1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الجغرافية الطبيعية

الجغرافية الحيوية

جغرافية النبات

جغرافية الحيوان

الجغرافية الفلكية

الجغرافية المناخية

جغرافية المياه

جغرافية البحار والمحيطات

جغرافية التربة

جغرافية التضاريس

الجيولوجيا

الجيومورفولوجيا

الجغرافية البشرية

الجغرافية الاجتماعية

جغرافية السكان

جغرافية العمران

جغرافية المدن

جغرافية الريف

جغرافية الجريمة

جغرافية الخدمات

الجغرافية الاقتصادية

الجغرافية الزراعية

الجغرافية الصناعية

الجغرافية السياحية

جغرافية النقل

جغرافية التجارة

جغرافية الطاقة

جغرافية التعدين

الجغرافية التاريخية

الجغرافية الحضارية

الجغرافية السياسية و الانتخابات

الجغرافية العسكرية

الجغرافية الثقافية

الجغرافية الطبية

جغرافية التنمية

جغرافية التخطيط

جغرافية الفكر الجغرافي

جغرافية المخاطر

جغرافية الاسماء

جغرافية السلالات

الجغرافية الاقليمية

جغرافية الخرائط

الاتجاهات الحديثة في الجغرافية

نظام الاستشعار عن بعد

نظام المعلومات الجغرافية (GIS)

نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)

الجغرافية التطبيقية

جغرافية البيئة والتلوث

جغرافية العالم الاسلامي

الاطالس

معلومات جغرافية عامة

مناهج البحث الجغرافي

الجغرافية : الجغرافية البشرية : الجغرافية السياسية و الانتخابات :

أين تنشأ نواة الدولة جغرافيا؟

المؤلف:  محمد رياض

المصدر:  الأصول العامة في الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيكا

الجزء والصفحة:  ص 98-100

26-1-2016

3181

 ان بعض الدول لا تنشأ في الأصل في مناطق جغرافية محددة، فبعض المناطق تصبح مهدا لدولة تقوم بالتوسع فيما بعد في الجوار، وبعض أشباه الجزر كانت أيضا مهيأة لقيام الدول، خاصة إذا كانت محمية بالجبال التي تعزلها عن الخارج، كإسبانيا وإيطاليا والهند.

وفي بعض الأحيان قوى الإنسان صناعيا الحواجز المانعة بأسوار من الحجر أو الطين المجفف، كذلك أقدم دول العالم قامت في وديان محمية مع مجار أو مجرى نهري دائم، كمصر والعراق والسند والصين في هونان وشنسي؛ إذ نشأت جميعها في

مناطق جافة أو في أماكن تحيط بها الصحارى على ضفاف الأنهر كالنيل والفرات والسند وهوانجهو.

مع ذلك فليس مجرد وجود الحواجز المانعة مؤديا من تلقائه إلى نشأة الدولة، فلم تنشأ أية دولة في المناطق القطبية أو التاييجا، فالعزلة الشديدة وقلة السكان وتبعثرهم ومرحلة الاقتصاد المتخلفة لم تؤد إلى نشأة مثل هذه الدول الشمالية، وعلى عكس ذلك نجد مناطق محدودة قد شاركت فيها أكثر من دولة، فجزيرة هسبانيولا تضم جمهوريتي هايتي والدومنيكان، وأيرلندا ليست كلها دولة واحدة واسكندنافيا تضم السويد والنرويج، وأيبريا تضم إسبانيا والبرتغال، مقابل ذلك تمتد إيطاليا بعد شبه الجزيرة لتحتل سهل لمبارديا الغني وتصل إلى الألب، وهو جزء من وسط أوروبا، طبيعيا وحضاريا، ولهذا فالدولة لا تحتاج إلى سلالة أو لغة أو دين واحد لنشأتها، وبالمثل لا تحتاج إلى وحدة إقليم واحد، فكثير من الأمم تنشأ وتنمو على حدود المدنيات المختلفة حيث نجد موارد اقتصادية مختلفة عن بعضها ومكملة لبناء الدولة، كما أن نطاقات الاحتكاك توجد بين سكان السهول والجبال، أو الزراع والبدو، أو بين مجتمعات التجارة على ضفاف الأنهار أو شواطئ البحار وسكان المناطق الداخلية، أو بين سكان الغابات وسكان الإستبس والسفانا، أو بين رعاة السفوح العليا وزراع الوديان السفلى.

يقول بلوتارخ إن دولة أثينا نشأت بعد الاضطرابات التي حصلت في عام ٦١٢ ق.م نتيجة لتفاهم سياسي اجتماعي، وبالارتباط بالتقسيم الجغرافي لإقليم أتيكا Attica، وقد أدى هذا إلى تجمع رعاة السفوح العليا فقراء يرغبون في إنشاء حكم ديموقراطي مع الزراعيين في السهول الذين يضمون معظم الأسر الغنية ويميلون إلى حكم أوليجاركي مع بحارة الساحل وسماكين وتجار كانوا يريدون ويسعون لتحقيق نوع من الحكم الوسط بين الطرفين، وإن كانوا أميل إلى تأييد نمط حكم ديموقراطي، والسؤال هو: كيف يمكن ربط السكان الذين ينتمون إلى ثلاث مناطق جغرافية ربطا سياسيا برغم تفرقهم في تركيبهم السياسي الأصلي؟ إن بعض الدول كروسيا والصين نشأت عند مناطق التقاء الزراع ورعاة الحيوان، فعاصمة الصين ومركزها السياسي كان دائما قرب حافة الإستبس والزراعة، وذلك لكي يواجه الحكام برابرة الغرب والشمال ويحمون الزراع في الجنوب والتجار، وكانت العاصمة إما Si-Ngan او Lo-Yang او بكين، وفي هذا النطاق الحيوي بني السور العظيم بين عامي ٢١٤- 204 ق.م.

هناك دول أخرى قامت عند التقاء طرق التجارة التي تأتي بموارد ومصادر مختلفة، ففي آسيا نشأت إمبراطورية المغول في القرن ١٢ م على طريق القوافل الذي يربط الصين وأوروبا إما عن الطريق المرتفع الذي يخترق بوابة زونجاريا، أو بحذاء طريق القوافل من بكين إلى أورجا -  شينا - أركوتسك. هنا نشأت إمبراطورية جنكيز خان ثم توسعت شرقا إلى الصين وغربا إلى أوروبا، حيث تقع عاصمته كاركوم على المجرى الأعلى لنهر أوركهون Orkhon وقد أصبحت مركزا سياسيا هاما في القرن ١٣ م.

وفي أوروبا نشأت في القرن ١٥ م دولة برجانديا على طول الطريق العابر على وادي الساءون عند تقاطع طرق المتوسط والفلاندرز والمانش وجنوب ألمانيا. كلما استطاعت الدولة أن تتكامل وتضم نشاطات اقتصادية مختلفة، فإن احتمال بقائها فترة زمنية كبيرة هو احتمال كبير، فالدولة التي ترتبط بنشاط واحد تمر بمخاطر الضعف والتمزق، ويمكننا ملاحظة أن الإمبراطوريات التي أقامها الرعاة لم تعمر طويلا كما هو الحال بالنسبة لإمبراطوريات الزراعة، فقبائل الرعاة الذين يجبرون على التنقل من مراع إلى أخرى موسميا لا يمكن أن يرتبطوا بالأرض، ولا يعلقون أهمية خاصة لحدود الإقليم كما يفعل الزراع حين يرتبطون بالأرض، ولهذا فإمبراطوريات الرعاة كانت عبارة عن دول ذات حدود متغيرة متذبذبة وفي نزاع دائم ولا تقوم إلا باستمرار وجود القوة العسكرية، بينما عاشت الدول المستقرة برغم هزائم عنيفة منيت بها، وعانت

اقتطاع بعض أراضيها دون أن تفقد شخصيتها وكيانها، في حين كان يكفي لكي تنهدم ممالك الرعاة حصول بضع هزائم حاسمة.

وصحيح أن الزراعة هي رمز الاتحاد بين الإنسان والأرض، وبذلك فهي عنصر قوي في بناء الدولة، إلا أن ذلك لا ينطبق على كافة أنواع الزراعة، فالزراعة المدارية الواسعة التي لا تأخذ في الحسبان عمل مدخرات من الحبوب والغذاء وتترك الإنسان تحت رحمة المجاعات ليست عاملا مساعدا لبناء الدولة؛ لأن الدولة يجب أن تنظم أشكال الإنتاج.