الصحافة غير الأخلاقية
المؤلف:
الدكتور خالد العزي
المصدر:
التشريعات الإعلامية واخلاقيات المهنة
الجزء والصفحة:
ص 79- 80
2025-10-30
32
الصحافة غير الأخلاقية:
إن المتتبع للشأن الصحفي أو السلطة الرابعة في بلادنا، يجد تعبير ومصطلحات تطلق من قبل الجماهير العامة على بعض الصحف وبعض الصحفيين، الذين يعيشون في أزمة أخلاقية وكسل بسبب كتاباتهم التي يتم تجميع معلوماتها وأخبارها من جلسات المقاهي والحانات دون إعمال مبدئي التثبت والتبين والبحث عن الحقيقة، بل ويزيدون على ذلك الكذب والافتراء والبهتان وانتهاك الأعراض بحثاً عن الإثارة واللمعان، والشيء المؤسف حقاً والأقبح أن تجد هناك علاقات مشبوهة بين صحافيين وقوى الفساد والمال والسلطة، والارتباطات الأمنية للبعض منهم معروفة في الأوساط الصحفية.
والأقلام المأجورة أو الصحافة الصفراء تعبير حقيقي عن التمويه الإعلامي الذي يمارسه البعض، ولا فرق عندهم إن كان هذا الصحفي مخضرماً وله باع طويل وشهرة في الصحافة والعمل الإعلامي أو أنه كان مبتدئاً غير متمرس، فالأجندة هي التي تحرك البعض باتجاه الهدف الذي يريده الآخرون منهم، وأخلاقيات المهنة هي المميزة للصحفي المهني الصادق عن غيره من القالبين للحقائق والزارعين للفتن والنزاعات والمخربين للبلاد.
تتكون أخلاقيات الصحافة من المبادئ والأخلاقيات والممارسات الجيدة وتطبيقها على التحديات المهنية التي تواجه الصحفيين. وهي الاختيار الطوعي لما لا يمكن أن يفرض بالقوة، ولذلك يترك الأمر للصحفيين أنفسهم، لا للحكومات أو السلطات الخارجية، لأن يضعوا المعايير لمهنتهم. كما يصفها "د. رشورت آيسر "معهد الأخلاقيات العالمية".
أما الصحفي وأستاذ الصحافة الكندي "ستيفن وارد" يقول في كتابه اختراع أخلاق الصحافة: "تصبح الصحافة هابطة حين تبحث عن الفائدة من خلال حيل رخيصة عبر طرح النعرات القومية والطائفية وموضوعات الإثارة أو خلق الفزع بطريقة متعمدة تافهة وتصبح الصحافة فناً مضاداً للعدالة عندما تستخدم المؤسسات الخبرية الصحافة من دون شعور بالمسؤولية، وعندما يوظف الصحفيون مسؤوليتهم المهنية من أجل المال والشهرة".
وكما هو الحال بالنسبة لأنظمة احترام الأخلاقيات تلتزم الصحافة هي الأخرى بمبدأ "إلحاق أقل ضرر". وهذا يتعلق بعدم كشف بعض التفاصيل في النشر مثل اسم مصاب أو بأخبار لا تتعلق بموضوع المقال قد تسيء إلى سمعة الشخص المذكور.
وجاء في موقع الشامل الدور الأولى للصحافة بالمغرب وأخلاقيات مهنة الصحافة: من أخلاقيات مهنة الصحافة، نقل الأخبار ونشرها دون تحريف أو تشويه، وتجنب الأخبار التي من شأنها الإخلال بالسير العادي للعدالة وكذلك المس بشرف المواطنين وحياتهم الخاصة، وكذلك التي يمكن أن تحدث بلبلة وسط الرأي العام.
ومن بين الأخلاقيات الصحفية التي أقرت في الاجتماع القومي عام 1973 لجمعية الصحفيين المحترفين سیجمادلتاشي: (إن جمعية الصحفيين المحترفين "سيجما دلتاشي" تؤمن بأن واجب الصحفيين هو خدمة الحقيقة).
إن الصحفيين يجب أن يتحرروا من أي التزام تجاه أية جهة صاحبة مصلحة إلا التزامهم نحو الجمهور ليعرف الحقيقة. وفي سبيل ذلك عليهم أن يعلموا أن أية وظيفة ثانية للصحفي، أو الاشتراك في النشاط السياسي، أو التعيين في منصب عام، أو خدمة منظمات المجتمع يجب تجنبها إذا هي أدت إلى الإخلال بأمانة الصحفي وصحيفته.
لا توجد أعذار لعدم الدقة أو النقص في صحة المعلومات، فالعناوين الرئيسية يجب أن تتفق مع مضمون المقال من معلومات. فالصور أو البرامج المذاعة تليفزيونياً يجب أن تعطي صورة دقيقة للحدث، وألا تضخم في حادث بسيط، أو تتحدث خارج الموضوع.
الاكثر قراءة في اخلاقيات الاعلام
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة