتماعية في القرآن الكريم
مقالات قرآنية
التفسير الجامع
حرف الألف
سورة آل عمران
سورة الأنعام
سورة الأعراف
سورة الأنفال
سورة إبراهيم
سورة الإسراء
سورة الأنبياء
سورة الأحزاب
سورة الأحقاف
سورة الإنسان
سورة الانفطار
سورة الإنشقاق
سورة الأعلى
سورة الإخلاص
حرف الباء
سورة البقرة
سورة البروج
سورة البلد
سورة البينة
حرف التاء
سورة التوبة
سورة التغابن
سورة التحريم
سورة التكوير
سورة التين
سورة التكاثر
حرف الجيم
سورة الجاثية
سورة الجمعة
سورة الجن
حرف الحاء
سورة الحجر
سورة الحج
سورة الحديد
سورة الحشر
سورة الحاقة
الحجرات
حرف الدال
سورة الدخان
حرف الذال
سورة الذاريات
حرف الراء
سورة الرعد
سورة الروم
سورة الرحمن
حرف الزاي
سورة الزمر
سورة الزخرف
سورة الزلزلة
حرف السين
سورة السجدة
سورة سبأ
حرف الشين
سورة الشعراء
سورة الشورى
سورة الشمس
سورة الشرح
حرف الصاد
سورة الصافات
سورة ص
سورة الصف
حرف الضاد
سورة الضحى
حرف الطاء
سورة طه
سورة الطور
سورة الطلاق
سورة الطارق
حرف العين
سورة العنكبوت
سورة عبس
سورة العلق
سورة العاديات
سورة العصر
حرف الغين
سورة غافر
سورة الغاشية
حرف الفاء
سورة الفاتحة
سورة الفرقان
سورة فاطر
سورة فصلت
سورة الفتح
سورة الفجر
سورة الفيل
سورة الفلق
حرف القاف
سورة القصص
سورة ق
سورة القمر
سورة القلم
سورة القيامة
سورة القدر
سورة القارعة
سورة قريش
حرف الكاف
سورة الكهف
سورة الكوثر
سورة الكافرون
حرف اللام
سورة لقمان
سورة الليل
حرف الميم
سورة المائدة
سورة مريم
سورة المؤمنين
سورة محمد
سورة المجادلة
سورة الممتحنة
سورة المنافقين
سورة المُلك
سورة المعارج
سورة المزمل
سورة المدثر
سورة المرسلات
سورة المطففين
سورة الماعون
سورة المسد
حرف النون
سورة النساء
سورة النحل
سورة النور
سورة النمل
سورة النجم
سورة نوح
سورة النبأ
سورة النازعات
سورة النصر
سورة الناس
حرف الهاء
سورة هود
سورة الهمزة
حرف الواو
سورة الواقعة
حرف الياء
سورة يونس
سورة يوسف
سورة يس
آيات الأحكام
العبادات
المعاملات
الظاهرة السبئية
المؤلف: د. احسان الامين.
المصدر: التفسير بالمأثور وتطويره عند الشيعة
الجزء والصفحة: ص273-288 .
18-3-2016
3199
اهتمّ الباحثون كثيرا بمسألة «عبد اللّه بن سبأ» ودوره في التاريخ والفكر الاسلامي ومنهم دارسو التفسير عند الشيعة ، وعند متابعة ما كتب بهذا الشأن نجد أنّهم رسموا له أدورا متعدّدة :
1- فمنهم من جعله مرجع جميع الفتن «فقاتل الخليفة الثاني فارسي مرسل من جمعية سريّة لقومه ، وقتلة الخليفة الثالث كانوا مفتونين بدسائس عبد اللّه بن سبأ اليهودي ، وإلى جمعية السبئيين وجمعيات الفرس ترجع جميع الفتن السياسية وأكاذيب الرواية في الصّدر الأوّل» «1» .
2- وأعطاه البعض دورا كبيرا في وضع الحديث والإسرائيليات وجعله مصدرا أساسيا لما تسرب منها في كتب الحديث فقال عنه : إنّه «من أئمّة الضلال ورءوس الفساد والافساد ، عبد اللّه بن سبأ اليهودي الّذي تبطّن الكفر والتحف الإسلام وتظاهر بالتشيّع لآل البيت خداعا منه واحتيالا على بثّ سمومه وأفكاره الخبيثة بين المسلمين» «2» .
«فنجد بعض ما فيها من معتقدات لبعض الفرق قد تسرب لها عن طريق اليهود . . .
ويحدّثنا أبو منصور البغدادي صاحب الفرق بين الفرق أنّ عقيدة السبئية في أنّ عليّا- عليه السلام- لم يقتل ولكنّه رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم ، ضلالة فرخها في الأصل عقل عبد اللّه بن سبأ اليهودي ثمّ نشرها وروّج لها بين أصحابه . . .» «3» .
3- وأنّه كان مصدر عقيدة الرّجعة عند الشيعة وغيرها الكثير من المسائل الكلامية ، فقالوا : «وقالت الشيعة في الرّجعة على نحو ما قاله اليهود ، فقد كان عند اليهود أنّ النبي إلياس صعد إلى السماء وسيعود فيغيّر الدين والقانون ، فقال ابن سبأ اليهودي- كما حكى ابن حزم- لمّا قتل علي : لو أتيتمونا بدماغه ألف مرّة ما صدقنا موته ولا يموت حتّى يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، ونمت هذه الفكرة عند الشيعة فنشأت عنها عقيدتهم في المهدي المنتظر .
ممّا تقدّم نرى أن كثيرا من المسائل الكلامية وغيرها كان منبعها اليهود وأنّها قيلت على مثال ما قالوا . . .» «4» .
ونريد من بحثنا في الموضوع الاجابة عن الأسئلة التالية :
1- ما هي عقيدة السبئية تحديدا ؟
2- وما هي مصدرها الفكري ؟
3- وما هي علاقتها «بعبد اللّه بن سبأ» ؟
4- ومتى ظهرت تلك العقيدة ؟
5- وما علاقتها بعقائد الشيعة ؟
وسوف لا نتطرق في البحث حول حقيقة وجود «عبد اللّه بن سبأ» إذ «نفى وجود ابن سبأ عدد من الكتاب المحدثين كان من بينهم الدكتور علي الوردي الّذي سبقت الإشارة إليه ، والدكتور طه حسين ، والدكتور كامل مصطفى الشيبي ، والعلّامة السيّد مرتضى العسكري الّذي ألّف كتابا في الموضوع أسماه عبد اللّه بن سبأ» «5» «6» .
فإنّ وجوده أو عدم وجوده شيء ، وصحّة ما نسب له وما رسمت له من أدوار شيء آخر .
وقد زخر تاريخ العالم بكل شعوبه بشخصيات اسطورية كتبت لها القصص ورسمت لها أدوار خرافية عظيمة ، بل ألّفت في أخبارها مئاب الكتب حتّى في عصرنا الحاضر ، ومع ذلك كلّه فلم يكن لتلك الشخصيات وجود خارجي ، أو كانت في الأغلب شخصيات حقيقية ذات أدوار عاديّة ، ولكنّها أحيطت بواسطة الكتّاب والادباء أو مؤلفي الأساطير بهالة من الأدوار الملائكية ، أو البطولية الخارقة «7» .
وتدرس اليوم هذه الأساطير في علم جديد سمّي الميثولوجيا ومعناه العلم المختص بدراسة الحكايات التقليدية عن الآلهة والأبطال .
ولذا سيتركز بحثنا عن شخصية عبد اللّه بن سبأ : دوره وما نسب إليه من عقائد وآراء :
فمن خلال مراجعة المصادر التاريخية ، نجد أنّها ترجع في رواياتها عن عبد اللّه بن سبأ إلى الطبري ، الّذي يرجع بدوره إلى سيف ، فيما يرجع الآخرون كابن عساكر والذهبي إلى سيف مباشرة ، وقد أثبت العلّامة العسكري في تحقيقه الفذ رجوع من روى عن قضيّة عبد اللّه بن سبأ فيما بعد الطبري إلى الطبري الّذي روى بدوره كمصدر وحيد في تلك القصّة عن سيف بن عمر البرجمي (ت : 170 هـ) .
سلسلة رواة الأسطورة السبئيّة
وفيما يلي ننقل صورة الجدول الّذي أعده العلّامة العسكري نتيجة بحثه والّذي يبين تسلسل الرواة حتّى الطبري «8» :
سيف بن عمر التميمي المتوفّى بعد 170 هـ رواته
[تصوير]
آراء علماء الرّجال في سيف ورواته :
لقد أورد السيّد العسكري تفصيلات وافية عن دور سيف في تزوير التاريخ واختلاق الحوادث ، وأوصل بحثه إلى أنّ نقّاد الرجال قالوا : إنّ سيفا يروي عن خلق كثير من المجهولين ، ضعيف الحديث ، ليس بشيء ، متروك ، يضع الحديث ، وهو في الرواية ساقط ، يروي الموضوعات عن الثقات ، عامّة حديثه منكر ، متهم بالوضع والزندقة .
فقد اتّفق علماء الرجال على ضعف سيف ، بل على زندقته ووضعه للحديث ، فقد قال عنه أبو داود : «ليس بشيء ، كذّاب» ، ومثله ما قاله النّسائي : «ضعيف ، متروك الحديث ليس بثقة ولا مأمون» وعنه قال ابن حبان : «يروي الموضوعات عن الأثبات ، اتّهم بالزندقة وقالوا : كان يضع الحديث» .
وقال ابن عدي : «ضعيف ، بعض أحاديثه مشهورة وعامتها منكرة لم يتابع عليها» .
وقال الحاكم : «متروك ، اتّهم بالزندقة» .
وضعّفه غيرهم من أئمّة الحديث ورجاله «9» .
أمّا بروكلمان فيقول أنّ سيفا كان «يحرّف الأحاديث والأحداث يعظّم بعضا ويحقّر بعضا ، ولكنّه كان يحسن الوصف والبيان ، فاغترّ الطبري بذلك واختار كتبه مصدرا أصيلا في تاريخه لما روى من الوقائع من أوائل الاسلام ، وتبع الطبري المتأخرون ، وفلهاوزن هو الآخر لم يعد سيفا من بين المؤرخين الثقات» «10» .
وأمّا راويا أحاديثه فهما : السّري (بن يحيى) «11» كما يسمّيه الطبري وهو ليس بالسري بن يحيى الثقة ، لأنّ السري بن يحيى يكون زمانه أقدم من الطبري؛ فقد توفي سنة 167 هـ ، في حين ولد الطبري سنة 224 هـ ، فالفرق بينهما سبعة وخمسون عاما ، ولا يوجد عند الرواة سري بن يحيى غيره ، ولذلك يفترض أهل الجرح والتعديل أنّ السّري الّذي يروي عنه الطبري يجب أن يكون واحدا من اثنين : كل منهما كذّاب وهما : السّري بن إسماعيل الهمداني الكوفي ، وهو أوّلهما ، وثانيهما السّري بن عاصم الهمداني نزيل بغداد المتوفّى سنة 258 ، والّذي أدرك ابن جرير الطبري وعاصره أكثر من ثلاثين عاما . وكل من هذين قد كذّبه أهل الحديث واتّهموه بالوضع ، فقد كذّبهما صاحب تهذيب التهذيب ، وصاحب ميزان الاعتدال ، وصاحب تذكرة الموضوعات ، وصاحب لسان الميزان وغيرهم ، . . . وقد ذكر النقاد للطبري سبعمائة حديث وحديثا واحدا ، وهذه الأحاديث تغطي زمن الخلفاء الثلاثة ، وأسانيد هذه الروايات كلّها عن السّري الكذاب وعن شعيب المجهول عن سيف الوضّاع المتّهم بالزندقة «12» .
مراجعة النصوص «السبئيّة»
مع غض النظر عن صحّة النصوص أو عدمها ، فإنّنا بمراجعة ما ورد من نصوص تاريخية سواء عن طرق الجمهور كتاريخ الطبري ورواياته عن سيف ، أو ما ورد في كتب الفرق لكلا الفريقين ، أو رجوعا إلى روايات الكشي الخمس عن عبد اللّه بن سبأ ، وهو من كتب الرجال المعروفة والأساسية عند الشيعة ، فانّنا نجد صورتين متضادتين لشخصية عبد اللّه بن سبأ ، وهما :
أوّلا : طبق روايات الكشي الخمس ، فإن «عبد اللّه بن سبأ كان يدعي النبوّة ويزعم أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) هو اللّه ، تعالى عن ذلك علوّا كبيرا ، فبلغ ذلك أمير المؤمنين (عليه السلام) فدعاه وسأله فأقرّ بذلك ، وقال : نعم ، أنت هو ، وقد كان القي في روعي أنّك أنت اللّه وأنّي نبي!! فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك امّك وتب ، فأبى ، فحبسه واستتابه ثلاثة أيّام فلم يتب فأحرقه بالنار .
وقال : إنّ الشيطان استهواه فكان يأتيه ويلقي في روعه ذلك» «13» .
وفي رواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) : «لعن اللّه عبد اللّه بن سبأ إنّه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين (عليه السلام)» «14» .
وتلك الصورة تفيد أن عبد اللّه بن سبأ كان قد غلا في عليّ- أيّام خلافته- فاستتابه علي فلم يتب ، فأحرقه بالنار ، وانتهى بذلك وجوده ودوره .
ثانيا : أمّا الصورة الثانية لعبد اللّه بن سبأ ، كما في تأريخ الطبري وغيره عن سيف ، فهي لا تتّهم عبد اللّه بن سبأ بالغلوّ والقول بإلهية عليّ ولكنّها تصوّر لعبد اللّه هذا أدوارا سياسية خطيرة طالت معظم وجود الدولة الاسلامية ، فهي تتلخّص : «بأنّ يهوديا من صنعاء اليمن أظهر الإسلام في عصر عثمان واندسّ بين المسلمين وأخذ يتنقّل في حواضرهم وعواصم بلادهم : الشام ، والكوفة ، والبصرة ، ومصر ، مبشّرا بأنّ للنبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) رجعة ، كما أنّ لعيسى بن مريم رجعة ، وأنّ عليّا هو وصيّ محمّد (صلى الله عليه وآله) كما كان لكلّ نبيّ وصيّ ، وأنّ عليّا خاتم الأوصياء كما كان محمّد (صلى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء . وأنّ عثمان غاصب حقّ هذا الوصيّ وظالمه فيجب مناهضته لإرجاع الحقّ إلى أهله!
وسمّوا بطل قصّتهم (عبد اللّه بن سبأ) ولقّبوه ب (ابن الأمة السّوداء) وزعموا أن (عبد اللّه بن سبأ) هذا بثّ في البلاد الإسلامية دعاته وأشار عليهم أن يظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والطّعن في الامراء . فمال إليه وتبعه على ذلك جماعات من المسلمين ، فيهم الصحابي الكبير والتابعي الصالح ، من أمثال أبي ذر ، وعمار بن ياسر ، ومحمّد بن أبي حذيفة ، وعبد الرّحمن بن عديس ، ومحمّد بن أبي بكر ، وصعصعة ابن صوحان العبدي ، ومالك الأشتر ، وغيرهم من أبرار المسلمين وأخيارهم .
وزعموا : أنّ السّبئيّين أينما كانوا أخذوا يثيرون الناس على ولاتهم- تنفيذا لخطّة زعيمهم- ويضعون كتبا في عيوب الامراء ، ويرسلونها إلى غير مصرهم من الأمصار فنتج من ذلك قيام جماعات من المسلمين بتحريض السبئيّين ، وقدومهم إلى المدينة ، وحصرهم عثمان في داره حتّى قتل فيها . إنّ كلّ ذلك كان بقيادة السبئيّين ومباشرتهم .
وزعموا : أنّ المسلمين بعد أن بايعوا عليا وخرج طلحة والزّبير إلى البصرة لحرب الجمل رأى السبئيّون أنّ رؤساء الجيشين أخذوا يتفاهمون ، وأنّهم إن تمّ ذلك سيؤخذون بدم عثمان . فاجتمعوا ليلا وقرّروا أن يندسّوا بين الجيشين ويثيروا الحرب بكرة دون علم غيرهم؛ وأنّهم استطاعوا أن ينفّذوا هذا القرار الخطير في غلس اللّيل قبل أن ينتبه الجيشان المتقابلان . فناوش المندسّون من السبئيّين في جيش عليّ من كان بإزائهم من جيش البصرة ، والمندسّون منهم في جيش البصرة من كان بإزائهم في جيش علي؛ ففزع الجيشان وفزع رؤساؤهما وظنّ كلّ بخصمه شرّا .
وزعموا : أنّ حرب البصرة المشهورة بحرب الجمل وقعت هكذا دون أن يكون لرؤساء الجيش فيها رأي أو علم!! .
إلى هنا ينتهي هذا القاصّ من نقل قصّة السبئيّين ولا يذكر بعد ذلك عن مصيرهم شيئا» «15» .
لذا فإنّ «عبد اللّه» هذا في صورته الثانية :
1- يهودي من اليمن . 2- أظهر الاسلام .
3- بشّر برجعة النبيّ محمّد (صلى الله عليه واله وسلم) .
4- وأن عليّا هو وصي محمّد (صلى الله عليه وآله) كما كان لكل نبيّ وصيّ ، وأنّ عليّا خاتم الأوصياء كما كان محمّد (صلى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء .
5- وأن عثمان غاصب حق هذا الوصي فيجب مناهضته لإرجاع الحق إلى أهله .
6- وأنّه تبعه كبار الصحابة وخيرة التابعين من أمثال أبي ذر ، وعمار بن ياسر ، ومحمّد بن أبي حذيفة ، وعبد الرّحمن بن عديس ، ومحمّد بن أبي بكر . . .
7- وأنّ السبئية هم الّذين أجّجوا الفتنة الكبرى على عثمان وكانوا السبب وراء حرب الجمل «16» . . .
ويلاحظ أوّلا من حيث السند انّ مرجع تلك الروايات من حيث الإسناد هو سيف بن عمر التميمي الّذي قال عنه يحيى بن حصين كما في ميزان الاعتدال (2/ 255) : «ضعيف الحديث فلس خير منه» .
مناقشة في متن الروايات
أمّا من حيث المتن فيلاحظ في روايات عبد اللّه بن سبأ في صورته الثانية ما يلي :
1- أن عبد اللّه بن سبأ لم يكن أوّل من أطلق دعوة رجعة النبيّ (صلى الله عليه وآله)- كما إنّ لعيسى (عليه السلام) رجعة- ، فقد ذكر ابن الأثير : (فلمّا توفي- النبيّ (صلى الله عليه وآله)- قام عمر فقال :
«إن رجالا من المنافقين يزعمون أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) توفي ، وإنّه واللّه ما مات ولكن ذهب إلى ربّه كما ذهب موسى بن عمران ، واللّه ليرجعن رسول اللّه فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أنّه مات» «17» .
2- حاول كثير من الكتّاب أن يرجعوا عقائد الشيعة ، ومنها عقيدتهم في الرجعة والوصية والمهدي المنتظر (عج) إلى عبد اللّه بن سبأ الّذي «انتقل إلى المدينة وبثّ فيها أقوالا وآراء منافية لروح الاسلام ونابعة من يهوديته ومن معتقدات فارسية كانت شائعة في اليمن . . . وادعى أن لكل نبي وصيّا وأنّ عليّا وصيّ محمّد ، كما ادعى أن في عليّ جزءا إلهيّا . . . وبعد استشهاد علي قال إنّه لم يقتل وسيرجع ، وبذلك وضع فكرة الرجعة عند الشيعة» «18» .
ولهذا الأمر جذور تاريخية؛ إذ نسبوا للشعبي قوله :
«قال الشعبي : أحذرّك الأهواء المضلّة ، فإنّها يهود هذه الامّة يبغضون الاسلام كما يبغض اليهود النصرانية ، ولم يدخلوا الاسلام رغبة ولا رهبة من اللّه . إن محبة الرافضة محبة اليهود . قالت اليهود لا يكون الملك إلّا في آل داود ، وقالت الرافضة لا يكون الملك إلّا في آل علي ، وقالت اليهود لا يكون جهاد في سبيل اللّه حتّى يخرج المسيح ، وقالت الرافضة لا جهاد في سبيل اللّه حتّى يخرج المهدي ، واليهود يؤخرون صلاة المغرب حتّى تشتبك النجوم وكذلك الرافضة» «19» .
وإلى قريب من ذلك ذهب ابن حزم في الملل والنحل .
ويلاحظ في كبرى تلك المقولات أنّ العقائد المذكورة أوّلا لم تثبت نسبتها إلى اليهودية أو غيرها ، فإنّ عقيدة رجعة المسيح (عليه السلام) وردت عند المسلمين سنّة وشيعة «20» ، كما يذهب إلى الإيمان بظهور المهدي المنتظر عامّة المسلمين وإن اختلفوا في تفاصيل ذلك «21» ، أمّا موضوع الوصية فإنّها من أحكام الاسلام ، وتواتر عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه لمّا نزل عليه قوله تعالى : {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ} [الشعراء : 214] جمع أقاربه وعددهم أربعون على فخذ شاة وطلب منهم أن يؤازروه على الدعوة فلم يقم إليه إلّا علي فأخذ برقبته وقال : هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا «22» .
كما إنّه لم يعرف أن لليهود صلاة يشترط فيها وقت الغروب ، أمّا قولهم الخلافة في آل علي فقد روي مثيله عن الرسول (صلى الله عليه وآله) : الخلفاء اثنا عشر ، كلّهم من قريش ، فقد روى مسلم بسنده عن جابر بن سمرة أنّه سمع النبيّ يقول : (لا يزال الدّين قائما حتّى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش) «23» .
كما إن هناك مناقشة في صغرى تلك الدعاوي إذ لا تشترط الشيعة في صلاة المغرب اشتباك النجوم وإنّما اجماعهم أنّها بعد غروب الشمس مباشرة مع الاحتياط في ذهاب الحمرة المشرقية ، أمّا الجهاد فحكمه قائم في كل وقت بشروطه «24» .
3- وعلى أيّة حال فإنّ الصورة الثانية لا تلتقي مع الصورة الاولى إلّا في الاسم : عبد اللّه بن سبأ .
أمّا التفاصيل فهي نقيض بعضها البعض ، فإن جملة ما نسب إلى ابن سبأ في الثانية لا تدخل في باب الوهية عليّ (عليه السلام) الّتي قالها في الروايات الاولى .
وإنّما هي مجموعة آراء في إمامة علي ووصايته عن الرسول (صلى الله عليه وآله) ورفض غيره مع بعض الاضافات الاخرى .
4- ويلاحظ هذا التخبط والاضطراب في كتب الفرق والملل أيضا ، الّتي جمعت التناقضات في ما نسبته إلى عبد اللّه بن سبأ .
فهذا الشهرستاني يقول : «السبائية أصحاب عبد اللّه بن سبأ الّذي قال لعلي (كرم اللّه وجهه) «أنت أنت» يعني أنت الإله ، فنفاه إلى المدائن» ثمّ يقول :
«زعموا أنّه كان يهوديا فأسلم ، وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون وصي موسى (عليه السلام) مثل ما قال في علي (عليه السلام) . وهو أوّل من أظهر القول بالنص بإمامة عليّ (عليه السلام) . ومنه انشعبت أصناف الغلاة» «25» .
وواضح أنّ الدعوة إلى الوهية عليّ ، والقول بإمامته ووصايته عن الرسول (صلى الله عليه وآله) لا تلتقيان .
ولم يسلم ابن طاهر البغدادي من ذلك فقال مرّة :
«3- وأمّا الروافض فإنّ السبئية منهم أظهروا بدعتهم في زمان علي (عليه السلام) فقال بعضهم لعلي أنت الإله ، فأحرق علي قوما منهم . . .» .
ثمّ عاد فقال : «122- السبئية : أتباع عبد اللّه بن سبأ الّذي غلا في علي (عليه السلام)وزعم أنّه نبيّ ، ثمّ غلا فيه حتّى زعم أنّه إله» .
وقال أيضا : «وهذه الطائفة تزعم أنّ المهدي المنتظر إنّما هو علي دون غيره» .
ورابعة نقل عن الشعبي أنّ من أقوال السبئية : «وأنّ عليّا (عليه السلام) وصي محمّد (صلى الله عليه وآله) وأنّه خير الأوصياء كما إنّ محمّدا خير الأنبياء» .
فلم يعلم من هذا أنّ ابن سبأ كان يقول بإلهية عليّ ، أو نبوّته ، أو وصايته ، أو أنّه المهديّ المنتظر . . .!!
وتجد التخبّط أكثر وضوحا عند ما يجعل من ابن سبأ يهوديا لكنّه يريد إفساد عقائد المسلمين باعتقادات النصارى ، لتكون النصرانية مصدرا لعقائد الشيعة ، لا اليهودية ، فهو يقول :
«وقال المحققون من أهل السنّة : إنّ ابن السوداء كان على هوى دين اليهود وأراد أن يفسد على المسلمين دينهم بتأويلاته في علي وأولاده لكي يعتقدوا فيه ما اعتقدت النصارى في عيسى (عليه السلام)» «26» .
ونجد نفس الأمر عند النوبختي الّذي نسب الغلوّ إليه فقال عنه مرّة : «وأوّل من قال منها بالغلوّ وهذه الفرقة تسمّى (السبئية) أصحاب عبد اللّه بن سبأ» .
ولكنّه عاد فنسب إلى جماعة من أهل العلم «أن عبد اللّه بن سبأ كان يهوديا فأسلم . . . وهو أوّل من شهر القول بفرض إمامة علي (عليه السلام) وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه ، فمن هناك قال من خالف الشيعة أنّ أصل الرفض مأخوذ من اليهودية» «27» .
وكذا الأشعري القمي الّذي جعل السبئية «أوّل فرقة قالت في الاسلام بالوقف بعد النبيّ من هذه الامّة ، وأوّل من قال بينها بالغلوّ ، وهذه الفرقة تسمّى السبائية أصحاب عبد اللّه بن سبأ ، وهو عبد اللّه بن وهب بن سبأ الراسبي الهمداني ، وساعده على ذلك عبد اللّه بن حرس وابن أسود وهما من أجلّة أصحابه» .
ولكنّه مرّة يقول : أنّه «أوّل من أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرّأ منهم . . . فأخذه علي فسأله عن ذلك فأقرّ به وأمر بقتله فصاح الناس إليه من كل ناحية : يا أمير المؤمنين! أ تقتل رجلا يدعو إلى حبّكم أهل البيت وإلى ولايتك والبراءة من أعدائك؟ فسيّره إلى المدائن» .
وثانية يقول : «ولمّا بلغ ابن سبأ وأصحابه نعي علي . . . ، قالوا : إنّه لم يمت ولم يقتل وأنّه لا يموت حتّى يسوق العرب ويملك الأرض بعصاه» .
وثالثة أنّهم : « . . . وقالوا بعد ذلك في علي أنّه إله العالمين وأنّه توارى عن خلقه سخطا منه عليهم وسيظهر» «28» .
ومنه يظهر التناقض والتضاد في أقوال اصحاب الفرق والنحل ممّا يسلب الانسان الاعتماد على مقولاتهم الّتي أخذ بها بعضهم من بعض وخلط بها غيرها من أقاويل متهافتة .
5- لقد رسمت هذه الروايات أدوارا خياليّة لشخص يسلم مؤخرا زمن عثمان أو علي ولكنّه يستطيع بفترة قصيرة أن يكون العقل المدبر للأحداث ، يدير بها جملة من وجوه الصحابة ، ويجول البلاد طولا وعرضا ، دون أن يناله خطر أو عقوبة ، وهو دور لا يمكن أن يتصوّر للأوضاع البدائية الاولى في صدر الاسلام ، بل يتناسب مع عقلية العصر العباسي- الذي وضعت فيه هذه الروايات- كما أشار إلى ذلك جملة من الباحثين «29» .
الخلاصة :
لا يمكن الاعتماد على روايات عبد اللّه بن سبأ لا من حيث السند؛ إذ ترجع إلى سيف ابن عمر التميمي الزنديق الكذّاب ، الوضاع ، ولا من حيث المتن؛ لوجود تناقضات كثيرة فيها .
ولو كان لعبد اللّه بن سبأ وجود فهو شخص قد غلا في علي (عليه السلام) بنسبة الربوبية إليه ، فاستتابه علي ثلاثة أيّام ، فلم يتب ، فأحرقه بالنهار وانتهى أمره .
ثمّ جاء سيف ورسم لهذا الشخص أدوارا اسطورية عبّر فيها عن ميوله الأموية .
ومن ثمّ وجد أعداء الشيعة وخصومهم في هذه الاسطورة ضالتهم المنشودة ليجعلوا منها المرجع في العقائد الشيعية ومنه نسبتها إلى اليهودية .
ولا تصمد هذه المرويّات جملة وتفصيلا أمام النقد العلمي والبحث التاريخي الدقيق .
_______________________
(1)- مجلّة المنار/ محمّد رشيد رضا/ ج 8/ م 27 .
(2)- الإسرائيليات في التفسير والحديث/ الذهبي/ ص 7 .
(3)- م . ن/ ص 25 .
(4)- الإسرائيليات وأثرها في التفسير/ د . رمزي نعناعة/ ص 115 ، وأيضا انظر : تاريخ آداب- العرب/ الرافعي/ ج 1/ ص 276 ، العقائد الباطنية وحكم الاسلام فيها/ د . صابر طعيمة/ ص 24 فما بعدها .
(5)- تاريخ الإمامية وأسلافهم من الشيعة/ د . عبد اللّه الفياض/ ص 110/ وفي هامشه ذكر مصادر قوله : الفتنة الكبرى/ طه حسين/ ج 1 ، الصلة بين التصوّف والتشيّع/ كامل الشيبي/ ج 1 ، عبد اللّه بن سبأ/ السيّد العسكري .
(6)- قال الإمام الخوئي (قدس سره) : « . . . مضافا إلى أنّ اسطورة عبد اللّه بن سبأ وقصص مشاغباته الهائلة موضوعة مختلقة اختلقها سيف بن عمر الوضّاع الكذّاب ، ولا يسعنا المقام الإطالة في ذلك والتدليل عليه ، وقد أغنانا العلّامة الجليل والباحث المحقق السيّد مرتضى العسكري في ما قدّم من دراسات عميقة دقيقة عن هذه القصص الخرافية وعن سيف وموضوعاته في مجلّدين ضخمين باسم (عبد اللّه بن سبأ) وفي كتابه الآخر (خمسون ومائة صحابي مختلق)» . معجم رجال الحديث/ السيّد الخوئي/ ج 11/ ص 207 .
(7)- في المعجم الوسيط : الأساطير : الأباطيل والأحاديث العجيبة .
وقسم ادوارد تايلور (1832- 1917) الأساطير بصفة عامّة إلى بابين كبيرين هما : الأساطير النقية وهي الّتي تنبعث من المخيلة وحدها ، وغير النقية وهي الّتي تجمع في تكوينها بين الحقيقة والخيال . راجع معجم ديانات وأساطير العالم للاستاذ د . إمام عبد الفتاح إمام/ في ثلاثة أجزاء ضمنها أكثر من ألفي اسطورة لمختلف الشعوب .
(8)- عبد اللّه بن سبأ وأساطير اخرى/ السيّد مرتضى العسكري/ ج 1/ ص 72 .
(9)- انظر : عبد اللّه بن سبأ وأساطير اخرى/ ج 1/ ص 74- 76/ ط 6 .
(10)- نشأة التشيّع/ د . الفياض/ ص 96 .
(11)- يروي الطبري قصّة عبد اللّه بن سبأ عن سيف بن عمر بطريقين :
1) عن عبيد اللّه بن سعيد الزهري عن عمّه يعقوب بن إبراهيم عن سيف ، مشافهة .
2) عن السّري بن يحيى عن شعيب بن إبراهيم ، عن سيف .
(12)- هويّة التشيّع/ د . أحمد الوائلي/ ص 131 .
(13)- قال الكشي : (حدّثني محمّد بن قولويه القمي ، قال : حدّثني سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف القمي ، قال : حدّثني محمّد بن عثمان العبدي ، عن يونس بن عبد الرّحمن ، عن عبد اللّه بن سنان ، قال :
حدّثني أبي عن أبي جعفر (عليه السلام) : أنّ عبد اللّه . . .) . اختيار معرفة الرجال/ الكشي/ ج 1/ ص 323 .
(14)- الكشي/ ج 1/ ص 324/ برقم 172 .
(15)- عبد اللّه بن سبأ وأساطير اخرى/ ج 1/ ص 33- 35 .
(16)- بل ذهب الكثير ممّن كتب في الحديث أن أساس الوضع في الحديث كان من عبد اللّه بن سبأ وأتباعه ، وقد تقدّم رأي الذهبي في ذلك ، وأغرب منه ما ذهب إليه
أبو اليقظان الجبوري الّذي انفرد بأن جعل عبد اللّه بن سبأ موجودا في حياة رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ، جعله من أرباب الوضع إذ قال : «أمّا المنافقون والّذين في قلوبهم مرض أمثال ابن سبأ وغيره من الّذين أظهروا الاسلام وأبطنوا الكفر فانّهم لا يستطيعون أن يكذبوا على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) في حياته . . .» مباحث في تدوين السنّة النبويّة/ ص 8 ، مع أنّه لم يثبت علميا أن عبد اللّه بن سبأ قد نسبت إليه أحاديث عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أو روايات إسرائيلية ، كما حاول الذهبي أن يجعله من اصولها وواضعيها الأساسيين .
(17)- الكامل في التاريخ/ ابن الأثير الجزري/ ج 2/ ص 187 .
(18)- القاموس الاسلامي/ أحمد عطية اللّه/ ج 3/ ص 222 ، راجع هويّة التشيّع/ ص 134 .
(19)- العقد الفريد/ ج 2/ ص 409 . وعلّق أحد الباحثين : أنّ الشعبي نفسه متّهم بالتشيّع فلا يصدر منه مثل هذا القول ، وانّما اختاروه فوضعوا على لسانه هذه القصّة ، وقد عدّه ابن سعد والشهرستاني شيعيا . دراسات في الفرق والعقائد/ ص 30/ د . عرفان عبد الحميد . راجع هويّة التشيّع/ ص 123 .
(20)- كتب بعض العلماء كتابا في اثبات ذلك؛ راجع : عقيدة أهل الاسلام في نزول عيسى (علي)/ الحافظ أبو الفضل عبد اللّه بن محمّد بن الصديق الحسني .
(21)- راجع : محاضرة الشيخ عبد المحسن العباد : الرد على من كذب بالأحاديث عن المهدي في مجلة رابطة العالم الاسلامي بالمدينة المنوّرة .
(22)- تاريخ الطبري/ ج 2/ ص 216 ، وتاريخ ابن الأثير/ ج 2/ ص 28 ، وتفسير الدرّ المنثور للسيوطي ج 45/ ص 97 .
(23)- صحيح مسلم/ ج 6/ ص 3- 4 ، باب الناس تبع لقريش من كتاب الامارة ، ورواه البخاري والترمذي وأبو داود وغيرهم بألفاظ مقاربة منها : اثنا عشر أميرا ، اثنا عشر قيّما ووليّا .
راجع معالم المدرستين/ العلّامة العسكري/ ج 1/ ص 534 .
(24)- هويّة التشيّع/ ص 124 .
(25)- الملل والنحل/ الشهرستاني/ ص 155 .
(26)- ابن طاهر البغدادي الأسفراييني/ الفرق بين الفرق/ ص 21 و223 . الجدير ذكره ان ابن طاهر يعتبر ابن السوداء شريكا لعبد اللّه بن سبأ لا نفسه .
(27)- فرق الشيعة/ النوبختي/ ص 40 و41 .
(28)- كتاب المقالات والفرق/ الأشعري القمي/ ص 20 و21 ، ويلاحظ فيه أنّه جعل نسبا آخر لعبد اللّه بن سبأ : وهو عبد اللّه بن وهب بن سبأ الراسبي الهمذاني ، وجعل له من أعوانه شخصا آخر باسم ابن أسود .
(29)- مثل د . برنارد لويس وفلهوزن وفريد ليندر وكايتاني . آراء المستشرقين في نظريّة الإمامة لأحمد محمود/ ص 37 ، راجع : هويّة التشيّع/ ص 138 .