الجزء الأول  
ثقافة البورصة 
هذا الباب هو بدايتنا إلى عالم البورصة، هو مدخلنا الحقيقي، فحتى نكون قادرين على الدخول والصمود أمام ما قد يواجهنا في هذا العالم، وحتى نكون من الناجحين فيه، لابد لنا أن نتعرف على أبجديات هذا العالم .. ويقول الملياردير «جورج سوروز» وهو من أكبر المضاربين في أسواق الأسهم العالمية أن صغار المستثمرين هم السبب في الخسائر التي تلحق بهم لأنهم يرتادون أسواقاً لا يعرفون ثقافتها ومجاهيلها. ويقول خبراء التحليل الفني أن دراسة التحليل الفني ضرورة من ضرورات اتخاذ القرارات الرشيدة عند البيع والشراء في أسواق الأسهم، ويضيف إلى ذلك خبراء التحليل الأساسي و على رأسهم عالم الاقتصاد الأمريكي ميلتون فريدمان أن دراسة قوانين العرض والطلب وحسابات الدخل القومي والقوائم المالية وميزانيات الشركات ومعدلات النمو الاقتصادي من الأسباب المهمة لاتخاذ مواقف إيجابية في سوق الأوراق المالية، وهذه المفاهيم في مجموعها هي ما يمكن أن نسميها «ثقافة البورصة» أي أن هناك إجماعاً على أهمية ثقافة البورصة لصغار المستثمرين مثلهم مثل كبار المستثمرين، وإذا غابت هذه الثقافة عن صغار المستثمرين فسوف تغيب معها الأرباح إلى غير رجعة . و لذا .. سنعرض في هذا الباب معنى البورصة وتاريخها ومؤشرها وكيف نشأت ولماذا معنى الأسواق المالية وأنواعها، وهل الاستثمار في البورصة حلال ولا حرام، العاطفة والدخول إلى عالم البورصة كاستثمار أو مضاربة، المحفظة الاستثمارية ومخاطر الاستثمار في البورصة المهارات المطلوبة للمتعاملين في البورصة، التحليل المالي والتحليل الفني وأثر الأخبار والشائعات مصطلحات ومفاهيم مالية وفنية ودارجة وعامية في البورصة. 
هدفي هنا هو.. نشر ثقافة البورصة.. إيماناً واعتقادا بأنها المطلب الأساسي الأول لنمو الفرد قبل دخوله إلى عالم البورصة، وأول خطوة في هذا الطريق هي أن تنشئ سلوكاً جديداً لدينا بأننا يجب أولاً أن نتعلم وأن نبني أنفسنا وندربها على الخوض بثقة وبخطي ثابتة وأن نكون على يقين بأننا ستنجح في هذا العالم. وفي هذا الصدد يقول المفكر الإسلامي .. مالك بن نبي في كتابه (مشكلات الحضارة - المسلم في عالم الاقتصاد) : ( إن الاقتصاد ليس قضية إنشاء بنك وتشيد مصانع فحسب، بل هو قبل ذلك تشيد الإنسان وإنشاء سلوكه الجديد أمام كل المشكلات، ولذا فأنت أساس تنمية نفسك، وأنت الذي ستقرر الطريق الذي ستسلكه، وأنت أيضاً الذي ستجني ثماره).

الباب الأول   
ما هي البورصة؟  
الفصل الأول
نشأة البورصة
ما رأيك أن نتعرف أولاً على الاسم والنشأة .. نتعرف على أصل كلمة بورصة، ونتعرف على تاريخ البورصة في العالم وفي مصر..
كلمة بورصة
يرجع أصل كلمة بورصة إلى اسم عائلة  فان دير بورصين (Van der Bursen)، البلجيكية حيث اشتقت كلمة بورصة من اسم هذه العائلة، وكان عمل عائلة (بورصين» أساساً في المجال البنكي، حيث امتلكت العائلة فندقاً بمدينة ( بروج Bruges) ، ببلجيكا وكان هذا الفندق مكان تجمع العديد من التجار للمناقشة حول الصفقات التجارية، وكان شعاره عبارة عن ثلاثة أكياس من النقود، وقد بدأ فيه نشر قائمة بأسعار السلع المتداولة لأول مرة عام 1592م، وأصبح فيما بعد رمزاً لسوق رؤوس الأموال، ولذا فقد تم اعتباره أول ظهور لما يعرف الآن بالبورصة. وعُربت كلمة البورصة بـ «المصفق» باعتبارها اسم مكان يدل على الموضع الذي يكثر فيه عقد الصفقات، وجمعها مصافق»، وصفق البيع يعني أمضاه، لأن العرب كانوا إذا أرادوا تنفيذ البيع ضرب أحدهم يده على يد صاحبه، فيقولون صفق يده أو على يده بالبيع، فوصفوا به البيع، والصفق يعني التبايع، وتصافق البائع والمشتري يعني أنهما أنجزا البيع، والصفقة تعني البيعة، أما المعنى الاصطلاحي لكلمة بورصة فهي سوق يُعقد فيه صفقات الأوراق المالية.
لو تركنا بلجيكا وعائلة السيد ( بورصين)، ونظرنا حول العالم بسرعة شديدة حتى نرى كيف نشأت البورصة، فسنجد أن تطور أسواق الأوراق المالية ارتبط تاريخياً بالتطور الاقتصادي والصناعي الذي مرت به معظم دول العالم ولاسيما الدول الرأسمالية، وجاء انتشار الشركات المساهمة وإقبال الحكومات على الاقتراض ليخلق حركة قوية للتعامل بالصكوك المائية والذي أدى إلى ظهور بورصات الأوراق المالية وكان التعامل بتلك الصكوك يتم في بادئ الأمر على قارعة الطريق في الدول الكبرى كفرنسا وإنجلترا وأمريكا ثم استقر التعامل بعد ذلك في أبنية خاصة والتي أصبحت تعرف فيما بعد بأسواق الأوراق المالية.
ونجد أنه بنظرة سريعة على العالم ...
في هولندا: شهدت مدينة أمستردام أول سوق منظمة للأوراق المالية، ثم جاءت بعدها أسواق متعددة في أوروبا الغربية والتي بدأت بسوق لندن.
في فرنسا: ظهرت أول بورصة عام 1724م بموجب أمر ملكي، وقد بدأت في باريس بقصر "برونيـار Brongniart" نسبة إلى المهندس الذي رسم المخططات وكان ذلك عام 1808م.
في بريطانيا: استقرت أعمال بورصات الأوراق المالية في أوائل القرن التاسع عشر في مبنى خاص أطلق عليه "Royal Exchange".
في الولايات المتحدة الأمريكية: بدأت البورصة أواسط القرن الثامن عشر عام 1792 م بشارع "وول ستریت Wall Street" في مدينة نيويورك، والتي أصبحت بعد ذلك من أهم الأسواق وأكبرها حجماً، ومكتوب في صدر بورصة نيويورك شعارها الشهير (هنا فرصة عدم البيع تساوي صفر !! ) بمعنى أن أي متعامل يرغب في بيع أسهمه يجب أن يجد الفرصة متاحة لذلك فوراً، وقد أنشئت أول بورصة حقيقية للأسهم في عام 1821م وفي الشارع نفسه الذي كانت تتم فيه هذه التعاملات في السابق.

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

قسم الصناعات والحرف الفنية ينفذ أعمالًا تطويرية في جامعة الكفيل

قسم الشؤون الطبية يناقش تحضيراته لحفل التخرج المركزي لطالبات الجامعات العراقية العاشر

مركز الكفيل للإعلان والتسويق يباشر تنفيذ الأعمال الطباعية لحفل تخرج طالبات الجامعات العراقية العاشر

قسم رعاية الصحن يهيئ الأماكن المخصصة لفعاليات حفل تخرج طالبات الجامعات العراقية العاشر

المزيد

الآخبار الصحية

خصوصا مع تقدم السن.. 6 سلوكيات يومية قد تدمّر صحتك

فاكهة خضراء.. علاج طبيعي فعّال للإمساك واضطرابات الهضم

روسيا تبدأ أولى التجارب السريرية للقاح واعد ضد السرطان

كنز غذائي على طبقك.. ماذا تفعل السبانخ بجسمك؟

المزيد

الآخبار التكنلوجية

رصد نوع نادر من القطط في تايلاند للمرة الأولى منذ عقود

روسيا تخطط لإقامة محطة نووية في القمر خلال العقد المقبل

كيف قاد إيلون ماسك حملة "غروك" لاختراق عرش الذكاء الاصطناعي

ألتمان: الذكاء الاصطناعي سيتجاوز البشر في 2026 !

المزيد

مواضيع ذات صلة

نـقاط الضعـف فـي التحليـل الفـنـي Weakness of Technical Analysis

نـقاط القـوة فـي التـحليـل الفـنـي Strengths of Technical Analysis

فـلسفـة التـحليـل الـفـنـي 2

فـلسفـة التـحليـل الـفـنـي 1

أسـاليـب التـحليـل الفـنـي وأهـدافــه

تـعريـف التحليـل الفـنـي ونـشأتــه

مـفهـوم التـحليـل الفـنـي للسـوق

أثـر الأخبـار المـاليـة علـى السـهـم

كيفيـة أختيـار السهـم الرابـح ومعاييـرتحديـد السهـم الرابـح والنسب المعيارية لتقييم أداء السهم

تقييم سعر السهم ومؤشرات مضاعفاتـه في السوق وكيفية تقييم السهم

تطبيقات استخدام التحليل المالي للدخول الى السوق (معنى السعر العادل للسهم)

ربحية السهم Earning Per Share وطرق حسابه وريـع السهـم وطرق حسابـه