العوامل المؤثرة في الحرب النفسية
المؤلف:
الدكتور بطرس خالد
المصدر:
الإعلام والحرب النفسية
الجزء والصفحة:
ص 78- 84
2025-12-01
103
العوامل المؤثرة في الحرب النفسية:
إن التخطيط الجيد للحرب النفسية، ووضعها موضع التنفيذ، خلال إدارة الأزمة، وتحديداً قبل وأثناء وبعد الصراع المسلح، يخضع للعديد من العوامل والدراسات التي لها تأثير مباشر وحيوي، في دوافع واتجاهات وسلوكيات الهدف أو الأهداف المخاطبة، خاصة على أفراد القوات المسلحة في الدولة / الدول محل الاهتمام، والتي يجب على مخططي الحملات النفسية، إعطاءها عناية خاصة في الإعداد والدراسة والمتابعة المستمرة، لما لها من تأثير إيجابي أو سلبي، على تكامل التخطيط، وأسلوب الحملات النفسية وإدارتها، وما يترتب على هذه الحملات من نتائج إيجابية لصالح المخطط وخصوصاً عند توفر عنصري الوقت ومصادر المعلومات:
أ. عند توافر الوقت الكافي للمختصين في تنظيم الحرب النفسية، لدراسة العوامل المؤثرة في التخطيط يتم تطويرها إلى دراسات ميدانية يتم من خلالها تحديد:
- الهدف الأهداف المخاطبة.
- الحاجات والدوافع الرئيسية المؤثرة في هذه الأهداف.
- اتجاهات واهتمامات الأهداف المخاطبة.
- نقاط القوة والضعف أو التعرّض، ومدى تأثيرها في القوات المسلحة.
- أنسب وسائل الاتصال.
ب. عادةً ما يتم دراسة وإعداد العوامل والدراسات الميدانية للدولة محل الاهتمام، ومتابعتها من خلال المصادر التالية:
- المصادر العلنية مطبوعات بأنواعها، إذاعات، تليفزيون ... الخ).
- الأنشطة السياسية والدبلوماسية.
- المصادر السرية وأعمال الاستخبارات.
- تقارير استجواب الأسرى/ اللاجئين والسكان المحليين.
1- العوامل الجغرافية والتاريخية:
يقوم المختصون في تنظيمات الحرب النفسية، بإعداد عرض شامل عن تطوّر تاريخ الدولة محل الاهتمام وجغرافيتها، مع التركيز على تاريخ الدولة، وأهم العوامل التي أسهمت في تشكيلها مع إبراز التسلسل التاريخي والحوادث السياسية التي تمخضت عنها في النهاية ترسيخ نظام الحكم في الدولة. كذلك علاقتها ومواقفها من القضايا المعاصرة، هذا على أن يُراعى أن يكون التناول شاملاً للأبعاد النفسية، مع التحديد الدقيق لنقاط الضعف والتعرّض عند تحليل القضايا التاريخية التي تركز وتؤثر على النواحي السياسية للدولة. كذلك المذاهب والاتجاهات السياسية ومدى تأثيرها على الأفراد وعلاقتها بنظام الحكم.
2 العوامل السياسية (خارجياً - داخلياً):
تتأثر الحملات النفسية تأثراً مباشراً بكل من السياسة الخارجية والداخلية للدولة، كأحد السياسات التخصصية، التي تشكل في مجملها السلوك الذي تنتهجه الدولة في الخارج والداخل لتحقيق أهدافها. إلا أنه يصاحب الممارسة السياسية، دائماً، بعض المعوقات الخارجية والداخلية، التي عادةً ما ينشأ عنها ما يُعرف بالمعارضة (خارجية داخلية)، وما يهم المتخصصون في هذا المجال تحديد الآتي:
أ. العلاقات الخارجية للدولة، ومواقفها السياسية، فيما يختص بالشؤون الدولية، وعلاقتها بالدول الخارجية، وانتمائها إلى الدول الكبرى (أحلاف تكتلات، اتحاد ... الخ).
ب. تحليل موقف الدولة محل الاهتمام وتفسيرها تجاه القضايا المعاصرة (محلية، إقليمية، عالمية)، ومدى وجود نزاعات تهدد بحروب مع الدول المجاورة.
ج. أهم الشخصيات القيادية والزعامات المسؤولة عن صناعة القرار وتوجهاتها وبرامجها السياسية ومدى تأثيرها على الرأي العام.
د. دور الأفراد والجماعات والأحزاب السياسية ذات الأهمية والتأثير في النظام السياسي للدولة.
هـ. المواقف السياسية، وقيم السكان وآرائهم في النظام السياسي، ودور الحكومة داخل المجتمع.
و. شكل الصراعات الداخلية وحجمها، ومدى الاستقرار الداخلي.
3- العوامل الاقتصادية:
كلما انخفض المستوى الاقتصادي للشعب كلما كان أكثر تأثراً بالحملات النفسية المعادية، ويمكن وبدراسة أوجه القوة والضعف في اقتصاد الدولة، إيجاد حقل، خصب ومناسب لشن الحملات النفسية من خلال دراسة وتحليل ما يلي:
أ. الأركان الرئيسية للاقتصاد ومصادر الدخل القومي.
ب. المشاكل والأزمات الاقتصادية، ومدى تأثيرها في النظام السياسي، ومدى توليد الضغوط الداخلية والخارجية.
ج. توزيع مصادر الثروة، ومدى العدالة في توزيعها.
د. مدى تلبية البناء الاقتصادي للاحتياجات الفردية.
هـ. مدى توافر الخدمات الأساسية لقواعد الإنتاج وقود، نقل، اتصال، مياه ... الخ). ومن ثم، تحديد المشكلات الصناعية ومدى اتفاقها.
و. أسلوب استغلال العائدات والمساعدات المالية والخارجية.
ز. مدى توافر المواد الأساسية والاستهلاكية، وتناسب أسعارها مع الأجور، أو ما يعرف بالقدرة الشرائية.
ح. النقابات والتنظيمات العمالية الزراعية، التجارية ... الخ)، ودورها وتأثيرها في القدرات الاقتصادية للدولة.
4 - العوامل الاجتماعية:
المجتمعات المترابطة يصعب توجيه الحملات النفسية إليها والعكس صحيح، فالبيئة الاجتماعية التي تتميز بالغموض والشك والتردد وعدم اليقين، والتفكك الاجتماعي، تُعدّ حقل خصب للعمل النفسي. لذا يجب على المختصين عند إعداد هذا الدراسات تحديد أبرز نقاط الضعف والتعرّض في الموضوعات التالية:
أ. معدلات النمو السكاني ونسبة الإعالة به.
ب. حجم الخدمات المقدمة لأفراد الدولة ومستواها.
ج. مدى توافر البرامج العامة لخدمة الأفراد وتحسين مستواهم.
د. التركيب العرقي والطائفي الطوائف والتأثيرات المتداخلة للدين واللغة والتاريخ.
هـ. مدى انتشار البيروقراطية والفساد الإداري.
و. تحديد الظواهر، أو المشاكل الاجتماعية ذات التأثير السلبي على المجتمع (الانفجار السكاني، المخدرات، الأمية، الصحة الجريمة ... الخ). كذلك تحديد العوامل التي تؤثر في القيم الأخلاقية، والروابط العائلية، والمبادئ الأساسية، التي تفرض على الفرد احترام النظام والقانون.
ز. تحديد مدى انتشار القيم الاجتماعية، ذات التأثير السلبي في المجتمع مثل: - الاستسلام، اللامبالاة، التواكل، التسيب، السلبية.
ح. الجنوح إلى الفردية وتحقيق المصلحة الشخصية.
خ. التقرب من السلطة والانحرافات السلوكية (الفساد، الرشوة... الخ).
5 - العوامل التعليمية والثقافية والدينية:
يلعب عامل التعليم والمستوى الثقافي، دوراً رئيسياً في تحديد اتجاهات أفراد الدولة وسلوكياتهم. كما أن لكل مجتمع ثقافته وعاداته وتقاليده ومعتقداته الخاصة، التي تعينه على حل مشاكله الداخلية، كما تمثل مؤشراً واضحاً لشكل وأسلوب تعامله مع المشاكل الخارجية، التي قد يتعرَّض لها مثل التهديدات الاقتصادية والسياسية والعسكرية. كذلك الكوارث الطبيعية والصناعية. ومن أهم الموضوعات التي يتم التركيز عليها في هذا المجال ما يلي:
أ. المستوى التعليمي ونتائج العملية التعليمية.
ب. نسبة الأمية وآثارها السلبية على المجتمع.
ج. مدى تقدم البحث العلمي والمستوى التكنولوجي.
د. العادات والتقاليد خاصة المتبعة في الأعياد الدينية، القومية ... الخ.
هـ. الأنماط الثقافية والسلوكية المتوارثة في المجتمع.
و. وحدة اللغة والثقافة، ومدى تأثيرها على الاستقرار الاجتماعي.
ز. حجم وإمكانيات ومدى تغطية وسائل الإعلام في الدولة، وأثرها على ثقافة واتجاهات وسلوكيات أفراد المجتمع (صحافة، تليفزيون، إذاعات، مراكز إعلامية، قنوات فضائية....الخ).
ح. تحديد الأساليب المستخدمة عبر وسائل الاتصال، وأجهزة الإعلام، لخلق مواقف وإثارة مشاعر وسلوكيات أفراد الدولة.
ط. حرية الصحافة والنشر، وكذلك الرأي والفكر لمختلف الاتجاهات والأحزاب في الدولة محل الاهتمام.
ي. الدين، الطوائف الدينية ومدى تأثيرها على الوحدة الوطنية.
ك. التطرف الديني، ومدى انتشاره وجنوحه إلى العنف، ومدى تأثيره على الوحدة الوطنية، واتجاهات القوى الداخلية في الدولة.
ل. حجم ودور الهيئات والمؤسسات والجمعيات الدينية... الخ، ومدى تأثيرها في أفراد المجتمعات.
6- العوامل العسكرية:
غالباً ما يكون لنشاط وحركة وبرامج القوات المسلحة، أثر واضح على كافة البرامج والخطوط السياسية، الاقتصادية، والتنمية الاجتماعية، في أي دولة.
كما أنها تتأثر تأثراً مباشراً بكافة العوامل والخصائص السابق التعرض لها في هذا القسم، لذا يجب على مخططي الحملات النفسية عند إعداد الدراسات بالعوامل العسكرية، وألا يكتفى بسرد التنظيم، الحجم، الإمكانيات المهام التهديدات، العقائد، الكفاءة، القتالية، .... الخ، بل يجب أن تهدف إلى تحليل واستخلاص ما يلي:
أ. المشاكل والقضايا التي تفرز الترابط وتخلق التنافر والتناحر داخل صفوف القوات المسلحة.
ب. النزاعات الداخلية بين صفوف المؤسسة العسكرية.
ج. حجم ونوع وتأثير المساعدات العسكرية الخارجية (ديون عسكرية، نقص، حجم الصفقات).
الاكثر قراءة في الدعاية والحرب النفسية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة