قصة أصحاب الاخدود برواية الامام علي
المؤلف:
الفيض الكاشاني
المصدر:
تفسير الصافي
الجزء والصفحة:
ج5، ص 309 - 311
2025-10-30
42
قال تعالى: {الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [البروج: 9]
في المجمع عن العياشي عن الباقر (عيه السلام) قال ارسل علي (عيه السلام) إلى اسقف نجران يسأله عن أصحاب الاخدود فأخبره بشئ فقال (عيه السلام) ليس كما ذكرت ولكن سأخبرك عنهم ان الله بعث رجلا حبشيا نبيا وهم حبشة فكذبوه فقاتلهم فقتلوا أصحابه واسروه واسروا أصحابه ثم بنوا له حيرا ثم ملاه نارا ثم جمعوا الناس فقالوا من كان على ديننا وأمرنا فليعزل ومن كان على دين هؤلاء فلريم نفسه في النار معه فجعل أصحابه يتهافتون في النار فجاءت إمرأة معها صبي لها ابن شهر فلما هجمت هابت ورقت على ابنها فناداها الصبي لا تهابي وارمي بي وبنفسك في النار فان هذا والله في الله قليل فرمت بنفسها في النار وصبيها وكان ممن تكلم في المهد .
وفي المحاسن عنه (عيه السلام) ما في معناه والقمي قال كان سببهم إن الذي هيج الحبشة على غزوة اليمن ذونواس وهو آخر من ملك من حمير تهود واجتمعت معه حمير على اليهودية وسمى نفسه يوسف وأقام على ذلك حينا من الدهر ثم اخبر ان بنجران بقايا قوم على دين النصرانية وكانوا على دين عيسى (عيه السلام) وعلى حكم الانجيل ورأس ذلك الدين عبد الله بن برياس فحمله أهل دينه على أن يسير إليهم ويحملهم على اليهودية ويدخلهم فيها فسار حتى قدم نجران فجمع من كان بها
على دين النصرانية ثم عرض عليهم دين اليهودية والدخول فيها فأبوا عليه فجادلهم وعرض عليهم وحرض الحرض كله فأبوا عليه وامتنعوا عن اليهودية والدخول فيها واختاروا القتل فاتخذ لهم اخدودا وجمع فيه من الحطب وأشعل فيه النار فمنهم من احرق بالنار ومنهم من قتل بالسيف ومثل بهم كل مثلة فبلغ عدد من قتل واحرق بالنار عشرين ألفا وأفلت رجل منهم يدعى دوس ذوبغلتان على فرس له وركضه واتبعوه حتى اعجزهم في الرمل ورجع ذونواس إلى ضيعة من جنوده فقال الله قتل أصحاب الا خدود إلى قوله العزيز الحميد .
وفي المجمع عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) قال كان ملك فيمن كان قبلكم له ساحر فلما مرض الساحر قال إني قد حضر أجلي فادفع إلي غلاما اعلمه السحر فدفع إليه غلاما وكان يختلف إليه وبين الساحر والملك راهب فمر الغلام بالراهب فأعجبه كلامه وأمره فكان يطيل عنده القعود فإذا أبطأ على الساحر ضربه وإذا أبطأ عن أهله ضربوه فشكا ذلك إلى الراهب فقال يا بني إذا استبطأك الساحر فقل حبسني أهلي وإذا استبطأك أهلك فقل حبسني الساحر فبينما هو ذات يوم إذا بالناس قد غشيتهم دابة عظيمة فقال اليوم اعلم أمر الساحر أفضل أم أمر الراهب فأخذ حجرا فقال اللهم ان كان أمر الراهب احب إليك فاقتل هذه الدابة فرمى فقتلها ومضى الناس فأخبر بذلك الراهب فقال يا بني إنك ستبتلى فإذا ابتليت فلا تدل علي قال وجعل يداوي الناس فيبرئ الاكمه والابرض فبينما هو كذلك إذ عمى جليس للملك فأتاه وحمل إليه مالا كثيرا فقال اشفني ولك ما هاهنا فقال أنا لا أشفي أحدا ولكن الله يشفي فإن آمنت بالله دعوت الله فشفاك قال فآمن فدعا الله فشفاه فذهب فجلس إلى الملك فقال يا فلان من شفاك فقال ربي قال أنا قال لا ربى وربك الله قال أو ان لك ربا غيري قال نعم ربي وربك الله فأخذه فلم يزل به حتى دله على الغلام فبعث إلى الغلام فقال لقد بلغ من امرك ان تشفي الاكمه والابرص قال ما أشفي أحدا ولكن ربي يشفي قال أو ان لك ربا غيري قال نعم ربي وربك الله فأخذه فلم يزل به حتى دله على الراهب فوضع المنشار عليه فنشره حتى وقع شقاه فقال للغلام ارجع عن دينك فأبى فأرسل معه نفرا وقال اصعدوا به جبلا كذا وكذا فان رجع عن دينه وإلا فدهد هوه منه قال فعلوا به الجبل
فقال اللهم اكفينهم بما شئت فرجف بهم الجبل فتدهدهوا اجمعون وجاء إلى الملك فقال ما صنع أصحابك فقال كفانيهم الله فأرسل به مرة اخرى قال انطلقوابه فلججوه في البحر فإن رجع وإلا فغرقوه فانطلقوا به في قرقور فلما توسطوا به البحر قال اللهم اكفينهم بما شئت فانكفئت بهم السفينة وجاء حتى قام بين يدي الملك فقال ما صنع أصحابك فقال كفانيهم الله ثم قال إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما امرك به اجمع الناس ثم اصلبني على جذع ثم خذ سهما من كنانتي ثم ضعه على كبد القوس ثم قل باسم رب الغلام فإنك ستقتلني قال فجمع الناس وصلبه ثم أخذ سهما من كنانته فوضعه على كبد القوس وقال باسم رب الغلام فرمى فوقع في صدغه فمات فقال الناس آمنا برب الغلام فقيل له ارأيت ما كنت تخاف قد نزل والله بك آمن الناس فأمر بالا خدود فخددت على أفواه السكك ثم أضرمها نارا فقال من رجع عن دينه فدعوه ومن أبي فاقحموه فيها فجعلوا يقتحمونها وجاءت امرأة بابن لها فقال لها يا امه اصبري فانك على الحق قال ابن المسيب كنا عند عمر بن الخطاب إذ ورد عليه انهم احتفروا فوجدوا ذلك الغلام وهو واضع يده على صدغه فكلما مدت يده عادت إلى صدغه فكتب عمر واروه حيث وجدتموه .
الاكثر قراءة في مواضيع عامة في القصص القرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة