تحريم بعض الطيبات على اليهود
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 2، ص129-130
2025-11-28
29
تحريم بعض الطيبات على اليهود
قال تعالى : {وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (161) لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء : 161، 162].
أقول : أشارت الآية السابقة إلى أن اللّه تعالى قد حرم بعضا من الأشياء الطاهرة على اليهود بسبب ممارستهم الظلم والجور ، وتصديهم للسائرين في طريق اللّه . . .
كما عاقبهم اللّه بالحرمان من تلك الطيبات لتعاملهم بالربا ، على الرغم من منعهم من ممارسة المعاملات الربوية ولا ستيلائهم على أموال الآخرين بطرق غير مشروعة ، فتقول الآية في هذا المجال : {وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} [النساء : 161].
وتؤكد الآية أن عذاب اليهود لمعاصيهم تلك لا يقتصر على العقاب الدنيوي ، بل سيذيقهم اللّه - أيضا - عقاب وعذاب الآخرة الأليم الذي يشمل الكافرين من اليهود ، تقول الآية الكريمة : { وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ مِنْهُمْ عَذاباً أَلِيماً . . . }.
وقد أشارت الآية الثانية إلى حقيقة مهمة اعتمدها القرآن الكريم مرارا في آيات متعددة وهي : أن ذم اليهود وانتقادهم في القرآن لا يقومان على أساس عنصري أو طائفي على الإطلاق ، لأن الإسلام لم يذم أبناء أي طائفة أو عنصر لانتمائهم الطائفي أو العرقي بل وجه الذم والانتقاد للمنحرفين والضالين منهم فقط ، لذلك استثنت هذه الآية المؤمنين الأتقياء من اليهود ومدحتهم وبشرتهم بنيل أجر عظيم ، حيث تقول الآية الكريمة : { لكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً }.
وقد آمن جميع من كبار الطائفة اليهودية بالإسلام حين بعث النبي محمد صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وحين شاهدوا على يديه الكريمتين دلائل أحقية الإسلام ، ودافع هؤلاء بأرواحهم وأموالهم عن الإسلام ، وكانوا موضع احترام وتقدير النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وسائر المسلمين « 1 ».
____________
( 1 ) الأمثل : ج 3 ، ص 471 البداية - وص 473 النهاية .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة