المحرّم من الأفعال والصفات / قذف المحصنات
المؤلف:
الشيخ عبد الله المامقاني
المصدر:
مرآة الكمال
الجزء والصفحة:
ج2، ص 474 ــ 476
2025-11-05
75
ومنها: قذف المحصنات:
عدّه النّبي صلّى اللّه عليه وآله [1] ومولانا الصادق [2] والكاظم [3] والرضا[4] والجواد [5] عليهم السّلام من الكبائر، مستندًا الى قوله عزّ وجل في سورة النور: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [النور: 23]، ويدلّ عليه أيضًا قوله سبحانه في أوائل سورة النور: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 4]، فإنّ ردّ شهادته وكونه فاسقًا من دون تقييد بالإصرار يقضي بكونه كبيرة. ولا فرق في حرمة القذف بين المسلمة والمشركة، لما ورد من انّ لكلّ قوم نكاحًا يحتجزون به عن الزنا [6]، وورد انّه كان لأبي عبد اللّه عليه السّلام صديق لا يكاد يفارقه... الى ان قال: فقال يومًا لغلامه: يا بن الفاعلة أين كنت؟ قال فرفع أبو عبد اللّه عليه السّلام يده فصكّ بها جبهة نفسه ثم قال: سبحان اللّه! تقذف أمّه، قد كنت أرى أنّ لك ورعًا فإذا ليس لك ورع، فقال: جعلت فداك أمّه سنديّة مشركة. فقال: أما علمت انّ لكلّ امّة نكاحًا، تنحّ عنّي، فما رأيته يمشي معه حتى فرّق بينهما الموت [7]، وورد النهي عن قذف من كان على غير الإسلام إلّا أن تكون قد اطّلعت على ذلك منه [8]، وورد انّ من رمى محصنًا أو محصنة أحبط اللّه عمله، وجلده يوم القيامة سبعون ألف ملك من بين يديه ومن خلفه، ثم يؤمر به الى النّار[9]، وقال الرضا عليه السّلام: حرّم اللّه قذف المحصنات لما فيه من فساد الأنساب، ونفي الولد، وإبطال المواريث، وترك التربية، وذهاب المعارف، وما فيه من الكبائر والعلل الّتي تؤدّي إلى فساد الخلق [10].
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] الخصال: 2/364 الكبائر حديث 57.
[2] أصول الكافي: 2/280 باب الكبائر حديث 10.
[3] أصول الكافي: 2/276 باب الكبائر حديث 2.
[4] عيون أخبار الرضا عليه السّلام: 269 باب 34 ما كتبه الرضا عليه السّلام للمأمون في محض الإسلام وشرائع الدين.
[5] أصول الكافي: 2/285 باب الكبائر حديث 24.
[6] أصول الكافي: 2/324 باب البذاء حديث 5 ذيله.
[7] أصول الكافي: 2/324 باب البذاء حديث 5.
[8] الكافي: 7/239 باب كراهية قذف من ليس على الإسلام حديث 2.
[9] عقاب الأعمال: 335 باب يجمع عقوبات الأعمال حديث 1.
[10] علل الشرائع: 2/480 باب 231 حديث 1.
أقول: الحكم متفّق عليه كتابًا وسنّةً وانّه من الكبائر وانّ فاعله مستوجب للحدّ في الدنيا بالإضافة إلى الآثار الوضعيّة في هذه النشأة.
الاكثر قراءة في الغيبة و النميمة والبهتان والسباب
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة