عقيدتنا في عصمة الإمام
المؤلف:
آية الله السيد محسن الخرّازي
المصدر:
بداية المعارف الإلهية في شرح عقائد الإمامية
الجزء والصفحة:
ج2، ص 39- 41
2025-11-03
91
نعتقد أن الامام كالنبي يجب أن يكون معصوما من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن من سن الطفولية إلى الموت عمدا وسهوا، كما يجب أن يكون معصوما من السهو والخطأ والنسيان، لان الأئمة حفظة الشرع، والقوامون عليه، حالهم في ذلك حال النبي - صلى الله عليه وآله - والدليل الذي اقتضانا أن نعتقد بعصمة الأنبياء هو نفسه يقتضينا أن نعتقد بعصمة الأئمة بلا فرق.
ليس على الله بمستنكر * أن يجمع في واحد (أ).
________________
(أ) ولا يخفى عليك أن طريقة المصنف لاثبات عصمة الامام أحسن طريقة، بعد ما عرفت من حقيقة الإمامة وشؤونها، فإن الامام كالنبي إلا في تلقي الوحي بعد اختصاصه بالنبي، ومقتضى كونه كالنبي هو لزوم عصمته إذ بدونها لا يتمكن الامام من القيام مقام النبي، والعمل بوظائفه من هداية الناس إلى المصالح الواقعية، وتزكية الناس، وتربيتهم على الكمال اللائق بهم، وحفظ الشرع عن التحريف والزيادة والنقصان واقعا وغير ذلك، فالدليل الذي يدل على لزوم وجود الامام هو الذي يدل على لزوم عصمته إذ بدونها لا يتمكن من العمل بوظائفه ويكون وجوده كالعدم.
ولقد أفاد وأجاد المحقق اللاهيجي حيث قال: والحق وجوب العصمة لأنه كما أن وجود الامام لطف كذلك تكون العصمة لطفا، بل لطفية وجوده لا تتحقق بدون العصمة (1).
وهكذا المحقق القمي - قدس سره - حيث قال: والامام عند الإمامية يجب أن يكون معصوما بالأدلة التي مرت في عصمة النبي (2)، وعليه فلا حاجة في إثبات العصمة في الامام إلى إطاعة الكلام بمثل ما أشار إليه المحقق الطوسي - قدس سره - حيث قال في تجريد الاعتقاد: وامتناع التسلسل يوجب عصمته، ولأنه حافظ للشرع ولوجوب الانكار عليه لو أقدم على المعصية فيضاد أمر الطاعة ويفوت الغرض من نصبه ولانحطاط درجته عن أقل العوام (3).
هذا كله مع الغمض عن الأدلة الخاصة الدالة على عصمة الأئمة - عليهم السلام - كحديث الثقلين المتواتر عن النبي - صلى الله عليه وآله - أنه قال " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا أبدا " الدال على مصونية الكتاب والعترة عن الخطأ (4).
وكيف كان فالكلام في متعلق العصمة أيضا واضح بعد ما عرفت من وحدة الدليل في باب النبوة والإمامة، فكل ما كان النبي معصوما عنه كذلك يكون الامام معصوما عنه، فالامام معصوم عن الذنوب صغيرة كانت أو كبيرة حال الإمامة وقبلها وعن السهو والنسيان والخطأ، وعن الذمائم الأخلاقية، بل المنقصات المنفرة ، ولو كانت خلقية ( بكسر الخاء وسكون اللام ) أو نسبية كدناءة الآباء وعهر الأمهات، ولكن المصنف - قدس سره - لم يشر إلى المنقصات المنفرة ولعله أرادها أيضا .
_____________
(1) سرمايه ايمان: ص 114.
(2) راجع أصول الدين: ص 37 منشور چهلستون مسجد جامع بطهران.
(3) شرح تجريد الاعتقاد: ص 364 الطبع الجديد.
(4) راجع كتاب حديث الثقلين من منشورات دار التقريب بمصر الذي نقل الحديث من مائتي كتاب من كتب العامة.
الاكثر قراءة في العصمة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة