أنماط الاتصال التي تحقق أهداف الحرب النفسية في زرع الأفكار المستحدثة
المؤلف:
الدكتور بطرس خالد
المصدر:
الإعلام والحرب النفسية
الجزء والصفحة:
ص 162- 165
2025-12-06
41
أنماط الاتصال التي تحقق أهداف الحرب النفسية في زرع الأفكار المستحدثة:
تتنوع أنماط الاتصال والوسائل التي تحققها، طبقاً لاختلاف وظيفتها والهدف منها وتأثيرها على الجمهور المخاطب، فهناك وسيلة الاتصال المقروءة والمطبوعة مثل الصحافة والوسائل التي تعتمد على الصوت والحس والتي تمثلها الإذاعة، وكذلك الوسيلة الأكثر انتشاراً والتي تعتمد على الصوت والصورة مثل التليفزيون، كما توجد وسائل الاتصال الإلكترونية الأخرى وأهمها الإنترنت.
وعلى الرغم من تعدد وسائل الاتصال، إلا أن الاتصال الشخصي بأركانه المختلفة يبقي عاملاً مؤثراً في أنماط الاتصال، والتي تتحدد في:
1. قنوات الاتصال:
وهي التي يمكن أن تنتشر المواد الإعلامية والحرب النفسية من خلالها بالسرعات المطلوبة، ويعمل الاتصال - باستمرار - على إحداث التفاعل الإنساني، الذي تنتقل الأفكار الجديدة بمقتضاه من شخص لآخر، وقد أسفرت البحوث التي أجريت عن الاتصال عن عدة وظائف أساسية لوسائل الإعلام في عملية انتشار الأفكار المستحدثة، أهمها:
أ. وظيفة التحفيز: وهي تعتمد على البرامج المصممة لإثارة الاهتمام والتنبيه، والحث بصفة عامة على تبني الأفكار المستحدثة.
ب. وظيفة التقييم والتي تعتمد على البرامج المصممة لتقديم المعلومات للمهتمين بموضوع معين، ويبحثون عن مواد إضافية لكي تسهم في تقييم ما يبحثون عنه.
ج. وظيفة الإخبار وتعتمد على الرسائل القصيرة، التي يقصد بها تقديم الفقرات الإخبارية البسيطة.
د. وظيفة التعزيز ويعتمد على الدعم أو الاهتمام بموضوع للمحافظة على قيمة أو موضوع محدد.
هـ. الوظيفة المهنية وتعتمد على البرامج المتخصصة التي تتعلق بالموضوعات المهنية المختلفة.
2- الاتصال الشخصي كوسيلة رئيسية للاتصال ولنشر الأفكار المستحدثة :
ويكون من خلال العديد من قنوات الاتصال أو التأثير الشخصي أو المواجهة، وبما يؤدي إلى تفاعل مستمر ومباشر بين القائم بالاتصال والمجموعات المستهدفة، ويتم من خلالها تبادل المعلومات والآراء والاتجاهات بين طرفي الاتصال مع بث رسائل حرب نفسية مخططة، بما يؤدي في النهاية إلى التأثير على المستقبل لتحقيق هدف ما.
ويتميز الاتصال الشخصي بتوافر درجة عالية من المرونة، التي يتاح بمقتضاها للمرسل تغيير الأسلوب أو اتجاه المناقشة، خاصة حينما يواجه مقاومة من جانب الجمهور المستهدف، إلى جانب أن الاتصال الشخصي يتميز أيضاً، بأن رجع الصدى فيه عاجل وفوري ومباشر ومحسوس، بحيث يساعد هذا التأثير المرتد على تحقيق التناغم والتوافق بين المرسل والمستقبل، خلال الموقف الاتصالي.
ويشمل الاتصال الشخصي العديد من الوسائل والأساليب، وهي:
أ. الاتصال الذاتي: من أجل إقناع شخص بأفكار محددة تحمل مضمون الحرب النفسية، ويكون توجيه هذا النمط من الاتصال إلى القادة المسؤولين في الجهة المخاطبة.
ب. الاتصال الجمعي: من خلال نشر الأفكار في مجموعات من الجماهير عن طريق اللقاءات والخطابة وإلقاء المحاضرات وهو ما يتطلب الاتصال بجماعات من العملاء، التنفيذ مثل هذا الاتصال.
ج. الاتصال الجماهيري: ويكون من خلال الأفراد أو وسائل الإعلام المختلفة للتأثير على الجماهير، وإدخال مضمون معين لقضية محددة من خلال عمليات نفسية مدروسة جيداً.
3- الاستعانة بقادة الرأي:
وهم يعدون ركيزة أساسية في نقل المعلومات للجمهور عن طريق الاتصال الشخصي، لما يتميزون به من تأثير على المتلقي وثقة بهم، وربما يكون تأثيرهم خاصة في وقت الأزمات أكبر من تأثير قادة رسميين، بوصف أن قيادة الرأي هي الدرجة التي يكون عندها الفرد قادراً على التأثير بصورة غير رسمية، في اتجاهات الأفراد أو في سلوكهم الظاهر بطريقة مطلوبة ومتكررة.
ويمكن الاستفادة بقادة الرأي، أيضاً في نشر الأفكار المستحدثة، من خلال الاستعانة بهم في مختلف أوجه أنشطة الاتصال الشخصي، ومن خلال الأتي:
أ. تمهيد الطريق وتهيئة عقول الأفراد المستهدفين لتقبل الأفكار الجديدة، ورسائل الحرب النفسية التي تنتشر عن طريق وسائل الإعلام، وغيرها من وسائل الاتصال الجماهيرية.
ب. القيام بدور المنشطين والمشجعين في تقبل الجماهير للأفكار، بحكم مكانتهم في المجتمع، وثقة أعضاء الجماعة في آرائهم.
ج. تقديم الاستشارات المختلفة، بهدف حل المشكلات الطارئة.
وفي هذا السياق، إن الأفكار المستحدثة تعتمد في مجالاتها المختلفة، على علوم الاتصال الحديثة، التي يتحقق من خلالها وحدة الفكر، وتحديد المفاهيم في الخطاب الإعلامي والنفسي، وهناك العديد من وسائل الاتصال التي تستخدم في هذا المجال، وأهمها:
أ. الاتصال اللفظي: وهو الاتصال الذي يعتمد على وسائل تتكون أساساً من كلمات مكتوبة أو غير مكتوبة، في توصيل الفكرة أو المعنى، مثل النشرات والتقارير والخطابات والمحادثات التليفزيونية والمؤتمرات والأحاديث التليفزيونية والإذاعية.
ب. الاتصال غير اللفظي: وهو الاتصال الذي يعتمد أساساً على الصور والرسوم التوضيحية والبيانية، والخرائط ويستخدم في المنشورات والدعاية النفسية على وجه الخصوص.
ج. الاتصال عن بعد: أي الاتصال عبر مسافات شاسعة، عن طريق الأقمار الصناعية وشبكات الميكروويف والألياف الضوئية، وربما كانت الفضائيات المنتشرة حالياً، هي النموذج العملي للاتصال عن بعد، وهي التي ساعدت على انتشار العولمة الإعلامية والثقافية، وأدت إلى تحقيق التوجه الجديد لأهداف "الإعلام النفسي"، وهو تفتيت الجمهور، من خلال إتاحة بث عدد هائل من الرسائل الاتصالية، تهدف كل منها إلى استقطاب فئة بعينها، طبقاً لمستواهم الثقافي وتوجهاتهم الاجتماعية، ومدي ولائهم للنظام.
د. الاتصال عن طريق شبكة المعلومات الدولية "الانترنت" وتعد أحدث وأهم مجالات الاتصال ونشر المعلومات على مستوى العالم، وهي التي حلت محل العديد من وسائل الاتصال مثل الفيديوتكس، والتليتيكست وغيرها. وتتميز بإمكانياتها الضخمة في الحصول على المعلومات والاتصال الفوري، وبث الرسائل التي يمكن إطلاع أعداد كبيرة عليها في وقت واحد. وتكمن خطورة أو أهمية الانترنت، أن مستخدميها يتمتعون بدرجة عالية من الوعي والثقافة، بما يسهل سرعة إيصال الرسائل إليهم، واستيعابها في زمن قصير.
يتطلب التطبيق العملي للأفكار المستحدثة، قياسات دائمة لتأثيراته على المتلقي، وهي وظيفة رئيسية للعمليات النفسية، لكي يتأكد من خلالها مدى نجاح الإعلام والحرب النفسية في تحقيق الأهداف المخططة، وإجراء أي تعديلات في الخطط الإعلامية والنفسية، من أجل تأكيد التأثير أو تصويب السلبيات، أو التصدي للحرب النفسية المضادة، التي استهدفت الخطة الإعلامية النفسية.
الاكثر قراءة في الدعاية والحرب النفسية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة